
وليد عبد السلام ...جِبنا لك أحلى سلام ....بقلم :حسان نزال
يااااااه ، لو أنك كنت معي مساء الخميس يا سما ، كنت سرقت معي ساعة من الزمن من الماضي الجميل ،أيام عز الأغاني الشعبية الجميلة التي حفظناها منذ أيم الانتفاضة الأولى ، فقد أتحفنا وليد عبد السلام وفرقته الموسيقية بجميل كلماته وألحانه ، تلك التي تداولناها سراً كبيانات القيادة الموحدة إبان الانتفاضة الأولى ...جاء إلى مخيم جنين وأنشد لمحبيه (يويا) وردد الجمهور من خلفه ...ما بدنا طحين...يويا ، ولا سردين ..يويا ..بدنا قنابل ...يويا ..حكام تنابل....يويا .... ، نعم حكام تنابل ..هو القائل ..ولست أنا ، منذ عصر التنبلة الأول لا زالوا في تنبلتهم يعمهون ....، غنى رائعة سعود الأسدي (كنا صغار وعلمونا كبارنا ، عالشيطنة تا أصبحت عحسابنا )...نقلنا إلى شعبيات دير الأسد ورمان كفر كنا ورسم أمامنا المحيا المبتسم دائما لسعود الأسدي بالكلمة الطيبة والفكرة الأطيب .
منذ تلقيت دعوة للاستماع لوليد عبد السلام وأنا أنتظر ذلك الفارس القادم من رام الله ...استمعت اليه ذات مرة هناك ، لكنه في جنين وفي مسرح حرية مخيمها سيكون لصوته نكهة أخرى ولأغنياته لون مختلف ، غنى (نزلنا عالشوارع وتمنايلنا معه مرددين ...وقال إنه يبدو أن لا بد من النزول إلى الشوارع مرة أخرى ..فالمسيرة (مش زابطة ) ، ولا رايح تزبط خيي وليد ...فلتبق على نشيدك صادحا ....
مِثلـُك كثيرات كنّ هناك يا (سما) ، وطاول فرحهن عنان السماء ، اختلست إلى بعضهن النظر ورغم أنهن أُتخمن بسموم الفضائيات إلا أنهن كنَّ هنا بآذان مختلفة... أكفهن ، عيونهن وألسنتهن ، كل ذلك كان مقطوعة مترابطة العزف بأغنية (يا فلسطينية ...) للشيخ إمام ولبى وليد الطلب فغنى ما أراده جمهوره ، وعند كل نهاية كان الجمهور يردد ...عيدها ...عيدها ..ورغم تواضع عدد الحضور إلا أن وليد أبى إلا أن يتحف جمهوره بجديده فأنشد ما قال إنه يغنيه لأول مرة وهي أغنية ( يا زابط محسوم الرام ....جبنالك تصريح...تا نطير سرب الحمام ..ويحملنا الريح ) وهي تحاكي جانبا مما يعانيه شعبنا في انتظاره في طريقه إلى القدس في سبيل الصلاة في مسجدها ..
كان (محرضا ) وليد عبد السلام ويمكن لهم أن يصنفوه في خانة المغامرين ، إذ غنى على الإضراب وعالإضراب كأنه يحن لأيام الإعتقال والإقامة الجبرية ، هو مجبول بتجاعد وجه أم حسن التي غنى لها أغنية ((هات هات ، جيب الجبشة وجيب حجار ، وجيب العجل نعلي النار ...) ، ذكرني بمن تساءل على من سيلقي الحجارة بعيد أوسلو ، وكأنني به يذكره أنه لن يعدم العودة إلى إلقاء الحجارة وشج الرؤوس والخروج إلى الشوارع من جديد ..
فاتك نصف عمرك يا سما ، وما ستستمعين إليه مما سجلته سيكون غيضا من فيض ، فالمشاهدة لن تغني عن المعاينة والحضور ، كم أفتقدتك وهو يغني البحر بيضحك ليه ،و( يا أم العيون الكحلة وخد الألماز بغير عيونك ما بيحلى عقد الألماز ....) كأنه أرادك أنت وأنشد هذا لك ...ألست أم العيون الكحلة وخد الألماز ، لم تجربي عقد الألماز بعد وأنّى لك ذلك ، ما دامت الأولوية للانتظار أمام الخباز قبل التفكير بالألماز ......
قبل اليوم زار وليد عبد السلام جنين ، زارها برفقة وزير الثقافة المستقيل ابراهيم أبراش ، كان بلا عوده عاريا في حضرة منتظري أجمل ما أعتادوه عليه من ثياب ، الكلمة الجميلة القريبة من القلب واللحن الأقرب إلى العامل والطالب وربة البيت والتاجر والصانع ...اليوم بدا أكثر حضورا وإن كنا نحن أكثر تغيبا عن مشاركته فرحه بنا ، إنها مشكلة يا سما ...مشكلة فينا، هل تصدقين أن أكف المتضامنين والمتضامنات الأجانب الذين اعتادوا الإقامة في مخيم جنين كانت تصفق بهمة مع الأناشيد في حين غابت أكف مثقفي جنين ، أثبتوا تغييبهم لأنفسهم وإن كانوا لا يتحملون وحدهم ذلك ..قد يكون قصور في الدعوات ....قصور في الإعداد لست أدري ..المهم أنه حال الثقافة مثلما شخصه فراس عبيد في وكالة (معا) قبل أيام ....لا يسر صديقا ويكاد يشفي حقد العدو ، سألتِني بالأمس عن نصيب جنين مما تطبعه وزارة الثقافة من مخطوطات سنوية ..يقال إنها تصل إلى ثلاثين في كل عام ، سأحيلك إلى مكتب وزارة الثقافة ، وإلى مثقفي جنين ...هل من علم لديهم بمثل هكذا مشاريع للطباعة ، كأن جنين ومثقفيها ليس على الأجندة ...هل كتب عليهم أن يبقوا متلقين ...مرة أخرى نحن قلما نطرق الأبواب وما دمنا هنا ...وبالنسبة لهم هنااااااااااااااك في أقصى الشمال ( مثل الدنيا عند ربنا ) على رأي عمك أبو العبد ...فلن يبحث عنا في معمعان الضياع أحد ...لكن أليس لنا عتب على مكتبنا الثقافي ...سيكون يا سما ..صبرك علي شوي ....
على فكرة يا سما ..لم يغن وليد عبد السلام أغنية ( يا أولاد حارتنا دولة ، المجلس أعلنها دولة ...) تلك الأغنية التي اشتهرت بعد إعلان الاستقلال في دولة الجزائر ...ولم يطالبه أحد بغنائها !! أليس في ذلك دلالة ...هي تكاد تسقط من الأجنده السياسية للسياسيين ، فهل ستبقى على أجندة المثقفين الذين تعودوا أن يكونوا الأسبق ، ألم أقل لك إن عبد السلام يشعر أنه يبدو أننا سنضطر للنزول الى الشوارع مرة أخرى ..لكن متى ؟؟!! هي مسألة وقت ...وهذه المرة سيكون الحال مختلف ...لا تفكري إني متشائل كما قلت لك من قبل ...أنا اليوم جد متشائم ......والغد سيروى من خلال قصة قصيرة ، لا رواية طويلة....
قبل أن أنهي شكرا لوليد لأنه حضر ..وشكرا له لأنه أجاد ..وشكرا لمن لزملائه ومرافقيه ...وعتابنا على بعض لا بد أن يوضع على أجندة البحث ...تصبحين على محسوم الرام ....وسامحيني
يااااااه ، لو أنك كنت معي مساء الخميس يا سما ، كنت سرقت معي ساعة من الزمن من الماضي الجميل ،أيام عز الأغاني الشعبية الجميلة التي حفظناها منذ أيم الانتفاضة الأولى ، فقد أتحفنا وليد عبد السلام وفرقته الموسيقية بجميل كلماته وألحانه ، تلك التي تداولناها سراً كبيانات القيادة الموحدة إبان الانتفاضة الأولى ...جاء إلى مخيم جنين وأنشد لمحبيه (يويا) وردد الجمهور من خلفه ...ما بدنا طحين...يويا ، ولا سردين ..يويا ..بدنا قنابل ...يويا ..حكام تنابل....يويا .... ، نعم حكام تنابل ..هو القائل ..ولست أنا ، منذ عصر التنبلة الأول لا زالوا في تنبلتهم يعمهون ....، غنى رائعة سعود الأسدي (كنا صغار وعلمونا كبارنا ، عالشيطنة تا أصبحت عحسابنا )...نقلنا إلى شعبيات دير الأسد ورمان كفر كنا ورسم أمامنا المحيا المبتسم دائما لسعود الأسدي بالكلمة الطيبة والفكرة الأطيب .
منذ تلقيت دعوة للاستماع لوليد عبد السلام وأنا أنتظر ذلك الفارس القادم من رام الله ...استمعت اليه ذات مرة هناك ، لكنه في جنين وفي مسرح حرية مخيمها سيكون لصوته نكهة أخرى ولأغنياته لون مختلف ، غنى (نزلنا عالشوارع وتمنايلنا معه مرددين ...وقال إنه يبدو أن لا بد من النزول إلى الشوارع مرة أخرى ..فالمسيرة (مش زابطة ) ، ولا رايح تزبط خيي وليد ...فلتبق على نشيدك صادحا ....
مِثلـُك كثيرات كنّ هناك يا (سما) ، وطاول فرحهن عنان السماء ، اختلست إلى بعضهن النظر ورغم أنهن أُتخمن بسموم الفضائيات إلا أنهن كنَّ هنا بآذان مختلفة... أكفهن ، عيونهن وألسنتهن ، كل ذلك كان مقطوعة مترابطة العزف بأغنية (يا فلسطينية ...) للشيخ إمام ولبى وليد الطلب فغنى ما أراده جمهوره ، وعند كل نهاية كان الجمهور يردد ...عيدها ...عيدها ..ورغم تواضع عدد الحضور إلا أن وليد أبى إلا أن يتحف جمهوره بجديده فأنشد ما قال إنه يغنيه لأول مرة وهي أغنية ( يا زابط محسوم الرام ....جبنالك تصريح...تا نطير سرب الحمام ..ويحملنا الريح ) وهي تحاكي جانبا مما يعانيه شعبنا في انتظاره في طريقه إلى القدس في سبيل الصلاة في مسجدها ..
كان (محرضا ) وليد عبد السلام ويمكن لهم أن يصنفوه في خانة المغامرين ، إذ غنى على الإضراب وعالإضراب كأنه يحن لأيام الإعتقال والإقامة الجبرية ، هو مجبول بتجاعد وجه أم حسن التي غنى لها أغنية ((هات هات ، جيب الجبشة وجيب حجار ، وجيب العجل نعلي النار ...) ، ذكرني بمن تساءل على من سيلقي الحجارة بعيد أوسلو ، وكأنني به يذكره أنه لن يعدم العودة إلى إلقاء الحجارة وشج الرؤوس والخروج إلى الشوارع من جديد ..
فاتك نصف عمرك يا سما ، وما ستستمعين إليه مما سجلته سيكون غيضا من فيض ، فالمشاهدة لن تغني عن المعاينة والحضور ، كم أفتقدتك وهو يغني البحر بيضحك ليه ،و( يا أم العيون الكحلة وخد الألماز بغير عيونك ما بيحلى عقد الألماز ....) كأنه أرادك أنت وأنشد هذا لك ...ألست أم العيون الكحلة وخد الألماز ، لم تجربي عقد الألماز بعد وأنّى لك ذلك ، ما دامت الأولوية للانتظار أمام الخباز قبل التفكير بالألماز ......
قبل اليوم زار وليد عبد السلام جنين ، زارها برفقة وزير الثقافة المستقيل ابراهيم أبراش ، كان بلا عوده عاريا في حضرة منتظري أجمل ما أعتادوه عليه من ثياب ، الكلمة الجميلة القريبة من القلب واللحن الأقرب إلى العامل والطالب وربة البيت والتاجر والصانع ...اليوم بدا أكثر حضورا وإن كنا نحن أكثر تغيبا عن مشاركته فرحه بنا ، إنها مشكلة يا سما ...مشكلة فينا، هل تصدقين أن أكف المتضامنين والمتضامنات الأجانب الذين اعتادوا الإقامة في مخيم جنين كانت تصفق بهمة مع الأناشيد في حين غابت أكف مثقفي جنين ، أثبتوا تغييبهم لأنفسهم وإن كانوا لا يتحملون وحدهم ذلك ..قد يكون قصور في الدعوات ....قصور في الإعداد لست أدري ..المهم أنه حال الثقافة مثلما شخصه فراس عبيد في وكالة (معا) قبل أيام ....لا يسر صديقا ويكاد يشفي حقد العدو ، سألتِني بالأمس عن نصيب جنين مما تطبعه وزارة الثقافة من مخطوطات سنوية ..يقال إنها تصل إلى ثلاثين في كل عام ، سأحيلك إلى مكتب وزارة الثقافة ، وإلى مثقفي جنين ...هل من علم لديهم بمثل هكذا مشاريع للطباعة ، كأن جنين ومثقفيها ليس على الأجندة ...هل كتب عليهم أن يبقوا متلقين ...مرة أخرى نحن قلما نطرق الأبواب وما دمنا هنا ...وبالنسبة لهم هنااااااااااااااك في أقصى الشمال ( مثل الدنيا عند ربنا ) على رأي عمك أبو العبد ...فلن يبحث عنا في معمعان الضياع أحد ...لكن أليس لنا عتب على مكتبنا الثقافي ...سيكون يا سما ..صبرك علي شوي ....
على فكرة يا سما ..لم يغن وليد عبد السلام أغنية ( يا أولاد حارتنا دولة ، المجلس أعلنها دولة ...) تلك الأغنية التي اشتهرت بعد إعلان الاستقلال في دولة الجزائر ...ولم يطالبه أحد بغنائها !! أليس في ذلك دلالة ...هي تكاد تسقط من الأجنده السياسية للسياسيين ، فهل ستبقى على أجندة المثقفين الذين تعودوا أن يكونوا الأسبق ، ألم أقل لك إن عبد السلام يشعر أنه يبدو أننا سنضطر للنزول الى الشوارع مرة أخرى ..لكن متى ؟؟!! هي مسألة وقت ...وهذه المرة سيكون الحال مختلف ...لا تفكري إني متشائل كما قلت لك من قبل ...أنا اليوم جد متشائم ......والغد سيروى من خلال قصة قصيرة ، لا رواية طويلة....
قبل أن أنهي شكرا لوليد لأنه حضر ..وشكرا له لأنه أجاد ..وشكرا لمن لزملائه ومرافقيه ...وعتابنا على بعض لا بد أن يوضع على أجندة البحث ...تصبحين على محسوم الرام ....وسامحيني