الجالية الفلسطينية في المملكة العربية السعودية في وضعها الراهن كبيرة العدد ولكنها محدودة الفاعلية , وإذا ما استثنينا التأييد الكبير الذي كان يأتي القضية الفلسطينية من السعودية ، فإن التضامن مع هذه القضية من الشعوب العربية والإسلامية كان محدوداً ونخبوياً، ويخضع لمواقف سياسية لنخب عربية معارضة لأنظمتها ولكن لها نشاطات تضامنية مع الثورة الفلسطينية من خلال تواجدها في تلك الدول .
معظم الفلسطينيين المقيمين في السعودية أتوا إليها كوجهة رئيسة للعمل في مختلف المهن ومع أن "الوجود الفلسطيني" كانت له بعض الآثار الملموسة في الساحة الشعبية منذ الهجرة الأولى ، إلا أن مخاض تأسيس النواة الأولى لما يمكن تسميته "الجالية الفلسطينية" في السعودية كان في بداية منتصف الستينات بعد حرب عام 1967م لم يكن موفقاً وإلى الآن .
بدا التحول العالمي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م وبداية الحرب على الإرهاب وتجميد المساعدات غير الرسمية هذا التحول أثر في القضية الفلسطينية سلباً وتوالت الأحداث بشكل غير مرضي , أدى ذلك إلى إضعاف التعاطف السياسي مع قضية فلسطين ولا غرابة أن يعاني "المجتمع" الفلسطيني الكبير في معظم الدول العربية من عقبات وتداعيات اقتصادية، سياسية، اجتماعية مختلفة .
ورغم ذلك فقد ساهم الصراع العربي الإسرائيلي في صحوة الفلسطينيين الذين تحفزت ذاكرتهم الوطنية لضرورة التمسك بالهوية الفلسطينية،ولذا فإن المجتمع الفلسطيني في معظم دول العالم يتفهم وجوده في الدول المضيفة , ولديه استعداد للتكيف، ويعدُّ منفتحاً على التقاليد والعادات إلا أن حظه في الاندماج لم يلقى الدعم الكافي عربياً على أقل تقدير.
ولكن كيف يتجاهل أعداء الأمة تلك الصحوة من دون أن يحاولوا إفشالها ولهذا بدأوا بدعم بعض التوجهات تماماً كسيناريو أفغانستان من دعم كامل للجهاد ضد الروس إلى إحتلال كامل وإقصاء طالبان عن السلطة ولهذا يمكن القول أن نمو حركات الإسلام السياسي أثر سلباً على الجاليات العربية ومن ضمنها الفلسطينية، إذ تحول الانتماء من قومي ـ وطني إلى انتماء ديني حزبي يتبع أجندة أقليمية عربية وأجنبية ، ناهيك عن التداعيات السلبية مع مجتمع الدول المضيفة لاختلاف التوجهات والأهداف .
ومع ذلك، فإن أعداد محدودة من الفلسطينيين و(العرب) لديهم اهتمامات سياسية محلية أو وطنية مما يؤشر إلى وجود معالم اندماج سياسي في مختلف البيئات السياسية إلا أن ثمة تواجد واضح للأنشطة القائمة على دعم القضية الفلسطينية حديثاً .
على الصعيد التنظيمي، تأسست مكاتب فتح بدعم من "جامعة الدول العربية" لحركة المقاومة الفلسطينية التي أصدرت قراراً بتعيين (14) مندوباً لمنظمة التحرير في البلدان المختلفة , أما على الصعيد السياسي، فقد باشر العمل في تلك الأيام شخصيات بارزة وجاء الدعم الأساسي للعمل الفلسطيني من خلال الأشقاء العرب ، حيث تم تشكيل "لجان متعددة في معظم دول العالم العربي من أجل فلسطين"، التي ضمت العرب من كل الأحزاب والقوى السياسية والشعبية .
أقام الوجود الفلسطيني في السعودية علاقات سياسية مبكرة مع المؤسسات الفاعلة (بفضل حماسة هؤلاء للمقاومة الفلسطينية) من خلال الطلاب الذين تم تجهيز معسكرات الأشبال لهم في معظم الدول العربية والذين جاء تأييدهم للمقاومة الفلسطينية باعتبارها حركة تحرر وطني ضد الاستعمار أسوة بما كان يحدث في كل قوى التحرر في العالم .
يصعب حصر الأعداد الحقيقة للفلسطينيين سواء في السعودية أو في أي بلد آخر لأنهم يُسجلون تحت جنسية البلد القادمين منه (مثل الأردن، أو لبنان، أو سوريا, أو مصر , تتفاوت الإحصاءات حول العدد الكلي للفلسطينيين في السعودية، فبينما ورد في بعض الدوريات والنشرات غير الرسمية أن عددهم حوالي نصف مليون مواطن فلسطيني.
إلا أنه لا توجد جالية فلسطينية راسخة نتيجة تقصير الجهات الفلسطينية الرسمية التي ترعى شئونهم، ولغياب الرغبة في أوساط الفلسطينيين بإيجاد مؤسسات مدنية اجتماعية من خلال نظام يرعى شئون الجالية في المملكة العربية السعودية, وهنا نؤكد أن هذا الوضع أدى إلى ترهل العلاقات بين أعضاء الجالية الفلسطينية ، كما هو الحال مع الوطن الأم .
يلاحظ عدم وجود مدارس فلسطينية في السعودية إلا جامعة القدس المفتوحة والتي افتتحت حديثاً , إلا أنها لم تكن على المستوى المطلوب ولهذا ننادي بإعادة النظر في أمور هذه الجامعة حتى لا تتحول إلى ساحة للإختلاط وإفساد أخلاق الشباب والشابات الملتحقين بها بل وإفساد أخلاق أعضاء هيئة التدريس والقائمين عليها .
ولهذا لابد من قيام الجالية بدورها لإصلاح الوضع القائم إذا كانت الممثلية لاتستطيع أن تقوم بهذا الدور ومن هنا يمكن القول أن الجالية الفلسطينية جاهزة ولكن من يعلق الجرس ! ولاسيما ان مكامن القوة ظاهرة من خلال التطور الإيجابي للمواقف الرسمية السياسية والإعلامية والشعبية السعودية والعربية من القضية الفلسطينية .
ويبدوا في الأفق بوادر في زيادة الوعي وتجاوب الشباب العربي مع مبادرات التضامن مع القضية الفلسطينية , وبشكل عام بدأ التواجد العربي يأخذ شكلاً أقوى في كافة النشاطات القائمة لدعم القضية الفلسطينية، مع جرأة ومباشرة في صياغة موقف قوي غير خجول بعدائه لإسرائيل وعنصريتها وذلك بعد جملة أحداث ومن أهمها الحصار على قطاع غزة.
تفجّر الموضوع الطائفي (مسلمون، يهود، ومسيحيون) نتيجة موجة القمع التي شهدتها فلسطين مؤخراً، وما الحديث عبر القنوات الحزبية والإعلامية عمّا يسمى "معاداة السامية" تجاه اليهود عامة، من قبل العرب الموجودين في مختلف دول العالم إلا لتحويل الأنظار عن تعاطف الرأي العام العالمي مع القضية الفلسطينية .
هذا مع العلم أن ثمة قوى غربية لها موقف معاد للسامية، وكذلك الحال مع بعض القوى الإسلامية حيث أن لها (أو لبعضها المهم) موقفاً أيديولوجياً من اليهود، تماماً مثلما أن ثمة يهودا لهم مواقف "لا سامية" من العرب وطائفية تجاه باقي المسلمين وفي هذا السياق ذاته، لكن على صعيد مختلف فإن حكومة الدولة العبرية وأجهزتها، وكذلك القوى الصهيونية، لطالما اتهمت الجهات الناقدة لإسرائيل وممارساتها ـ غربية كانت أم عربية وإسلامية ـ بأنها جهات "عنصرية معادية لليهود وللسامية" .
تسبب الشتات بالنسبة للفلسطينيين في تشكيل هوية وطنية خاصة تسمى "هوية اللاجئين " تحت رحمة القوى الخارجية , وتحملت الأجيال الفلسطينية الخمسة التي تعاقبت على الدول العربية وبعض الأجيال الثلاثة في الدول الأوروبية والغربية قاسماً مشتركاً يمثل الحد الأدنى من الانتماء الوطني الحقيقي، إلا أن الوضع يحتاج إلى تفعيل الانتماء والحس الوطني بالطرق التربوية والتعليمية، وتدريس التاريخ والجغرافيا واللغة والتراث، إضافة إلى شرح القضية الفلسطينية وقضيتها العادلة للأجيال المتعاقبة حتى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
بعد حصار غزة والتهديد بالإجتياح إزداد الشعور بضرورة الانخراط بسياسة المقاومة، وأن الظلم نقطة تحول لا مفر منه، مما عزز أيديولوجية المقاومة كخيار وحيد وأساس للتخلص من حالة الاستلاب، والتنكر لحالة العيش بلا دولة وبلا حقوق، وبلا هوية واضحة.
ويرتبط فلسطينيو الشتات ارتباطاً وثيقاً بالمكان والجغرافيا والتاريخ العربي، وتتمثل تلك المظاهر بخطاباتهم ومقولاتهم السياسية , ومن خلال وسائل الإعلام الخاصة بهم حيث يتناقلون بحنين وألم الأحاديث الموثقة مع أبناءهم، ويركزون على المسّ بالعدالة، والتشديد على حق العودة الذي تأخر تنفيذه وينشدونه، ويحافظون على ثقافتهم وهويتهم.
ورغم ذلك ينعكس التشرذم الفلسطيني من خلال الواقع العربي المبعثر وتضارب المصالح والانتماءات الفردية وتأثيره السلبي عليهم ولكن المشاعرالقومية والمسيرات والخطابات والمواجهات بالضغط على السياسيين في مختلف دول العالم لممارسة سياسة فيها شيء من التوازن بين المطالب الفلسطينية واليهودية على حد سواء على الأرض الفلسطينية المقدسة والجهد التراكمي أدى إلى مايسمى برؤية بوش لقيام دولة فلسطينية جنباً إلى جنب مع الدولة العبرية .
ولكن ثمة عدد لا بأس به ينظر إلى نفسه وإلى الشتات الفلسطيني كإستراتيجية للمقاومة وكآلية دفاعية للحفاظ على الهوية ومقاومة محاولات الإبعاد , والبعض الآخر ينظر إلى وضعه بأنه ليس جزءاً من الدولة المضيفة في الدول العربية ولم يندمجوا في المجتمع المضيف لوجود قيود على الجنسية في الدول العربية ، ويبقون في تلك البلدان دون اندماج كامل بين المجتمعات مما يسبب لهم فوضى وإرباكاً فكرياً ونفسياً , كما يفتقد فلسطينيو الشتات الشعور بالأمان أو الاستقرار.
مما ينذر بوقوع كارثة إنسانية في قطاع غزة ويفجر إنتفاضة شعبية جديدة عارمة وعلى نطاق واسع قد لا تستطيع الحكومات كبح جماحها إذا إستمر الظلم والصمت الرسمي العربي والدولي .
معظم الفلسطينيين المقيمين في السعودية أتوا إليها كوجهة رئيسة للعمل في مختلف المهن ومع أن "الوجود الفلسطيني" كانت له بعض الآثار الملموسة في الساحة الشعبية منذ الهجرة الأولى ، إلا أن مخاض تأسيس النواة الأولى لما يمكن تسميته "الجالية الفلسطينية" في السعودية كان في بداية منتصف الستينات بعد حرب عام 1967م لم يكن موفقاً وإلى الآن .
بدا التحول العالمي بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م وبداية الحرب على الإرهاب وتجميد المساعدات غير الرسمية هذا التحول أثر في القضية الفلسطينية سلباً وتوالت الأحداث بشكل غير مرضي , أدى ذلك إلى إضعاف التعاطف السياسي مع قضية فلسطين ولا غرابة أن يعاني "المجتمع" الفلسطيني الكبير في معظم الدول العربية من عقبات وتداعيات اقتصادية، سياسية، اجتماعية مختلفة .
ورغم ذلك فقد ساهم الصراع العربي الإسرائيلي في صحوة الفلسطينيين الذين تحفزت ذاكرتهم الوطنية لضرورة التمسك بالهوية الفلسطينية،ولذا فإن المجتمع الفلسطيني في معظم دول العالم يتفهم وجوده في الدول المضيفة , ولديه استعداد للتكيف، ويعدُّ منفتحاً على التقاليد والعادات إلا أن حظه في الاندماج لم يلقى الدعم الكافي عربياً على أقل تقدير.
ولكن كيف يتجاهل أعداء الأمة تلك الصحوة من دون أن يحاولوا إفشالها ولهذا بدأوا بدعم بعض التوجهات تماماً كسيناريو أفغانستان من دعم كامل للجهاد ضد الروس إلى إحتلال كامل وإقصاء طالبان عن السلطة ولهذا يمكن القول أن نمو حركات الإسلام السياسي أثر سلباً على الجاليات العربية ومن ضمنها الفلسطينية، إذ تحول الانتماء من قومي ـ وطني إلى انتماء ديني حزبي يتبع أجندة أقليمية عربية وأجنبية ، ناهيك عن التداعيات السلبية مع مجتمع الدول المضيفة لاختلاف التوجهات والأهداف .
ومع ذلك، فإن أعداد محدودة من الفلسطينيين و(العرب) لديهم اهتمامات سياسية محلية أو وطنية مما يؤشر إلى وجود معالم اندماج سياسي في مختلف البيئات السياسية إلا أن ثمة تواجد واضح للأنشطة القائمة على دعم القضية الفلسطينية حديثاً .
على الصعيد التنظيمي، تأسست مكاتب فتح بدعم من "جامعة الدول العربية" لحركة المقاومة الفلسطينية التي أصدرت قراراً بتعيين (14) مندوباً لمنظمة التحرير في البلدان المختلفة , أما على الصعيد السياسي، فقد باشر العمل في تلك الأيام شخصيات بارزة وجاء الدعم الأساسي للعمل الفلسطيني من خلال الأشقاء العرب ، حيث تم تشكيل "لجان متعددة في معظم دول العالم العربي من أجل فلسطين"، التي ضمت العرب من كل الأحزاب والقوى السياسية والشعبية .
أقام الوجود الفلسطيني في السعودية علاقات سياسية مبكرة مع المؤسسات الفاعلة (بفضل حماسة هؤلاء للمقاومة الفلسطينية) من خلال الطلاب الذين تم تجهيز معسكرات الأشبال لهم في معظم الدول العربية والذين جاء تأييدهم للمقاومة الفلسطينية باعتبارها حركة تحرر وطني ضد الاستعمار أسوة بما كان يحدث في كل قوى التحرر في العالم .
يصعب حصر الأعداد الحقيقة للفلسطينيين سواء في السعودية أو في أي بلد آخر لأنهم يُسجلون تحت جنسية البلد القادمين منه (مثل الأردن، أو لبنان، أو سوريا, أو مصر , تتفاوت الإحصاءات حول العدد الكلي للفلسطينيين في السعودية، فبينما ورد في بعض الدوريات والنشرات غير الرسمية أن عددهم حوالي نصف مليون مواطن فلسطيني.
إلا أنه لا توجد جالية فلسطينية راسخة نتيجة تقصير الجهات الفلسطينية الرسمية التي ترعى شئونهم، ولغياب الرغبة في أوساط الفلسطينيين بإيجاد مؤسسات مدنية اجتماعية من خلال نظام يرعى شئون الجالية في المملكة العربية السعودية, وهنا نؤكد أن هذا الوضع أدى إلى ترهل العلاقات بين أعضاء الجالية الفلسطينية ، كما هو الحال مع الوطن الأم .
يلاحظ عدم وجود مدارس فلسطينية في السعودية إلا جامعة القدس المفتوحة والتي افتتحت حديثاً , إلا أنها لم تكن على المستوى المطلوب ولهذا ننادي بإعادة النظر في أمور هذه الجامعة حتى لا تتحول إلى ساحة للإختلاط وإفساد أخلاق الشباب والشابات الملتحقين بها بل وإفساد أخلاق أعضاء هيئة التدريس والقائمين عليها .
ولهذا لابد من قيام الجالية بدورها لإصلاح الوضع القائم إذا كانت الممثلية لاتستطيع أن تقوم بهذا الدور ومن هنا يمكن القول أن الجالية الفلسطينية جاهزة ولكن من يعلق الجرس ! ولاسيما ان مكامن القوة ظاهرة من خلال التطور الإيجابي للمواقف الرسمية السياسية والإعلامية والشعبية السعودية والعربية من القضية الفلسطينية .
ويبدوا في الأفق بوادر في زيادة الوعي وتجاوب الشباب العربي مع مبادرات التضامن مع القضية الفلسطينية , وبشكل عام بدأ التواجد العربي يأخذ شكلاً أقوى في كافة النشاطات القائمة لدعم القضية الفلسطينية، مع جرأة ومباشرة في صياغة موقف قوي غير خجول بعدائه لإسرائيل وعنصريتها وذلك بعد جملة أحداث ومن أهمها الحصار على قطاع غزة.
تفجّر الموضوع الطائفي (مسلمون، يهود، ومسيحيون) نتيجة موجة القمع التي شهدتها فلسطين مؤخراً، وما الحديث عبر القنوات الحزبية والإعلامية عمّا يسمى "معاداة السامية" تجاه اليهود عامة، من قبل العرب الموجودين في مختلف دول العالم إلا لتحويل الأنظار عن تعاطف الرأي العام العالمي مع القضية الفلسطينية .
هذا مع العلم أن ثمة قوى غربية لها موقف معاد للسامية، وكذلك الحال مع بعض القوى الإسلامية حيث أن لها (أو لبعضها المهم) موقفاً أيديولوجياً من اليهود، تماماً مثلما أن ثمة يهودا لهم مواقف "لا سامية" من العرب وطائفية تجاه باقي المسلمين وفي هذا السياق ذاته، لكن على صعيد مختلف فإن حكومة الدولة العبرية وأجهزتها، وكذلك القوى الصهيونية، لطالما اتهمت الجهات الناقدة لإسرائيل وممارساتها ـ غربية كانت أم عربية وإسلامية ـ بأنها جهات "عنصرية معادية لليهود وللسامية" .
تسبب الشتات بالنسبة للفلسطينيين في تشكيل هوية وطنية خاصة تسمى "هوية اللاجئين " تحت رحمة القوى الخارجية , وتحملت الأجيال الفلسطينية الخمسة التي تعاقبت على الدول العربية وبعض الأجيال الثلاثة في الدول الأوروبية والغربية قاسماً مشتركاً يمثل الحد الأدنى من الانتماء الوطني الحقيقي، إلا أن الوضع يحتاج إلى تفعيل الانتماء والحس الوطني بالطرق التربوية والتعليمية، وتدريس التاريخ والجغرافيا واللغة والتراث، إضافة إلى شرح القضية الفلسطينية وقضيتها العادلة للأجيال المتعاقبة حتى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
بعد حصار غزة والتهديد بالإجتياح إزداد الشعور بضرورة الانخراط بسياسة المقاومة، وأن الظلم نقطة تحول لا مفر منه، مما عزز أيديولوجية المقاومة كخيار وحيد وأساس للتخلص من حالة الاستلاب، والتنكر لحالة العيش بلا دولة وبلا حقوق، وبلا هوية واضحة.
ويرتبط فلسطينيو الشتات ارتباطاً وثيقاً بالمكان والجغرافيا والتاريخ العربي، وتتمثل تلك المظاهر بخطاباتهم ومقولاتهم السياسية , ومن خلال وسائل الإعلام الخاصة بهم حيث يتناقلون بحنين وألم الأحاديث الموثقة مع أبناءهم، ويركزون على المسّ بالعدالة، والتشديد على حق العودة الذي تأخر تنفيذه وينشدونه، ويحافظون على ثقافتهم وهويتهم.
ورغم ذلك ينعكس التشرذم الفلسطيني من خلال الواقع العربي المبعثر وتضارب المصالح والانتماءات الفردية وتأثيره السلبي عليهم ولكن المشاعرالقومية والمسيرات والخطابات والمواجهات بالضغط على السياسيين في مختلف دول العالم لممارسة سياسة فيها شيء من التوازن بين المطالب الفلسطينية واليهودية على حد سواء على الأرض الفلسطينية المقدسة والجهد التراكمي أدى إلى مايسمى برؤية بوش لقيام دولة فلسطينية جنباً إلى جنب مع الدولة العبرية .
ولكن ثمة عدد لا بأس به ينظر إلى نفسه وإلى الشتات الفلسطيني كإستراتيجية للمقاومة وكآلية دفاعية للحفاظ على الهوية ومقاومة محاولات الإبعاد , والبعض الآخر ينظر إلى وضعه بأنه ليس جزءاً من الدولة المضيفة في الدول العربية ولم يندمجوا في المجتمع المضيف لوجود قيود على الجنسية في الدول العربية ، ويبقون في تلك البلدان دون اندماج كامل بين المجتمعات مما يسبب لهم فوضى وإرباكاً فكرياً ونفسياً , كما يفتقد فلسطينيو الشتات الشعور بالأمان أو الاستقرار.
مما ينذر بوقوع كارثة إنسانية في قطاع غزة ويفجر إنتفاضة شعبية جديدة عارمة وعلى نطاق واسع قد لا تستطيع الحكومات كبح جماحها إذا إستمر الظلم والصمت الرسمي العربي والدولي .