لقد أصبح موضوع الحوار بين حركتي فتح وحماس أشبه بشيفرة مبهمة يصعب حل رموزها. فبعد اللقاءات التي جرت بين الطرفين في القاهرة ودمشق ومكة وصنعاء والإتفاقات والتفاهمات التي كانت قد وقعت فيها، جولة طويلة استهلكت الكثير من الوقت والجهد، نعود ثانية اليوم إلى المربع الأول بعد أن تم تجاوز تلك الإتفاقات والتفاهمات، بما يدفعنا للسؤال: إلى متى سيبقى الحوار مجرد يافطة أو شعار من شعاراتنا المستهلكة؟ هل هو حوار طرشان؟ هل هو هدف أم وسيلة؟
سنقلع بعيداً عن الخوض عميقاً في التفاصيل والجزئيات، وعن جدل الينبغيات وإشكالية الإشتراطات، وبعيداً عن لغة التشكيك والتحريض والتخوين، سننطلق للإعتراف بداية أن هناك العديد من القضايا الداخلية المختلف عليها والتي تشكل بدورها مادة أساسية لحوار مثمر وبنّاء ويعطي النتائج التي يتوخاها كل الحريصين على وحدة الشعب الفلسطيني، ألا يجب تمهيد الطريق من خلال توفير بعض الشروط التي تقود إلى النجاح؟ الا يجب أن تتوفر حسن النوايا لدى أطراف الحوار؟ ألا يشكل التراجع عن الإنقلاب المقدمة الطبيعية لإثبات حسن النوايا؟
وإذا كان، مثلاً، موضوع منظمة التحرير وإعادة هيكلتها واحداً من المواضيع الرئيسية المطروحة للحوار، فإن من البديهي توفير التوافق والتفاهم كشروط مسبق للإتفاق على صيغة تلبي حاجات اللحظة وترضي كل الأطراف، ولعل الإعتراف الشجاع بإرتكاب الأخطاء والإقلاع عن السير قدماً فيها يشكل مفتاح التوافق.
في كل الأحوال، الرغبة في الخروج من المأزق الراهن ورأب الصدع بين حركتي فتح وحماس هي رغبة حقيقية وحاجة وطنية ملحة. ومن موقع إدراكنا الحقيقة أن الحوار مجرد وسيلة تقرب المسافات وتردم الهوة بين الأطراف المتحادث، فإننا نتمنى على كل الأطراف الخروج من دائرة الصعوبة الضيقة، وأن تحرر مواقفها وسلوكها من حكم مضمرات لا تجلب سوى المزيد من الفرقة والتباعد والمزيد من الويلات. ليذهب الجميع إلى الحوار بنوايا صادقة وثبات، وأن لا نغفل أبداً أن الإختلاف في الرأي لا يلغي في الود قضية. نتمنى أن لا يتحول الحوار إلى هدف كي لا نقع أسرى البحث الدائم عن قطبة مخفية أو عن كلمة السر لفك طلاسم ما يحصل، وبالتالي نبتعد عن التفرغ كلياً لمقارعة الإحتلال.... عدونا الرئيسي والمركزي.
محمد مخربان
كاتب فلسطيني - لبنان
سنقلع بعيداً عن الخوض عميقاً في التفاصيل والجزئيات، وعن جدل الينبغيات وإشكالية الإشتراطات، وبعيداً عن لغة التشكيك والتحريض والتخوين، سننطلق للإعتراف بداية أن هناك العديد من القضايا الداخلية المختلف عليها والتي تشكل بدورها مادة أساسية لحوار مثمر وبنّاء ويعطي النتائج التي يتوخاها كل الحريصين على وحدة الشعب الفلسطيني، ألا يجب تمهيد الطريق من خلال توفير بعض الشروط التي تقود إلى النجاح؟ الا يجب أن تتوفر حسن النوايا لدى أطراف الحوار؟ ألا يشكل التراجع عن الإنقلاب المقدمة الطبيعية لإثبات حسن النوايا؟
وإذا كان، مثلاً، موضوع منظمة التحرير وإعادة هيكلتها واحداً من المواضيع الرئيسية المطروحة للحوار، فإن من البديهي توفير التوافق والتفاهم كشروط مسبق للإتفاق على صيغة تلبي حاجات اللحظة وترضي كل الأطراف، ولعل الإعتراف الشجاع بإرتكاب الأخطاء والإقلاع عن السير قدماً فيها يشكل مفتاح التوافق.
في كل الأحوال، الرغبة في الخروج من المأزق الراهن ورأب الصدع بين حركتي فتح وحماس هي رغبة حقيقية وحاجة وطنية ملحة. ومن موقع إدراكنا الحقيقة أن الحوار مجرد وسيلة تقرب المسافات وتردم الهوة بين الأطراف المتحادث، فإننا نتمنى على كل الأطراف الخروج من دائرة الصعوبة الضيقة، وأن تحرر مواقفها وسلوكها من حكم مضمرات لا تجلب سوى المزيد من الفرقة والتباعد والمزيد من الويلات. ليذهب الجميع إلى الحوار بنوايا صادقة وثبات، وأن لا نغفل أبداً أن الإختلاف في الرأي لا يلغي في الود قضية. نتمنى أن لا يتحول الحوار إلى هدف كي لا نقع أسرى البحث الدائم عن قطبة مخفية أو عن كلمة السر لفك طلاسم ما يحصل، وبالتالي نبتعد عن التفرغ كلياً لمقارعة الإحتلال.... عدونا الرئيسي والمركزي.
محمد مخربان
كاتب فلسطيني - لبنان