الأخبار
كم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفح
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ساخرج من سجني الصغير الى السجن الاكبر و كاني اخرج من بين الوان الرماد بقلم:طه حسين ابو غالي

تاريخ النشر : 2008-05-18
تنفست الصعداء .. الوان بالرماد

--------------------------------------------------------------------------------

دقت الساعة لتعلن عن التانية ظهرا .. انه الحادي عشر من مايو و بعد ساعة من الان سيتم افتتاح معرض الاخ الفنان محمد حرب في غزة - المركز الثقافي الفرنسي .
ساخرج من سجني الصغير الى السجن الاكبر و كاني اخرج من رمادي .. هكذا اسمي غزة و لكن لطالما تعودت منذ ايام الدراسة ان استقل السيارة الاجرة من خانيونس الى غزة في نص ساعة و لكن هذه المرة لا اعرف ماهو التوقيت الذي ساصل به طبعا ان كنت محظوظا ووجدت السيارة التي تقلني الى غزة في ظل الحصار و انقطاع الوقود منذ اكثر من ثلاثة شهور .. لذلك دون ادنى شك ان السائق يضع في خزان الوقود زيت قلي بدلا من السولار هذا ما يجعلك تشعر بانك في وسط مقلى فلافل كبير .. و هكذا خرجت من سجن بيتي الصغير الى مقلي فلافل كبير .. و لكني ما زلت مصمصا للوصل الى المعرض لالمس عن قرب الااولن التي خرجت من الرماد و احذوا حذوها في النهوض من موتي الاكيد
وصلت الى محطة السيارات ووجدت سيارة اجرة منتهية الصلاحية و كانها خارجة من الرماد للتو دون ان تطرق بابا واحدا للقدر مستاذنة له بتحدي الموت .. المفاجئة اننا ركبا السيارة احدى عشر راكبا و السائق و انا في مركبة لا تسع الا لسبع ركاب عجاف ... و بدينا حقا و كاننا نخرج من بين الرماد .
و ليس كالعادة وصلنا بعد ساعتين مما جعلني اصل متاخرا و بعد افتتاح المعرض الفني ....
ها قد وصلنا الى المركز الفرنسي .. ياااااااااااااه لقد وصلت سالما و نزلت من مقلى الفلافل مشبع بالزيت فعلا ما كان ينقصني الهواء الطلق و ها انا اخيرا امام الاعمال الفنية اتنفس الصعداء ..

انها تشكل حالة من التمرد على الفراغ و الملل القاتل اللذين يعتلون النفس الفلسطينية القابعة في سجن غزة الكبير ... انها متعة التمرد يسكن جسد امرأء تتخلص من سلبيتها المحايدة و تطلق العنان لملاممحها الغريبة الجديدة بان تصرخ بالوان طيف محاصرة .. مشبعة بالزيت و يكاد الرماد ان يجعل من ايامها كمون لوني .. هكذا تخرج الكلمات كما تنطلق الخطوط صوب اللامعقول تعبر عن اسرار تكاد ان تنطق من احشاء جسدا هزيل انها غزة .. انها غزة تخرج من بين الرماد .. تعانق اعنان السماء يلتفها الدخان كما لو انها في مخاض عسير ..

لازلت انتفس الصعداء كلما انتقلت من لوحة للوحة و ارى فيها ميلاد جسد جديد يعاند ظلمة الحصار و يلتف حوله يحمي ملامحه التاريخية تارة و يجهز اعضاءه ليكون جسدا واحدا ينطلق نحو الشرق .. الى موطن الاجداد .. ليتسلل من حصار الموت الى الموت انها زفرات قلب مزبوح .. و كانه جسدا ينوح .. بالالم يبوح

هكذا في غزة نخرج من الرماد و هكذا نتنفس الصعداء

( معرض الوان في الرماد )
بقلم /
طه حسين ابو غالي
غزة - فلسطين
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف