الأخبار
حماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرج
2024/5/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شبح مغنية بقلم:انس محمد ابو عرقوب

تاريخ النشر : 2008-04-22
شبح مغنية
انس محمد ابو عرقوب صحافي ومترجم
لايكاد يتم التطرق إلى حزب الله في إسرائيل أو إلى شخص الامين العام لحزب الله الشيخ حسن نصر و الاهم من ذلك كله رد حزب الله على إغتيال عماد مغنية القادم لا محاله كما يسود الاعتقاد في الاوساط الامنية والشعبية في إسرائيل إلا و يثور الحديث عن الشاب قيس عبيد وهو شاب فلسطيني يحمل الجنسية الاسرائيلية وكان يسكن في بلدة الطيبة التي ولد فيها داخل فلسطين المحتلة عام 48 .
اسم قيس عبيد كابوس يذكر الاجهزة الامنية الصهيونية بإخفاقاتها وتردد الاجهزة الامنية الاسرائيلية أن قيس عبيد يشغل الآن منصب قائد الوحدة 1800الوحده المكلفة بالملف الأمني والعملياتي في فلسطين المحتلة عام 48 والضفة الغربية.
لقد أولت الاجهزة الامنية ووسائل الإعلام في إسرائيل شخصية قيس عبيدإهتمام بالغا في السنوات التي تلت عملية أسر الجنرال الاسرائيلي الحنان تننباوم , بل يمكننا القول أنها قتلتها بحثا فغدت تزاداد غموضا من فرط ما سلط عليها من أضواء.
شخصية قيس تتجلي فيها كل كوابيس إسرائيل ,قيس جذوره العائيلية ,طبيعة دوره , وحدود نشاطه, إلمامه بتفاصيل الحياة الحياة في إسرائيل شخوصا وأجهزة, تجعل منه الرجل المثالي كي يناط به مهمة الاقتصاص من إسرائيل لإغتيالها عماد مغنية ,هكذا يعتقدون في إسرائيل فسجل الرجل كما أوردته وسائل الإعلام الاسرائيلية حافل بكل ما يسوء إسرائيل .
قيس تعود أصوله إلى عائلة عربية سنية من العراق , هاجرت في بداية القرن العشرين إلى فلسطين ومصر ولبنان , الفرع الفلسطيني من العائلة إستقر في بلدة الطيبة داخل فلسطين المحتلة عام 48 وتحولت إلى أحد أكبر العائلات في بلدة الطيبة, أما الفرع اللبناني من العائلة فقد استقر في بلدة جبشيت في الجنوب اللبناني وتبنت المذهب الشيعي العلاقة بين فرعي العائلة استمر كما يتضح لنا من حقيقة أن ذياب عبيد أحد أبناء الفرع الفلسطيني للعائلة انتقل للعيش إلى العيش في لبنان بين عام1944-1937 في بيت عمه والد الشيخ عبد الكريم عبيد في قرية جبشيت جنوب لبنان في عام 1944 عاد ذياب عبيد الى فلسطين وأصبح عضوا في الكنيست وفي المقابل أصبح بن عمه الشيخ عبد الكريم عبيد أحد قادة حزب الله حيث يقع لاحقا في الاسر لدى إسرائيل ليتم تحريره بعد أسر حزب الله العقيد تننباوم , ورغم كل هذا حافظ ذياب على علاقته مع العائلة في لبنان بطريقة أو أخرى ,ومع مرور الايام أصبح زوج بنت ذياب ,السيد حسن عبيد والد قيس رئيسا لبلدية الطيبة الذي جمعته مع العقيد في الجيش الإسرائيلي الحنان تننباوم صفقات تجارية مشتركة قبل مولد قيس.
قيس خضع عدة مرات في عام 1994 للتحقيق بتهم تتعلق بتهريب السلاح إلى الضفة الغربية لدى الشرطة الإسرائيلية لكن جهاز الإمن الداخلي الشاباك أوعز إلى الشرطة التغاضي عن قيس باعتباره احد عملاء الشاباك هذا حسب ما أوردته صحيفة معاريف عام 2002.
وبناءا على معلومات حصل عليها جهاز الأمن العام الإسرائيلي الشاباك بعد عمليه السور الواقي اتضح أن قيس نقل إلى أيدي المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المئات من قطع السلاح بين عامي 1998 و1999 , وأفادت التحقيقات أيضا أن قيس قال لرجال المقاومة الفلسطينية أن عمله معهم مساهمة منه في النضال الوطني.
وكشفت تحقيقات الشاباك أن قيس ربطته علاقة مع مسعود عياد العقيد في القوة القوة 17و المقرب من الرئيس الفلسطيني عرفات حيث عرّف الأخير قيس على تاجر غزيّ لديه تصريح يخوله بدخول إسرائيل .
خطط الثلاثة لتهريب العشرات من قطع السلاح وقذائف مضادة للدروع وزهاء 50 ألف رصاصة إلى الضفة الغربية من لبنان .
واتفق الثلاثة أيضا على خطف جندي إسرائيلي من عسقلان وإدخاله إلى قطاع غزة في أحد الحاويات التابعة للتاجر الغزي ثم تهريب الجندي الإسرائيلي خارج قطاع غزة في زورق عبر البحر الأبيض حيث سيستلم الجندي المخطوف قيس وأحد أعضاء حزب الله.
في النهاية هذه الخطط لم تخرج لحيز التنفيذ بسبب اندلاع الانتفاضة , وفرض إسرائيل إغلاق شامل على قطاع غزة.
اعتقلت إسرائيل التاجر الغزٍٍّي واعتبرته أحد أعضاء حزب الله ْوقامت بإغتيال العقيد عياد مسعود واتهمته انه شكّل همزة الوصل بين المقاومة في غزة وحزب الله والرئيس الفلسطيني عرفات وأنه من أدخل صواريخ الهاون إلى قطاع غزة .
لكن قيس كان يمتلك خطتين إضافيتين لخطف إسرائيلين بالتوازي مع هذه الخطة سالفة الذكر كانت الأولي تقتضي إغراء الوزير الإسرائيلي جنون ريجف وزير الطاقة والبنى التحتية 1996-1995 وخريج قوات النخبة في الجيش الإسرائيلي للسفر لإي دولة عربية ,تمكن قيس من النفاذ إلى الحلقة المقربة من الوزير وعقد معه عدة صفقات تجارية في كل من أوربا والخليج العربي وزاره عدة مرات في مكتبه , وتعتقد المخابرات الإسرائيلية أن قيس صّور الوزير في مكتبه وسلم هذه الصور لقيادته في حزب الله .

لكن في النهاية إختار قيس تنفيذ الخطة الثالثة وهي أسر العقيد الإسرائيلي الحنان لإعتبارات عملياتية لم تتضح حتى الآن للاجهزة الامنية الاسرائيلة , لكنه لم يسقط من حساباته إمكانية إستدراج الوزير الإسرائيلي حتى بعد تنفيذ عملية أسر تننباوم وذيوع صيت قيس المرعب في إسرائيل .
محاولات قيس بالإيقاع بالوزير لم تنقطع إلا بعد اعتقال الوزير بعد أن

ضبط في أثناء عملية تهريب لعقاقير الهلوسة المحظورة .
وفي نفس الإطار واصل قيس محاولاته في إستدراج إسرائيلين من لندن إلى دول عربية.
في عام 2000 توجه قيس إلى العقيد في الجيش الإسرائيلي الحنان تننباوم الذي كان غارقا بالديون بعد سلسله من الصفقات الفاشلة وإدمانه على المراهنات وطلب منه تقديم استشارة مدفوعة الثمن لتجار مخدرات حول أفضل السبل لتهريب الكوكائين إلى إسرائيل , وافق الثاني دون تردد واتفقا على اللقاء في بروكسل ثم السفر معا إلى دبي ، هناك التقوا بعضو آخر في حزب الله , وتم تزويد تننباوم بجواز سفر فنزولي مزور وصل الثلاثة مطار دبي ثم إلى فيلا في حي راق بعدها تم حقن الحنان بمخدر ونقل بطريقة غير معلومة إلى لبنان.
بعد العملية بعدة شهور تيقنوا في إسرئيل أن قيس عبيد يقف وراء عملية خطف العقيد الإسرائيلي وبدالهم ما كانوا يجهلون ويحذرون من نشاط قيس ,فعلى حد وصف احد ضباط الاستخبارات الإسرائيلين السابقين فإن عملية أسر العقيد تشكل ضمن سجل قيس الطويل تمثل الشجرة التي تحجب عن العيون إبصار الغابة .

قام وزير الداخلية الإسرائيلي إيلي يشاي بتجريد قيس من الجنسية الإسرائيلية ,وتم منع زوجة قيس وطفلتيه من السفر لكن قيس دبر عملية سفر أسرته وخرجت أسرته من مطار بن جوريون رغم وجود إسم زوجته ضمن قائمة الممنوعين من السفر والادهى من ذلك هو عدم معرفة الاجهزة الامنية الاسرائيلية بذلك إلى بعد عدة أشهر .
قصة قيس بعجرها وبجرها ورغم كل ما اعتراها كونها راوية إسرائيلية في معظم تفاصيلها إلإ أنها تذكر أولى النهى في إسرائيل بحقيقة مهمة مفادها أن حدود سايكس بيكو لم تفصم روابط الدم وأوآصر العقيدة لذا فإن حلم سلخ فلسطيني الداخل عن إنتمائهم وقضيتهم الوطنية وهم آخذ بالتبدد .

انس محمد ابوعرقوب صحافي ومترجم
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف