الأخبار
إعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبار
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

القرار لك شعب فلسطين بقلم:فادي الحسيني

تاريخ النشر : 2008-03-07
القرار لك شعب فلسطين

فادي الحسيني

في أحد أركان البيت الدافئ، جلست أم فلسطينية تكتم أنفاسها وتحاول أن تمنع عيونها عن البكاء، بعد أن بدأت تضرب كفا بكف وهي تشاهد نشرة أخبار تنقل بعض صور الأحداث المتسارعة التي تمر على بلادنا. قلبها تقطع مرارة على منظر أم تندب على ولدها الذي استشهد في إحدى الضربات المتتالية في شتاء أراده أولمرت دافئ، ومحرقه كما قالها فلنائي. جلست هذه الأم الحزينة وقد بدأت عيونها تغرغر بعد أن أحست آلام أمهات الشهداء والجرحى، وبدأت تتساءل: ألم تحرك تلك الصور مشاعر أمهات وآباء من يحكمون العرب والعالم؟ وتساءلت: أبقتل أطفالنا يظن أولمرت أنه سيحمي أطفاله؟ وتساءلت أيضا: ألم يحن الوقت لنا كفلسطينيين أن نعلم أنه لا صديق لنا ولا رفيق سوى أنفسنا؟ ولا سبيل لنا للصمود سوى وحدتنا! تساءلت كثيرا وطويلا، ولم تجد من يجيب على بعض تساؤلاتها، وقد بدأت شاشة التلفاز تظهر تراشق الاتهامات والتصريحات المشككة تارة والمخونة تارة أخرى من أطراف فلسطينية ضد أطراف فلسطينية أيضا.

وبعد مرور أيام عصيبة على بلادنا شمالا وجنوبا، ومع استمرار تدفق أنهار الدم الخالدة في أركان وطن بكى حرقة على صمت عالمي عجيب واسلامي مريب وعربي معيب، أكثر من بكائه من آلام ضربات عدو تغنى بمحرقة أجداده وتباهى بتخاذل أشقاء أعدائه، لم يتبقى لنا سوى أن نراهن على ثقتنا بأنفسنا وبوحدتنا. لقد أثبتت هذه التجربة الصعبة وعي هذا الشعب العريق العظيم، وأكدت الأحداث أن تعلمنا من تجارب غيرنا ودروس السابقين حين نحينا خلافاتنا جانبا وخاصة في الميدان لنتفرغ لما له الأولوية العليا، إلا قلة شذت وأبت إلا أن تشق الصف الوطني لأهداف تبدو للوهلة الأولى شخصية أو حزبية، ولكنها بلا شك تهدف إلى مساعدة الأعداء في تحطيم أنف شعب أبى إلا أن يموت كالأشجار شامخا.

قد نختلف فيما بيننا عن مسئولية ما نمر به الآن من عدوان غاشم وحصار، يحمل البعض هذا الطرف المسئولية بسبب أفعاله أو مواقفه، أو حتى تصريحاته، بينما يميل البعض الآخر إلى تحميل الطرف الثاني المسئولية وإعطاء الضوء الأخضر لمثل هذا العدوان من خلال تخاذل أو مواقف سلبية حسب وصفهم، ولكن الأمر المؤكد هو أن الوقت الآن غير مناسب لكي نبحث عن أسباب العدوان، فالعدوان قد بدأ بالفعل وبات حقيقة لا ريب فيها، وأضحت ملامح العدو واضحة لمن لم يكن يعلم ملامحه، فهو العدو الذي يقتل أطفالنا كل يوم ويحرم أبناءنا من آبائهم وأمهاتهم، وحتى من بيوتهم وألعابهم، عدونا هو من بطش وأجرم واعتقل، وهو من دمر وشرد وقتل، وهو عدو مغرور شرس يستدعي أن نقف أمامه صفا واحدا لنصد مآربه الخبيثة في كسر إرادة وعزيمة وكرامة هذا الشعب قبل أن يكسر مقاومته وكفاحه، ومن اعتقد أن الحرب على هذا الشعب تحتاج لمبرر كإطلاق صواريخ أو عمليات مقاومة أو حتى فشل مفاوضات، فهو واهم، لأن الحرب على هذا الشعب وعلى مقدراته لم تتوقف يوما، وإن اختلفت أشكال العدوان.

وحتى تنتهي هذه الجولة من معركتنا الطويلة مع الأعداء، لا يحق لأي منا أن يشق الصف الوطني من خلال عبارات التخوين والتعاون أو التخاذل والتفريط، وعند انتهاء هذه الجولة يجب أن نفتح باب المراجعة، ولنعد للوراء لنرى من فينا أخطأ ومن أصاب، وهو أمر ضروري مع استمرار حالة الانقسام والتفكك الواقعة في الحال الفلسطينية، والتي بدأت تهدد قضيتنا برحلة ذهاب بلا عودة بعد أن بدأت ملامح هذا المرض العضال تستشري شيئا فشيئا في الجسد الفلسطيني. إن كل ما نشهده اليوم يقودنا إلى نتيجة واحدة وهي حتمية وضرورة وجود قرار فلسطيني موحد يسري على كافة أبناء هذا الشعب، ويطبق في كافة أرجاء هذا الوطن، فمرجعية فلسطينية واحدة تسري قراراتها على الجميع، تحاسب حين تخطئ وتكافأ حين تصيب، فإذا صوّت جميع هذا الشعب لمرجعية ترى في الحل السلمي سبيلا نقف جميعا خلفها ونساندها، وإن رأت مرجعيتنا أن لا بديل عن المقاومة والقتال، نهب جميعا جندا نحارب خلفها بلا هوادة، وننطلق كأسهم نافذه لا تخطئ قلوب أعداءها، ونحلق عاليا كنسور تبحث عن مبتغاها. إن وحدة القرار قوة لا يستهان بها، وتشرذم وانقسام القرار ضعفا كبيرا وقصورا عظيما وإهدارا للأرواح والقدرات.

قد يكون استفتاء شعبيا أنسب السبل وأولى خطوات تحقيق هدف الوحدة والخلاص من وضع كرهناه، ليعطي الشعب رأيه في قضايا تهم حاضره ومستقبله، وهي قضايا ما زال الخلاف حولها قائم، مثل قضية المقاومة وصواريخها مقابل المفاوضات وتفاصيلها، كذلك قضية انتخابات رئاسية وتشريعية مقابل حل السلطة الفلسطينية.

يجب أن يأخذ الشعب دوره في تحديد مستقبله، وعليه أيضا أن يعلم أن التبعات والنتائج لما سيقرره، ليقف كل عند مسئوليته، ولنبدأ الآن بإصلاح ما حطمناه بأنفسنا من صورة نضالنا وبطولاتنا وتاريخنا قبل فوات الأوان.

http://blog.amin.org/fadi/
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف