انا بوليس...لا فشل ولا نجاح
بقلم:اكرم ابو الهنود
لا شك أن الوضع الفلسطيني علي موائد المفاوضات التي من المفترض أن تجري في أنابوليس خلال الأيام القلية القادمة يجعل الكثير منا تساورهم هواجس من القلق , و هذا القلق مشروعا وله ما يبرره, خاصة في ظل الظروف العامة المتردية علي أكثر من صعيد والتي سينعقد تحت سقفها المنخفض هذا اللقاء, ومع ذلك يبدو هذا الأمر بحاجة إلي قراءة أكثر عمقا والي تحليل أكثر موضوعية لتبديد جزء من هذه الهواجس.
فمن الضروري الانتباه إلي أننا قد نكون على خطأ ,عندما نعتمد في تحليلاتنا للأمور علي ما يصدر فقط عن الجانب الإسرائيلي من تصريحات , ويصل بنا هذا إلي حد التعامل مع هذه التصريحات وكأنها وقائع مسلمة, وأنه سيجري بالضرورة فرضها علي الجانب الفلسطيني , وبالمقابل قد نتجاهل كل ما يصدر عن الجانب الفلسطيني من مواقف وتصريحات, وهو ما يفسر حالة القلق التي تصل في كثير من الأحيان الي درجة التشكيك في الموقف الفلسطيني.
ويجب أن لا ننسى انه على أعتاب كامب ديفيد 0002 تحفز الفلسطينيون جميعاً، بانتظار ما ستسفر عنه جولات المفاوضات، وعندما انتهت إلى ما انتهت إليه، شكك الكثيرون بصحة ما أعلن رسمياً، من رفض الوفد الفلسطيني المفاوض لطروحات أميركية وأخرى إسرائيلية، لدرجة صرح البعض بأن ثمة اتفاقاً سرياً تم إبرامه، إلى أن جاءت الأحداث والوقائع، لتؤكد تمسك الوفد الفلسطيني بثوابته، التي دفع ثمنها غالياً
فالوقائع الثابتة تشير إلي أن الجانب الفلسطيني أظهر ما يكفي من المقاومة لصد الاملاءات الإسرائيلية, وكان هذا واضحا في جولات المفاوضات بين الطرفين أثناء محاولة تطبيق اتفاق أوسلو, وكانت القيادة الفلسطينية هي نفسها, وبشهادة كلينتون, من قاومت ورفضت الصفقة التي عرضت عليها في كامب ديفيد في نهاية عام2000, برغم كل الضغوطات الأمريكية ـ الإسرائيلية التي تعرض لها الرئيس الراحل أبوعمار في هذه المفاوضات.
أما فيما يخص الأوراق التفاوضية الضعيفة التي يذهب بها أبومازن إلي أنا بوليس, فإنه من الضروري عدم إهمال أن الأطراف الأساسية الثلاثة في أنا بوليس, بوش, أولمرت, وأبومازن, تعاني كلها من ضعف عام, وأبومازن, ليس بالضرورة هو الطرف الأضعف بينها.وأن إسرائيل هي الطرف الذي عليه الآن أن يقبل مشروع تقسيم فلسطين ـ وإسرائيل هي التي عليها أن تعود, إلي خلف حدود الخط الأخضر.وان هناك فرقا نوعيا يفترض أن يكون في كفاءة أطقم التفاوض الفلسطينية, بعد أن تعلموا, فن التفاوض وإدارته مع الجانب الإسرائيلي.و والاهم أن الأوراق التفاوضية الفلسطينية هي الأوراق العربية, وكل ضعف في الأوراق الفلسطينية يمكن معالجته عربيا وما يملكه الفلسطينيون والعرب من هذه الأوراق ليس أقل في قيمه مما تمتلكه الأطراف الأخرى.
في الجولة الحالية لمؤتمر أنا بوليس قد تغيب أجواء التحفز ، لدرجة يمكن القول معها إن حس الشارع الفلسطيني، بات حساً انتظارياً، لا يرى في المؤتمر فرصة لفشل ولا فرصة لنجاح مرتقب,ولذلك يمكن القول أن أنابوليس هي في النهاية ملعبا لكرة القدم و ليست احتفالا لالتقاط الصور, وليست هناك أي فرصة لأن يفوز أحدهم بالكرة الذهبية, علينا أن نحصي النقاط, وبعدها نستعد للجولة المقبلة.
بقلم:اكرم ابو الهنود
لا شك أن الوضع الفلسطيني علي موائد المفاوضات التي من المفترض أن تجري في أنابوليس خلال الأيام القلية القادمة يجعل الكثير منا تساورهم هواجس من القلق , و هذا القلق مشروعا وله ما يبرره, خاصة في ظل الظروف العامة المتردية علي أكثر من صعيد والتي سينعقد تحت سقفها المنخفض هذا اللقاء, ومع ذلك يبدو هذا الأمر بحاجة إلي قراءة أكثر عمقا والي تحليل أكثر موضوعية لتبديد جزء من هذه الهواجس.
فمن الضروري الانتباه إلي أننا قد نكون على خطأ ,عندما نعتمد في تحليلاتنا للأمور علي ما يصدر فقط عن الجانب الإسرائيلي من تصريحات , ويصل بنا هذا إلي حد التعامل مع هذه التصريحات وكأنها وقائع مسلمة, وأنه سيجري بالضرورة فرضها علي الجانب الفلسطيني , وبالمقابل قد نتجاهل كل ما يصدر عن الجانب الفلسطيني من مواقف وتصريحات, وهو ما يفسر حالة القلق التي تصل في كثير من الأحيان الي درجة التشكيك في الموقف الفلسطيني.
ويجب أن لا ننسى انه على أعتاب كامب ديفيد 0002 تحفز الفلسطينيون جميعاً، بانتظار ما ستسفر عنه جولات المفاوضات، وعندما انتهت إلى ما انتهت إليه، شكك الكثيرون بصحة ما أعلن رسمياً، من رفض الوفد الفلسطيني المفاوض لطروحات أميركية وأخرى إسرائيلية، لدرجة صرح البعض بأن ثمة اتفاقاً سرياً تم إبرامه، إلى أن جاءت الأحداث والوقائع، لتؤكد تمسك الوفد الفلسطيني بثوابته، التي دفع ثمنها غالياً
فالوقائع الثابتة تشير إلي أن الجانب الفلسطيني أظهر ما يكفي من المقاومة لصد الاملاءات الإسرائيلية, وكان هذا واضحا في جولات المفاوضات بين الطرفين أثناء محاولة تطبيق اتفاق أوسلو, وكانت القيادة الفلسطينية هي نفسها, وبشهادة كلينتون, من قاومت ورفضت الصفقة التي عرضت عليها في كامب ديفيد في نهاية عام2000, برغم كل الضغوطات الأمريكية ـ الإسرائيلية التي تعرض لها الرئيس الراحل أبوعمار في هذه المفاوضات.
أما فيما يخص الأوراق التفاوضية الضعيفة التي يذهب بها أبومازن إلي أنا بوليس, فإنه من الضروري عدم إهمال أن الأطراف الأساسية الثلاثة في أنا بوليس, بوش, أولمرت, وأبومازن, تعاني كلها من ضعف عام, وأبومازن, ليس بالضرورة هو الطرف الأضعف بينها.وأن إسرائيل هي الطرف الذي عليه الآن أن يقبل مشروع تقسيم فلسطين ـ وإسرائيل هي التي عليها أن تعود, إلي خلف حدود الخط الأخضر.وان هناك فرقا نوعيا يفترض أن يكون في كفاءة أطقم التفاوض الفلسطينية, بعد أن تعلموا, فن التفاوض وإدارته مع الجانب الإسرائيلي.و والاهم أن الأوراق التفاوضية الفلسطينية هي الأوراق العربية, وكل ضعف في الأوراق الفلسطينية يمكن معالجته عربيا وما يملكه الفلسطينيون والعرب من هذه الأوراق ليس أقل في قيمه مما تمتلكه الأطراف الأخرى.
في الجولة الحالية لمؤتمر أنا بوليس قد تغيب أجواء التحفز ، لدرجة يمكن القول معها إن حس الشارع الفلسطيني، بات حساً انتظارياً، لا يرى في المؤتمر فرصة لفشل ولا فرصة لنجاح مرتقب,ولذلك يمكن القول أن أنابوليس هي في النهاية ملعبا لكرة القدم و ليست احتفالا لالتقاط الصور, وليست هناك أي فرصة لأن يفوز أحدهم بالكرة الذهبية, علينا أن نحصي النقاط, وبعدها نستعد للجولة المقبلة.