الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نبات العكوب في فلسطين بقلم:مازن الشاعر

تاريخ النشر : 2007-11-07
نبات العكوب في فلسطين-------------مازن الشاعر

1-ما هو العكوب؟

2- كيف يؤكل؟

3- العكوب في التراث الفلسطيني:

4-العكوب في الشام ولبنان..

5- الفوائد الغذائية للعكوب..

6-دراسة علمية لبنانية للعودة للغذاء التقليدي التاريخي..



النبات الشوكي المحبب

والعكوب لمن لا يعرفه نبات شوكي يتواجد بكثرة في فلسيطن لا سيما في جبال الجليل والاغوار ونابلس وجنين , وتميزت مدينة نابلس وجنين بأهتمامهما الشديد بهذا النوع من الغذاء فيطهونه على مدار العام سواء في موسمه أو غير موسمه حيث يتم تجفيفه وتجميده ليبقى محفوظا طوال فصول السنة.

و تزهر هذه النباتات في معظمها في شهر نيسان، و قليل منها يزهر في شهر كانون الأول ومن أسباب هذا التنوع إلى عدة أسباب منها الموقع الجغرافي لفلسطين كمنطقة التقاء القارات الثلاثة، و الطبيعة المناخية و التنوع المناخي في مساحات قليلة. وكون فلسطين كانت مسرحاً لصراع كثير من الحضارات، تم إدخال العديد من الأنواع النباتية إما قصداً بواسطة الإنسان أو من غير قصد بواسطة الحيوانات.



و يلعب الماء دورا أساسياً محدداً في نمو النباتات في فلسطين، و بسبب تفاوت الكميات المتساقطة من الأمطار من منطقة لأخرى فإن النباتات البرية ، وبذكاء تحسد عليه..!، تكيفت و تأقلمت مع هذه التغيرات في نسبة سقوط الأمطار، ومن أشكال هذا التكيف زيادة امتصاص المياه من حوض الأرض و تقليل التبخر، حتى أن الأشجار المثمرة غيرت من شكلها سواء كان في شكل الساق أو الأوراق أو الجذور، وذلك لمقاومة الجفاف و تقليل النتح و التبخر التي تفقد عن طريقه كميات ليست قليلة من المياه، وكذلك تحاول الاحتفاظ بكميات احتياطية من المياه لأشهر السنة التي تقل فيها كمية الأمطار

كيف يؤكل العكوب:

العكوب بالبيض... المقادير

كيلو عكوب منظف ومقطع الى قطع صفيره

بصله مفرومه ناعم

ملعقه صغير بهار

ملح حسب الذوق

نصف كاس صغيره زيت زيتون

3 بيضات


الطريقه

تقلى البصل المفروم بالزيت على نار هاديه مع التحريك

يضاف اليه العكوب المفروم مع التقليب

ثم البهار والملح

عندما ينضج العكوب اكسري البيض مع التحريك

العكوب من التراث الفلسطيني:

فلسطينيات يتخذن من الشوك مهنة!

سامر خويرة




وسط باحة منزلهم في حي الياسمينة بنابلس جلست أم محمد وحولها ثلاثة من أبنائها الصغار يساعدنها منهمكين في تنظيف أكواز "العكوب" (عشبة ونبتة خضراء جبلية شوكية) التي أتت بهن جاراتها مقابل مبلغ مادي قد يعينها على قضاء بعض حوائج أسرتها التي تمر بظروف اقتصادية صعبة.

تقول أم محمد -التي رفضت أن نلتقط لها صورة-: "أستغل موسم العكوب لأحصل على بعض المال وأساعد زوجي في مصروف البيت، فوضعنا المادي صعب للغاية بعد أن قعد عن العمل في إسرائيل منذ 4 أعوام، والآن يعمل باليومية، إن ذهب للورشة وعمل تعشينا في تلك الليلة، وإلا بتنا على لحم بطننا".

وتضيف وهي تمسك بيدها "المنشتر" (مقص خاص لتنظيف العكوب، وأهل نابلس يطلقون على عملية التنظيف كلمة "تعكيب"): "خطرت ببالي الفكرة في العام الماضي، فقد ساعدت جارتنا لنا في تعكيب العكوب الذي اشتراه لها زوجها، فأعجبت بطريقتي في العمل، وأخبرت قريباتها عني، فطلبن مني أن أعكب لهن العكوب، مقابل مبلغ مادي، فوافقت وبدأت أعمل في هذه المهنة الشاقة جدا لكسب المال".

العكوب ونابلس

ولمن لا يعرف العكوب: هو عشبة ونبتة خضراء جبلية شوكية، تنبت في موسم الربيع في مناطق الأغوار، وجبال الجولان والخليل وطور نابلس، وتنظيفها صعب لكل ربة منزل، لكن طعمها لذيذ، وتعتبر من أشهر وأطيب الأكلات النابلسية. ويطبخ العكوب في غير طبق، وبالإمكان قليه مع البيض، أو إعداده مع اللبن ضمن شُربة باللحم، أو مقلوبة مع الرز واللحم بدلا من الفول.

وشهرة العكوب في نابلس ليست وليدة اليوم؛ ففي كتابها "رحلة جبلية.. رحلة صعبة"، قالت الشاعرة الفلسطينية الراحلة فدوى طوقان: سألت والدتي عن تاريخ ميلادي، فأجابتني "مش متذكرة، كنت ساعتها أنظف العكوب من شوكه".

وللعكوب في نابلس فرحة لا تضاهيها فرحة العيد، وفي حال كنت غريبا عن المدينة لتعجب من هذا الطعام و"الطقس الاجتماعي"، ومفعوله السحري على حياة المواطنين، وخصوصا النسوة اللواتي يرهقن أنفسهن في إعداد وتخزين هذا النبات، ليكن أبطاله عن جدارة.

وهذه الأيام، هي أيام "العكوب" الحقيقية التي تمر مسرعة، وعلى المواطنين وخصوصا النسوة اقتناص فرصة شراء كمية كبيرة منه لتخزينه بعد "تعكيبه" طبعا الذي أخذ يفعل مفعوله معهم على نحو حقيقي، سيدات ينظفنه ويمتهن تجارته، وسيدات يطبخنه، وأخريات يرسلنه إلى فلذات أكبادهن في المهجر والغربة المرة والأسر في سجون الاحتلال، ورجال ينتظرونه على موائد يومية كطبق رئيسي لا يمل.

"ذل قرشك ولا تذل نفسك"

نعود لأم محمد، التي سمعتُ عن شهرتها قبل زيارتها، فتخيلت أنها في الخمسين أو الستين من العمر، لكنني تفاجأت أنها لا تزيد عن 25 عاما، والتي تقول: "نفسي عزيزة ولا أرضى أن أطلب مالا من أحد، وأقدر ظروف زوجي الذي عارض الفكرة في بادئ الأمر لأنها مرهقة جدا وقد تشغلني عنه وعن أولادي وأعمال المنزل، لكن الحاجة ملحة".

وتتابع -وحولها أكياس سوداء بها عكوب وعلى كل واحد منها اسم صاحبه-: "كثير من النساء تستصعب تنظيف العكوب؛ فأشواكه حادة وكثيفة -وكثيرا ما نزلت الدماء من يدي- فيأتين لي به، أو لغيري؛ ففي حارتنا أكثر من سيدة تعمل بأجرة في تعكيب العكوب"، وتضيف شارحة لنا يومها: "أستيقظ مبكرة وأقوم بمعظم شغل البيت من ترتيب وتنظيف، ومن ثم أحضر لزوجي الإفطار في اليوم الذي سينزل به للعمل، وفي حوالي الساعة الثامنة أبدأ بالتعكيب، وقد أستمر حتى ساعة متأخرة جدا من الليل، طبعا حسب الطلب والكمية الموجودة عندي".

وتشير أم محمد إلى أنها تتقاضى 5 شيكل (أكثر من دولار بقليل) على كل كيلو عكوب، بغض النظر عن الكمية الناتجة عنه بعد التنظيف، وتضيف: "أنتج في اليوم حوالي 12 كيلو، وهذه قد تستغرق نحو 10 ساعات متواصلة".

ويبيع التجار الكيلو الواحد من العكوب "المعكب الجاهز" بـ25 شيكلا (حوالي 6 دولارات)، و"غير المعكب" حسب نوعه؛ فمنه ما يكثر ورقه وهو رخيص نوعا ما ولا ينتج بعد تنظيفه كمية كبيرة (6 شيكل)، والغالي الذي عليه "رؤوس" كثيرة بـ(10 شيكل)، أي حوالي دولارين ونصف.

مهنة عائلية

ما من شك أن تناول هذه الوجبة أمر سهل جدا وممتع، ولكل من ذاقه للمرة الأولى رغبة في تكرار الطبق، لكن الصعب هو إعداد هذا الطبق ليكون جاهزا للأكل، وهو ما تصفه النساء بأنه "يهد الحيل ويكسر الظهر" لكنهن لا يقاومن إغراءه ولذة مذاقه، والتنافس في إعداده، حيث تعتبر عملية تجهيزه مهمة صعبة للغاية التي تبدأ باختيار نوعه الجيد بعد "لفة ودورة" طويلة في الأسواق، ومن ثَم القيام بعملية "التعكيب"، وهذا الأمر متعب للغاية حتى للنسوة اللواتي يحترفنه، إضافة إلى أنه يأخذ الكثير من الوقت؛ لذلك لا مناص من أن يشارك أفراد العائلة في هذا العمل الشاق.

وهناك الكثير من الرجال الذين يساعدون زوجاتهم في هذا العمل، حتى إن بعضهم قد يضطر إلى أخذ إجازة من عمله، يقول "أبو يوسف الحن" صاحب محل لبيع اللحوم: "اشتريت 15 كيلو عكوبا، للطبخ والتخزين، وزوجتي لوحدها في البيت، وأطفالي صغار بحاجة إلى عناية، لذلك اعتمدت على العمال عندي لتسيير أمور الملحمة وجلست في البيت أساعدها ليومين متواصلين".

التعكيب الجماعي



وغالبا ما تجتمع عدة نسوة مع بعضهن البعض لتعكيب العكوب، حيث تشير أم ماهر عبيد إلى أنها تذهب وأربعة من جاراتها إلى بيت أختها في منطقة رفيديا بنابلس، لوجود ساحة كبيرة فيه وتأتي كل واحدة منهن "بعكوباتها"، ويقضين وقتا ممتعا وهن يعملن في التعكيب تتخلله ترديد لبعض الأهازيج القديمة والترويح عن النفس، وتقول ضاحكة: "حتى مرات بنحكي في السياسة".

وتضيف أم ماهر: "ننقسم لجزأين، الأول يقوم بقص الشوك والأخريات يقمن بتنظيف الرؤوس، ويشاركنا الصغار أيضا في ذلك"، وتتابع: "الأمر مرهق جدا؛ فالجلوس لساعات متواصلة، وكذلك الجروح التي تحدث بسبب الأشواك، والتعب، واخضرار الأصابع، كما أن المكان يكون بحاجة إلى تنظيف بعد انتهاء العمل خوفا من وخز الشوك للأشخاص دون انتباههم".

وتوضح جارتها أم محمود الإمام أن للعمل بالعكوب سلبيات، تذكر منها الانشغال عن القيام بواجبات البيت، وما يترتب عليه من عدم اعتناء بتدريس الأطفال أو حتى متابعة أمورهم، وكذلك عدم التفرغ للزوج إذا انتهى العمل بالتعكيب في ساعة متأخرة من الليل".

أحلى هدية

وتقول أم عارف كلبونة وهي صاحبة محل بيع ملابس الأطفال بنابلس: إن الاهتمام بالعكوب لا يقتصر على الفلسطينيين، مشيرة إلى أن الكثير من العائلات التي تعيش في الدول العربية والأوربية تنتظر هذا الموسم بفارغ الصبر، حيث تقوم كل عائلة بإرسال كميات ليست قليلة لأقاربها المتواجدين في الخارج، وهذا يعمق الحنين للوطن، ويقود لمد جسور تواصل، وتبادل للذكريات.

وتضيف: "النسوة في نابلس يرسلنه -غير مطبوخ- لبناتهن وأبنائهن المقيمين في المنفى الذين يعتبرونه أفضل هدية تصلهم على مدار العام"، وتتابع: "أنا أقوم كل عام بشراء 50 كيلو منه، نتعاون على تنظيفها مع باقي أفراد العائلة وبعض الجارات، وبعد ذلك أقوم بإرسال نصف الكمية لإخوتي في دول الخليج من خلال طرود بريدية، أو من مع بعض المسافرين لتلك الدول".

وفي السجون الإسرائيلية أيضا

وكما يصل العكوب إلى العالم الخارجي؛ فهو كذلك يدخل المعتقلات الإسرائيلية، وعن ذلك تقول الطالبة ميساء الشامي: "هذا العام اشترينا 12 كيلو فقط لارتفاع ثمنه، غير أن أمي ومنذ أسبوعين وهي تعمل على تنظيفه وتخزينه، حيث ستحاول في أول زيارة لسجن النقب أن ترسل لأخي جواد المحكوم عليه بـ5 سنوات البعض منه، ليحتفي أخي والسجناء بهذا الطبق اللذيذ".

"السجناء في مختلف المعتقلات يرونه أفضل وجبة تقدم لهم حيث يحمل رائحة بيوتهم ونكهة مأكولات أمهاتهم اللاتي خطف الأسر حرية أبنائهن، وبالتالي ينفسون عن أنفسهم من سطوة الأكل المكروه الذي تقدمه إدارة السجون الإسرائيلية"، أضافت الشامي.

العكوب في مرمى النيران

وإن كانت عملية تنظيفه تعتبر مصدرا للدخل فإن عملية جنيه كذلك أيضا، لكنها متعبة، ومرهقة، ومحفوفة بالمخاطر في الوقت نفسه، حيث تعتبر عملية جمعه مصدر دخل وفير للكثير من نسوة القرى القريبة من نابلس، فهن يقصدن أماكن تواجده على شكل جماعات، بل إنه في كثير من الأحيان تتوجه العائلة بكامل أفرادها إلى سفوح الجبال حيث أماكن تواجده، في عملية تجارية موسمية تدر أرباحا جيدة.

وفي هذه الأوقات الأمر تغير كثيرا، فأصبح من الخطر تسلق الجبال بسبب التواجد المكثف لجنود الاحتلال، فيقول المواطن إياد عبد الله من بلدة عورتا شرق نابلس: "بسبب مضايقات قوات الاحتلال لنا فإننا أصبحنا نخشى على أنفسنا من صعود الجبال لجني ثماره، حيث تم تهديدنا عدة مرات بالقتل"، مشيرا إلى أنه على مدار السنوات القليلة الماضية كان يعتبر مصدرا ممتازا للدخل كموسم زراعة القمح الذي يدخل البهجة في قلوب مواطنين انتظروه من دون أن يزرعوه.

ونظرا للحصار المفروض على مدينة نابلس فإن الكميات المتواجدة في الأسواق لم تعد كما كانت عليه في السابق، فيقول أحد التجار في سوق الخان: "كمية العكوب الموجودة في السوق قليلة للغاية، وهذا سبب ارتفاع أسعاره نوعا ما، وبالتالي يحرم منه المواطن الفقير، أو تصبح إمكانية الاحتفاء به قليلة للغاية".

ويتابع: في السابق كان يؤتى بـ"العكوب" في شاحنات كبيرة، معبأ بأكياس تفرغ على "دوار الشهداء"، حيث مركز المدينة، ليشارك المواطنون في متعة التسوق واختيار أفضل الأنواع، أما اليوم فالحال يصعب وصفه.

ويشير الزارع ماجد مصطفى ويقطن في وادي المالح إلى المكاسب الاقتصادية التي كان يجنيها جراء تجارة العكوب، فكان يسرح كل يوم ليحصل على متوسط إنتاج يبلغ 20 كيلوجراما منه؛ الأمر الذي يعني له أرباحا كبيرة.

ويقول إنه وبسبب مضايقات قوات الاحتلال الكثيرة التي يعرض لها كل من يقصد تلك المناطق لم يعد بإمكانه الحصول على هذا المحصول ولو على كيلوجرام واحد يستخدمه، مبينا أن جنود الاحتلال يلاحقون ويطاردون كل من يقصد تلك المناطق لغرض الرعي أو التقاط ما تجود به الأرض من نباتات وأعشاب.

ويشير إلى أنه للموسم الزراعي الرابع على التوالي، لم يتم قطف أكواز العكوب المنتشرة بكثرة في تلك المناطق، مما حرم عشرات العائلات من الحصول على مصدر رزق وفير، مؤكدا أنه حاول مرارا تحدي إجراءات قوات الاحتلال والوصول إلى منقطة العرقوب لرعي أغنامه، وللحصول على العكوب، إلا أن دوريات الاحتلال الإسرائيلي التي تجوب المنطقة على مدار الساعة كانت له بالمرصاد.



صحفي بمكتب النجاح- نابلس- فلسطين

العكوب في الشام ولبنان:

وها هو العكوب يصبح حديث كل لسان في المنطقة التي تقيم فيها، لا تدري إن كان الكتاب العرب في منطقة بلاد الشام أتوا في نصوصهم على العكوب. والكاتب الوحيد الذي ما زالت ذاكرتك تذكر أنه ذكر العكوب في كتاباته هو سلمان ناطور. لقد أفرد هذا عنواناً فرعياً هو " فرحة العكوب " في كتابه " هل قتلتم أحداً هناك "(1999)، وكان زار باريس في صيف 1990 وهناك بدأ يفاخر بعض معارفه ممن يقيمون في المدينة بأن باريس التي يفخرون بها ليست أفضل كثيراً من قريته، ودليله على ذلك أن قريته تعرف الزعتر والعكوب، وهذا ما لا يوجد في باريس، وتكون المفاجأة أن صديقه يدعوه، في باريس إلى وجبة عكوب.---------عادل الاسطة

الفوائد الغذائية للعكوب:

يتمتع العكوب بخصائص غذائية جمة. وهو نبات شوكي تؤكل جذوره التي تحتوي على مواد مغذية ويطبخ مع اللحمة او الاورما مع الارز، او مع الحمص والبندورة والبصل.

اما الخصائص العلاجية للعكوب: فهو يقوي الجهاز العصبي. ويعالج الجهاز البولي. ويقوي الدم. ويحتوي على فوائد جمة بالنسبة للجهاز الهضمي.

دراسة علمية للتوجه نحو ما اكله القدماء:

أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن اللبنانيين يستهلكون الخبز وبعض الحبوب (الحمص والفول) بكميات كبيرة تصل إلى معدل 350 غراما في اليوم. وهذا الخبز الأبيض، كما أصبح معلوما، يفتقر إلى الكثير من الفيتامينات والألياف التي هي أهم خصائص القمح كعنصر غذائي، مع العلم أيضا ان الخبز هو الغذاء اليومي للبنانيين.

كما أنهم لا يستهلكون الأسماك والحيوانا البحرية بالكمية الكافية التي تزودهم بالفوسفور والفيتامين E والاوميغا 3 (Omega 3 )... وهي تعتبر من العناصر الرئيسة المسؤولة عن نمو الدماغ وتطوير الذاكرة لدى الأطفال وتحصين الجسم من الأكسدة.

وإذ يرد البعض صحة القدماء إلى النظام الغذائي السليم الذي كانوا يتبعونه، يصبح السؤال: ما هو هذا النظام؟ وهل بالامكان العودة اليه بعد؟

كان الدكتور مالك بطل، من الجامعة الاميركية في بيروت، قد نظم في عام 2006 مؤتمراً متخصصاً حول «تشجيع استهلاك النباتات البرية الصالحة للأكل كنظام غذائي متنوع في المجتمعات الفقيرة» . شارك في هذا المؤتمر عدد من اختصاصيي الغذاء من لبنان والعالم، وعرض فيه نتائج دراسة مخبرية بينت فوائد العديد من النباتات البرية. وقد تمت دراسة ستة أنواع منها واختبارها على عينات من الجمهور وبمساعدة النساء الريفيات الخبيرات بإعداد أصناف الطعام الصحي والمغذي في آن معاً. وقد اوصى المؤتمر آنذاك، بتشجيع العودة الى النظام الغذائي التقليدي وخصوصاً المعتمد على النباتات البرية في البيئات الفقيرة.

الأمراض الناجمة عن سوء التغذية

أظهرت الدراسة أن23٪ من الرجال والنساء فوق سن الأربعين يعانون من أمراض ضغط الشرايين وأن 33٪ من النساء الحوامل يعانين من فقر الدم (الانيميا) الناتجة عن النقص في استهلاك عنصر الحديد الذي يتوافر في النباتات الخضراء كما أشارت الدكتورة حوالا من الجامعة الاميركية في بيروت. ولا ننسى أن العدد الكبير من النساء بعد سن الأربعين يصبن بمرض ترقق العظام الذي يتسبب به نقص الكالسيوم الموجود بكثرة في النباتات الخضراء.

كما أشار الخبراء أيضا إلى تزايد انتشار أمراض القلب والشرايين والسكري بصورة مضطردة. ولكن العنصر الأهم في هذه الإحصاءات هو ما أشار اليه الدكتور ميلزر في مقالته الصادرة عام 2002 وهو أن 14 في المئة من أطفال لبنان يعانون من تأخر في النمو الطبيعي لأجسامهم او ما يمكن تسميته بـ«القزم». وكذلك ما نشره الدكتور السباعي وآخرون في العام 2003 من أن 1,42٪ في المئة من الأطفال الذكور و7,40٪ في المئة من الأطفال الإناث تحت سن العاشرة يعانون من زيادة في الوزن عن المعدل المألوف. ويمكن ان نعزو ذلك إلى عزوف الأطفال عن تناول الطعام المطبوخ في المنزل بالطرق الصحية حسب الوصفات المغذية التي يشتهر بها المطبخ اللبناني بشكل خاص والمتوسطي بشكل عام، والتي درج الأهل على تحضيرها لأطفالهم في مرحلة النمو. من هنا كانت التوصيات بضرورة العودة إلى أسلوب جديد في النمط الغذائي، أو ما يسمى بالحمية الغذائية التي تقينا وأطفالنا هذه الأمراض المستشرية، وذلك بالعودة إلى المطبخ الصحي والرخيص نسبياً والذي اعتاد عليه أجدادنا الذين كانوا من المعمرين والذين نادراً ما زاروا المستشفيات خلال حياتهم الطويلة—جريدج

جججريدةجريدةة السفيربسمة شباني


اعداد مازن الشاعر - عرابة - جنين - فلسطين
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف