الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شخبط شخابيط .. لخبط لخابيط بقلم:عناق مواسي

تاريخ النشر : 2007-08-10
عناق مواسي

شخبط شخابيط .. لخبط لخابيط

مسك الالوان ورسم على الحيط.. استمعت إلى الأغنية حتى النهاية.. علّني أرى الشخابيط فلم أرَ شيئاً.. لم يصوّر الكليب خربشات الأطفال على الحائط بل صوّر أطفالاً أذكياء بجمالٍ أخاذ يبدعون في مهامٍ أوكلت إليهم. في حين أن التسمية أمطرت في ذهني الكثير الكثير من الأسئلة.. علني أجد إجابة في هذا الإنتاج الموسيقي..

هل هذا الكليب تصوير للأطفال لفظاعة ما اقترفته أناملهم على الحيطان.. أم انه استعراض عضلات فنية وقدرات صوتية بين تكنولوجيا الأداء وابداعات محوسبة لإخراج مفاهيم تربوية سلوكية متطورة بحلة قشيبة؟

ربما تكون التسمية إهانة بحق إبداع الأطفال فهم يرونها رسومات تعبر عن الكثير بالألوان والخطوط الانسيابية بالمقابل نحن نجابه هذا الإنتاج بشخابيط ولخابيط وخرابيش وبعابيش جاج.

بحق السماء كيف تصورون ذلك؟

في حين أن جان بياجيه Jean Piajet (1896-1980) تطرق من خلال نظريات البنية المعرفية Cognitive Structure إلى التطورات السلوكية والأدائية عند الأطفال وأبرزت عبقريته التي تدعم مقولة أن "معظم السلوكيات عند الأطفال تتساوى وتتكرر في نفس المراحل العمرية " أي أنها تعود وترجع على نفسها في نفس المراحل العمرية في فترة معينة عند الأطفال.

كما قال بياجيه ( اذا أردنا للطفل ان يكتسب مفاهيم جديدة و يرتفع الى مستويات ادراكيه وجب علينا ان نضعه على طريق اكتشاف نفسه و ان يقتصر عملنا نحن على مجرد التوجيه

"فيا ايتها الأم في بيتك اذا امسك طفلك بالالوان و بدأ بالخربشة على الأوراق اتركيه و اذا كانت الخطوط التي يرسمها طفلك غير مفهومة و انما هي خطوط متداخلة فلا تحاولي ارشاده او اصلاح ما فعله فمن هنا و من هنا فقط يصبح طفلك فنان موهوبا و ربما يصبح فنانا عبقريا كسلفادور دالي ". فالرسومات مثلاً على الحيطان ما هي إلا جزء من المراحل التطورية لاكتشاف الغموض وراء الحيطان وفي الحيطان ومحاولة لكسر الفراغ الهائل ونزع صمت الحائط بواسطة لمساتهم عليه. إذ تعد الشخبطات حركات ذاتية مشبعة بدوافع إدراكية ولاادراكية عندما تتحرك الأصابع بادوات الرسم.هذا بالإضافة الى أن خبراء علم الاجتماع يعتبرون رسومات الأطفال من البراهين الجلّية على تطورهم الإبداعي Children Creative Development .

على كل يبدو أن الشخبطة واللخبطة على الحيطان ليست مشكلة كما يصورها البعض بل هي جزء من مراحل تطور الأطفال ويمكن تصريف طاقاتهم وتوجيهها بالشكل الصحيح للرسم على الأوراق المخصصة للغرض. اذ لا تخلو المنازل من الشخبطات اللذيذة التي تؤكد سلامة نمو أطفالها.

تتعلق دوافع الرسم عند الأطفال بالإشباع الحسحركي في بداية سيطرة الطفل على حركاته بالإضافة إلى التنفيس عن المشاعر والانفعالات إذ يتعرض الطفل في سياق التنشئة الاجتماعية Socialization إلى ضغوطات وتوجيهات من قبل الكبار الأمر الذي يربك طاقته الانفعالية ورغباته التي تجد طريقها إلى الإشباع، الأمر الذي يسبب مشاعر الاضطراب النفسي فالرسومات تسمح لمشاعر الأطفال أن تظهر بدون التزامات مكانية أو زمانية لقلة معرفتهم في تصريف طاقاتهم والتحكّم بها كما أن الرسومات تنبع من دافع التعبير عن الذات بخطوط تواصل بين الأفكار حتى لو كانت متواضعة سطحية والعالم الخارجي. الرسومات من حقها أن تثبت وجود الطفل ومكانته في عالمه وعالمهم. وآثارها العالقة على الجدران أكبر برهان على الترسيخات البريئة التي في خلجاته.

تؤكد الاخصائية النفسية نجلاء عسيري (2007) أن أهمية الرسم ودلالات الألوان تبدأ من الشهر الثاني من عمره كمؤثر بصري وحسي. إذ يحاول الكثير من الأطفال عبر الرسومات محاكاة الخيال بالواقع أو بالأحرى واقعهم بالواقع. ويربط الطب النفسي هذه التطورات السلوكية بالخيال لدى الأطفال لأنه يوسع مدارك التفكير ويدل على سلامتهم النفسية، إذ تعكس مدى التفاعل Interaction الإدراكي مع البيئة Environment وهو لا يقل شأناً عن اختبارات الذكاء.

في الواقع ليست الرسومات مجرد خربشات عديمة المعنى بل أنها مرايا واضحة لكل ما يدور في خلجات الأطفال من تطورات إدراكية حسية نفسحركية. إذ يؤكد الدكتور احمد البحيري أن المعالجون النفسيون بالرسومات يتخذوها لأنها وسيلة واضحة للخلفيات الاجتماعية النفسية

Social & Psychological Backgrounds التي يقبع الأطفال في ظلها.

وعليه إن منع الأمهات لأطفالهن من ممارسة الرسم ربما هو حرمانهم من حقهم في الكلام أو التعبير عما يجول في عوالمهم المركبة الممزوجة بالبراءة والذكاء في ذات الوقت، فالألوان والرسومات والخطوط والحركات الإرادية واللاإرادية وسيلة للتواصل مع العالم الخارجي Outside world المجتمع وإلا تحول الطفل إلى أبكم عاطفياً غير مخّول للتعبير عن نفسه بقدراته المتوازية مع عمره.

ربما قد تتضايق الأمهات بسبب التخطيطات والرسومات على حيطان المنزل وعلى جسد الأطفال احياناً لكنها بلا شك ستدرك أهمية إثراء جانب الخيال والإبداع، بل عليهن تشجيع استخدام حائط معين بمساعدة الأقلام والألوان والأوراق لإشباع رغبات الأطفال الدفينة لأنها حجر الأساس في بناء الشخصية وان الشخابيط اللخابيط أحلى من العسل على قلوب الأطفال حيث تترجم العفوية إلى معانٍ وأهداف.

ألا يستحق الأطفال بعد هذا العمل والجهد أن نقول لهم:

اللي بشخبط على الحيط، شو بنقولوا؟

شاطر... شاطر

عناق مواسي

باقة الغربية
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف