
في فصل الصيف عادة في فلسطين وأعتقد في كثير من الدول العربية الأخرى فان البطيخ من الفواكه المفضلة للناس لما يحويه من ماء في معظمه إضافة إلى نكهته الرائعة لاسيما وهو يقدم مثلجا فيطفئ على الجسم نوعا من البرودة والراحة في جو حار ورطب فالجسم يفقد سوائله دون حراك فتكون بهجته وروعته ولا أتغزل في البطيخ كما قد يفهمها القراء الأعزاء فليس دائما تأتى الرياح بما تشتهى السفن ففي هذا العام بالذات في قطاع غزة لا معابر تجارية مفتوحة يستطيع مستوردي البطيخ المعتاد من حيث الجودة والنوع من استقدامه من جليل فلسطين أو من سهول نابلس وجنين فكان على ( مكاتى جمع مكتاه ) وهى اسم محلى دارج يطلق على مزارع البطيخ منذ أن بلغنا فهم الكلام وحواديت الآباء والأجداد عن مكاتى البطيخ في أراضيهم ومزارعهم وبياراتهم التي كانت ما قبل عام النكبة 48 واستيلاء اليهود على أرض فلسطين التاريخية..وعودة إلى حكمة الرياح والسفن و عن مدى ارتباطها بقضية البطيخ نوضح الأمر حيث أنه ليس دوما تكون البطيخة حمراء وحلوه المذاق وهنا يستحضرني مثلا آخر حيث كان يقول الآباء والأجداد بأن المرأة ويقصدون الزوجة( زى البطيخة ) لاسيما عندما تبدأ الخلافات بين الزوجين في بداية حياتهما أو بين الزوجة وحماتها في تدليل واضح للمثل وهم دوما يظلمون المرأة في ذلك المثل ولسنا بصدد تحليل لهذا الأمر فليس موضوع مقالنا...!! .
كنت قد سألت بائع البطيخ بأن هذا العام لن نرى أفضل من هذا وبينما نتحاور أقبل أحد المعارف ليقول له نفس الموضوع وكان متذمرا للغاية فجميع ما أخذه كان غير ناضج وطعمه بعيدا عن ما كنا نعرفه سابقا فقال أحد المستمعين يا رب يبقى الحال على البطيخ فموضوع الكهرباء يقلق الجميع !! فحماس بعد سيطرتها على قطاع غزة بالكامل وبدئها بالاستحواذ على شركة الكهرباء واعتقال مديرها العام والطاقم الرئيسي وهى التي تغذى ما مقداره نصف احتياجات القطاع من التيار الكهربائي والنصف الآخر يأتي من شركات يهودية يتم تسديد فواتيرها من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية منذ أكثر من 17 شهرا لانقطاع الرواتب نتيجة للحصار الذي كان مفروضا في السابق ولكنه تحطم وتفكك بغياب حماس الطوعي عن الحلبة السياسية والذي سيدوم بدوام وضع اليد بالقوة على أراضى المحافظات الجنوبية للوطن المنشود بمعنى ما دام الانقلاب وتداعياته قائمة .
وإذا استمر الحال وبدأت دولة غزة في جباية الفواتير بحجج رجوع الرواتب فان ما يتم جبايته سيخصم من فواتير الدفع للشركات اليهودية وبالتالي سيقومون بتقليل كمية الكهرباء الواردة للقطاع وهذا يعنى أن أل 12 ساعة المقطوعة أسبوعيا في جميع المناطق بمعدل 4 ساعات لثلاث مرات ستتضاعف لتصبح 24 ساعة أسبوعيا هذا فيما لو دفعت حكومة غزة أثمان المازوت الذي يعبر يوميا وتخصيصا للشركة في المنطقة الوسطى للقطاع علما بأنها شركة مساهمة فيها القطاع الخاص مشاركا ب 50 % على الأقل وتم ضربها العام الماضي بالطيران الصهيوني وتسبب في مشاكل كبيرة دامت لشهور حيث عانى القطاع من انقطاع الكهرباء لمدد زمنية فاقت أل 16 ساعة يوميا حتى تدخلت مصر العربية وتم إدخال قطع الغيار وإصلاحها.... والجدير بالذكر بأن أثمان المازوت للشركة يتم دفعها من الاتحاد الأوروبي الذي رفض التعامل مع حماس وجدد ذلك في اجتماعاته الأخيرة فبلا شك سيعطل إمداداته فهل حسب لذلك حسابا؟؟.
وانبرى أحد الصبية وقد رافق والده لشراء ما يتيسر من البطيخ قائلا تم إغلاق النوادي الأهلية والتجمعات الشبابية فقد تم إغلاق كثير منها أو احتلالها بحجج أنها تجمع قوى وطنية وفتحاوية لا تدين بالولاء لحكومة غزة وعليه فهي أماكن معادية..وهنا تذكرت الآية الكريمة من قول رب حكيم " وتلك الأيام نداولها بين الناس" صدق الله العظيم.
وبينما نحن واقفين ذكرت على مسامعهم مكالمة قبل يومان من أحد الزملاء من كتاب الصحف الالكترونية وقد أعلن وقفه عن الكتابة نتيجة لتلقيه كثيرا من التهديدات وشعوره بالخوف وعدم الحرية الصحفية وطبعا سبقه آخرون والحبل على الجرار كما يقولون !!! يحدث هذا على الرغم من وجود مواقع وصحف الكترونية إبان وجود السلطة السابقة كانت تكيل عبارات الشتم والسب والتحريض والفتنة ولم تحجب ولم يتم التعرض لتك الأقلام بسوء.وهنا أتوجه لهم بالعودة والالتزام بقول ونقل الواقع والحقيقة ولا غيرها والتحلي بالصبر والحيطة..
ثم ما لبثت أن لاحظت حالة توتر غريبة على وجوه الجميع فتساءلت ما بكم يا جماعة وكأن على رؤوسكم الطير ؟؟ فقيل لي أنت كأنك من خارج البلد فقلت ولماذا يا إخوان هذا القول فقالوا بكيت السجائر من 6.5 سيقل إلى 12 سيقل ومفقود أيضا طبعا سكتت فأنا مدخن بطبعي فأصابني وللحقيقة قلق و وجس ( لعن الله الدخان ومخترعيه ) ولن ألعن مدخنيه المساكين فأنا واحد منهم منذ 23 عاما.
وعودة لصاحب البطيخ وقد احمر وجه خجلا فقد أصبحنا مجموعة تكيل له الاتهامات بعدم جودة البطيخ وبدا عليه علامات الحنق والغضب فمن شأن ذلك ألا يصرف بقية الكمية التي ما تزال كومة كبيرة....فبدأ بشكل عفوي في الغناء قائلا جليلي يا بطيخ ... وعلى السكين يا بطيخ ...طبعا زراعة البطيخ في جليل فلسطين ( المنطقة الشمالية المتاخمة للبنان ) لا يعلى عليه وقد ذكرنا بفصول الصيف التي مضت حيث كنا نأكل بطيخ الجليل الرائع المذاق والذي يخلو من البزر أيضا... وما هي إلا لحظات حتى نزل أحد الأشخاص من سيارته فقد سمع عن وجود ذلك البطيخ فما شاء الله كان صوت البائع جهورا وبنغمة مميزة واقترب من البطيخ وسأل من أين هذا البطيخ طبعا كان يريد التأكد فرد علية جليلي يا بطيخ وعلى السكين يا بطيخ فضحكنا ومشى كل شخص إلى حاله وأنا أقول مسكين سيعود لاحقا ليعطيه نفس الدرس ونفس القصة وسيغنى رادا على مسامعه جليلي وعلى السكين يا بطيخ ولن يستطيع غرس سكينه في أي بطيخة حتى لا يتم اكتشاف أمره ومع هذا استمر في نداءه الشهير متغنيا في أمجاد سنوات خلت ولن تعود في زمن منظور.؟؟؟.وذهبت أنا إلى زميل صبا وصديق مدرسة له دكان كبير أما المسجد الكبير والذي أصلى فيه صلاة الجمعة ( جامع عز الدين القسام ) لكي أؤمن قليلا من سجائر الدخان وأتفحص إمكانية الرجوع للتبغ الخام والذي نستخدم ماكينة يدوية و فلتر سجائر فارغة ونعد سجائرنا رخيصة الأثمان ( حدث هذا عندما ضاقت بنا الأحوال نتيجة لقطع الرواتب سابقا ) وبعد السؤال اتضح لي بأن هذه أيضا تضاعف ثمنه واختفت أنواعه ولكنها تبقى أثمانها بمتناول الجميع من المدخنين وبدأت أكرر ما سمعت قبل ثواني لعنة الله على الدخان....ومخترعه أيضا، وأضفت قائلا لنفسي وبصوت مسموع وأنا أضحك، و الله وجليلي.... وعلى السكين يا بطيخ.
إلى اللقاء.
كنت قد سألت بائع البطيخ بأن هذا العام لن نرى أفضل من هذا وبينما نتحاور أقبل أحد المعارف ليقول له نفس الموضوع وكان متذمرا للغاية فجميع ما أخذه كان غير ناضج وطعمه بعيدا عن ما كنا نعرفه سابقا فقال أحد المستمعين يا رب يبقى الحال على البطيخ فموضوع الكهرباء يقلق الجميع !! فحماس بعد سيطرتها على قطاع غزة بالكامل وبدئها بالاستحواذ على شركة الكهرباء واعتقال مديرها العام والطاقم الرئيسي وهى التي تغذى ما مقداره نصف احتياجات القطاع من التيار الكهربائي والنصف الآخر يأتي من شركات يهودية يتم تسديد فواتيرها من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية منذ أكثر من 17 شهرا لانقطاع الرواتب نتيجة للحصار الذي كان مفروضا في السابق ولكنه تحطم وتفكك بغياب حماس الطوعي عن الحلبة السياسية والذي سيدوم بدوام وضع اليد بالقوة على أراضى المحافظات الجنوبية للوطن المنشود بمعنى ما دام الانقلاب وتداعياته قائمة .
وإذا استمر الحال وبدأت دولة غزة في جباية الفواتير بحجج رجوع الرواتب فان ما يتم جبايته سيخصم من فواتير الدفع للشركات اليهودية وبالتالي سيقومون بتقليل كمية الكهرباء الواردة للقطاع وهذا يعنى أن أل 12 ساعة المقطوعة أسبوعيا في جميع المناطق بمعدل 4 ساعات لثلاث مرات ستتضاعف لتصبح 24 ساعة أسبوعيا هذا فيما لو دفعت حكومة غزة أثمان المازوت الذي يعبر يوميا وتخصيصا للشركة في المنطقة الوسطى للقطاع علما بأنها شركة مساهمة فيها القطاع الخاص مشاركا ب 50 % على الأقل وتم ضربها العام الماضي بالطيران الصهيوني وتسبب في مشاكل كبيرة دامت لشهور حيث عانى القطاع من انقطاع الكهرباء لمدد زمنية فاقت أل 16 ساعة يوميا حتى تدخلت مصر العربية وتم إدخال قطع الغيار وإصلاحها.... والجدير بالذكر بأن أثمان المازوت للشركة يتم دفعها من الاتحاد الأوروبي الذي رفض التعامل مع حماس وجدد ذلك في اجتماعاته الأخيرة فبلا شك سيعطل إمداداته فهل حسب لذلك حسابا؟؟.
وانبرى أحد الصبية وقد رافق والده لشراء ما يتيسر من البطيخ قائلا تم إغلاق النوادي الأهلية والتجمعات الشبابية فقد تم إغلاق كثير منها أو احتلالها بحجج أنها تجمع قوى وطنية وفتحاوية لا تدين بالولاء لحكومة غزة وعليه فهي أماكن معادية..وهنا تذكرت الآية الكريمة من قول رب حكيم " وتلك الأيام نداولها بين الناس" صدق الله العظيم.
وبينما نحن واقفين ذكرت على مسامعهم مكالمة قبل يومان من أحد الزملاء من كتاب الصحف الالكترونية وقد أعلن وقفه عن الكتابة نتيجة لتلقيه كثيرا من التهديدات وشعوره بالخوف وعدم الحرية الصحفية وطبعا سبقه آخرون والحبل على الجرار كما يقولون !!! يحدث هذا على الرغم من وجود مواقع وصحف الكترونية إبان وجود السلطة السابقة كانت تكيل عبارات الشتم والسب والتحريض والفتنة ولم تحجب ولم يتم التعرض لتك الأقلام بسوء.وهنا أتوجه لهم بالعودة والالتزام بقول ونقل الواقع والحقيقة ولا غيرها والتحلي بالصبر والحيطة..
ثم ما لبثت أن لاحظت حالة توتر غريبة على وجوه الجميع فتساءلت ما بكم يا جماعة وكأن على رؤوسكم الطير ؟؟ فقيل لي أنت كأنك من خارج البلد فقلت ولماذا يا إخوان هذا القول فقالوا بكيت السجائر من 6.5 سيقل إلى 12 سيقل ومفقود أيضا طبعا سكتت فأنا مدخن بطبعي فأصابني وللحقيقة قلق و وجس ( لعن الله الدخان ومخترعيه ) ولن ألعن مدخنيه المساكين فأنا واحد منهم منذ 23 عاما.
وعودة لصاحب البطيخ وقد احمر وجه خجلا فقد أصبحنا مجموعة تكيل له الاتهامات بعدم جودة البطيخ وبدا عليه علامات الحنق والغضب فمن شأن ذلك ألا يصرف بقية الكمية التي ما تزال كومة كبيرة....فبدأ بشكل عفوي في الغناء قائلا جليلي يا بطيخ ... وعلى السكين يا بطيخ ...طبعا زراعة البطيخ في جليل فلسطين ( المنطقة الشمالية المتاخمة للبنان ) لا يعلى عليه وقد ذكرنا بفصول الصيف التي مضت حيث كنا نأكل بطيخ الجليل الرائع المذاق والذي يخلو من البزر أيضا... وما هي إلا لحظات حتى نزل أحد الأشخاص من سيارته فقد سمع عن وجود ذلك البطيخ فما شاء الله كان صوت البائع جهورا وبنغمة مميزة واقترب من البطيخ وسأل من أين هذا البطيخ طبعا كان يريد التأكد فرد علية جليلي يا بطيخ وعلى السكين يا بطيخ فضحكنا ومشى كل شخص إلى حاله وأنا أقول مسكين سيعود لاحقا ليعطيه نفس الدرس ونفس القصة وسيغنى رادا على مسامعه جليلي وعلى السكين يا بطيخ ولن يستطيع غرس سكينه في أي بطيخة حتى لا يتم اكتشاف أمره ومع هذا استمر في نداءه الشهير متغنيا في أمجاد سنوات خلت ولن تعود في زمن منظور.؟؟؟.وذهبت أنا إلى زميل صبا وصديق مدرسة له دكان كبير أما المسجد الكبير والذي أصلى فيه صلاة الجمعة ( جامع عز الدين القسام ) لكي أؤمن قليلا من سجائر الدخان وأتفحص إمكانية الرجوع للتبغ الخام والذي نستخدم ماكينة يدوية و فلتر سجائر فارغة ونعد سجائرنا رخيصة الأثمان ( حدث هذا عندما ضاقت بنا الأحوال نتيجة لقطع الرواتب سابقا ) وبعد السؤال اتضح لي بأن هذه أيضا تضاعف ثمنه واختفت أنواعه ولكنها تبقى أثمانها بمتناول الجميع من المدخنين وبدأت أكرر ما سمعت قبل ثواني لعنة الله على الدخان....ومخترعه أيضا، وأضفت قائلا لنفسي وبصوت مسموع وأنا أضحك، و الله وجليلي.... وعلى السكين يا بطيخ.
إلى اللقاء.