
عجباً لأمر هذه الفتاة
بقلم / يوسف صادق
جميل أن يجلس الإنسان لحظات ويفكر في كلام فتاة أكملت دراسة الهندسة في قطاع غزة وهي تتحدث بطلاقة عما حدث في قطاع غزة....!! وكأنها ترى المشهد في اللحظة والتو.. أما الحرية التي تعنيها تلك الفتاة فهي حرية المشي ليلاً خاصة في هذا الصيف في شوارعنا وأنها حين تمشي كما تقول لا تسمع أزيز الرصاص يخرج من سيارات تزف عروساً، بينما تقارن من مات أو استشهد في المعركة الأخيرة التي حُسمت لصالح حركة حماس بأن "مفترق القطاطوة" وسط معسكر خان يونس أصبحت فارغة تماماً من البائعة الجوالة، دون أن تشير لإيجاد حلول لهؤلاء أرباب الأسر في مكان بديل يجلب الرزق لأطفالهم ويسد حاجات يومية لبيوتهم، وهي الإجابة التي جاءت بلسانها عندما سألتها من يتحمل دم الناس الذين قتلوا خلال المعركة الغير متكافئة، بعد أن أظهرت التحقيقات التي شكلتها جامعة الدول العربية لأحداث غزة والتي خلصت إلى أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية في غزة سلَمت المقرات الأمنية حتى لا تسيل الدماء الفلسطينية أو تكثُر.
وربما أن مفترق القطاطوة عند تلك الفتاة الجامعية أهم من الدماء التي لو أريقت في مواجهة مع المحتل الإسرائيلي لكنا فخورين جدا نحن الأحياء.. وكان الشرف أن نطلب من الله عز وجل أن نلحق بركبهم.. في وقت لا تدرك هي وأمثالها أن هؤلاء الأموات تركوا خلفهم مئات الأيتام وعشرات الثكلى وجرح لن تدمله الأيام والسنين.. وربما تدور الدائرة من جديد ولو بعد عشرة أعوام كما دارت نفس الدائرة مع نفس الوجوه والأشخاص.. وإن كنا فرحين حتى اللحظة بأن غزة لا زالت تقف وتسير وتجلس، فلا نعلم ما يحمل لها المجهول في السنين المقبلة.
ويبدو أن هذه الفتاة كما غيرها من الكثيرين نسوا أن الدم الفلسطيني سرعان ما يختلط ببعضه دون تمييز فصائلي، إذا ما جابه الإحتلال الإسرائيلي، وهو العامل المشترك الأساسي الذي بنيت من أجله المنظمات الفلسطينية للدفاع عن الأرض والهوية والإنسان مع إختلاف أيدلوجياتها.
وإن كانت تلك الفتاة الجامعية تجهل ما تقوله أو تعبر عنه، ونحن لسنا بصدد ما تلفظت به هذه المخلوقة الغربية الأطوار.. إلا أننا نذكرها بأن الدم الفلسطيني الذي أُستباح في الفترة الماضية يجعلنا نقف بحزم أمام مغريات الحياة والكراسي والمناصب المختلفة مهما بلغت أهميتها، خاصة وأننا لا زلنا بصدد المقاومة والتحرير، ولم نستطع للحظة أن نعيد ستة آلاف فلسطيني عالقين على معبر رفح الحدودي ويبعدون قسرا عن بيوتهم مئات الأمتار فقط..
لقد زفينا منذ يومين أحد عشر شمعة على درب الحرية والإستقلال في المعسكرات الوسطى من فصائل مختلفة كانت قبلها بأيام تقتتل فيما بينها، إلا أن جنازير الدبابات الإسرائيلية جعلهم يتمركزون كعادتهم في الصفوف الأمامية والدفاع عن أرضنا وعرضنا، وكأنه أي "الدم الفلسطيني المختلط" يرسل لقادتنا إشارات ومنبهات من كل حدب وصوب وعلى كافة الأصعدة، أن الوطن لا زال قيد الإحتلال.. وأن القدس تستصرخ العرب والمسلمين لنصرتها وتحريرها.. وأن الوطن أكبر من الفصائل كافة، وأننا سنلاقي ربنا مهما طال بنا الزمن أو قصر.. وأن الأرض يرثها عباد الله الصالحين.
من قال إن فتح وحماس لن يشتركوا في نهج واحد...!؟ وأن ما حصل هو نهاية الطريق بينهما..!؟ لقد جاء الرد مباشرة من شهداء الوسطى الذين توحدوا في عدو واحد مشترك لفتح وحماس وباقي الفصائل والشعب الفلسطيني بأكمله..
[email protected]
بقلم / يوسف صادق
جميل أن يجلس الإنسان لحظات ويفكر في كلام فتاة أكملت دراسة الهندسة في قطاع غزة وهي تتحدث بطلاقة عما حدث في قطاع غزة....!! وكأنها ترى المشهد في اللحظة والتو.. أما الحرية التي تعنيها تلك الفتاة فهي حرية المشي ليلاً خاصة في هذا الصيف في شوارعنا وأنها حين تمشي كما تقول لا تسمع أزيز الرصاص يخرج من سيارات تزف عروساً، بينما تقارن من مات أو استشهد في المعركة الأخيرة التي حُسمت لصالح حركة حماس بأن "مفترق القطاطوة" وسط معسكر خان يونس أصبحت فارغة تماماً من البائعة الجوالة، دون أن تشير لإيجاد حلول لهؤلاء أرباب الأسر في مكان بديل يجلب الرزق لأطفالهم ويسد حاجات يومية لبيوتهم، وهي الإجابة التي جاءت بلسانها عندما سألتها من يتحمل دم الناس الذين قتلوا خلال المعركة الغير متكافئة، بعد أن أظهرت التحقيقات التي شكلتها جامعة الدول العربية لأحداث غزة والتي خلصت إلى أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية في غزة سلَمت المقرات الأمنية حتى لا تسيل الدماء الفلسطينية أو تكثُر.
وربما أن مفترق القطاطوة عند تلك الفتاة الجامعية أهم من الدماء التي لو أريقت في مواجهة مع المحتل الإسرائيلي لكنا فخورين جدا نحن الأحياء.. وكان الشرف أن نطلب من الله عز وجل أن نلحق بركبهم.. في وقت لا تدرك هي وأمثالها أن هؤلاء الأموات تركوا خلفهم مئات الأيتام وعشرات الثكلى وجرح لن تدمله الأيام والسنين.. وربما تدور الدائرة من جديد ولو بعد عشرة أعوام كما دارت نفس الدائرة مع نفس الوجوه والأشخاص.. وإن كنا فرحين حتى اللحظة بأن غزة لا زالت تقف وتسير وتجلس، فلا نعلم ما يحمل لها المجهول في السنين المقبلة.
ويبدو أن هذه الفتاة كما غيرها من الكثيرين نسوا أن الدم الفلسطيني سرعان ما يختلط ببعضه دون تمييز فصائلي، إذا ما جابه الإحتلال الإسرائيلي، وهو العامل المشترك الأساسي الذي بنيت من أجله المنظمات الفلسطينية للدفاع عن الأرض والهوية والإنسان مع إختلاف أيدلوجياتها.
وإن كانت تلك الفتاة الجامعية تجهل ما تقوله أو تعبر عنه، ونحن لسنا بصدد ما تلفظت به هذه المخلوقة الغربية الأطوار.. إلا أننا نذكرها بأن الدم الفلسطيني الذي أُستباح في الفترة الماضية يجعلنا نقف بحزم أمام مغريات الحياة والكراسي والمناصب المختلفة مهما بلغت أهميتها، خاصة وأننا لا زلنا بصدد المقاومة والتحرير، ولم نستطع للحظة أن نعيد ستة آلاف فلسطيني عالقين على معبر رفح الحدودي ويبعدون قسرا عن بيوتهم مئات الأمتار فقط..
لقد زفينا منذ يومين أحد عشر شمعة على درب الحرية والإستقلال في المعسكرات الوسطى من فصائل مختلفة كانت قبلها بأيام تقتتل فيما بينها، إلا أن جنازير الدبابات الإسرائيلية جعلهم يتمركزون كعادتهم في الصفوف الأمامية والدفاع عن أرضنا وعرضنا، وكأنه أي "الدم الفلسطيني المختلط" يرسل لقادتنا إشارات ومنبهات من كل حدب وصوب وعلى كافة الأصعدة، أن الوطن لا زال قيد الإحتلال.. وأن القدس تستصرخ العرب والمسلمين لنصرتها وتحريرها.. وأن الوطن أكبر من الفصائل كافة، وأننا سنلاقي ربنا مهما طال بنا الزمن أو قصر.. وأن الأرض يرثها عباد الله الصالحين.
من قال إن فتح وحماس لن يشتركوا في نهج واحد...!؟ وأن ما حصل هو نهاية الطريق بينهما..!؟ لقد جاء الرد مباشرة من شهداء الوسطى الذين توحدوا في عدو واحد مشترك لفتح وحماس وباقي الفصائل والشعب الفلسطيني بأكمله..
[email protected]