الأخبار
وفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيا
2024/4/30
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ضربة قاسمة بقلم: فادي الحسيني

تاريخ النشر : 2007-06-19
ضربة قاسمة بقلم: فادي  الحسيني
ضربة قاسمة

فادي الحسيني

في أحد مستشفيات مدينة القدس يرقد آرييل شارون العقل المدبر لكل ما جري في الأيام السابقة من اقتتال مقيت في شوارع قطاع غزه، فبعد أن أزاح كل ما كان يجمع الفرقاء، زرع ما يفرقهم، فأقر خطة الانفصال وتحمل الانتقادات اللاذعة من المستوطنين وغيرهم ليحقق رؤية خارقة لم يرها أغلب من تظاهر ضده داخل إسرائيل أو من احتفل في فلسطين لخروج المستوطنات والمستوطنين أو حتى شارون نفسه حين تدخلت إرادة الله لتحرمه رؤية خططه تتحقق بشكل مثالي. فبنظرة سريعة نجد أن المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة كانت تمثل عبئاً وتكلفة باهظة للحكومات الإسرائيلية المتتالية لتقديم الخدمات والحماية الكافية لذلك العدد المحدود من المستوطنين والموجودين في جزر منفصلة وسط بحر بشري من الغزيين، وكانت تلك المستوطنات تتعرض بشكل مستمر لهجمات صاروخية وعمليات فدائية على مدار الأشهر والأسابيع في الوقت الذي كانت فصائل المقاومة الفلسطينية تتسابق فيما بينها لتكون السباقة في الهجوم وكثيراً ما رأينا عمليات مشتركة لضرب تلك المستوطنات التي كانت سبباً وسبيلاً للوحدة والنضال. من هذا المنطلق قرر شارون الانفصال وحرم الفلسطينيين مما جمعهم ووحد كلمتهم وقواهم، فأخلى المستوطنات وغرر بالكثير من الفلسطينيين حين أوهمهم أنهم قد حرروا قطاع غزه و أنها أصبحت أرض فلسطينية حرة، وهذا ما حدث بالفعل حين بدأت فصائل المقاومة هذه المرة تتسابق فيما بينها لتلصق لنفسها دون غيرها أسباب النصر المزعوم والحرية المغلوطة والسيادة المزيفة. إذاً تحققت ملامح الفرقة وتأكدت معالم الخطة حين كشفت الأيام عن سذاجة سياسية غير متوقعة لفصائل غرر بها وصدقت هتافات جماهير عاطفية، فبدأ التجييش وسباق التسلح بين تلك الفصائل، ولكن هذه المرة تختلف كثيراً عن كل المرات السابقة، فالاستعداد ليس لمواجهة العدو أو لصد عدوان، و ليس لمقارعةٍ جديدة أو لفتوحاتٍ قادمة، وإنما لإمتلاك أرض ظنوا أنهم حرروها، و لإثبات أن لهم القدر الأعلى والأحقية في شؤون هذه البقعة، وغضت النظر تارةً وتدخلت تارةً أخرى بعض القوى الإقليمية والدولية ليحققوا معادلة توازن القوى والمصالح في هذه الأرض المحررة كما يظنون، وانطلقت منابر إعلامية لكل فصيل تتحدث عن أي شيء إلا الوطن، تمجد فصيلها وتقدس قادتها وتخون فصائل أخرى وتوجه أنصارها نحو كره وحقد أعمى يقتل أبسط معاني الإنسانية ويبيد الإحساس بالوحدة وبالوطنية. بتلك السذاجة و بذلك القدر من مساحة التدخل الدولي والإقليمي في شؤوننا، كانت المواجهة أمر حتمي، رغم المحاولات العديدة لرأب الصدع تارة في دمشق وتارة في مكة وأخيراً في القاهرة، ولكنها جميعاً كانت محاولات تخدير وترقيع وتعطيل لحرب ومواجهة آتية لا محالة إن لم تعالج من جذورها.

وقعت الواقعة وحدثت المواجهة و إن كانت متوقعة، ولكن ما صعقنا هو ذلك القدر الكبير من قسوتنا على بعضنا، وذلك الحقد العظيم الذي ملأ قلوبنا، فصدم العالم بوحشيتنا في حق أبناءنا، تلك الوحشية التي لم تجرأ إسرائيل الدولة المحتلة وعدونا من ممارستها ضدنا، فقسمت ظهورنا وأخرست ألسنتنا، فبأي حق من الآن فصاعداً أن نتهم إسرائيل بالهمجية والشراسة بعد كل ما شاهدناه من ممارسات بين الأخوة أبناء الوطن الواحد والملة الواحدة ورفقاء درب النضال الذي سرنا فيه جميعاً عبر السنين؟!! لقد كانت أيام أقسى على ذاكرة التاريخ الفلسطيني من النكسة، وأفجع في ألمها على قلب الوطن من النكبة، و شكلت ضربة قاسمة حطمت معنويات هذا الشعب لسنين وسنين. لقد خسرنا في أقل من أسبوع ما عملنا من أجله عبر عقود، فخسرنا رمزية قضيتنا ومثالية سلوكنا النضالي بعد أن كنا مثلاً يعتد ويحتذى به، وخسرنا أحد أهم مكونات معركتنا الإعلامية حين كنا نستطيع اتهام إسرائيل بانتهاك حقوق الإنسان والوحشية وقتما شئنا، وخسرنا ثقتنا ببعضنا البعض وبقيادات كانت رمزاً للكفاح والنضال، وخسرنا بأيدي فلسطينية رجالاً وأبطالاً خلقوا ليقارعوا الأعداء وليواجهوا المحتل، وقبل كل شيء خسرنا ثقتنا بأنفسنا وبالدولة الحلم بعد أن قطعنا ثوب الوحدة المتهالك. بعد أن نقلت شبكات التلفزة العالمية المناظر المقيتة للفلسطينيين يسرقون وينهبون ويأسرون ويعدمون ويمثلون بجثث قتلانا، بدأ الإنسان يفقد ثقته بنفسه وبشعبه، أهذا هو شعب الجبارين، أهذا هو شعب عرفات والشقاقي و ياسين؟َ!! أهذا هو الشعب العربي الفلسطيني الأبي ذو الكرامة و اللحمة والعزة والوحدة؟!! أهذا سلوكنا وهل هذه هي ثقافتنا؟ لم نعهد أن حسمنا أمورنا بالقوة، ومن نسي أو أوحى إليه من هو ليس فلسطيني بأننا خلقنا لنرضخ بأمر واقع أو بقوة أو ببطش فقد ضل طريقه أو قد يكون خدع وغرر به و ليس له سوى أن يعود لرشده قبل فوات الأوان.

ما أصعبها من أيام وما أقساها من ليالي فقد نجح شارون ونجحت إسرائيل، وخسرت فلسطين.....خسرت حماس و خسرت فتح وخسرنا جميعاً هذه الجولة ولكن المعركة لم تنته بعد، ولن تنتهي إلا بتحقيق نصرنا الكامل وتحقيق الحرية والاستقلال بدولة فلسطينية على أرض فلسطين، ليس جزءاً دون غيره، وبعاصمتنا القدس الشريف.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف