
من ديوان ( سيدة الأطلال الشمالية )
كيف أصبح لكِ هذا الامتداد
عمق فى الزمان واتساع فى
المكان ليصبح كل شئ هوأنتِ
وأنتِ كل شئ ؟
هل كان قلبها أندلسيا ؟
شعر : فولاذ عبد الله الأنور
أنت أسَّسْتِ مملكةً ، ذهبتْ كلُّ أركانها ،
ومضى لونُها العسجدىُّ ولؤلؤها ،
تاركاً أفقاً لا يغيبُ ، من الحسنِ والحزنِ ،
مُنسرباً فى حفيظةِ هذا المكانِ ،
مضى لونُها ، وبقيتِ كما كنتِ ،
أنت التميمةُ أنت الوديعةُ فى القلبِ ،
أنت المليكةُ والصولجانِ ،
ويبقى مليككِ لا ليل يحنو عليه ،
وليس الصباحُ بهيجاً ، كما كان حدَّ النهاية ،
ليس النهارُ كذلكَ ،
يبقى يهيمُ على كلِّ وادٍ ،
كأنْ كانَ أولَ مَنْ لمس الحبُّ وجدانَهُ ،
أو كأنْ كانَ ، أولَ من خدشَتْهُ البساتينُ ،
أعبر تحت الحوائطِ فى ظُلَلِ الليلِ ،
أرتاضُ بين نواحيكِ ،
هل كلْمةُُ منكِ ؟
هل نظرةُُ من وراءِ الشبابيكِ ،
سيدتى :
مشربيةُ دارِ الخلافةِ مقفلةٌ باتساعِ المحيطِ ،
وأنتِ جعلتِ الهوى وطناً وادِّكارا ، أناديكِ :
هل كان أن زلقَ الخيلُ بى فى الطريقِ ،
أم انّ امتدادَ الصهيلِ على السفحِ ،
قد بعثرته الرياحُ ؟ ،
مضتْ أعصرٌ ، والجراحُ مركَّبَةُُ ،
والعواصمُ مطمورةُُ ، بلغ الرملُ أسوارَها ،
ورذاذُ الموشحِ فوق شبابيكها نغمٌ منِ لياليكِ
إنى أحبكِ ،
هل كان أن عدَلَ الشوقُ بى عن مرابع " غرناطةٍ "،
واستقرّ به الحالُ تحت ترابِ المماليكِ ،
حتى صحا بين عينيكِ منبعثاً ،
فى غبارةِ هذا النشيدِ ؟ ،
متى جئتِ أيتها الفرحةُ المشتهاةُ ،
وكيف سلكتِ الطريقَ العصيبَ لمعتركِ القلبِ ،
والشمس قد آذنتْ بالرحيلِ ،
وأشجارُهَا يبسَتْ فى السهوبِ ،
أجيئكِ ، هذى منابعُ صوتكِ ، ممشاكِ هذا ،
وهذى مسامعُ خطوكِ ،
هذى ملامسُ كانت تخصُّ أياديكِ ،
هذى مواقعُ عينيكِ هذى لياليك ،
سيدتى ، إنَّ عينيكِ كوكبتانِ ،
وهذا المدى ضيقٌ عن خطاى ، المدى شائكُُ ،
وضبابةُ عصر الطوائفِ جاثمةُُ فى نواحيكِ ،
والمشربيةُ ما عطّرتها روائحُ أنثى ،
لها نسبٌ قُرشىّ ،
وما داعبتها الطيورُ العوابرُ ،
من يومِ أن قيل مات ابنُ حزمٍ ،
وسِيقتْ قوافى ابنِ زيدون للسجن ِ ،
من يوم أن قيلَ ،
إن القصائد قد قفزتْ من دواوينها ،
لتفرَّ على خشبٍ عائمٍ فى المحيطِ ،
وأنتِ جعلتِ الدقيقةَ دهراً من الكرنفالِ ،
وما عشتُُ قبلك إلا ارتقاباً لهذا المآبِ ،
كأن كتاب " الذخيرة " دالٌ عليكِ ،
وأنت الأميرة ، أنت محاسن أهل الجزيرة ،
سيدتى :
إننى مثقلٌ بالمواعيدِ ، والربع مبتعدٌ ،
وظلالُ البنادقِ ماثلةُُ فوق وجهِ القصيدةِ ،
والحرسُ الأطلسىُّ يعدُّ علينا حروفَ التلاوةِ ،
من أول ( الحمد ) حتىختام ( الكتابِ ) ،
وأنتِ أحبُّ إلىّ من العيشِ فوق الحياةِ ،
وكنتُ تعلَّمتُ قنصَ السويعاتِ بين يديكِ ،
اكتسبتُ مهارةَ حبِّ الحياةِ لديكِ ،
وأنتِ جعلتِ السويعاتِ نهراً ، يمرُّ من الحسنِ،
والزهو ، والأمنيات ؟
وتبقين أنت الأميرة ،
أنت محاسن أهل الجزيرةِ ،
سيدتي :
يا حبيبة قلبي ،
أجيئك ، بى بَلَلٌ من نهايات بحر الظلام ،
يجفِّفُه طللٌ من نواحيكِ ،
هل كِلْمةٌ منك ؟ ،
هل نظرةٌ من وراء الشبابيكِ ؟ .
فولاذ عبد الله الأنور
[email protected]
كيف أصبح لكِ هذا الامتداد
عمق فى الزمان واتساع فى
المكان ليصبح كل شئ هوأنتِ
وأنتِ كل شئ ؟
هل كان قلبها أندلسيا ؟
شعر : فولاذ عبد الله الأنور
أنت أسَّسْتِ مملكةً ، ذهبتْ كلُّ أركانها ،
ومضى لونُها العسجدىُّ ولؤلؤها ،
تاركاً أفقاً لا يغيبُ ، من الحسنِ والحزنِ ،
مُنسرباً فى حفيظةِ هذا المكانِ ،
مضى لونُها ، وبقيتِ كما كنتِ ،
أنت التميمةُ أنت الوديعةُ فى القلبِ ،
أنت المليكةُ والصولجانِ ،
ويبقى مليككِ لا ليل يحنو عليه ،
وليس الصباحُ بهيجاً ، كما كان حدَّ النهاية ،
ليس النهارُ كذلكَ ،
يبقى يهيمُ على كلِّ وادٍ ،
كأنْ كانَ أولَ مَنْ لمس الحبُّ وجدانَهُ ،
أو كأنْ كانَ ، أولَ من خدشَتْهُ البساتينُ ،
أعبر تحت الحوائطِ فى ظُلَلِ الليلِ ،
أرتاضُ بين نواحيكِ ،
هل كلْمةُُ منكِ ؟
هل نظرةُُ من وراءِ الشبابيكِ ،
سيدتى :
مشربيةُ دارِ الخلافةِ مقفلةٌ باتساعِ المحيطِ ،
وأنتِ جعلتِ الهوى وطناً وادِّكارا ، أناديكِ :
هل كان أن زلقَ الخيلُ بى فى الطريقِ ،
أم انّ امتدادَ الصهيلِ على السفحِ ،
قد بعثرته الرياحُ ؟ ،
مضتْ أعصرٌ ، والجراحُ مركَّبَةُُ ،
والعواصمُ مطمورةُُ ، بلغ الرملُ أسوارَها ،
ورذاذُ الموشحِ فوق شبابيكها نغمٌ منِ لياليكِ
إنى أحبكِ ،
هل كان أن عدَلَ الشوقُ بى عن مرابع " غرناطةٍ "،
واستقرّ به الحالُ تحت ترابِ المماليكِ ،
حتى صحا بين عينيكِ منبعثاً ،
فى غبارةِ هذا النشيدِ ؟ ،
متى جئتِ أيتها الفرحةُ المشتهاةُ ،
وكيف سلكتِ الطريقَ العصيبَ لمعتركِ القلبِ ،
والشمس قد آذنتْ بالرحيلِ ،
وأشجارُهَا يبسَتْ فى السهوبِ ،
أجيئكِ ، هذى منابعُ صوتكِ ، ممشاكِ هذا ،
وهذى مسامعُ خطوكِ ،
هذى ملامسُ كانت تخصُّ أياديكِ ،
هذى مواقعُ عينيكِ هذى لياليك ،
سيدتى ، إنَّ عينيكِ كوكبتانِ ،
وهذا المدى ضيقٌ عن خطاى ، المدى شائكُُ ،
وضبابةُ عصر الطوائفِ جاثمةُُ فى نواحيكِ ،
والمشربيةُ ما عطّرتها روائحُ أنثى ،
لها نسبٌ قُرشىّ ،
وما داعبتها الطيورُ العوابرُ ،
من يومِ أن قيل مات ابنُ حزمٍ ،
وسِيقتْ قوافى ابنِ زيدون للسجن ِ ،
من يوم أن قيلَ ،
إن القصائد قد قفزتْ من دواوينها ،
لتفرَّ على خشبٍ عائمٍ فى المحيطِ ،
وأنتِ جعلتِ الدقيقةَ دهراً من الكرنفالِ ،
وما عشتُُ قبلك إلا ارتقاباً لهذا المآبِ ،
كأن كتاب " الذخيرة " دالٌ عليكِ ،
وأنت الأميرة ، أنت محاسن أهل الجزيرة ،
سيدتى :
إننى مثقلٌ بالمواعيدِ ، والربع مبتعدٌ ،
وظلالُ البنادقِ ماثلةُُ فوق وجهِ القصيدةِ ،
والحرسُ الأطلسىُّ يعدُّ علينا حروفَ التلاوةِ ،
من أول ( الحمد ) حتىختام ( الكتابِ ) ،
وأنتِ أحبُّ إلىّ من العيشِ فوق الحياةِ ،
وكنتُ تعلَّمتُ قنصَ السويعاتِ بين يديكِ ،
اكتسبتُ مهارةَ حبِّ الحياةِ لديكِ ،
وأنتِ جعلتِ السويعاتِ نهراً ، يمرُّ من الحسنِ،
والزهو ، والأمنيات ؟
وتبقين أنت الأميرة ،
أنت محاسن أهل الجزيرةِ ،
سيدتي :
يا حبيبة قلبي ،
أجيئك ، بى بَلَلٌ من نهايات بحر الظلام ،
يجفِّفُه طللٌ من نواحيكِ ،
هل كِلْمةٌ منك ؟ ،
هل نظرةٌ من وراء الشبابيكِ ؟ .
فولاذ عبد الله الأنور
[email protected]