غريب الأحبة – عبد السلام العبوسي
أَشَيْبٌ؟ وقلبٌ للشــبابِ مَرابــــِــعُ
تَذُوْدُ مَسِيرَ العُمْرِ وهـْـــــــوَ يُمَانِعُ
تَمُـــرُّ الأمَاني ســـَاحباتٍ ذُيولَهـا
وطَرْفـــُكَ منْها قَاصِــــــرٌ ومُتابِع
ومـَا نِلْتَ منْ زَرْعٍ سَقِيْتَ غِراسَهُ
كأنَّــــكَ والأيــــَّـــــامَ رَاعٍ وزَارِع
طُيورُ صَبَاباتٍ زَهَوْتَ بِريْشِهـــا
تَخَلَّـــــينَ لمَّـــــا عاودَتْكَ مَواجـِــع
هـوَ العُمرُ في تِيْهٍ يَخاتـِلُ صَاحباً
تـَـرَى صَيـْـدَ أحْلامٍ وصَيْدُكَ ضَائِع
حَسِبْتَ خُدُودَ الغِـيْـدِ مَوْرِدَ شَارِبٍ
فَلاقَتْكَ أرْمَالٌ وضَاعَتْ مَنــَابِع
وكنتَ تُلُوْمُ النَّفْسَ حينَ تَقاطعَتْ
ســيوفٌ بجَنْبيْها وليتَكَ سَامـِــع
سَلَوْتَ خَليلاتٍ وهُنَّ خَلائــــِــلٌ
ورُمْتَ مُخِلَّاتٍ وهــُـنَّ قَواطـِــع
تَرَكْتَ غِنَاءَ الجُرْحِ بيــنَ مَفارِقٍ
فـلا أنْتَ مَهـْـزُومٌ ولسْتَ تُقَارِع
تَمُـدُّ خُيُوطَ الرُّوْحِ خَوْفَ قَطيعَــةٍ
لـِوِدِّ صَدِيـْقٍ في رِضاكَ يُصَـانِع
تُعَانِقُ زَهْوَ الوَجْهِ وهْوَ مَظاهِــرٌ
وتَلْقَى مَواعِيداً دَعَتْها مَنَافـــِــــع
فيا أيــُّها النَّائي الوحِيدُ بِلَيلــِــهِ
أَمِنْكَ أزَاهــِـيرٌ ؟ ومِنْهمْ بَلاقــِـع
ومنْكَ قِطَافُ الشَّوْقِ تُوْقـــَــــدُ نــــَـارُهُ
ومِنْكَ مآقٍ لا تَكُـــــفُّ هَوَامِع
دَؤُوْبٌ على الأحْلامِ تَتْبَعُ ظِلَّهَـا
كأنـــَّكَ طِفْلٌ والأمَاني مَرَاضـِع
ومَا شِبْتَ منْ عُمْرٍ تَطَاوَلَ عهْدُهُ
ولكنَّ عَيْشـَاً في المتاعِبِ نَاقِع
تَلــمُّ شــَتاتَ الرُّوْحِ وهْيَ لِمِيْتــَةٍ
وأنتَ على كَفِّ الحياةِ مُدَافــِـع
بَكَيتَ وإنَّ الدمْعَ وَقْتُ تَعـــِـــلَّةٍ
يـَروْحُ وتَبْقَى في العُيـُونِ مَدَامِع
و ما الصَّحْبُ إلاّ عابِرونَ لـِحـَاجةٍ
تَزُولُ وتأْتي بالصِّحـَــابِ دَوَافِع
فلَيتَ هَوَى الأَحْبابِ ضَلَّ طَريقَهُ
ومـَـا أنتَ إلاّ للسَّبيلِ مــَــجـَـامِع
لأيٍّ منَ الأحْبابِ تُنـْفِقُ مــِنْ دَمٍ
وتَحْرِقُ منْ غَالٍ وأنتَ مُطــَاوِع
خَليلَيَّ أنَّى ليْ سـُويْعــَـةُ مَوْعـِـدٍ
أُعَلِّلُ فيها القلْبَ حيـــنَ يُنـــَـازِع
أرَاهَا ومـَا أَدْريْ أَطِـيْفٌ مُسَانِحٌ
أمِ العينُ فيمَا تَسْتَطِيبُ تُخـــــادِعُ
وإنّي غَريْبٌ في مَوَاطـِنِ أَهـْلـِـهِ
وإلْفٌ لدَارٍ عنْــــدَ خِلٍّ يُبـــَـــايع
ولَـكنَّ أهْلَ الحبِّ أهْلُ شِكايـــَــةٍ
يَبِيْتُونَ رُهْبَاناً لهــــــَـــــمٍّ يُطَالِع
هيَ الليلُ آتٍ يَسْتَحِثُّ مــَـــوَاجِعاً
يُــقِـمْـنَ إلى حينٍ وهـُـنَّ رَواجِع
وعنْدي لَهَا ما يُسْتَرَاحُ بذِكـــــْرِهِ
وعنْدي لَهَا مــَـا خَلَّفَتْهُ المَبَاضِع
فَمُرِّي وحِـــيْداً بينَ طَيِّ قَصَائــِـدٍ
تُحَاكُ على جَمْرٍ وهُنَّ خَوَاضـِع
يَرِقُّ وما للبَيْنِ كَفٌّ رَحِيمـــَــــــةٌ
تَرِقُّ وتـــَـأْتي باللقَاءِ شَوَافــِـــع
لـِكلِّ اليـَـتامَى في الحَنَانِ أُمـُـوْمَةٌ
وإنّـِي بَمَا تَجْنِيـْنَ رَاضٍ و قَانـِع
فهَذا شِراعِي كنتِ مِنْهُ عَوَاصِفاً
وهَذي جُنُوبــي ما رَوَتــــْها المَهَاجِــع
*******
أَشَيْبٌ؟ وقلبٌ للشــبابِ مَرابــــِــعُ
تَذُوْدُ مَسِيرَ العُمْرِ وهـْـــــــوَ يُمَانِعُ
تَمُـــرُّ الأمَاني ســـَاحباتٍ ذُيولَهـا
وطَرْفـــُكَ منْها قَاصِــــــرٌ ومُتابِع
ومـَا نِلْتَ منْ زَرْعٍ سَقِيْتَ غِراسَهُ
كأنَّــــكَ والأيــــَّـــــامَ رَاعٍ وزَارِع
طُيورُ صَبَاباتٍ زَهَوْتَ بِريْشِهـــا
تَخَلَّـــــينَ لمَّـــــا عاودَتْكَ مَواجـِــع
هـوَ العُمرُ في تِيْهٍ يَخاتـِلُ صَاحباً
تـَـرَى صَيـْـدَ أحْلامٍ وصَيْدُكَ ضَائِع
حَسِبْتَ خُدُودَ الغِـيْـدِ مَوْرِدَ شَارِبٍ
فَلاقَتْكَ أرْمَالٌ وضَاعَتْ مَنــَابِع
وكنتَ تُلُوْمُ النَّفْسَ حينَ تَقاطعَتْ
ســيوفٌ بجَنْبيْها وليتَكَ سَامـِــع
سَلَوْتَ خَليلاتٍ وهُنَّ خَلائــــِــلٌ
ورُمْتَ مُخِلَّاتٍ وهــُـنَّ قَواطـِــع
تَرَكْتَ غِنَاءَ الجُرْحِ بيــنَ مَفارِقٍ
فـلا أنْتَ مَهـْـزُومٌ ولسْتَ تُقَارِع
تَمُـدُّ خُيُوطَ الرُّوْحِ خَوْفَ قَطيعَــةٍ
لـِوِدِّ صَدِيـْقٍ في رِضاكَ يُصَـانِع
تُعَانِقُ زَهْوَ الوَجْهِ وهْوَ مَظاهِــرٌ
وتَلْقَى مَواعِيداً دَعَتْها مَنَافـــِــــع
فيا أيــُّها النَّائي الوحِيدُ بِلَيلــِــهِ
أَمِنْكَ أزَاهــِـيرٌ ؟ ومِنْهمْ بَلاقــِـع
ومنْكَ قِطَافُ الشَّوْقِ تُوْقـــَــــدُ نــــَـارُهُ
ومِنْكَ مآقٍ لا تَكُـــــفُّ هَوَامِع
دَؤُوْبٌ على الأحْلامِ تَتْبَعُ ظِلَّهَـا
كأنـــَّكَ طِفْلٌ والأمَاني مَرَاضـِع
ومَا شِبْتَ منْ عُمْرٍ تَطَاوَلَ عهْدُهُ
ولكنَّ عَيْشـَاً في المتاعِبِ نَاقِع
تَلــمُّ شــَتاتَ الرُّوْحِ وهْيَ لِمِيْتــَةٍ
وأنتَ على كَفِّ الحياةِ مُدَافــِـع
بَكَيتَ وإنَّ الدمْعَ وَقْتُ تَعـــِـــلَّةٍ
يـَروْحُ وتَبْقَى في العُيـُونِ مَدَامِع
و ما الصَّحْبُ إلاّ عابِرونَ لـِحـَاجةٍ
تَزُولُ وتأْتي بالصِّحـَــابِ دَوَافِع
فلَيتَ هَوَى الأَحْبابِ ضَلَّ طَريقَهُ
ومـَـا أنتَ إلاّ للسَّبيلِ مــَــجـَـامِع
لأيٍّ منَ الأحْبابِ تُنـْفِقُ مــِنْ دَمٍ
وتَحْرِقُ منْ غَالٍ وأنتَ مُطــَاوِع
خَليلَيَّ أنَّى ليْ سـُويْعــَـةُ مَوْعـِـدٍ
أُعَلِّلُ فيها القلْبَ حيـــنَ يُنـــَـازِع
أرَاهَا ومـَا أَدْريْ أَطِـيْفٌ مُسَانِحٌ
أمِ العينُ فيمَا تَسْتَطِيبُ تُخـــــادِعُ
وإنّي غَريْبٌ في مَوَاطـِنِ أَهـْلـِـهِ
وإلْفٌ لدَارٍ عنْــــدَ خِلٍّ يُبـــَـــايع
ولَـكنَّ أهْلَ الحبِّ أهْلُ شِكايـــَــةٍ
يَبِيْتُونَ رُهْبَاناً لهــــــَـــــمٍّ يُطَالِع
هيَ الليلُ آتٍ يَسْتَحِثُّ مــَـــوَاجِعاً
يُــقِـمْـنَ إلى حينٍ وهـُـنَّ رَواجِع
وعنْدي لَهَا ما يُسْتَرَاحُ بذِكـــــْرِهِ
وعنْدي لَهَا مــَـا خَلَّفَتْهُ المَبَاضِع
فَمُرِّي وحِـــيْداً بينَ طَيِّ قَصَائــِـدٍ
تُحَاكُ على جَمْرٍ وهُنَّ خَوَاضـِع
يَرِقُّ وما للبَيْنِ كَفٌّ رَحِيمـــَــــــةٌ
تَرِقُّ وتـــَـأْتي باللقَاءِ شَوَافــِـــع
لـِكلِّ اليـَـتامَى في الحَنَانِ أُمـُـوْمَةٌ
وإنّـِي بَمَا تَجْنِيـْنَ رَاضٍ و قَانـِع
فهَذا شِراعِي كنتِ مِنْهُ عَوَاصِفاً
وهَذي جُنُوبــي ما رَوَتــــْها المَهَاجِــع
*******