ليل فاطمة بقلم: أنور الخطيب

ليل فاطمة

ليلك كوخك ملجأ نبضك

استجارة آلامك من آمالك

ليلك سيدك الأول والآخر

نشوتك الصغرى والكبرى

إسوارة معصم قلبك

ليلك يسعد إذ يتهجاك

يستقبل عريك وهج انفلاتك

تطلقين للونه ضفائرك

ولأقماره شقتيك

ولنجمته نهديك

تسلمين نايه ترنيمة شهوتك الطمآى

وتقرأين فيه صرختك المحبوسة

في عينيك

ليلك عشقك كل فضاؤك

همسك ، طقس عبادتك

أضحياتك، عصافير نجواك

دم نهارك ، ليلك ماؤك المقدس

تشربينه ، يسيل على ثناياك

كأنه ريشة عازف عود

كأنه أوتارك

حرري إيقاعك يا سيدتي

كي تظهر الشمس من شقوق أسرارك

كي يتدفق الماء من جداول أحلامك

كي يلامس الضوء ثغرك

كي يحلوا ضحكك

فالليل يستوحش حتى وإن بدا ساحرا

والليل ويل وإن بات ساهما

وأنت ألفة النهار أغنية المساء

لا تسلمي الليل أنفاسك

واقبضي على أنفاسه تسيّديه

وامتطي ظلامه بنورك

لا تتلحفي به بل بأقماره المليون

ثم أطيلي الرقص أمام المرايا

إنها أنت تضحكين وتلعبين وتعبثين

وكل ما ترسمين فوق هامة نخلك

أيتها العالية الدوارة كالشمس

انهضي وقولي: في البدء كنت أنا

جناحاي حقلان من نرجس

ورأسي تاج الجمال والنشوة المعتقة

جيدي نعومة الرخام المبجل

نهداي نبعا حنان وشتاء

وخصري موج فجر

سأسير إلى عيني كي يرى الصبح ورده

إلى شفتي كي يضحك الصغار

إلى أناملي وهي تخط : ما زلت طفلة تتهجى الحب

انهضي فاطمة التأمل وادفعي حزنك

إنه العشق آت على هودج من فضة

فافتحي خلاياك واتركي ما خلفك خلفك

من خلفك خلفك

لك الأمام المزركش بالأمنيات

فأمري قطعان نبضك

يا راعية الضوء في مبسميك