*** العاشق والعرّافة ***
قالوا لها: إنّه صبٌّ ومنشغـلٌ
بالبحث عن حبِّه المنثورِ في الكتبِ
أعْيَتْهُ نجوى ولم ْتُفْلِحْ مَراكبُه
لأنّ أسيافَه ليستْ من الغضبِ
أسيافُه كُلُّها وَرْدٌ وأغـنيةٌ،
قصيدةٌ ، وروايات عن التَّعب
وشمعةٌ في ظلام اللّيل باكيةٌ
فَتيلُها يشتكي الإحراقَ لِلَّهب
فأسرعَتْ بخُطاها وهْي باسمةٌ
كأنَّما وَجَدَتْ كنزًا مِن الذّهب
تنهّدَتْ ثمّ قالت:كلُّ مشكلتي
أَنّي أُحسّ بمن يشكو مِن الوَصَبِ
تقدّمتْ وهْي في التّفكير غارقةٌ
حتّى تُغلّف طُهرَ الصّدقِ بالكذبِ
وأمْسَكَتْ كَفِّيَ المسْوَدَّ تَقرَأُهُ ؛
لا شَكّ في أَنّ كَفِّي الآنَ يَهْزَأُ بي
قالت: تَرَقّبْ أُفُولَ العَامِ في دَعَةٍ
وَانْثُرْ على دربها الأزهارَ في رَجَبِ
وسَوفَ تَأتيكَ عند الظُّهر باكيةً
وسوف يأتيكَ حيّاً حُلْمُكَ الذّهبِي
أَعْطَيْتُهَا نصف دينارٍ وقلتُ لها:
عفوًا ، فعُنفُكِ لا تَرضَى به كُتُبِي
عَرّافَتِي ليستِ الأوهامُ تَخْدَعُنِي
قَصْرُ المحبّة لا يُبنَى على الكذب
سِرُّ الهوى لا تُجَلِّيه طلاسمُِكم
وإنْ سهرْتِ سَوادَ اللّيْلِ في دَأَب
إنِّي أُحِبّ الهوى نارًا تُحاصِرُني
أنَا الشّموعُ تُشيع النّورَ باللّهب
عُودي بِوَهْمِكِ هذا وَاترُكِي وَلَهِي
يصطادني بِشِبَاكِ الآهِ والتّعبِ
عُودِي ، سرابُكِ هذا لنْ يخادِعَني
إلاّ إذَا خادَعَتْ أزهارَها سُحُبِي
**الشّاعر إبراهيم بشوات الجزائري**
قالوا لها: إنّه صبٌّ ومنشغـلٌ
بالبحث عن حبِّه المنثورِ في الكتبِ
أعْيَتْهُ نجوى ولم ْتُفْلِحْ مَراكبُه
لأنّ أسيافَه ليستْ من الغضبِ
أسيافُه كُلُّها وَرْدٌ وأغـنيةٌ،
قصيدةٌ ، وروايات عن التَّعب
وشمعةٌ في ظلام اللّيل باكيةٌ
فَتيلُها يشتكي الإحراقَ لِلَّهب
فأسرعَتْ بخُطاها وهْي باسمةٌ
كأنَّما وَجَدَتْ كنزًا مِن الذّهب
تنهّدَتْ ثمّ قالت:كلُّ مشكلتي
أَنّي أُحسّ بمن يشكو مِن الوَصَبِ
تقدّمتْ وهْي في التّفكير غارقةٌ
حتّى تُغلّف طُهرَ الصّدقِ بالكذبِ
وأمْسَكَتْ كَفِّيَ المسْوَدَّ تَقرَأُهُ ؛
لا شَكّ في أَنّ كَفِّي الآنَ يَهْزَأُ بي
قالت: تَرَقّبْ أُفُولَ العَامِ في دَعَةٍ
وَانْثُرْ على دربها الأزهارَ في رَجَبِ
وسَوفَ تَأتيكَ عند الظُّهر باكيةً
وسوف يأتيكَ حيّاً حُلْمُكَ الذّهبِي
أَعْطَيْتُهَا نصف دينارٍ وقلتُ لها:
عفوًا ، فعُنفُكِ لا تَرضَى به كُتُبِي
عَرّافَتِي ليستِ الأوهامُ تَخْدَعُنِي
قَصْرُ المحبّة لا يُبنَى على الكذب
سِرُّ الهوى لا تُجَلِّيه طلاسمُِكم
وإنْ سهرْتِ سَوادَ اللّيْلِ في دَأَب
إنِّي أُحِبّ الهوى نارًا تُحاصِرُني
أنَا الشّموعُ تُشيع النّورَ باللّهب
عُودي بِوَهْمِكِ هذا وَاترُكِي وَلَهِي
يصطادني بِشِبَاكِ الآهِ والتّعبِ
عُودِي ، سرابُكِ هذا لنْ يخادِعَني
إلاّ إذَا خادَعَتْ أزهارَها سُحُبِي
**الشّاعر إبراهيم بشوات الجزائري**