الأخوه والأخوات قراء وأدباء دنيا الوطن
أسمحولي أن أستشيركم في نصيحه,
أبنتي الصغيره فلسطين ترى في قصائدي حزن وألم م وتطلب مني أن ابتعدعن الأحزان لشدة خوفها علي وتألمها في نفس الوقت.
أنا مثل أغلب شعبنا والذي فتح عينيه على بريق المدافع والقنـل وبدل أن يرضع من حليب أمه, أشتنشق البارود والسم المنشور في كل مكان, وكان يفيق على صراخ من تهدمت البيوت فوق رؤوسهم من جراء القذائف, ولم أكن قد أكملت الثامنة من عمـري حتى شاهدت المذبحه أمام بيتنا وكيف كان أصدقائي الذين إلتصقوا بأبائهم والنساء التي رافقت أحبائها, شاهدتهم من خلف شقب الباب وهم يتساقطون ملطخين بدمائهم, يقيتلون بدم بارد على أيدي الصهاينة المتعطشه للدماء.
( مذبحة خانيونس قي نهاية تشرين 1956م) شارع جلال
كبرت وترعرعت ودخلت الجامعه وكان أمل والدي رحمهم الله أن أتخرج طبيبا ولكنني خيبت أملهم والتحقت بالمقاومه1967 لأعود الى ألمانيا بعد معركة الكرامه والشرف(21مارس 1968) والتي أرادها ديان أن تكون لطام الأم العربيه في يوم عيد ميلادها ليقضي فيها على أخر للفلسطينيين في تحرير فلسطين. وكان قرار القياده الحكيم, أمـا الشهاده وأما النصر ( ابو عمار, أبو جهاد, ابو علي أياد, صلاح خلف أبوإياد.) رحمهم الله ورحم شهدائنا وامواتنا جميعا.
عدت الى المانيا بقـرار حركي مع بعض الطلبه الذي شاركوا في المعركه. لم أستطع متابعة الطب لأنني وجدت نفسي مفصولا لتركي دون أذن مصبق. سجلت في كلية الهندسه, ونجحت وزغردة الوالده ووزع والدي الشربات بنفسه وأنا أضع الشهادة بين يديه. رحمهم الله.
عندما نشب القتال بين الأخوة الأعداء 1975- 76م سمعت الخبار الألمانيه تقول أن ياسر عرفات يطلب من الشباب الفلسطيني الألتحاق بالثوره والدفاع عنها. وصلت الى لبنان مع كوادر من طلبة فتح وكنت على مشارف تل الزعتر الذي ابيد أكثر من نصف سكانه على أيدي من المفروض أن يكونوا إخوة لنا وليس قتلة.
أنتهت حرب الأخوه الأعداء وعـدت من بقى على قيد الحياة من الشباب العربي والفلسطيني كل الى دراسته وعمله وانـا عدت لأكمال دراسات عليا وفي نفس الوقت كنا قد أفتتحنا مكتب للأعلام الفلسطين والذي تحول الى مفوضيه فلسطينيه.
بعد عقد من الزمن وفي ليله كنت استمع لأخبار السابعه على شاشة التلفاز الألماني فسمعت المذيع وهو يشرح أوضاع شعبنا الفلسطين المحاصر في مخيم برج البراجنه قرب بيروت والذي نفذ منه الطعام والماء وتم ترجمة فتوى مفتى لبنان وهو يحث الناس على أكل موتاهم حتى لا يموتون جوعأ.
ولدي ياسر والذي كان في الثامنة ربيعا كان يجلس معي وسمع كل كلمة. هب غاضبا والمع في عينيه ليطلب مني أن أشتري له بندقيه أو أعطيه مسدسي الذي حصلت عليه من الخارجيه الألمانيه بحكم عملي في مكتب م.ت.ف. ولما سألته ماذا يريد بهم, قال, عشان أنطخ أولاد الكلب إلي بطخوا الفلسطينيين. وعندما حاولت أن أن أتحدث اليه, صرخ في وجهي وقال,, أنت خواف ليش حامل مسدس, وتركني وخرج الى غرفته لينام.
مع الحادية عشر أقفلت التلفاز وخرجت الى غرفتي لأستريح, وكالعاده فتحت غرفته لألقي نظره عليه, وما أن حاولت أن أضع الحرام على جسده الصغير حتى هب من الفراش وهو منزعج والدمع ينهار من عينيه ويقول, كلما حاول أن يغمض عينيه رأى الأموات أمـامـه. أخذته في حضني وألقيت بنفسي بجواره ونمت .
في الثالثه صباحا فتحت عيناي ونزلت درجات السلم الى أن وصلت غرفة الجلوس, لأجلس خلف المكتب. أمسكت القلم وأخذت أخط بعض السطور.
شقشق الطير وخرجت الشمس من مخبأهـا لتدق زوجتي أدراج السلم الخشبيه لتذهل الى المطبخ لتعد بعض السندوتشات وتضعهم في الحقيبه المدرسيه الى ياسر وتقدم لي فنجان القهوه.
بقيت على هذا الحال غير عابث بما يدور حولي أو حتى تكلفة نفسي الأتصال بأخواني في مكتب المنظمه لأخبارهم بعدم حضوري حتى سقط القلم من يدي.
صعدت الى غرفة النوم, مع الظهيره فتحت عيناي لأجد نفسي بأنني نمت بكامل ملابسي. دخلت الحمام والقيت بنفسي في حوض السباحه ولم أخرج منه إلا بعد أن حضرت زوجتي وبيدها كوب الشاي وعلبة السجائر. شربت الشاي وأشعلت أكثر من سيجاره الى هدأت أعصابي. عدت الى مكتبي وقرأت ما جال بخاطري وإذ بها معلقة من مـأة بيت.
منذ ذلك التاريخ بدأت اكتب والكثير من قصائدي كانت تنشر في الصحف العربيه الصادره في لندن, الى أن طلب مني أحد الأصدقاء أن أنشر وأكتب في دنيا الوطن.
كما ترون حياتي منذ طفولتي لا تختلف عن حياة الكثيرين من شعبنا, ولكن أبنتي الصغيره لم تتحمل قرائة أشعاري وتطلب مني أن أبتعد عن الأحزان والكتابة عنها.
ولا اعرف إذا كنت سوف أوفق في هذا, أو أعتزل إرضاء إلى حبيبتي الصغيره فلسطين الصغيره ولكن هل تغـفـر لي فلسطين الكبيره. لهذا أطلب من أخواتي وأخوتي وحتى في إدره هذا المنبر, النصح وماذا أفعل؟
أمـا المعلقه التي كتبتها لأول مرة في حياتي والتي لم أجرأ على نشرها, لأنني لم أكن تعودت كتابة الشعـرخوفا من أن تكون غيرصالحه أو بعيده عن الشعر, سوف تلزم كراسة الحفظ الى أن يشاء الله, فأنـا في إنتظار ردود الفعل والأستشاره, فأذا كان أيجابيا فسوف تجدونه في اقرب فرصه على صفحات هذا المنبر الحـر الذي جمعنا على الحب.
أسمحـوا لي أن أبعث بهذه الرساله الى من أحب في أنتظار ردود فعلكم مع الشكر والتحيه.
حبيبتي فلسطين يا أغاى من نور العين
كل الأشواق وكل القبلات أطبعها على اليدين والجبين.
سوف نلتقي يوما يا حبيبتي,
لتضميني الى صدرك وأحتضنك بكل حنـين
فلسطين أبنتي حبيبتي,
أنت أمي وأبي, أنت الهواء والدواء شافي العليل,
أنت العشق أنت الأرض التي أحتضنت الأنبياء,
ولن يطول الفراق, ستعـود فلسطين يا فلسطين,
بأذن الله, هذا وعد الله لعباده الصابرين,
ووعـد مني أن أعود, ووعد الحر دين عليه.
أودعك الى حين لأطبع القبلات وأضم الصدر الحنون,
وأطير بك في الفضاء, نحلق مع النجوم.
نصلي جماعة في الأقصى الشريف,
نزور كنيسة القيامه, ومهد المسيح.
نكسر أغلال السجون
ونقـرأ الفاتحيه, على أرواح الشهداء
الى أن نلتقي يا أغلى أبنه قبلاتي وحبي وتحياتي الى شعب الجبارين
ابوك حبيبك
عزمي
أسمحولي أن أستشيركم في نصيحه,
أبنتي الصغيره فلسطين ترى في قصائدي حزن وألم م وتطلب مني أن ابتعدعن الأحزان لشدة خوفها علي وتألمها في نفس الوقت.
أنا مثل أغلب شعبنا والذي فتح عينيه على بريق المدافع والقنـل وبدل أن يرضع من حليب أمه, أشتنشق البارود والسم المنشور في كل مكان, وكان يفيق على صراخ من تهدمت البيوت فوق رؤوسهم من جراء القذائف, ولم أكن قد أكملت الثامنة من عمـري حتى شاهدت المذبحه أمام بيتنا وكيف كان أصدقائي الذين إلتصقوا بأبائهم والنساء التي رافقت أحبائها, شاهدتهم من خلف شقب الباب وهم يتساقطون ملطخين بدمائهم, يقيتلون بدم بارد على أيدي الصهاينة المتعطشه للدماء.
( مذبحة خانيونس قي نهاية تشرين 1956م) شارع جلال
كبرت وترعرعت ودخلت الجامعه وكان أمل والدي رحمهم الله أن أتخرج طبيبا ولكنني خيبت أملهم والتحقت بالمقاومه1967 لأعود الى ألمانيا بعد معركة الكرامه والشرف(21مارس 1968) والتي أرادها ديان أن تكون لطام الأم العربيه في يوم عيد ميلادها ليقضي فيها على أخر للفلسطينيين في تحرير فلسطين. وكان قرار القياده الحكيم, أمـا الشهاده وأما النصر ( ابو عمار, أبو جهاد, ابو علي أياد, صلاح خلف أبوإياد.) رحمهم الله ورحم شهدائنا وامواتنا جميعا.
عدت الى المانيا بقـرار حركي مع بعض الطلبه الذي شاركوا في المعركه. لم أستطع متابعة الطب لأنني وجدت نفسي مفصولا لتركي دون أذن مصبق. سجلت في كلية الهندسه, ونجحت وزغردة الوالده ووزع والدي الشربات بنفسه وأنا أضع الشهادة بين يديه. رحمهم الله.
عندما نشب القتال بين الأخوة الأعداء 1975- 76م سمعت الخبار الألمانيه تقول أن ياسر عرفات يطلب من الشباب الفلسطيني الألتحاق بالثوره والدفاع عنها. وصلت الى لبنان مع كوادر من طلبة فتح وكنت على مشارف تل الزعتر الذي ابيد أكثر من نصف سكانه على أيدي من المفروض أن يكونوا إخوة لنا وليس قتلة.
أنتهت حرب الأخوه الأعداء وعـدت من بقى على قيد الحياة من الشباب العربي والفلسطيني كل الى دراسته وعمله وانـا عدت لأكمال دراسات عليا وفي نفس الوقت كنا قد أفتتحنا مكتب للأعلام الفلسطين والذي تحول الى مفوضيه فلسطينيه.
بعد عقد من الزمن وفي ليله كنت استمع لأخبار السابعه على شاشة التلفاز الألماني فسمعت المذيع وهو يشرح أوضاع شعبنا الفلسطين المحاصر في مخيم برج البراجنه قرب بيروت والذي نفذ منه الطعام والماء وتم ترجمة فتوى مفتى لبنان وهو يحث الناس على أكل موتاهم حتى لا يموتون جوعأ.
ولدي ياسر والذي كان في الثامنة ربيعا كان يجلس معي وسمع كل كلمة. هب غاضبا والمع في عينيه ليطلب مني أن أشتري له بندقيه أو أعطيه مسدسي الذي حصلت عليه من الخارجيه الألمانيه بحكم عملي في مكتب م.ت.ف. ولما سألته ماذا يريد بهم, قال, عشان أنطخ أولاد الكلب إلي بطخوا الفلسطينيين. وعندما حاولت أن أن أتحدث اليه, صرخ في وجهي وقال,, أنت خواف ليش حامل مسدس, وتركني وخرج الى غرفته لينام.
مع الحادية عشر أقفلت التلفاز وخرجت الى غرفتي لأستريح, وكالعاده فتحت غرفته لألقي نظره عليه, وما أن حاولت أن أضع الحرام على جسده الصغير حتى هب من الفراش وهو منزعج والدمع ينهار من عينيه ويقول, كلما حاول أن يغمض عينيه رأى الأموات أمـامـه. أخذته في حضني وألقيت بنفسي بجواره ونمت .
في الثالثه صباحا فتحت عيناي ونزلت درجات السلم الى أن وصلت غرفة الجلوس, لأجلس خلف المكتب. أمسكت القلم وأخذت أخط بعض السطور.
شقشق الطير وخرجت الشمس من مخبأهـا لتدق زوجتي أدراج السلم الخشبيه لتذهل الى المطبخ لتعد بعض السندوتشات وتضعهم في الحقيبه المدرسيه الى ياسر وتقدم لي فنجان القهوه.
بقيت على هذا الحال غير عابث بما يدور حولي أو حتى تكلفة نفسي الأتصال بأخواني في مكتب المنظمه لأخبارهم بعدم حضوري حتى سقط القلم من يدي.
صعدت الى غرفة النوم, مع الظهيره فتحت عيناي لأجد نفسي بأنني نمت بكامل ملابسي. دخلت الحمام والقيت بنفسي في حوض السباحه ولم أخرج منه إلا بعد أن حضرت زوجتي وبيدها كوب الشاي وعلبة السجائر. شربت الشاي وأشعلت أكثر من سيجاره الى هدأت أعصابي. عدت الى مكتبي وقرأت ما جال بخاطري وإذ بها معلقة من مـأة بيت.
منذ ذلك التاريخ بدأت اكتب والكثير من قصائدي كانت تنشر في الصحف العربيه الصادره في لندن, الى أن طلب مني أحد الأصدقاء أن أنشر وأكتب في دنيا الوطن.
كما ترون حياتي منذ طفولتي لا تختلف عن حياة الكثيرين من شعبنا, ولكن أبنتي الصغيره لم تتحمل قرائة أشعاري وتطلب مني أن أبتعد عن الأحزان والكتابة عنها.
ولا اعرف إذا كنت سوف أوفق في هذا, أو أعتزل إرضاء إلى حبيبتي الصغيره فلسطين الصغيره ولكن هل تغـفـر لي فلسطين الكبيره. لهذا أطلب من أخواتي وأخوتي وحتى في إدره هذا المنبر, النصح وماذا أفعل؟
أمـا المعلقه التي كتبتها لأول مرة في حياتي والتي لم أجرأ على نشرها, لأنني لم أكن تعودت كتابة الشعـرخوفا من أن تكون غيرصالحه أو بعيده عن الشعر, سوف تلزم كراسة الحفظ الى أن يشاء الله, فأنـا في إنتظار ردود الفعل والأستشاره, فأذا كان أيجابيا فسوف تجدونه في اقرب فرصه على صفحات هذا المنبر الحـر الذي جمعنا على الحب.
أسمحـوا لي أن أبعث بهذه الرساله الى من أحب في أنتظار ردود فعلكم مع الشكر والتحيه.
حبيبتي فلسطين يا أغاى من نور العين
كل الأشواق وكل القبلات أطبعها على اليدين والجبين.
سوف نلتقي يوما يا حبيبتي,
لتضميني الى صدرك وأحتضنك بكل حنـين
فلسطين أبنتي حبيبتي,
أنت أمي وأبي, أنت الهواء والدواء شافي العليل,
أنت العشق أنت الأرض التي أحتضنت الأنبياء,
ولن يطول الفراق, ستعـود فلسطين يا فلسطين,
بأذن الله, هذا وعد الله لعباده الصابرين,
ووعـد مني أن أعود, ووعد الحر دين عليه.
أودعك الى حين لأطبع القبلات وأضم الصدر الحنون,
وأطير بك في الفضاء, نحلق مع النجوم.
نصلي جماعة في الأقصى الشريف,
نزور كنيسة القيامه, ومهد المسيح.
نكسر أغلال السجون
ونقـرأ الفاتحيه, على أرواح الشهداء
الى أن نلتقي يا أغلى أبنه قبلاتي وحبي وتحياتي الى شعب الجبارين
ابوك حبيبك
عزمي