المجد للماء شعر : عبد اللطيف الهدار

يوقظ الماء في نبضك

جموح الانسياب ،،

يا أنت الذي والماء

في السحاب ،

يتماهيان ،

يمتزجان في رقرقة شاردة،

ولا يبغيان..

يرشحان معا في الأسفل ،،

تختفي أنت في الرذاذ ،

والماء يعرش قي النشوة الأمثل ..

تقول للماء حين تفتح مداك :

ألا أيها الملاك ادخل..

ويدخل الماء ،،

في النبع السحيق يرحل ،

يتوج الدخول دليل عنفوان .

سأرافق هذا الماء

من المساء الى المساء ..

سأمسح بقايا نعاس ،

عن مدائن النحاس..

وأرافق هذا الماء.

عمّدني ، لك المجد ، أيها الماء ..

عمّدني نبيا للشغب الجميل

حتى أبارك

جموع اليتامى ،،

عمدني صبّارا في خميلة الليالي

حتى أنكس الردهات

من كل شهوة عجفاء..

وأغفو رضيا في لجة الحريق..

أنا الناسك في مزنتك ،

أشتهي أن تمطرني في أصقاع الأقاصي ..

لعل جرحي يسيح في الخزامى ،

أو تصبّني في أعالي البحار ،،

موجا سلسبيلا..

يرغيني في الضفة المنسية سؤالا

او موالا..

لك المجد أيها الماء..

يا نقيض اللون والسكون ،

يا سيد الكون و الحكمة والجنون..

يا سيدي :

ها المدّ ينصبّ اعتباطا..

والبيد شرانق عطشى

لفجرعبيق..

فاعصف حتى تنتصب الرمال جبالا..

واعصف حتى يفور الطريق اشتعالا ..

انّا ندنو بخطو حثيث من حدود النصل

ونشتاق الى الوصل..

فاعصف حتى تستيقظ الارض..

ويزهر النبض في الوحل.

اعصف ،،

لك الفيض العظيم اجلالا..