عرس مكة( نفحات من سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام )
إنـــــــي بدأت قصيدي بالصلاة على
خير الأنام ومن تهدى بــــــــه الأمم
محمد المصطفى المـــــــحمود جانبه
من فيضه يتغذى المجد والقـــــــــيم
في أرض مكة عين الله تــــــــحرسه
حتى يشب غلاما كله هــــــــــــــمم
فتى الجزيرة حاميها ونـــــــــاصرها
إذا تحير محزون ومهـــــــــــــتضم
حليمة من بني سعد لــــــــــه شهدت
وزوجها ومراعي الـــــــقوم والغنم
كانت تعود خماصا من مـــــــراتعها
وطالما حبست عن نبتها الديــــــــم
فأصبحت بقدوم الطفل في نــــــــعم
مباركات وفــــــــــــــــي أبدانها نعم
عمت على القوم في البطحاء مرحمة
من خيره فكأن القوم مــــــــا عدموا
ويحكم الله أن يبقى الصغير بــــــــلا
أب وأم وباب الشـــــــــــــــــدة اليتم
ألم يجده يتيما ثم كرمــــــــــــــــــــه
حتى غـــــــــــــــدا ويداه كلها كرم
ولم يزل عن هوى الأحداث مــنعزلا
إن البعيد عن اللـــــــــــذات محترم
لما رآه بحيرا والظلال حــــــــــمت
مسيره حيثما يرتاح ترتـــــــــــــسم
قال اربعواوكلوا عـــــــندي جميعكم
لا يحمد الخير إلا خير من قـــــدموا
وقال للعم من هذا الــــــــــفتى فعلى
سيماه نور الهدى الوضاء مبتـــسم
هذا الفتى ابن أخي والـــــكل يعرفه
صافي السريرة بالأخلاق معــتصم
إحذر عليه يهودا إن مـــــــــــوعده
وحي به تنجلي الآثــــــــــام والظلم
رأت خديجة من أخلاقه شـــــــــيما
وعند أهل التقى تستعـــــــــظم الشيم
فغالبت قلبها كـــــــــــــــــيما تغالبه
لكنها رجعت والصبر منهـــــــــزم
ولم تزل برسول الله هـــــــــــــائمة
لا تكتم الحب منها مقــــــــــــلة وفم
حتى غدت لرسول الله خير يــــــــد
تحنو عليه فجرح الحزن ملتـــــــئم
عام الرمادة ما أقـــــــــــسى فجيعته
جراح مكة لم يحـــــــــــقن لهن دم
تلك الشعاب التي آوتـــــــــــه باكية
تكاد من سطوة الباغين تنـــــــــتقم
هذا الذي في قريش كان مــــــؤتمنا
اليوم بالرفض والإلـــــحاد يصطدم
قالوا أنـــــــــــــــترك أصناما تبلغنا
مقاصد الخير لما يعــــــــمر الحرم
واستعصمت بحبال الكــــفر أنفسهم
وما دروا أن حبل الكفر منـــــفصم
وعانت الدعوة الغراء في غـــــدها
أمر من أمسها فالحقد مــــــضطرم
وحاولت ثــــــــــــــلة الكفار يائسة
وأد الهدى فإذا في قلبهم نــــــــــــدم
في بئر بدر أضاء النصر واندحرت
قوى الجهالة لما رفــــــــرف العلم
خاض المعارك جند الحق وانكسرت
في الحرب شوكة من ضلوا ومن أثموا
واستـــــــــقبلت مكة الحجاج باسمة
وطــــــــالما قطعت في مكة الرحم
ثـــم اشرأبت رؤوس القوم يغمرهم
خوف الـــــــعقاب وما يخفيه منتقم
وســار في الموكب المختار محتسبا
لله حتى هـــــوى في الساحة الصنم
وكبر الـــــــــقوم تكبير المجل وفي
أرجاء مكة جـــــــمع الكفر منهزم
وأقــبل المصطفى من بعد ما برئت
جراح مكة لما أثــــــــــــــمر الألم
وقـــــــال للجمع في حلم وفي دعة
ماذا تظنون أني فاعل بــــــــــــكم
قالوا أخ مستفيض العـــــــفو نعرفه
من ســـــيب راحته يستقبل الكرم
قال اذهبوا طلقاءً في مـــــــــــنازلكم
وهــــــــذه فرصة الإيمان فاغتنموا
* الشاعر إبراهيم بشوات الجزائري*
إنـــــــي بدأت قصيدي بالصلاة على
خير الأنام ومن تهدى بــــــــه الأمم
محمد المصطفى المـــــــحمود جانبه
من فيضه يتغذى المجد والقـــــــــيم
في أرض مكة عين الله تــــــــحرسه
حتى يشب غلاما كله هــــــــــــــمم
فتى الجزيرة حاميها ونـــــــــاصرها
إذا تحير محزون ومهـــــــــــــتضم
حليمة من بني سعد لــــــــــه شهدت
وزوجها ومراعي الـــــــقوم والغنم
كانت تعود خماصا من مـــــــراتعها
وطالما حبست عن نبتها الديــــــــم
فأصبحت بقدوم الطفل في نــــــــعم
مباركات وفــــــــــــــــي أبدانها نعم
عمت على القوم في البطحاء مرحمة
من خيره فكأن القوم مــــــــا عدموا
ويحكم الله أن يبقى الصغير بــــــــلا
أب وأم وباب الشـــــــــــــــــدة اليتم
ألم يجده يتيما ثم كرمــــــــــــــــــــه
حتى غـــــــــــــــدا ويداه كلها كرم
ولم يزل عن هوى الأحداث مــنعزلا
إن البعيد عن اللـــــــــــذات محترم
لما رآه بحيرا والظلال حــــــــــمت
مسيره حيثما يرتاح ترتـــــــــــــسم
قال اربعواوكلوا عـــــــندي جميعكم
لا يحمد الخير إلا خير من قـــــدموا
وقال للعم من هذا الــــــــــفتى فعلى
سيماه نور الهدى الوضاء مبتـــسم
هذا الفتى ابن أخي والـــــكل يعرفه
صافي السريرة بالأخلاق معــتصم
إحذر عليه يهودا إن مـــــــــــوعده
وحي به تنجلي الآثــــــــــام والظلم
رأت خديجة من أخلاقه شـــــــــيما
وعند أهل التقى تستعـــــــــظم الشيم
فغالبت قلبها كـــــــــــــــــيما تغالبه
لكنها رجعت والصبر منهـــــــــزم
ولم تزل برسول الله هـــــــــــــائمة
لا تكتم الحب منها مقــــــــــــلة وفم
حتى غدت لرسول الله خير يــــــــد
تحنو عليه فجرح الحزن ملتـــــــئم
عام الرمادة ما أقـــــــــــسى فجيعته
جراح مكة لم يحـــــــــــقن لهن دم
تلك الشعاب التي آوتـــــــــــه باكية
تكاد من سطوة الباغين تنـــــــــتقم
هذا الذي في قريش كان مــــــؤتمنا
اليوم بالرفض والإلـــــحاد يصطدم
قالوا أنـــــــــــــــترك أصناما تبلغنا
مقاصد الخير لما يعــــــــمر الحرم
واستعصمت بحبال الكــــفر أنفسهم
وما دروا أن حبل الكفر منـــــفصم
وعانت الدعوة الغراء في غـــــدها
أمر من أمسها فالحقد مــــــضطرم
وحاولت ثــــــــــــــلة الكفار يائسة
وأد الهدى فإذا في قلبهم نــــــــــــدم
في بئر بدر أضاء النصر واندحرت
قوى الجهالة لما رفــــــــرف العلم
خاض المعارك جند الحق وانكسرت
في الحرب شوكة من ضلوا ومن أثموا
واستـــــــــقبلت مكة الحجاج باسمة
وطــــــــالما قطعت في مكة الرحم
ثـــم اشرأبت رؤوس القوم يغمرهم
خوف الـــــــعقاب وما يخفيه منتقم
وســار في الموكب المختار محتسبا
لله حتى هـــــوى في الساحة الصنم
وكبر الـــــــــقوم تكبير المجل وفي
أرجاء مكة جـــــــمع الكفر منهزم
وأقــبل المصطفى من بعد ما برئت
جراح مكة لما أثــــــــــــــمر الألم
وقـــــــال للجمع في حلم وفي دعة
ماذا تظنون أني فاعل بــــــــــــكم
قالوا أخ مستفيض العـــــــفو نعرفه
من ســـــيب راحته يستقبل الكرم
قال اذهبوا طلقاءً في مـــــــــــنازلكم
وهــــــــذه فرصة الإيمان فاغتنموا
* الشاعر إبراهيم بشوات الجزائري*