الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قــــــــرد وأمّــــه...!! بقلم: د. حسين المناصرة

تاريخ النشر : 2007-04-16
قــــــــرد وأمّــــه...!! بقلم: د. حسين المناصرة
قــــــــرد .. وأمّــــه...!!


بقلم: د. حسين المناصرة


ليس صحيحاً دائماً أنّ كل "قرد في عين أمّه غزال " ...ربما يكون هذا شعار أمهات عاطفيات إلى درجة السذاجة أي حمقاوات...لكن الحكيمات منهن يقلن "للأعور " من أبنائهن أنت أعور ... والأعور هنا يقصد به : أنت قرد !! مع احترامنا للقرود الطيبة في الطبيعة!!!ومن ذلك على سبيل المثال – لا الحصر - أن تستغرب أم جورج بوش ( وهي أم قرد مع تقديري لأمومتها وحكمتها ) أن يكون ابنها (القرد بوش )الذي وصفته بأنه أغبى رجل في العالم ـ حاكماً وفق السياسة الصهيوأمريكية ـ للعالم ...فالأم هنا تعترف بأن ابنها مجرد قرد غبي ، ولا يمكن أن يكون غزالاً مهما حاول أن يتشبه بالغزلنة؛ ولو على أقل تقدر أمام أمه التي أرضعته وتعرف عنه كل صغيرة وكبيرة إلى قبيل أن يصبح رئيساً ( على الأغلب بالتزوير)،فيدير مجرى أسن السياسة الأمريكية الخارجية التي تحولت إلى استعمار عسكري فاضح في وطننا العربي الكبير !!!

هذا الابن القرد الزعيم – مع احترامي وتقديري للقرود الحقيقية - وما يحوط به من قرود وزارة الخارجية الأمريكية المتصهينة وعلى رأسها المتقردنة "كوندليزا رايس " غدوا أماً أمريكية مشوهة أقرب ما تكون إلى بنت شوارع كبرت فشاخت ،ولم تعد تحصل على سوق لبيع جسدها المنهك في شوارع النخاسة على الرغم من أنها تضع على وجهها صبغات عجيبة وغريبة من الماكياجات الصناعية التي انتهت تواريخها ...فتزداد بشاعتها في عيون من ينظرون إليها ،بما في ذلك عيون الجائعين الذين لم يعد في جيوبهم المخرومة ثمن سيجارة واحدة تلتقط من صندوق سجائر أمام عجوز عراقية صالحة تتدفق بإنسانية الخير ومعاناة حقيقية من شر قردنة بوش وإجرامه؛ تجلس على ناصية شارع عربي مكلوم منتهك ،وتضع أمامها صندوق سجائر رخيص ، تبيع منه سجائرها بالمفرق ( أي بالحبة) لا بالجملة !!!

لنتصور غابة آمنة جار عليها زمن بطش قطاع الطرق وقراصنة البحار تتحول من نعيم ملوكيّة الليث إلى جحيم سوط قرد أهوج ومعه زمرة من المساعدين القرود والثعالب والغربان والبوم والذئاب والأفاعي...هكذا ستصبح الحكمة الشعبية واضحة مئة بالمئة من خلال :" إذا غابت غزلانها حضرت قرودها" أو :" إذا حضرت الشياطين رحلت الملائكة !!



لا توجد مشكلة في أن يكون القرد في عين أمه أو جدته أو خالته غزلاً... هذه أمزجة وأمراض نفسية معروفة... ومن حق البشر أن يشقّوا أفكارهم المزاجية بطرقهم الخاصة ما دامت هذه الأمزجة المرضية تخصهم ولا تؤثر كثيراً على من حولهم ... لكن أن تدمر البلدان ، وتنتهك حرمة الشعوب، ويحاصر الأطفال ، ويقتلوا، وتنشر الأوبئة والأمراض، وتستخدم الأسلحة المحرمة دولياً ضد الآمنين في فلسطين ولبنان والعراق والصومال وأفغانستان... باسم ديمقراطية سرقة النفط وترويج المخدرات، وأوهام مكافحة الإرهاب، وتحت مظلة غباء "من ليس معنا فهو ضدنا "، ومن أجل عيون مجرمي الصهاينة ونازييهم في القرن العشرين... فهذه وغيرها من الخزعبلات والتخريفات والهيمنة والاستعمار والتدجين القسري والسادية العنصرية ... حيث تصير إسرائيل القرد الابن المجرم وأمريكيا بسياستها وعساكرها القردة الأم الأكثر إجراماً... وبذلك تغدو إسرائيل في عين أمريكيا كما يبدو القرد الأحمق في عين أمه الحمقاء ... !! الله يحسن إلى الغزلان على هذه الاستعارة الفاجعة!!!

لكنّ السؤال الذي جال وسيجول في خاطري وخواطركم ، ولم أجد أو تجدوا له إجابة شافية مقتعة هو : أين نحن الآن بعد خمسة عشر عاماً من التفاوض على الطريقة الأوسلوية الصهيوأمريكية مع هذا الكيان الصهيوني القردي الغاصب ؟!

بعد كل حوار لا بدّ من أن تزداد الحواجز والحصار والتجويع والتدمير والانتهاك اليومي الصهيوني لفلسطين وبرعاية أمريكية... ينهار الاقتصاد...ويستشري الفساد..وتتخلف السياسة إلى درجة أن يصير الحلم فضيحة..والواقعية إجراماً.. والشهادة انتحاراً !!

الأرض سرقها الجدار العنصري...والطرق والحركة تتجمد ؛ فتتخثر معها الدماء في الشرايين ،فتكثر الذبحات في الشوارع وعلى المعابر وتحت لهيب المحاسيم الجائرة ... القدس تنتهك ... والأقصى يضمحل ... والأسرى يعذبون...ولم يبق لنا شيء إلا أن نحمد الله على هذا المكروه الذي لا يحمد عليه سواه !! ومع ذلك تجد بعض مفاوضينا المتأنقين الأشاوس في الفضائيات يكررون عبارات : يوجد تقدم في الحوارات... نحن على موعد مع حوارات جادة ؟! أية مهزلة حوار الطرشان هذه التي تجرنا من الحضيض إلى الهاوية ؟!!!

إذن.. فقدنا أشياء كثيرة ... وصارت حالنا مع شارون وأمثاله مثل حال جحا في زمن هولاكو الجبار... وفوق ذلك أن نسمح بأن يستشري الفساد ... ويعم الفلتان والفوضى ... وتستفحل الجريمة... ويعلو قانون الغاب في زمن إمبراطورية القرود...إمبراطورية القرد وأمه ... أو العسكريتارية الصهيوأمريكية المجرمة...أو فرعنة إسرائيل وأمريكيا والعملاء؟!!

ربما ينبغي أن نحترم إنسانية المشاعر الحقيقية بين القرد وأمه بصفة هذين المخلوقين حيوانين حقيقيين في الغابة أو في حدائق الحيوانات ...وأن نعتذر لهما عن هذا النقل المجازي الذي جعل إسرائيل وأمريكيا وعملائهم يسيئون إليهما ... فيشوهون من خلال هذه الاستعارة المجازية ما كان ينبغي أن يحترم ... أي أن يحترم القبح عندما يبقى جميلاً في عيني من يحبّه مثل أمّه... كأن يصير القرد جميلاً مثل الغزال في عيني أمه الطيبة التي أنجبته وأرضعته وربته فصار فلذة كبدها... !!

أما القرد الإسرائيلي وأمه القردة الأمريكية فهما مما يشتم، ويلعن ،ويدعى عليهما بالزوال أو الهاوية ؛ لأنهما خزي أو عار يلطم وجه الحضارة ... وقذارة تلطخ جبهة الإنسانية ... وأسن ينتن جنبات الحياة ...ومرض الأنيميا (فقر الدم ) الذي يلهب الشرايين.. ويفتك بالقلوب !!!

في ضوء ما سبق : ما جدوى أن نتستر على إجرام القرد وأمه ،وندعي أن بيننا اتفاقيات على الورق ؟! وما جدوى أن يلاطف أبناء المحاورين الفلسطينيين بنات المحاورين الإسرائيليين في المسابح ؟! وما جدوى الحوار الذي حظيت فيه إسرائيل بكل ما تريد من التنازلات ... ولم يحظ فيه الفلسطينيون بغير الحصار والتجويع والتشريد والاغتيال وانتهاك الحرمات على يد آلة الدمار العسكرية الصهيونية؟! وما جدوى هذه اللقاءات التخديرية التي لن تبيض غير بيضات تكريس الاحتلال، وتبرير وجوده الغاصب ،وإعطائه شرعية يفتقدها من أساسه المزور إلى راسه الواهم ؟!!

ما جدوى ... وما جدوى ... وما جدوى ... ؟! يهيئ لي أن هذه الجدوى كفرت بأسئلتنا ...وغدت حواراتنا مع الكيان الصهيوني حوارات قرعاء ... ينطبق عليها الحكمة الشعبية القائلة :" احترنا يا قرعاء من وين نبوسك " وهذه الحكمة قريبة كثيراً من مؤخرات القرود ... أو مؤخرتي القرد ( إسرائيل) وأمه ( أمريكيا) !!

على أية حال ، أعتذر لجماليات قرود الغابات ... وقرود حدائق الحيوان...عن هذا الاستخدام المجازي المهين لتسمية القرود في عالم السياسة الصهيوأمريكية !! وأنا متأكد من أن المجال لو أتيح للقرود الحقيقية كي ترفع دعوى قضائية ضدي... لربحتها ... ولصدر ضدي حكم عادل ينصّ على أن أقضي بقية سني عمري أنظف منازلها في إحدى حدائق الحيوان المشهورة !!!
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف