الأخبار
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ارحل بقلم: ماجد الصابر

تاريخ النشر : 2007-04-15
ارحل/ ماجد الصابر

لم نبدأ بعد

ما زالت قلوبنا عذراء

لم تنفض بعد بكارتها

على شاطئ الأمان كنا

نحسب خطواتنا.. نعد أنفاسنا

نرسم لوحة الخلود

حذرتك من الحدود

وصرخت لترددك دوما أريدك أنت لك أنت

حركت المارد داخلك

شرعت أعلمك فن الغوص

طلبت منك بناء حواجز تصونك وتساعدك

حاولت جاهدا أحياء آمال لديك

عل بها يشتد ساعدك

كان الفراغ يملأ حياتك

والآهات ساكنة حائرة

الدموع محتكرة عينيك

إندفعت نحوك أستعجل خلاصك

أبحث عما فقد منك

لاهثا عما تبقى منك لأبدأ منه

من قال أني لم أخاطب طفولتك، براءتك، صفاؤك

فجأة من غير ميعاد امتلأ عالمك

فجأة من غير ميعاد، وفي عز ثورتي

اسمع صوتا على استحياء يصرخ

غادر

انتفض جسمك وإحساسك برودا وشرعت تعدين حقائبك

ترى.. ماذا ستحمل حقائبك مني

خبراتك أسفا لن تسعفك في تقييم أشيائي

ماذا يا طفولة الكون.. لو هدأت قليلا

عودي لمرآتك واسأليها

ما الفرق في أن يعيش الآخر لي وفي أن يعيش معي

هي الفرق بين الماضي وحاضرك

هي المسافة الفاصلة بين إدراكي وظلمك لصورتي

هي أن أكون لديك نور آو نار تحرقني وتحرقك

هي انا وما حملته حقائبي لعالمك

لم تبحثي في حقائبي جيدا

لم تتحملي عناء البحث

انتفضت وصرخت بصوتك المكتوم

غادر

ما الذي مني تريديه أن يغادر

من الذي ناشد براكيني أن تثور

ترى من الذي صرخ واثقا

بأنه يوما لن يحذرني، لن يخاف مني، لن يسيء بي ظنا

لماذا لم تكملي رحلة الغوص داخلي

خدعتك وثائق الماضي ودخلت حجرة عالمنا البريء

الم نتعاهد أن نحرقها معا... أن نشتم دخانها معا

لو استطعت..لو صدقت وانزلتيها عن ظهرك

لما عادت اليوم كابوسا يصرخ لنورك وحارسك

غادر

لا يا براءة الكون

فلم اعش يوما معك لأرحل الآن

فقد عشت منذ اللحظة الأولى لك ولأجلك

لم تسعفك طفولتك لإدراك حقيقة بهذا السمو

استعيدي أنفاسك... فقد مات من أرقك

فلن أعود كابوسا

ولن ارحل

سأنتظرك دوما في محطات العطاء والفداء

أبوابي دوما ستكون مشرعة لك

سيسعدني احتراقي دوما لأجلك

إعلني بكل فخر إنتصارك

فقد أتى يوما انتظرتيه طويلا

ودفعت لأجله من دمائك ثمنا باهظا

أشرقت شمسك

وغاب قهرك

فيوجد على الأرض من يستطيع أن يحترق لأجلك

ولا يطفئ نورك

يوجد على الأرض من يعطيك ولا يأخذ منك

إعلني بكل فخر إنتصارك... فقد خلقت روحا ستسهر دوما حارسة عليك
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف