
جاءنا البيان التالي :
خاصرة النهرين
شعر
فولاذ عبد الله الأنور
كيف لى أن أحبَّكِ أكثرَ ، مما أحبُّكِ ،
أو أن أموت لأجلك أكثر مما أموت ،
اكتحلتُ بعينيكِ ،
حتى رأيتك أوضح مما عليه ،
تجلَّيت سيدتى فى دمى ،
فأضاء المد ى ، باتساع صراخ الولادةِ ،
حتى صياح المماتِ ،
كأن نجوم السماء بعينيكِ ،
قد غَرِقَتْ فى مياه الفراتِ ،
ويعلو البيانِ ،
ويشتبك الطير والأفعوان ،
وتنهض بغداد بين الركامِ ،
وتحيا ببعض الفتاتِ ،
ويسقط من حولها الشهداءُ ،
هى الأرض ،
لا فرقَ بين اكتحالِكِ سيدتى ،
ودموعِ العراقِ ،
اكتحلتُ بعينيكِ ،
حتى رأيتك أوضحَ مما عليه ،
رأيتك أعمق من فرقة وتلاقٍِ ،
أ أَنْتِ التى كنتِ فى صحبتى ،
فوق شاطئ " دجلةَ " من سنوات .
أوَ أنت التى أَدْخَلَتْنى ، " حدائقَ بابلَ "
حين وصلتُ أزقّةَ بغدادَ ،
فاختلط اليأسُ بالأمل الحلوِ ،
والأمسُ بالآتِ ،
سيدتى ،
ذهب العمر بالأمنياتِ ،
وعيناكِ أبلغُ ،
عيناكِ ما ئجتان بعمق الخطابِ ،
أرينى قصاصة هذا الهوى ،
أطلعينى على آخر الدمع ،
ها ، إن سبعين مريلةً ،
بَقِيَتْ فى رُفات تلاميذنا ، غيرُ كاذبةٍ ،
والأسرَّةُ مكتظةُُ بالدفاتر والشهداء ،
انظرُى لى ملياً ،
تَرَىْ أثراً مِن حُنُوُّكِ فى نظرتى ،
قَدَرَاً مِن دُنُوُّكِ فى خُطوتى ،
أطلعينى على آخر الحبّ ،
ثم اتبعينى ،
لعلى أواصلُ بَثّ جنازاتِنا فى النهار ،
وليلاً اناوئُ جلد الذئابِ ،
وتبقين سيدتى لا شبيهَ لعينيكِ ،
عيناكِ رائقتان وغائمتان ،
ومُفعمتانِ بهذا السحابِ ،
وتبقى بعينيكِ بغدادُ ،
حىُّ الرصافةِ ، والمشهد الكاظمىُّ ،
وبابُ المعظّمِ ، والمكتباتُ ،
ودجلةُ يحضِنُ دارَ الخلافةِ ،
والأثرُ البابلىُّ يمشِّطُ شَعرَ الليالى ،
ويجرى برائحة الأقدمين الفراتُ ،
وتبقين أنتِ ،
ويبقى الهوى الأبدىُّ بعينيكِ ،
سيدتى ،
يا حبيبةَ قلبى ،
اركضى جانبى ،
اركضى بين مُغْتَسَل بارد وشرابْ .
===================
فولاذ عبد الله الأنور
[email protected]
خاصرة النهرين
شعر
فولاذ عبد الله الأنور
كيف لى أن أحبَّكِ أكثرَ ، مما أحبُّكِ ،
أو أن أموت لأجلك أكثر مما أموت ،
اكتحلتُ بعينيكِ ،
حتى رأيتك أوضح مما عليه ،
تجلَّيت سيدتى فى دمى ،
فأضاء المد ى ، باتساع صراخ الولادةِ ،
حتى صياح المماتِ ،
كأن نجوم السماء بعينيكِ ،
قد غَرِقَتْ فى مياه الفراتِ ،
ويعلو البيانِ ،
ويشتبك الطير والأفعوان ،
وتنهض بغداد بين الركامِ ،
وتحيا ببعض الفتاتِ ،
ويسقط من حولها الشهداءُ ،
هى الأرض ،
لا فرقَ بين اكتحالِكِ سيدتى ،
ودموعِ العراقِ ،
اكتحلتُ بعينيكِ ،
حتى رأيتك أوضحَ مما عليه ،
رأيتك أعمق من فرقة وتلاقٍِ ،
أ أَنْتِ التى كنتِ فى صحبتى ،
فوق شاطئ " دجلةَ " من سنوات .
أوَ أنت التى أَدْخَلَتْنى ، " حدائقَ بابلَ "
حين وصلتُ أزقّةَ بغدادَ ،
فاختلط اليأسُ بالأمل الحلوِ ،
والأمسُ بالآتِ ،
سيدتى ،
ذهب العمر بالأمنياتِ ،
وعيناكِ أبلغُ ،
عيناكِ ما ئجتان بعمق الخطابِ ،
أرينى قصاصة هذا الهوى ،
أطلعينى على آخر الدمع ،
ها ، إن سبعين مريلةً ،
بَقِيَتْ فى رُفات تلاميذنا ، غيرُ كاذبةٍ ،
والأسرَّةُ مكتظةُُ بالدفاتر والشهداء ،
انظرُى لى ملياً ،
تَرَىْ أثراً مِن حُنُوُّكِ فى نظرتى ،
قَدَرَاً مِن دُنُوُّكِ فى خُطوتى ،
أطلعينى على آخر الحبّ ،
ثم اتبعينى ،
لعلى أواصلُ بَثّ جنازاتِنا فى النهار ،
وليلاً اناوئُ جلد الذئابِ ،
وتبقين سيدتى لا شبيهَ لعينيكِ ،
عيناكِ رائقتان وغائمتان ،
ومُفعمتانِ بهذا السحابِ ،
وتبقى بعينيكِ بغدادُ ،
حىُّ الرصافةِ ، والمشهد الكاظمىُّ ،
وبابُ المعظّمِ ، والمكتباتُ ،
ودجلةُ يحضِنُ دارَ الخلافةِ ،
والأثرُ البابلىُّ يمشِّطُ شَعرَ الليالى ،
ويجرى برائحة الأقدمين الفراتُ ،
وتبقين أنتِ ،
ويبقى الهوى الأبدىُّ بعينيكِ ،
سيدتى ،
يا حبيبةَ قلبى ،
اركضى جانبى ،
اركضى بين مُغْتَسَل بارد وشرابْ .
===================
فولاذ عبد الله الأنور
[email protected]