الأخبار
"التربية" توضح طبيعة أسئلة امتحان الثانوية العامة لطلبة غزةسلطة النقد تصدر تعليمات للمصارف برفع نسبة الإيداعات الإلكترونية لمحطات الوقود إلى 50%يوم دامٍ في غزة: أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى والمفقودينإعلام إسرائيلي: نتنياهو يبحث "صيغاً مخففة" لإنهاء الحرب على غزةجيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمنأول اتصال هاتفي بين بوتين وماكرون منذ ثلاث سنواتبالأسماء.. الاحتلال يفرج عن 14 أسيرًا من قطاع غزةتوجيه تهم القتل والشروع به لـ 25 متهماً في قضية الكحول بالأردنالسعودية تسجل أعلى درجة حرارة في العالم خلال الـ24 ساعة الماضيةمصر: أمطار غزيرة تفاجئ القاهرة والجيزة رغم ارتفاع درجات الحرارةمسؤولون إسرائيليون: تقدم في محادثات صفقة المحتجزين.. والفجوات لا تزال قائمة(كان): قطر تسلّم إسرائيل مقترحًا جديدًا لوقف لإطلاق النار في غزةترامب: سأكون حازمًا مع نتنياهو بشأن إنهاء حرب غزة وأتوقع هدنة خلال أسبوعوزير الخارجية المصري: خلافات تعرقل الهدنة في غزة والفرصة لا تزال قائمة للتوصل لاتفاقجامعة النجاح الوطنية: الجامعة الفلسطينية الوحيدة في تصنيف U.S. News لأفضل الجامعات العالمية 2025/2026
2025/7/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عو ...عو...عو...؟! بقلم: د. حسين المناصرة

تاريخ النشر : 2007-04-12
عو ...عو...عو...؟! بقلم: د. حسين المناصرة
عو.. عو.. عو...؟!

بقلم: د. حسين المناصرة

لا أحد لا يعرف ما تمتاز به طبيعة (عو.. عو.. عو...) الفطرية !! هذه الطبيعة الفطرية التي خلقها الله سبحانه وتعالى في الكلاب الأصيلة ( نقيض الكلب الخنثى الذي يحمله في العادة بوش ) ؛ لتكون عوناً لنا على كشف تآمر الغرباء واللصوص ... وحينئذ قد يحمل العربي الأصيل " عشاء أولاده " ؛ فيقدمه لكلبه الأمين المخلص الذي يعرف :أين.. ومتى... وكيف... يقول: (عو.. عو.. عو...!!!) ... و أين.. ومتى... وكيف... يصمت فينام بعين واحدة، حذراً متربصاً لأية حركة ... وأي خطر !!

ما أجملها هذه الـ (عو.. عو.. عوه... ) !!! وما أجمل هذا الكلب النائم بعد ليلة من نشوة الحراسة ،والاعتزاز بالنفس، والثقة بالذات ، وحسن التصرف في كل صغيرة وكبيرة ... حتى يغدو النباح سيمفونية تشعرنا بأننا ننام على إيقاع الطبيعة الجميلة الموغلة في الأمن والأمان !!

ما حدث هو أن هذا الكلب المشبع بالفراسة والذكاء...ظُلم كما ظُلم الحمار المشبع بالصبر والجلد ...فكلاهما وبسبب تضحيتهما بوحشيتهما لصالح التفاني في خدمة الإنسان ... عوقبا فأصبحا شتيمة يشتم بها الناس بعضهم بعضاً : كلاب .. حمير ...حمار.. كلب ... عَوعِو ... نهّق ... أبو أذنين طويلة ... يا مسعور ...!!

حتى عباراتنا وحكمنا صارت إهانة لهذين المخلوقين العجيبين الممتلئين بصفات الإنس والكرامة والذكاء: أغبى من حمار...القافلة تسير والكلاب تعوي...!!



يبدو أننا نظلم الكلاب كثيراً عندما نصف الاحتلال الغاصب وجنوده المجرمين..والعملاء... والخونة...ومثيري الفوضى والفلتان.. وقاتلي الأطفال والأبرياء في الشوارع... ومروجي المخدرات ... ومافيا الجريمة ...وهلمّ جرا...بها!!

لو كانت هذه الكلاب قادرة على أن تدافع عن حقوقها وما استلب منها وما انتقص من كرامتها لرفعت علينا دعوى تعويض... ولربحتها ... ولدفعنا لها ما فوقنا وما تحتنا ( كما يقال ) ... ولبقينا مديونين لها ... وحينئذ سنطالبها بأن يكون المسامح كريماً ... وهذا طلب صريح بأن تسامحنا هذه الكلاب النظيفة على إهاناتنا المتكررة لها ... وهكذا دوليك مع الحمير ... والعصافير ( إشارة إلى قذارة غرف العصافير في سجون الاحتلال ) والبغل ...والثور .. والبقرة .. والقرود ... والخنازير ..!!

لا يمكن أن يتصور عاقل بأن ما حدث في غزة ( رمز الصمود والتحدي والمقاومة) من فوضى وفلتان خلال العام الماضي وما زالت أذياله تطالعنا بين الفينة والأخرى هو صنيعة الإجرام العادي أو التآمر غير المخطط له ... أو حالنا فيه كحال غيرنا في المجتمعات العربية الأخرى التي تعج سجونها بالمنحرفين والمجرمين والقتلة ... حيث الجريمة تولد وتموت بصفتها ملازمة لحياة الشعوب!!

لا يوجد لإسرائيل في الوقت الحالي أية حروب قائمة مع أية جهة خارج فلسطين ..وهذا يعني أن حربها الوحيدة الآن بعد اجتياح لبنان وما نتج عنه من فضائح وعار وإجرام ونازية ... هي حرب مع الشعب الفلسطيني ... أي الحرب المباشرة وغير المباشرة ... المباشرة من خلال الحصار والاجتياح والقتل والتجويع والتدمير.. وغير المباشرة من خلال تشجيع الجريمة والقتل وإثارة الفتن والفوضى... ووسيلتها إلى ذلك العملاء والخونة والمافيا وتجار الدماء والمروجين والفاسدين ... وهذا ما يحدث فعليا ... والمصيبة أن يشترك في ذلك حاميها من بعض الفاسدين على طريقة "حاميها حرميها " أو أن يكون بذلك المجرمون قد تسللوا إلى الأجهزة الأمنية !!

إذا بقينا نعتقد أن ما يحدث هو حرب بين الفصائل دون فلترة هذه الفصائل، سنخرج من دائرة فتنة إلى دائرة أوسع منها ... وسيبقى يختلط الحابل بالنابل... وستستمر الحالة في التردي ...وهنا سيتمنى الناس أن تعود الحال إلى أيام الاحتلال... حيث يكون الاحتلال المباشر أفضل مئة مرة من أن ينسحب ليترك لنا الاحتراب في سجن يحيطه من كل جانب ... ويغذيه بكل رذيلة ... ويعمل على حرق الناس من خلال إشعال بؤر جحيمية ...لا يقوى فيها الفلسطيني على أن يأخذ نفساً كي يفكر بروح نظيفة !!!

أما معيشة الـ(عو..عو..عوه.. ) الفصائلية ؛ فهي معيشة تقصر العمر ... وتميت بالجلطات والذبحات الدموية ...إذ لا يعقل أن تكون العلاقة - ولو لمجرد التفكير - بين الفصائل الفلسطينية ، وخاصة بين فصيلي فتح وحماس ، غير منسجمة أو متكاتفة ومتوحدة في درجة مئة بالمئة !!فأن تعوي الفصائل والتنظيمات بعضها على بعض وما يحدث فيما بينها جراء ذلك من عضعضة وعقر وسعار هو في الحقيقة تهلكة وموت حقيقي لفلسطين وقضيتها الوطنية المشروعة !!!

إن العوعوة .. والعقر ... وأحيانا السعار ... الذي حدث داخل البنية الاجتماعية الفلسطينية إير الخلافات السياسية من خلال الاقتتال والفوضى والفلتان قبل اتفاق مكة - خلّد الله عمره - هو عار.. وخزي ... وجرائم ... ارتكبت بحق فلسطين جملة وتفصيلا!!وإن أي مشروع للفتنة بهدف إلى يعيد الحال إلى ما كانت عليه، أو إلى بعض ما كانت عليه بين الفصائل الفلسطينية، أو ما يعتقد أنه إنتاج فصائلي... هو مشروع صهيوني وفق أجندة صهيوأمريكية وبأيدٍ مجرمة تتستر بهويتها الفلسطينية ...تهدف إلى إجهاض صمود شعبنا ودفاعه عن حقوقه الوطنية وثوابته المصيرية... !!

طلعاً ، لا يعني هذا الكلام أن نلغي النقد ..والحوار .. والتشهير بالفضائح ... والاقتصاص من المجرمين ... هذه حقوق شرعية ومشروعة... يحق لنا أن نطالب بها كي تلتزم أية حكومة فلسطينية أو أية جهة فلسطينية مسئولة بالنهج الصحيح بعيداً عن الفساد ومؤثراته ...... ما نعنيه هو الـ ( عو ...عو .. عوه..) لصالح الاحتلال الغاصب ...!!

وفي هذا المجال لا يمكن أن تلتبس علينا الأشياء... فالحلال بيّن والحرام بيّن...والفرق شاسع بين لغة تخدم تكريس الاحتلال... ولغة أخرى تسعى إلى تقويضه ... بين بندقية تخنق أرواح الأبرياء من الأطفال وغيرهم في الشوارع... وأخرى توجه إلى صدور الطغاة المحتلين المجرمين !!!

وفي المحصلة ، لا بدّ من أن أعتذر لكلابنا الحقيقية عن أنني استخدمت اسمها الرائع وعوعوتها الجميلة استخداماً مجازياً في غير ما وضعتا ( التسمية والعوعوة ) له ...!!

أعتذر...أعتذر !!!
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف