مسافر بلا هوية الشاعر:خالد عبد العزيز داود

مسافر بلا هوية للشاعر الفلسطيني/ خالد عبد العزيز داود

أكتب للحب قصيدة ..

أكتب للوطن قصيدة ..

أكتب للجرح الدامي ..

في قلب الانسان ..

أكتب لشفاه ..

قد ذاقت ..

طعم الحرمان ..

وأتوه أنا ..

بين الكلمات ..

المنسية ..

وأذوب بكل حروف السطر ..

الممحوة ..

وأعود إليك ..

أيا وطني ..

أبحث عن درب ..

الحرية ..

فأراك على ..

قارعة الدرب ..

بلا عنوان ..

بتروا .. أطرافك ..

ثم دعوك ..

إلي الميدان ..

فقأوا عينيك ..

وقالوا .. دع ليل ..

الأحزان ..

قتلوك بسيفك ..

ثم بكوا ..

حول الأكفان ..

وطني مازال ..

التمر لنا ..

زاد الترحال ..

مازلنا ..

نرحل .. خلف الماء ..

بدون .. ملال ..

مازالت ..

قصة أهل الكهف ..

مدار حديث ..

في الندوات ..

والنمل لنا ..

مثل أعلى ..

نرقب مسراه ..

على الطرقات ..

مازلنا نعبد أصناما ..

من دون الله ..

مازلنا نطرب للموال ..

وصوت الآه ..

مازلنا نحن ..

عبيد الماضي ..

والأمجاد ..

والحق بأنا .. ماعدنا ..

نحن الأسياد ..

فالمجد بواد ياوطني ..

والعرب .. بواد ..

فرسان الليل أيا وطني ..

جنحوا للسلم ..

وتواروا خلف جدار ..

من أطياف الوهم ..

فوق شفاه الدجالين ..

أيلول ..

نسوه ..

فغمروا آيارا ..

في الطين ..

وبكل زمان ..

وبكل .. مكان ..

جعلوا أبناء ك ياوطني ..

طعما للصيد ..

ورموك ببحر الملح ..

وفي أطراف ..

البيد ..

وانتظروا العيد ..

انتظروا .. العيد ..

واندحرت أيام النكسات ..

وهل العيد ..

أيامك ياأكتوبر ..

عيد ..

لكن كالعادة ..

رحنا ننفخ ..

في الأبواق ..

نعرض سلعتنا ..

ملء الأعين ..

في الأسواق ..

نجعل من عين الماء ..

محيطا .. لا ينضب ..

نغرق في بحر ..

من كلمات ..

لا تعرب ..

أيامك ياأكتوبر ..

عيد ..

لكن ياخوفي ..

يوما .. تغدو ..

محض .. نشيد ..

..........................

ياوطني .. منذ قرون ..

علمنا .. الأجداد ..

أنا أسياد العالم ..

حتى دون جهاد ..

علمنا الأهل ..

بأن السيف أبو التاريخ ..

ذكروا أرقاما ..

عن أحداث .. وتواريخ ..

وكثيرا من أسماء ..

ملتها الأسماع ..

في سوق النخاسين ..

غدت تشرى .. وتباع ..

علمنا .. منذ زمان ..

كيف نلوك .. الوهم ..

نمضغه ..

نسحقه ..

حتى يصلح .. للهضم ..

يسري في دمنا ..

ملء الأوردة ..

إلي القلب ..

تشربه كل خلايانا ..

يسكن في اللب ..

نرضعه .. للجيل الآتي ..

من بعد سنين ..

نورث أبناء الغد ..

ضلالات الماضين ..

والقلب حزين ..

القلب حزين ..

فمتى نحيا واقعنا ..

ياوطني المسكين ..

.........................

القدس فؤادك ..

ياوطني ..

أخذت عنوة ..

سلبت في ليل جهالتنا ..

بيد الاخوة ..

خطفت من بين أيادينا ..

في ليلة .. عرس .. عربية ..

غطى فيها صوت البارود ..

على صرخات المسبية ..

القدس فؤادك ..

ياوطني ..

كانت للأطماع ..

ضحية ..

وأنا المذبوح ..

على أعتابك .. ياوطني ..

أشكو والجرح الدامي ..

بات يمزقني ..

استجدي لقمة عيشي ..

في كل الأصقاع ..

أبحث عن ذاتي الغرقى

في عمق القاع ..

وأتوه بصحرائي الممتدة ..

دون متاع ..

فأرى في الشرق غلاما ..

علمه الحادي ..

أني بالأمس الغارب ..

قد بعت بلادي ..

آه ياوطني ..

ماأقسى ..

أصوات الأهل ..

ماأقسى ..

تزوير التاريخ ..

وأقسى الجهل ..

........................

يامنبر هذا العالم ..

في الأمم المتحدة ..

ياأهل الأرض جميعا ..

من شرق .. أو غرب ..

يامن تسعون ..

لمجد الفرد ..

أوان الشدة ..

وتبيحون بداخلكم ..

أن يطرد شعب ..

قد جئت اليوم ..

أحدثكم ..

وبجرحي الدامي ..

أثقلكم ..

أقبلت من الماضي المسلوب ..

أسائلكم ..

عن شعب ..

ضاق بكل ..

الكرة الأرضية ..

عن رجل ..

جاب الدنيا ..

من دون .. هوية ..

عني .. عن ذاتي ..

عن أحلامي المنفية ..

سموني ماشئتم .. لكن ..

كونوا .. قربي ..

ودعوني بين أياديكم ..

أفتح قلبي .. أفتح قلبي ..

..............................

أنا ذاك الباحث ..

عن فردوس الحرية ..

عربي .. الأصل ..

فلسطيني .. الجنسية ..

أحترف الغربة ..

منذ نعومة أظفاري ..

أبحث في كل زوايا العالم ..

عن داري ..

أقرأ إسمي ..

في كل مطار ..

في قائمة الممنوعين ..

أسأل عن تصريح .. مرور ..

يدخلني ..

القرن العشرين ..

أعزل .. وحدي ..

كالموبوء .. بمرض معدي ..

تقلب أشيائي ..

ويفتش .. حتى جلدي ..

ألقي في أعين حراسي ..

جمر تحدي ..

ينثر ورقي ..

في إهمال ..

أصلب كمسيح ..

جوال ..

يكتب في صفحات جوازي ..

يمنع في كل الأحوال ..

هذا القادم ..

من قلب الشرق .. العربي ..

هذا الباحث ..

عن أقصى القدس .. المسبي ..

هذه المنفي .. المطرود ..

ككل .. بني ..

...........................

ياأرض الأقداس المسلوبة ..

منذ سنين ..

تسعة أعوام مرت ..

بعد العشرين ..

والأفواه تردد إسمك ..

في النشرات الاخبارية ..

تخبرني .. أني سأعود ..

لكن بالطرق السلمية ..

توهمني أن الأحداث ..

تدور لمصلحتي الشخصية ..

أي كلام هذا ..

ياكل الأفواه ..

أي كتاب أنزل ..

ماقلتم ... بالله ..

مامصلحتي .. في أن يفنى ..

جيل النكبة ..

من شعبي ..

مامصلحتي ..

في أن يدفن ..

في أرض الأغراب ..

أبي ..

في أن ينسى ولدي ..

أرض الأقصى ..

موطيء .. كل بني ..

......................

ياكل شعوب العالم ..

في كل الأركان ..

في زمن الذرة كنتم ..

أو في أى زمان ..

أعلمكم أني لم أنس ..

وطني المسلوب ..

أشهدكم أني ..

لن أرضى ..

كوني المغلوب ..

فيدي اليمنى ..

تحمل رشاشا ..

ليس .. ينام ..

واليسرى ..

قد زينها .. الليلة ..

غصن سلام ..

أما في فجر الغد ..

فإني لست ألام ..

فاشهد يامجلس أمن ..

الكرة الأرضية ..

يامبنى الأمم المتحدة ..

ياحامل علم الحرية ..

ياكل ضمير البشرية ..

إما أن يرحل ..

محتلي الوغد المأفون ..

أو ألقي في أوجهكم .. أوراق الزيتون

أو ألقي في أوجهكم .. أوراق الزيتون