
أي / أيا أنت القريبُ إذا نأيت،
وكم عظيمٍ ينتهي حيثُ ابتدأتَ. فلم يجبْ،
واستَلَّ نزعتَهُ لتطفو فوقَ سطحِ سديمهِ الأبديِّ
تاركةً دماهُ الجارياتِ على السفوحِ، سفوحِ جُلجُلةٍ
تَبدَّلَ حالُها ومآلُها وجَرتْ عليها سائلاتُ المعنويِّ،
كأنها وسنٌ يُحلِّقُ فيهِ ذو العينِ السَّليمةِ كيْ يَرى
ما بينَ بينَ السطرِ في الصحوِ المحاطِ بهالةِ النومِ الخفيفِ، غزالةً
لَعِبَت على كِنَّارِة الذاتِ التي قد حُرِّرتْ من كيسِها الطينيِّ،
وانجذبت إلى المدِّ السماويِّ المعزز بالإرادةِ واندفاعِ النارِ،
والأشجارُ تتلو ما تكرر من كتابِ رثائهِ.
لن تفقهوا تسبيحهم!!
لن تفقهوا تسبيحهم.
سالَ الرَّحيقُ من الحريقِ على السفوحِ…
إلى اللقَاءِ أَيا الذي في الأمسِ قُلتَ وكانتِ الدُّنيا غَداً:
قولوا لكمْ عَنِّي بأنيِّ لستُ من يُعنى بِتربيةِ الحمامِ
لأنني بمروءتي مَرَّغتُ أذقانَ العُدولِ عن الحقائقِ
إذْ أَتَوا يُملونَ ما يملى عَليِهم في الشَّهادةِ والشهيدْ.
هو الفقيدُ الوالدُ المولودُ ذو الروحِ التي خَلُدت
وباقي السَّعيِ تَحتَ الشَّمسِ قَبْضُ الرِّيحِ، لا أثراً
يُخَلِّدُ عاسِفَ العبدِ الذي قَدْ شَادَ سَقْفَ القَصرِ قَسراً،
لا نقوشَ ولا صروحَ،
هو الغريبُ بكل ألوانِ الدبيب على قفيرِ اللدغ،
مرُُّ الشهدِ ، ثغرُ النرجس المغروسِ في الأرضِ اليباب،
وتحت جنحِ الجرحِ ، قبلَ الذروةِ الملئ بحراس الحياة
أتوا إليه بنو بنيه لينصحوه:
اسجنه بل فاقتله وليحي الظلام.
هو الذي وهو الذي...
وبرغم هذا الرغم هل يشكو الهجيرُ من الزفير،
لمن شكوت أيا سليلَ القيظِ، وابن الحرِّ ديناصورك الحاليَّ،
قال إلى النجوم شكوتُه، ونجيمةٌ في ظهرِ ذاك اليوم
أوصتني وقالت قل لهُ:
لا ضيرَ في هذا الغمامِ إذا تلبَّد حولَنا في الصيف، لكن
بين ظهراني ضلوعك منهكٌ جزر البحارَ ومدَّها،
فظلمتَه وظلمت ذا الجار الذي تكفيهِ غطرسةُ الغزاةِ
وهذه الراياتُ فوق أديمهِ مُذ وافقت قصص الكهول،
اسمع إذا ضاق الفؤادُ وصاح من هول المصاب: كفى كفى،
يا أيها الرجل الذي مثَّلت بي،
وأنا الحريُّ بان أظلَّ النبع للسبع المتيَّم
بيد أن دماءك الخضراءَ تنشرني أمامك فوق حبل النار
هذا الحزن يأكلني كما أكل الحسامُ الغمدَ، ما ذنبي أنا!!
قال المدى : سأدلُّكم درباً يؤدي للطريق إلى الطريق إلى هنا
فبكى الأبُ المذبوح ، قال أيا فؤاد تجمهرت فيه القروح:
سمعتَ ما قال المدى؟!
هذا ابني المجنونُ منذ رأى
شقيقته التي امتُهنت أمام خطيبها،
قد علَّقت بكناسِها عنقَ الغزال بحبل مشنقة انتحار.
أيا دليلاً سيقَ للجوعى بآيات التجمُّلِ في انخمادِ وجاقِهم
قد جاءك التأييدُ حُباً جارياً من حبَّة الغصن التي
درت حليباً يتَّقد ضوءاً ولم تمسسه نارُ،
يرتوي البحرُ المصبُّ، اشرب ألا يا أيها الظامي
أجاجُ الملحِ يقتلك، انحني قبِّل يد امرأةٍ
ستمنحك الحياة من الوفاةِِ ، اشكر لها ، ولرحمها...
فهو الذي قد ربَّ أمشاجَ انعتاقِ الصَّمتِ في غسق الأنا،
حتى إذا حيكَ النسيجُ،
وجاءها الطلق المدوي تحت جذعِ النخل
أنكره أبوه كأيِّ شرقيٍ شريف، اشكر لها...
سيصير حوضكَ مغطساً يتعمدُ المأفوكُ فيه
ليختبئ من يائهِ ، وليذكر الضاد التي
كانت تمد الفاتحين قداسةً وحماسةً ، فافخر بها...
سترسِّبُ الأملاحَ منك لتستعيدَ قوى انفلاقكَ مرةً أخرى
وقد تتكهربُ الأشياءُ حتى تستعير كنايةً
صفةَ الهبوطِ بذلك الثُّلثِ الأخيرِ
ولن يكون هناك بحرٌ آخرٌ إلاك ممتزجٌ بنا،
يا بحرُ يا حدَّ الحدود.
رصاصة بين العظامِ هو اسمها
ولقد أُصبتَ ككل من ذكروهُ ردماً للفراغِ
أُصبتَ يا من قد شغلتُ به خيالاً للأثيرِ بلا بصيصٍ
من مصابيحٍ تهلَّمَ زيتُها
فاذخُر قرائحنا العصيَّةَ في خيوطِ الفجرِ
وارحل كي تضمِّدَ جرحكَ العربيَّ بالنسيانِ كالنسوانِ
وارجع عندما تشتاقُ لي.
عَجز الظلامُ عن الكلامِ
وما تبقىَّ من معاجمنا الغريبةِ غير ستةِ أحرفٍ
أشدو بهنَّ إذا اغتلى وجعُ القصيدةِ في شراييني
دعيني أملأُ الوادي هتافاً باسمك الأبديِّ
حين يعربدُ الوجعُ المخدَّرُ تحت ذاكرةِ المنافي والزنازينِ
دعيني لا أحبك ،كي أحبك / كيف لا وأنا هنا وحدي،
أنا وحدي،
سأمضي ريثما تعقدْ عيونُك عند بابِ القلبِ
حبلَ الوصلِ بين البؤسِ في وجهي ونبضي
سوف أخفي دمعتي عن حبِّكِ الملتفِّ حول الكفِّ والكف
وأموت من بعدِ
إن الدموعَ تغربلُ الغرباءَ
تطحنُهم وتعجنُهم رغيفاً للبقاء
وإن نفسي سوف تأكلني إذا أعددت خبزي،
إنني وحدي
أنا وحدي ، أنا وحدي...
وهذه هى بطاقة تعارف المبدع احمد فهيم :
- "أحمد نور" فهيم سعيد يوسف
- مدير تحرير صحيفة "الحقيقة الدولية"
- مذيع في راديو صوت المدينة.
- عمل لمدة عام بمنصب رئيس القسم العربي والدولي في صحيفة الأنباط اليومية الأردنية.
- له ديوان مطبوع حمل عنوان : "ناشئة الليل" من إصدارات العام 2006
- حصل على عدد من الجوائز في مجال إبداع الشعر منها:
الجائزة الأولى في الشعر ضمن مهرجان الإبداع الشبابي الذي ترعاه وزارة الثقافة
الجائزة الأولى في الشعر على مستوى محافظات المملكة الأردنية ضمن مسابقة الإبداع الشبابي التي تنظمها وزارة الثقافة
جائزة الاستحقاق الأولى ضمن المهرجان الخامس لأسرة أدباء المستقبل
الجائزة الأولى في إبداع الشعر ضمن المسابقة الأدبية التي تنظمها جامعة اليرموك
جائزة تيسير السبول للإبداع الشعري.
جائزة رابطة الأدب الإسلامي العالمية للإبداع الشعري.
وكم عظيمٍ ينتهي حيثُ ابتدأتَ. فلم يجبْ،
واستَلَّ نزعتَهُ لتطفو فوقَ سطحِ سديمهِ الأبديِّ
تاركةً دماهُ الجارياتِ على السفوحِ، سفوحِ جُلجُلةٍ
تَبدَّلَ حالُها ومآلُها وجَرتْ عليها سائلاتُ المعنويِّ،
كأنها وسنٌ يُحلِّقُ فيهِ ذو العينِ السَّليمةِ كيْ يَرى
ما بينَ بينَ السطرِ في الصحوِ المحاطِ بهالةِ النومِ الخفيفِ، غزالةً
لَعِبَت على كِنَّارِة الذاتِ التي قد حُرِّرتْ من كيسِها الطينيِّ،
وانجذبت إلى المدِّ السماويِّ المعزز بالإرادةِ واندفاعِ النارِ،
والأشجارُ تتلو ما تكرر من كتابِ رثائهِ.
لن تفقهوا تسبيحهم!!
لن تفقهوا تسبيحهم.
سالَ الرَّحيقُ من الحريقِ على السفوحِ…
إلى اللقَاءِ أَيا الذي في الأمسِ قُلتَ وكانتِ الدُّنيا غَداً:
قولوا لكمْ عَنِّي بأنيِّ لستُ من يُعنى بِتربيةِ الحمامِ
لأنني بمروءتي مَرَّغتُ أذقانَ العُدولِ عن الحقائقِ
إذْ أَتَوا يُملونَ ما يملى عَليِهم في الشَّهادةِ والشهيدْ.
هو الفقيدُ الوالدُ المولودُ ذو الروحِ التي خَلُدت
وباقي السَّعيِ تَحتَ الشَّمسِ قَبْضُ الرِّيحِ، لا أثراً
يُخَلِّدُ عاسِفَ العبدِ الذي قَدْ شَادَ سَقْفَ القَصرِ قَسراً،
لا نقوشَ ولا صروحَ،
هو الغريبُ بكل ألوانِ الدبيب على قفيرِ اللدغ،
مرُُّ الشهدِ ، ثغرُ النرجس المغروسِ في الأرضِ اليباب،
وتحت جنحِ الجرحِ ، قبلَ الذروةِ الملئ بحراس الحياة
أتوا إليه بنو بنيه لينصحوه:
اسجنه بل فاقتله وليحي الظلام.
هو الذي وهو الذي...
وبرغم هذا الرغم هل يشكو الهجيرُ من الزفير،
لمن شكوت أيا سليلَ القيظِ، وابن الحرِّ ديناصورك الحاليَّ،
قال إلى النجوم شكوتُه، ونجيمةٌ في ظهرِ ذاك اليوم
أوصتني وقالت قل لهُ:
لا ضيرَ في هذا الغمامِ إذا تلبَّد حولَنا في الصيف، لكن
بين ظهراني ضلوعك منهكٌ جزر البحارَ ومدَّها،
فظلمتَه وظلمت ذا الجار الذي تكفيهِ غطرسةُ الغزاةِ
وهذه الراياتُ فوق أديمهِ مُذ وافقت قصص الكهول،
اسمع إذا ضاق الفؤادُ وصاح من هول المصاب: كفى كفى،
يا أيها الرجل الذي مثَّلت بي،
وأنا الحريُّ بان أظلَّ النبع للسبع المتيَّم
بيد أن دماءك الخضراءَ تنشرني أمامك فوق حبل النار
هذا الحزن يأكلني كما أكل الحسامُ الغمدَ، ما ذنبي أنا!!
قال المدى : سأدلُّكم درباً يؤدي للطريق إلى الطريق إلى هنا
فبكى الأبُ المذبوح ، قال أيا فؤاد تجمهرت فيه القروح:
سمعتَ ما قال المدى؟!
هذا ابني المجنونُ منذ رأى
شقيقته التي امتُهنت أمام خطيبها،
قد علَّقت بكناسِها عنقَ الغزال بحبل مشنقة انتحار.
أيا دليلاً سيقَ للجوعى بآيات التجمُّلِ في انخمادِ وجاقِهم
قد جاءك التأييدُ حُباً جارياً من حبَّة الغصن التي
درت حليباً يتَّقد ضوءاً ولم تمسسه نارُ،
يرتوي البحرُ المصبُّ، اشرب ألا يا أيها الظامي
أجاجُ الملحِ يقتلك، انحني قبِّل يد امرأةٍ
ستمنحك الحياة من الوفاةِِ ، اشكر لها ، ولرحمها...
فهو الذي قد ربَّ أمشاجَ انعتاقِ الصَّمتِ في غسق الأنا،
حتى إذا حيكَ النسيجُ،
وجاءها الطلق المدوي تحت جذعِ النخل
أنكره أبوه كأيِّ شرقيٍ شريف، اشكر لها...
سيصير حوضكَ مغطساً يتعمدُ المأفوكُ فيه
ليختبئ من يائهِ ، وليذكر الضاد التي
كانت تمد الفاتحين قداسةً وحماسةً ، فافخر بها...
سترسِّبُ الأملاحَ منك لتستعيدَ قوى انفلاقكَ مرةً أخرى
وقد تتكهربُ الأشياءُ حتى تستعير كنايةً
صفةَ الهبوطِ بذلك الثُّلثِ الأخيرِ
ولن يكون هناك بحرٌ آخرٌ إلاك ممتزجٌ بنا،
يا بحرُ يا حدَّ الحدود.
رصاصة بين العظامِ هو اسمها
ولقد أُصبتَ ككل من ذكروهُ ردماً للفراغِ
أُصبتَ يا من قد شغلتُ به خيالاً للأثيرِ بلا بصيصٍ
من مصابيحٍ تهلَّمَ زيتُها
فاذخُر قرائحنا العصيَّةَ في خيوطِ الفجرِ
وارحل كي تضمِّدَ جرحكَ العربيَّ بالنسيانِ كالنسوانِ
وارجع عندما تشتاقُ لي.
عَجز الظلامُ عن الكلامِ
وما تبقىَّ من معاجمنا الغريبةِ غير ستةِ أحرفٍ
أشدو بهنَّ إذا اغتلى وجعُ القصيدةِ في شراييني
دعيني أملأُ الوادي هتافاً باسمك الأبديِّ
حين يعربدُ الوجعُ المخدَّرُ تحت ذاكرةِ المنافي والزنازينِ
دعيني لا أحبك ،كي أحبك / كيف لا وأنا هنا وحدي،
أنا وحدي،
سأمضي ريثما تعقدْ عيونُك عند بابِ القلبِ
حبلَ الوصلِ بين البؤسِ في وجهي ونبضي
سوف أخفي دمعتي عن حبِّكِ الملتفِّ حول الكفِّ والكف
وأموت من بعدِ
إن الدموعَ تغربلُ الغرباءَ
تطحنُهم وتعجنُهم رغيفاً للبقاء
وإن نفسي سوف تأكلني إذا أعددت خبزي،
إنني وحدي
أنا وحدي ، أنا وحدي...
وهذه هى بطاقة تعارف المبدع احمد فهيم :
- "أحمد نور" فهيم سعيد يوسف
- مدير تحرير صحيفة "الحقيقة الدولية"
- مذيع في راديو صوت المدينة.
- عمل لمدة عام بمنصب رئيس القسم العربي والدولي في صحيفة الأنباط اليومية الأردنية.
- له ديوان مطبوع حمل عنوان : "ناشئة الليل" من إصدارات العام 2006
- حصل على عدد من الجوائز في مجال إبداع الشعر منها:
الجائزة الأولى في الشعر ضمن مهرجان الإبداع الشبابي الذي ترعاه وزارة الثقافة
الجائزة الأولى في الشعر على مستوى محافظات المملكة الأردنية ضمن مسابقة الإبداع الشبابي التي تنظمها وزارة الثقافة
جائزة الاستحقاق الأولى ضمن المهرجان الخامس لأسرة أدباء المستقبل
الجائزة الأولى في إبداع الشعر ضمن المسابقة الأدبية التي تنظمها جامعة اليرموك
جائزة تيسير السبول للإبداع الشعري.
جائزة رابطة الأدب الإسلامي العالمية للإبداع الشعري.