كلمة رثاء في الذكرى الثانية لاستشهاد أخي محمود يحي الفرا
بقلم / بشرى الفرا
تعجز الكلمات أخي أبو يحي في ذكراك الثانية أن تخرج من بين شفتاي.. سيما وأننا نحتاجك في هذه المرحلة أكثر من أي وقت مضى.. فكلما هممت بشرب فنجان القهوة الصباحي بعد صلاة الفجر، تذكرتك أخي وأنت تعطيني من تجارب حياتك اليومية، لاستفيد أنا وغيري منها.
يكاد الدمع يجف أخي أبو يحي من كثر البكاء والحنين إليك، ولكن عزاءنا أخي ورفيق دربي هو انك ارتقيت في العليين مع الشهداء والخالدين، لترى وجوها غير ذات الوجوه التي نشاهدها الآن.. وتتجاذب أطراف الحديث مع الشهداء الذين سبقوك أو لحقوا بك في جنات الخلد.
ولهذا كان لا بد أخي أن أرثيك هذه المرة بعيدا عن كل المقاييس التي تنتاب المرء عندما يفقد أغلى من يملك..
ندرك يا أبو يحي أن رصاصات الاحتلال الإسرائيلي الغادرة التي أصابت قلبك، كانت كافية لإنهاء حياة مريرة كأي فلسطيني نشا وتربي بين زخات رصاص الغدر والخيانة.. فكان دمك الطاهر الذي سال بالقرب من حاجز أبو هولي شاهد عيان على الجرائم البشعة التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي يوميا بحق أطفالنا وشبابنا ونساءنا، ولم يشفع تقدم عمرك الزمني في الخجل أو حياء تلك الرصاصات الثلاثة التي إخترقت جسدك الطاهر، دون أي اعتبارات إنسانية أو غيرها.
أما نحن أخي فنعيش هذه الأيام صراعات الكراسي بين الإخوة والأشقاء، وكأن فلسطين يا أبو يحي تحررت من بعد غيابك، وكأن الاحتلال انتهى دون رجعة، ولم يبق لنا سوى السيادة وتقاسم الكعكة التي أرهقت شعبنا أكثر من إرهاق الاحتلال الإسرائيلي له.
نحن يا أخي نعيش زمنا ليس لك ولأمثالك، فمنذ استشهاد أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي ولحق بهم الرئيس الشهيد أبو عمار، لم يبق لنا مجال حياة نعيشها أو كرامة نبحث عنها، في ظل إراقة الدماء الفلسطينية بأيدي فلسطينية بحته.
في ذكراك الثانية أخي حمدت الله انك فارقت الحياة قبل أن تشاهد ما نراه اليوم، لأنني أدرك تماماً انك ستموت قهرا مما يحصل بين الأهل والأقارب، إن أمد الله في عمرك... لهذا نم قرير العين أخي فورب الكعبة انك فزت ونحن الخاسرين.
بقلم / بشرى الفرا
تعجز الكلمات أخي أبو يحي في ذكراك الثانية أن تخرج من بين شفتاي.. سيما وأننا نحتاجك في هذه المرحلة أكثر من أي وقت مضى.. فكلما هممت بشرب فنجان القهوة الصباحي بعد صلاة الفجر، تذكرتك أخي وأنت تعطيني من تجارب حياتك اليومية، لاستفيد أنا وغيري منها.
يكاد الدمع يجف أخي أبو يحي من كثر البكاء والحنين إليك، ولكن عزاءنا أخي ورفيق دربي هو انك ارتقيت في العليين مع الشهداء والخالدين، لترى وجوها غير ذات الوجوه التي نشاهدها الآن.. وتتجاذب أطراف الحديث مع الشهداء الذين سبقوك أو لحقوا بك في جنات الخلد.
ولهذا كان لا بد أخي أن أرثيك هذه المرة بعيدا عن كل المقاييس التي تنتاب المرء عندما يفقد أغلى من يملك..
ندرك يا أبو يحي أن رصاصات الاحتلال الإسرائيلي الغادرة التي أصابت قلبك، كانت كافية لإنهاء حياة مريرة كأي فلسطيني نشا وتربي بين زخات رصاص الغدر والخيانة.. فكان دمك الطاهر الذي سال بالقرب من حاجز أبو هولي شاهد عيان على الجرائم البشعة التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي يوميا بحق أطفالنا وشبابنا ونساءنا، ولم يشفع تقدم عمرك الزمني في الخجل أو حياء تلك الرصاصات الثلاثة التي إخترقت جسدك الطاهر، دون أي اعتبارات إنسانية أو غيرها.
أما نحن أخي فنعيش هذه الأيام صراعات الكراسي بين الإخوة والأشقاء، وكأن فلسطين يا أبو يحي تحررت من بعد غيابك، وكأن الاحتلال انتهى دون رجعة، ولم يبق لنا سوى السيادة وتقاسم الكعكة التي أرهقت شعبنا أكثر من إرهاق الاحتلال الإسرائيلي له.
نحن يا أخي نعيش زمنا ليس لك ولأمثالك، فمنذ استشهاد أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي ولحق بهم الرئيس الشهيد أبو عمار، لم يبق لنا مجال حياة نعيشها أو كرامة نبحث عنها، في ظل إراقة الدماء الفلسطينية بأيدي فلسطينية بحته.
في ذكراك الثانية أخي حمدت الله انك فارقت الحياة قبل أن تشاهد ما نراه اليوم، لأنني أدرك تماماً انك ستموت قهرا مما يحصل بين الأهل والأقارب، إن أمد الله في عمرك... لهذا نم قرير العين أخي فورب الكعبة انك فزت ونحن الخاسرين.