الأخبار
2024/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هجرة العقول الفلسطينية للخارج بقلم:حاتم خليل

تاريخ النشر : 2006-11-23
أن هجرة العقول والأدمغة الفلسطينية للخارج ليس بالموضوع الجديد، وقد بدأت هذه الظاهرة مع بداية الاحتلال حيث كان الصهاينة يشجعون هجرة أي فلسطيني للخارج وذلك لإفراغ الأرض من سكانها وتهويدها،بالإضافة الى هجرة العلماء والمفكرين من حملة شهادات الدكتوراة للخارج، وقد ازدادت للأسف تلك الظاهرة في الآونة الأخيرة وساعد في ذلك صناع القرار سواء بقصد أو بدون قصد.

هناك العديد ممن يحملون شهادات الدكتوراة في مختلف التخصصات ومن مختلف الجامعات قد هاجروا منذ سنين طويلة ولا يفكرون بالعودة، كما ان هناك الكثيرين في غزة والذين يسعون بجد للهجرة.

و نجمل أسباب الهجرة بالتالي:

*أسباب اقتصادية:

- المغريات الخارجية مقابل الجفاء الداخلي، بمعنى أن ذلك المتعلم يجد الكثير من عروض العمل المغرية في الخارج في حين أنه ربما لا يجد عرضآ واحدآ في بلده.

- انقطاع الرواتب منذ أكثر من ثمانية أشهر حيث أصبح الموظف فاقدا للأمن الوظيفي وليس الأمن الوظيفي فقط وإنما الأمن الشخصي ايضا.

- انخفاض مستوى المعيشة وضعف الدخل المادي لأصحاب الكفاءات العلمية الذي يضمن لهم حياة كريمة ويؤمن مستقبل لأبنائهم.

- الإنفاق على البحث العلمي ‏ والتقني في الوطن العربي يبلغ درجة متدنية مقارنة بما عليه الحال في بقية دول ‏ ‏العالم .

اسباب سياسية:

- عدم فصل السياسة عن العلم والكفاءة، أي تسييس العلم، وهذا موجود للأسف في كل الجامعات الفلسطينية، فتجد الدكتور غير كفؤ أو تخرج من جامعة ضعيفة وربما بالمراسلة تجده يتوظف في جامعة ما بسهولة وقد تجد العكس تمامآ، أي أنك تجد دكتورآ خريج أعرق الجامعات ولكنه لا ينتمي لأطار سياسي معين فيكون محاربآ

- العائدين الى فلسطين للاستثمار والعيش فيها لكن الدول التي يحملون جنسياتها لم تفعل ما يكفي لالزام اسرائيل بوقف اجراءاتها حيث تمنعهم من العودة الى بلدانهم.

- انعدام الاستقرار السياسي والاجتماعي إلى شعور أصحاب العقول والخبرات بالغربة في وطنهم، مما يدفعهم إلى الهجرة سعياً وراء ظروف أكثر حرية واستقراراً.


أسباب اجتماعية:

- سفر الطلاب إلى الخارج، وتأقلمهم مع أسلوب الحياة الأجنبية واستقرارهم في الدول التي درسوا فيها والتأثر بمجتمعاتها بالإضافة إلى توفر الجو العلمي المناسب مقارنة بالموجود في بلادهم الأصلية.

-المخاطر التي تهدد الامن الاجتماعي في مناطق السلطة.

-عدم وجود خطط تمنح طالبي الهجرة ضمانات الحصول على مستلزماته الطبيعية المأكل والمشرب والسكن والأمن الشخصي وغيرها في وطنهم الأم فلسطين.

اسباب عملية:

- عدم وضع الكفاءات في مكانها الوظيفي المناسب، فتجد مثلا شخص يحمل الدكتوراة ومديره يحمل بكالوريوس أو أقل، وهذا موجود حتى اللحظة في كل الوزارات ومؤسسات السلطة.

- عدم التمييز بين مختلف التخصصات .

- عدم وجود مجال عمل لذاك الخريج فإما أن يهاجر لبلد أخر أو يعمل بعيدا عن تخصصه.

- انعدام توازن النظام التعليمي، وفقدان الارتباط بين أنظمة التعليم ومشاريع التنمية والبحوث العلمية.

- يعاني الفلسطينيون من انعدام وجود بعض الاختصاص التي تناسب طموحاتهم كعلماء الذرة والفضاء والعلوم البيولوجية.

- عدم الثقة بأصحاب الاختراعات والأفكار غير التقليدية، وتخلف النظم التربوية والبطالة العلمية.

- عدم وجود المناخ الملائم للبحث العلمي والعجز عن إيجاد عمل يناسب اختصاصاتهم العلمية.


ولعلاج هذه الظاهرة يتوجب عمل الاتي:

- احترام الحريات الأكاديمية والعلمية، وإعطاء أعضاء الهيئات العلمية والأكاديمية حرية التعبير وتوفير الإمكانيات اللازمة للوصول إلى مختلف علوم المعرفة والعلوم.

- فصل التعليم عن السياسة واحترام حقوق الإنسان وخضوع الدولة والأفراد للقانون.

- رفع القيود والحواجز عن الدراسات والأفكار والبحوث والنتائج وتأليف المحاضرات واستعمال مختلف وسائل التطور الحديثة.

- منح أصحاب الكفاءات أجورا وحوافز مالية تليق بمقامهم وعقولهم.

- تشجيع وتسهيل المساعدات التي تضمن توفير السكن المناسب وتقديم الخدمات اللازمة لقيامهم بأعمالهم بصورة منظمة وفعالة.

- تعاون المنظمات الدولية والإقليمية مثل منظمة اليونسكو لإقامة مشروعات ومراكز أكاديمية وعلمية لجذب المعنيين أي "المهاجرة" للأشراف على مثل هذه المراكز والإسهام في أعمال وأنشطة هذه المراكز.

-دعم البحث العلمي بما يتناسب مع النهوض به وبالمهتمين في هذا المجال.

-توضيح رأي الدين بالهجرة من الوطن إلى الخارج.

وفقنا الله واياكم لما فيه خير لهذه الامة
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف