أكذوبة شمس الصباح بقلم: جاكلين صالح أبو طعيمة

أكذوبة شمس الصباح

يوم كانت تلك الشمس الغريبة تظهر كل صباح

وترشق وجوهنا البريئة بأشعة لا نعرفها

وتداعب ذلك الشعر الأسود وتوقظه من غفلة

كنت أغمر وجهي بتلك الوسادة

أريد أن أستمد من فراشي حزن الأرض ليبقيني

أريد أن أسرق عمري الصغير في حضن الأرض

وتداعبني الشمس من جديد وتناديني

هناك يوم جديد وحلم جديد

ولكنها كانت كاذبة ماكرة

فلم يعد هناك شمس ولم يعد هناك أمل

وكل حكاياتها عن الحياة ضاعت

والشمس أصلا ً أكذوبة

إنها أكذوبة للفقراء

للحالمين

للبلهاء العاشقين

أكذوبة الشمس أخطر أكذوبة

ضيعت كل الأحلام والكلمات

وفي النهاية ...

فتحت فاها الغول

وسخرت من أولئك العاشقين والكادحين

واستهانت بالفقراء

وضربت قدميها في الأرض كطفل بريء

لتضحك وتسخر من أولئك العاشقين

إنها أكذوبة الشمس العظيمة

التي لم تمس إلا أولئك الكادحين الذين يستيقظون كل صباح

أولئك الذين أوجعتهم بكذبتها

ولم يشعر بها أولئك النائمون حتى تكسل أشعتها

أولئك الذين سخروا من الحب ولم يعرفوه

ولم يتذوقوا طعم أكاذيبها الجليلة

وهنا كان الفرق

بأن إحدى العاشقين لم يعرف الشمس

ولم يلمس رحيق أشعتها

لذلك هو واهم وليس عاشق

والحبيب الأخر هو المسكين

الذي خدعته الشمس

ولكن لن يهم ذلك كثيرا

فلازالت شمس أخرى تشرق كل صباح

يشعر بها كل البشر

إنها شمس الأمل

ولن تضيع

لأنها في قلوبنا

في أحضاننا

تعيش معنا ولا تضيع