الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التشكيليون الصغار براءة الابداع وسحر التخيل00 بقلم : الدكتور نادر القنة

تاريخ النشر : 2006-10-08
التشكيليون الصغار  براءة الابداع  وسحر التخيل00 بقلم : الدكتور نادر القنة
التشكيليون الصغار يطفئون حرارة صيف الكويت ببراءة إبداعاتهم وسحر تخيلاتهم



· تنويعات طفولية متباينة في توظيف مفردات البيئة البحرية الكويتية

· استدعاء واقعي لرمزية الإرث الديني من غير افتعال أو تجنيح للخيال

· انحياز كامل للقيم الوطنية.. ومناصرة طفولية كويتية للقيم الإنسانية

· حضور لافت لعناصر القضية اللبنانية بأفكار تشكيلية كويتية سمتها البراءة

كتب الدكتور نادر القنة:

استاذ أكاديمي / فلسطين

كشف "معرض الطفل التشكيلي" الذي نظمه وأشرف عليه ورعاه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بقاعتي "الفنون، وأحمد العدواني" بضاحية عبدالله السالم ضمن فعاليات المهرجان الصيفي 2006·· عن مواهب وقدرات، وطاقات فنية تشكيلية طفلية واعدة، وعن مستقبل تشكيلي يبشر بآفاق جديدة وأفكار مغايرة وعن ثراء ثقافي فني منتظر·

قد تكون فرحتنا بهذه الولادات الفنية التشكيلية الصغيرة، دافعنا الرئيسي للكتابة عنها بهذا الحماس من غير انفعال مجاني بالطبع ومن غير مبالغة في التوصيف وإطلاق الأحكام، هاجسنا في ذلك تقدير الأشياء من منظور واقعي·

الحق يقال: إننا كنا أمام طاقات فنية، ومواهب تشكيلية صغيرة في عمرها، ومحدودة في تجربتها وخبرتها·· غير أن لديها الشيء الكثير من الديناميكية ومكونات الثراء الخيالي الافتراضي وشيء مماثل من الدافعية الإبداعية التي هيأتها بشكل أو بآخر لامتلاك أجزاء مهمة من أدواتها الفنية التعبيرية على نحو مقنع، علاوة على جهوزيتها في التشكيل، والنمو، والارتقاء واكتساب المزيد من الخبرات النظرية والتطبيقية في هذا المجال من الفنون الإبداعية التعبيرية القريب من وجدان الطفل والقريب من ممارساته الفطرية، الأمر الذي يجعلنا مطمئنين نسبيا الى أن هذه الولادات الجديدة في الفن التشكيلي ستغير نسبيا من طبيعة الحركة ذاتها في المستقبل أو على أقل تقدير أن المشهد التشكيلي المحلي لن يبقى على ما هو عليه استاتيكيا لفترة زمنية طويلة مصاباً بأمراض التحوصل، والتكلس، والصدأ·

لقد كان من الملفت لنظر النقاد، وللباحثين، وللدارسين، ولمتذوقي الرسم وسائر صنوف وألوان الفنون الجميلة، من زوار المعرض أن أطفال الألفية الجديدة يختلفون في تفكيرهم وهمومهم، وقضاياهم وتطلعاتهم وهواجسهم عن الجيل السابق لهم·

تأسيسا على هذه النظرة فإن أساليب تعاطيهم مع الخطوط والألوان والظلال والسطوح أخذت دلالات فنية وفكرية جديدة مقارنة باشتغالات من سبقتهم من فناني جيل الثمانينات والتسعينات الذين يصنفون الآن في قوائم الشبيبة من فناني الحركة التشكيلية الكويتية·

هذا الخلاف والتباين في وجهات النظر وفي الهموم والقضايا، والأساليب الفنية يمكن رده الى اعتبارات موضوعية كثيرة نذكر منها على سبيل المثال:

1- إذا كان القدر قد أوقع أطفال عقد الثمانينات ومطلع التسعينات من القرن الماضي تحت مؤثرات الغزو العراقي لدولة الكويت·· مما كان له الأثر السلبي في الانعكاس على تفاصيل حياتهم اليومية، وأساليب وأنماط تفكيرهم، وتخيلاتهم وطبيعة إبداعاتهم··· خاصة في ما يتصل بالرسم، والتلوين، واختيار الألوان الصارخة التي تعكس حالة القلق والاضطراب عندهم، ورسمهم لموضوعات لا تخرج عن سياق المشهد ذاته·

موضوعات تبين بوضوح مستويات الأزمة ومؤثرات الغزو في سيكولوجية الطفولة، إضافة الى اختياراتهم لنماذج من الألعاب تميل الى العسكرة والعنف، والقوة·

أقول: إذا كان القدر قد أوقع أطفال الكويت في تلك المرحلة ضحية لهذه المؤثرات حيث شكلت جانبا كبيراً من طبيعة ممارساتهم الإبداعية·· فإن أطفال الألفية الجديدة قد تخلصوا من تلك المؤثرات، ولم يعد لها ثمة وجود في رسوماتهم واختياراتهم اللونية·

2- تأسيسا على ما سبق فإن أطفال المرحلة الجديدة "وهم أطفال الألفية الجديدة" قد عادوا الى أحضان طفولتهم والى عوالم البراءة والطهارة والنقاء، والصفاء، والعفوية·· حيث راحت إبداعاتهم في الفنون وبخاصة الرسم، والتلوين، تكشف عن هويتهم النفسية، وأحلامهم وتخيلاتهم، الطبيعية تبعا لسنواتهم العمرية، ومستويات خبراتهم في الحياة فعمدوا الى رسم البيئة المحيطة بهم وبخاصة البيئة الصامتة واهتم جانب منهم حسب الأعمار والميول برسم الكائنات الحية الأليفة أو التي شاهدها في مكان ما وخزنها في ذاكرته عاملاً على إعادة ترجمتها الى فعل إبداعي يقوم على "الفكرة، والخط، والخيال، والسطوح، والألوان، والمشاعر"·

3- يمكننا أن نلتقط في هذا المعرض بسهولة ويسر عدداً غير قليل من اللوحات التشكيلية الطفولية التي تعكس اخضرار الأرض، وإعادة صياغة الزهور، والأشجار والغصون كما يتخليها عقل الطفولة بجماله وبراءته وسحر توجهاته·· وبالتأكيد فإن هذا الاختيار بكل دلالاته يؤكد على قيم الاستقرار النفسي، والاجتماعي، والذهني لدى الطفل، كما يؤكد على أن الراحة النفسية وتلاشي الضغوطات الخارجية تؤدي الى حالة إبداعية خاصة لها نسيجها ومعطياتها·

4- لمست في هذا المعرض ثمة تفعيل جيد للمخيلة الطفلية، سواء على مستوى تحديد الأفكار أو اختيار الموضوعات أو اختيار الألوان·· إضافة الى استخدام الخيال في رسم صور ومشاهدات الواقع، الأمر الذي يؤكد على المهارات الفطرية لدى الطفل في سنواته الأولى حيث يمكننا في ما بعد من تطوير هذه الأداة على النحو الذي يتيح للطفل تقديم نتاجات إبداعية أكثر أهمية وأفضل تقنية، وأوسع خيالاً·

5- كان من الملفت أن نرى تفاعلا وانفعالا طفوليا كويتيا مع القضية اللبنانية وتجسيد مأساة الشعب اللبناني عبر ما تعرض له من عدوان وحشي على أيدي الجيش الصهيوني، مما يعكس طبيعة هذا الانتماء القومي بكل ما يشمل عليه من قيم أصيلة·· وهو انتماء يمكن تنميته وبلورته مع تعمق التجربة ذاتها·

6- أكدت رسومات بعض الأظفال على رسوخ القيم الوطنية في ذواتهم·· حيث جعلوها منطلقا أساسيا للتعبير عن هويتهم، ونقل مشاعرهم الى مسارات الخطوط ودفء الألوان كما فعلت الطفلة ريم نجيب السلمان 8 سنوات في لوحتها التي استوحت فيها أبراج الكويت للتدليل على ثبات غرس القيم الوطنية في نفوس الأطفال، مثلما هي الأزهار منطلقة في أرضها، وكذلك ما عبرت عنه الطفلة دانة الفيلكاوي 6 سنوات في لوحتها "خيمة الوحدة الوطنية"·

7- لم يغب عن الأطفال حضور المفردات والتوترات الشعبية في لوحاتهم بوصفها مصادر قابلة لتقديم قراءات خطية ولونية جديدة حسب مفاهيم الطفولة ذاتها، وهنا يصعب أن نستثني من إشارتنا لوحة سارة العبار 10 سنوات وكذلك ما قدمته حصة العالي 12 سنة وما أبدعه الفنان الصغير محمد عبد الملك الحطب 14 سنة من لوحة جميلة تقوم على استدعاء الموروث الشعبي الكويتي، لدرجة تمكننا من تصنيفه وهو بسن مبكرة أنه وريث واقعية الفنان محمد الشيباني، ونشير كذلك الى لوحة جوري زياد الشرهان 10 سنوات ولوحة فاطمة حسين الفرس 12 سنة·

8- من أكثر الموضوعات حضوراً وبكثافة شديدة، في اشتغالات الأطفال التشكيلية البيئية البحرية كونها تشكل مفردة أساسية من مفردات البيئية الكويتية الدالة على جوانب ومعان كثيرة في الحياة الكويتية القديمة والمعاصرة·

وفي تقديراتي الشخصية أن هذا الموضوع يحتاج بالتحديد الى دراسة مستقلة نظراً لثرائه ولتنويعات توظيفه في مخيلة الطفل في أكثر من رؤية تشكيلية وفي إطار أكثر من زاوية فنية جمالية·· وفي هذا السياق يمكننا الإشارة الى الرسومات والتنويعات التالية:

- جني المطوع 6 سنوات حيث جسدت فرحة الطفولة في اللهو على شاطئ البحر من خلال تقسيم لوحتها الى ثلاث مستويات·

- فيصل الكندري 4 سنوات عبر ما قدمه من خطوط عفوية للبحر·

- دانة خالد الفيلكاوي 6 سنوات حيث ربطت بين القيم الوطنية والتقسيمات الاجتماعية للمجتمع الكويتي في وحدة واحدة·

- أحمد الهولي 12 سنة·· أيضا استلهم البحر بكل مكوناته للتعبير عن مضمون الوحدة الوطنية في لوحة جميلة معبرة·

- محمد جاسم محمد 7 سنوات·· استلهم زرقة البحر للتعبير عن جمالية اللون الرابط بين صفاء المياه وصفاء السماء·

- بتول بوشهري 12 سنة·· جسدت أيضا مشروع الوحدة الوطنية في لوحة جميلة، ربطت فيها وحدات اجتماعية كثيرة بصيغ مختلفة، غير أن رابطها في النهاية هو "الكويت" التي تسبح في سفينة بحرية، الكل فيها يتساوى في الحقوق والواجبات·

- طارق الكندري 11 سنة·· غاص بنا الى عمق البحر بحثا عن الجمال المجهول في دواخلنا·

- شهد السبع 12 سنة·· جسدت سكون البيئة البحرية وغضبها في آن واحد باستخدامها للدرجات اللونية التي عكست مهاراتها الفنية·

- صالح الحساوي 9 سنوات·· قدم رؤية تعبيرية ولونية جميلة للبحر·

- علي الحطب 5 سنوات·· استلهم البحر عبر ثراء خيالي جيد يتوافق مع سنه·

- عبد الله الشطي 11 سنة·· عكس مهاراته في استخدام الألوان من خلال اختياره للبيئة البحرية·

- حصة الأنصاري 9 سنوات·· تكوين تراثي رائع للبحر وللحياة البحرية·

- البندري سعد 12 سنة·· جسدت براءة الطفولة في إطار البيئة البحرية·

- ناصر الرشيدي 11 سنة·· قدم تخيلا خاصا لواحدة من مفردات الحياة البحرية·

- دلال حجرف العقيل 12 سنة·· اعتمدت على جمالية المنظر في تقديم الصورة البحرية·

- منار الحديثي 12 سنة·· استخدام هندسي زخرفي متقن للبيئة البحرية·

- العنود المسباح 14 سنة·· اعتمدت على الخطوط في صياغة رؤية جمالية للبحر·

- دانية الكوت 6 سنوات·· قدمت خيالا طفوليا خاصا في فهم الصورة البحرية·

- مريم مندني 5 سنوات·· استخدمت المهارات اللونية في رسم البيئة البحرية·

- فاطمة مرزوق 9 سنوات·· عمدت الى تقديم رؤية خيالية لحياة البحر·

- إيمان العلي 9 سنوات·· قدمت رؤية خيالية، افتراضية للكائنات البحرية القاعية·

- ألطاف المطوع 10 سنوات·· غاصت في أعماق البحر برؤيتها الخيالية·

- جاسم العبد الهادي 10 سنوات·· استخدم البحر لتجسيد صراع القوى، وافتراس القوي للضعيف، عبر خيال طفولي مجنح مع تبيان مهاراته في التوظيف اللوني·

- ميساء المطوع 11 سنة·· عبرت عن أحلامها الطفولية من خلال التنويعة البحرية·

- عبد الرحمن القطامي 12 سنة·· استخدم البحر للتعبير عن دموع الضعفاء والبسطاء حينما يقعون فريسة في يد الأقوياء كتعبير خيالي جميل·

- داوود الغيص 8 سنوات·· رسم تعبيري لصيد السمك بالحظرة·

- لورا الشراح 8 سنوات·· توظيف ساحر للموروثات الشعبية، واستخدام متقن للبحر للتعبير عن دلالات بعض القيم الوطنية بصورة رمزية معبرة·

- يونس المتروك 8 سنوات··· إعادة إحياء للكويت القديمة بخيال طفولي·

- غالية القناعي 10 سنوات دقة في استخدام الألوان في رسم البيئة البحرية·

9- في رسومات الأطفال ثمة استدعاء مباشر وآخر رمزي للإرث الديني والعقائدي في عوالم الطفل من غير مبالغة أو تهويل أو حتى تجنيح مفرط في الخيال·· فيمكن القول: إن الرسومات في هذا الاتجاه نزعت للصورة الواقعية الحاضرة في ذهنية ووجدانية الطفل، كالإشارة الى المسجد أو الهلال أو غيرهما من الدلالات وهنا نشير الى:

- لوحة الطفل عبد الله الكندري 13 سنة في تعبيره عن المسجد·

- لوحة ناصر الكندري 13 سنة في استخدامه للهندسة الزخرفية الإسلامية·

- لوحة منيرة التميمي 6 سنوات في رسم الهلال.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف