الفنانة التشكيلية زينب حمود
تنشد الحرية الفنية في عصر العولمة
حاورتها : وضحة سعيد شعيب
شاعرة وكاتبة صحفية , مشغوفة بكل شيء جميل , أغرتها الألوان في تشكيلات الطبيعة , فراحت تمارس الفن التشكيلي رسما , لتروح عن نفسها ... من خلال الحركات التي تثير مشاعرها , وتحرك الانفعالات في ذاتها , مجترحة الحالات المسكونة بالفرح والنشوة ...
سمتها الفنية , الخروج من دائرة المألوف , لرسم معالم هوية فنية تغييرية , نورانية الحضور , خارجة من قمقم المحدوديات , إلى اللامكان , تمارس فعل الولوج في الزمان ...
تقف خاشعة للخلق والإبداع , رافضة سجن الأشياء في الأطر , مبحرة في مسارات الضوء وشعلة الحب ... فتأتي خلفيتها الفنية , معجونة بكينونتها الذاتية , السائرة في حلم الانتظار , الآيلة إلى التطهر , والسمو بشفافية فنية ...
الفنانة زينب حمود , التي تروج للحب الروحي , بفلسفة فنية , تحاكي البعد الآخر للإنسان الإنساني ... ترسم لنفسها , إشباعا لنهمها وعطشها إلى الإبداع , بحرية متفلتة من كل القوالب والمذاهب السائدة , ملتزمة باللوحة التي تشبهها والتي تعنيها ...
تعتبر الفن التشكيلي , علائق إنسانية , مشرعة على الفرح والجمال لخدمة النفس الإنسانية , والانتقال بها من ضغوطات الأيام , إلى الراحة المرجوة ...
التقيناها على هامش نشاطاتها الفنية المتعددة , في مشاركتها الكثيفة , في الملتقيات الفنية , القائمة في أماكن لبنانية عدة ... وحاورناها في التجربة والرؤية والمسارات والمواقف والخلفية والإبداعات والالتزام والسجال الفني ...
ماذا عن تجربتك الفنية ومسيرتك من البدايات , الدوافع , المراحل , المسار , المحصلة النهائية , فالوضع الحالي ... ؟
لكل تجربة فنية إنسانية , ثقافية إبداعية جذورها , أنوارها , شموعها ومساراتها ... فلا شيء يأتي من خواء , ولا شيء يخرج إلى النور من عدم ...
البدايات الفنية , كانت منذ الطفولة , حيث الشغف بكل شيء جميل , كانت السمة البارزة في كوابيسي وأحلامي ... وكانت الفراشات الملونة , تستحم في حدائق هذا الحلم , فتشدني ألوان : الأصفر والأخضر ... وأسير خلف الفراشات , لأقبض على اللون ...
كانت الألوان تغريني , وما زالت حتى دخلت عالم الصحافة الثقافية ... ورحت أزور المعارض الفنية , وأكتب عن كل ما يقع تحت نظري , من لوحات وتشكيلات فنية , حتى أصبح لدي , الكم الهائل , من المقالات عن معظم الفنانين التشكيليين اللبنانيين والعرب .
في المحصلة ... كتاب يوثق للفنانين التشكيليين وللوحاتهم , خصوصا الذين كتبت عن أعمالهم ... وأكثر من ستة معارض , أنا وشقيقي الفنان محمد حمود , في الصالة الزجاجية , إضافة إلى معارض مشتركة , في كل لبنان , ابتداء ببلدة اهدن , مرورا بمدينة زحلة والهرمل وصور وصيدا والنبطية وضهور الشوير وقصر الأونيسكو وليس انتهاء بمعرض القمة الفرنكفونية , ومعرض جمعية متخرجي الحريري وجمعية الفنانين اللبنانيين ...
ماذا عن رؤيتك الفنية وآفاق مساراتك من خلال السمة , الهوية , المؤثرات , المحاكاة والمعاناة في البعد الآخر ؟
رؤيتي الفنية ... تندرج في إطار الفن والإبداع والجمال ... فكل حركة تثير مشاعري , وتحرك في ذاتي انفعالاتي وحنيني وشغفي , هي رؤيتي المسكونة بالفرح والنشوة , واجتراح الحالة .
السمة الفنية ... هي سمة الخروج من المألوف والروتين السائد , الذي يمج الأشياء الجامدة ... إنني أخطط , للطيران فوق عش العطاء , ورسم هوية فنية , أسسها التغايرية بعيدا عن التقليد والنقل والتماثل بالآخرين .
أما المؤثرات , فهي خارج المألوف والسائد ... المؤثرات التي غلبت توجهاتي , هي انتمائي إلى كونية الأشياء , ووجودية الرؤى , ونورانية الحضور , والخروج إلى اللامكان , للولوج صوب الأمكنة المزمنة في القدم والمجهول ...
وعن الموقف الذي حملته أعمالك الفنية , من خلال الترميز , البيئة , التراث , الأرض , الفلكلور والوطن ؟
أعمالي الفنية ... حملت الموقف الذي يشبه ذاتها ... لا موقف أتشبث به , حيال الأشياء , سوى موقف الموقف ... موقفي يتمحور , حول رفضي , شيئية الأشياء , وإدراجها في جمالية الموقف ...
إنني أقف أمام الإبداع والخلق خاشعة ... فأنا أرفض سجن الأشياء في الأطر , وتأطيرها ...
أنا أنحاز إلى العطر , والفوح , والبوح , والحرية , والسفر , والطيران في مراح النور , والتنوير , والضوء , وشعلة الحب ...
قلت الترميز ... وأجمل الأشياء , البحث من خلالها , عن الأسئلة داخل الأسئلة , ولا أجوبة سهلة في مطلق التجريد الإيهامي ...
البيئة ... هي النبع , والمطالعات , والثقافة , والاطلاع , والبيت , والرفاق , وكل ما يمت بالصلة , إلى المعرفة ... وللبيئة علاقة , باكتناز أسس الفن , وتجييرها لحساب الإبداع .
أما التراث ... فلا جديد دون القديم , ولا غد خارج الأمس , ولا حداثة دون أصالة ... التراث يكمل الأشياء , والمستقبل أو الحاضر , هما أبناء الأمس .
الفلكلور ... سمة إنسانية جمالية , تعيد المرء إلى أصالته , وترسم له خيمة لها أوتادها , وشعائرها , ورمادها , وجمرها في كف الأيام .
قلت الوطن ...؟! ما أجمل الوطن , إذا كان للجميع , وهو نور الجميع ... وما أروع الوطنية , إذا كانت خارج طوائفية الواقع الذي نعيش ... علمونا حب الطائفة , فنسينا الوطن والوطنية , ولم يعد يعنينا , أن ننتمي إلى التراب والبيئة والوطن ... صار الانتماء عندنا انتماء للطائفة , وهذا هو الخطأ الكبير الذي نعيشه .... ولا يمكن الخروج منه , إلا إذا تغير الطاقم الحاكم , والأشخاص الذين يسيطرون على مقدرات الفكر والأفكار والواقع .
في الوطن يعنينا الشخص ... واللهم نجنا من حكم الشخص , وإذلاله لذاتنا وحضورنا وكينونتنا .
ما خلفيتك الفنية وسجالها مع النفس , من خلال البعدين الروحي والمادي , والأنسنة والفلسفة ؟
خلفيتي الفنية , معجونة بكينونتي ... بذاتي السائرة في حلم الانتظار ... انتظار الأمل , الذي سيأتي منذ عمر ... انتظار عودة الوطن ...
منذ ولادتنا , يراودنا انتظار مجيء القمر , ليبث على مدارج أعمارنا , نور السعادة ...
خلفيتي الفنية , تتساجل مع ذاتها ... في إطار الروحانية , الآيلة إلى التطهر , من الضغائن والأحقاد والكره , ترفض كل ما له علاقة , بأرضية الأشياء وماديتها ...
إنسانيتي ملك الضوء ... وطائر نورس , يعبر الشواطئ , ويرتاح على صخرة أزلية , لا شرقية ولا غربية ...
إنني من دعاة الترويج للحب الروحي , على حساب جسدانية المادة , ولا طهرانية الوجوه المتقلبة ... وفلسفتي الفنية , تندرج بدورها , في هذه الغابات الشاسعة , من الجنيات , والفارسات , وعصفورات البراري , اللواتي يطرن , من غصن إلى غصن , ومن زهرة إلى أخرى , فيها شراب العسل واللبن ... وأسماك البحار البعيدة , البعيدة عن حقد البشر .
ماذا عن إبداعاتك والعصر وإبداعات الآخرين , بالاتكاء على المذاهب , المدارس والمفاهيم الفنية السائدة ؟
إبداعاتي والعصر , في معايير إبداعات الآخرين ... لا تعنيني هذه الأمور , فأنا أكتب أولا لنفسي , ولا يعنيني رأي الآخرين , إلا بقدر ما يخدم جمال الإنسانية .
أرسم أيضا لنفسي ... لأشبع نهمي وعطشي إلى الإبداع . فالإبداع هبة من الله , كما الموهبة , وهذه يجب أن ننميها , ونغذيها , ونرويها , ونحافظ عليها . أما المذاهب والمفاهيم الفنية السائدة , المذاهب هذه , هي مرفوضة مطلقا , بقاموسي الفني أو الأدبي , فأنا رافضة لكل , ما يكبل الإنسان ... فكيف إذا كانت هذه المفاهيم تكبلني ...
لا أسمح لنفسي , أن أكون داخل قمقم ... ولا أن أؤطر , في إطار مدرسي أو أكاديمي ... الأساليب لا تعنيني , والمدارس أنا خارج صفوفها . كذلك مفاهيم الأساتذة , خطوطهم , وألوانهم , وانطباعاتهم , وتجريديتهم , وسورياليتهم ... كلها هذه , أنظر إليها , بإعجاب ... واحترم كبارها , وصغارها , لكنني لا أسير في ركابها .
أنت والالتزام الفني والفن الملتزم , من منظور السياسة , الحياة , الناس والمجتمع ؟
الفن الملتزم , سمة مهمة في الحياة , إذا كان نابعا , من حياة , تحيطها الحروب والمعارك والوقفات القومية ... وهناك العديد من الفنانين , الذين يرسمون نصهم التشكيلي , في سياق الفن الملتزم , الذي يخدم القضية ...
وكوني أنا , من الرسامات اللواتي , ينسجن نصهن التشكيلي , في دائرة اللوحة الحرة , المشرعة للريح والحرية والنور . فإنني أعتبر نفسي , خارج إطار الفن الملتزم , أو الالتزام الفني . وهنا ألفت وأقول أنني ألتزم باللوحة , التي تشبهني , والتي تعنيني أنا ...
وفي السياق أقول أشير هنا , إلى أن الفن والسياسة , والفن والحياة , والفن والناس , والفن والمجتمع ... هي علائق إنسانية , مشرعة على الفرح والجمال , لخدمة النفس , وإعطائها بعض الراحة , المزروعة في جوانب وهوامش الحياة , وداخل أفئدة الناس , الذين يطمحون إلى خلود النفس , في مسارات العمر , الخارج إلى مدارات الكون , ومحيطات الوجود ...
تنشد الحرية الفنية في عصر العولمة
حاورتها : وضحة سعيد شعيب
شاعرة وكاتبة صحفية , مشغوفة بكل شيء جميل , أغرتها الألوان في تشكيلات الطبيعة , فراحت تمارس الفن التشكيلي رسما , لتروح عن نفسها ... من خلال الحركات التي تثير مشاعرها , وتحرك الانفعالات في ذاتها , مجترحة الحالات المسكونة بالفرح والنشوة ...
سمتها الفنية , الخروج من دائرة المألوف , لرسم معالم هوية فنية تغييرية , نورانية الحضور , خارجة من قمقم المحدوديات , إلى اللامكان , تمارس فعل الولوج في الزمان ...
تقف خاشعة للخلق والإبداع , رافضة سجن الأشياء في الأطر , مبحرة في مسارات الضوء وشعلة الحب ... فتأتي خلفيتها الفنية , معجونة بكينونتها الذاتية , السائرة في حلم الانتظار , الآيلة إلى التطهر , والسمو بشفافية فنية ...
الفنانة زينب حمود , التي تروج للحب الروحي , بفلسفة فنية , تحاكي البعد الآخر للإنسان الإنساني ... ترسم لنفسها , إشباعا لنهمها وعطشها إلى الإبداع , بحرية متفلتة من كل القوالب والمذاهب السائدة , ملتزمة باللوحة التي تشبهها والتي تعنيها ...
تعتبر الفن التشكيلي , علائق إنسانية , مشرعة على الفرح والجمال لخدمة النفس الإنسانية , والانتقال بها من ضغوطات الأيام , إلى الراحة المرجوة ...
التقيناها على هامش نشاطاتها الفنية المتعددة , في مشاركتها الكثيفة , في الملتقيات الفنية , القائمة في أماكن لبنانية عدة ... وحاورناها في التجربة والرؤية والمسارات والمواقف والخلفية والإبداعات والالتزام والسجال الفني ...
ماذا عن تجربتك الفنية ومسيرتك من البدايات , الدوافع , المراحل , المسار , المحصلة النهائية , فالوضع الحالي ... ؟
لكل تجربة فنية إنسانية , ثقافية إبداعية جذورها , أنوارها , شموعها ومساراتها ... فلا شيء يأتي من خواء , ولا شيء يخرج إلى النور من عدم ...
البدايات الفنية , كانت منذ الطفولة , حيث الشغف بكل شيء جميل , كانت السمة البارزة في كوابيسي وأحلامي ... وكانت الفراشات الملونة , تستحم في حدائق هذا الحلم , فتشدني ألوان : الأصفر والأخضر ... وأسير خلف الفراشات , لأقبض على اللون ...
كانت الألوان تغريني , وما زالت حتى دخلت عالم الصحافة الثقافية ... ورحت أزور المعارض الفنية , وأكتب عن كل ما يقع تحت نظري , من لوحات وتشكيلات فنية , حتى أصبح لدي , الكم الهائل , من المقالات عن معظم الفنانين التشكيليين اللبنانيين والعرب .
في المحصلة ... كتاب يوثق للفنانين التشكيليين وللوحاتهم , خصوصا الذين كتبت عن أعمالهم ... وأكثر من ستة معارض , أنا وشقيقي الفنان محمد حمود , في الصالة الزجاجية , إضافة إلى معارض مشتركة , في كل لبنان , ابتداء ببلدة اهدن , مرورا بمدينة زحلة والهرمل وصور وصيدا والنبطية وضهور الشوير وقصر الأونيسكو وليس انتهاء بمعرض القمة الفرنكفونية , ومعرض جمعية متخرجي الحريري وجمعية الفنانين اللبنانيين ...
ماذا عن رؤيتك الفنية وآفاق مساراتك من خلال السمة , الهوية , المؤثرات , المحاكاة والمعاناة في البعد الآخر ؟
رؤيتي الفنية ... تندرج في إطار الفن والإبداع والجمال ... فكل حركة تثير مشاعري , وتحرك في ذاتي انفعالاتي وحنيني وشغفي , هي رؤيتي المسكونة بالفرح والنشوة , واجتراح الحالة .
السمة الفنية ... هي سمة الخروج من المألوف والروتين السائد , الذي يمج الأشياء الجامدة ... إنني أخطط , للطيران فوق عش العطاء , ورسم هوية فنية , أسسها التغايرية بعيدا عن التقليد والنقل والتماثل بالآخرين .
أما المؤثرات , فهي خارج المألوف والسائد ... المؤثرات التي غلبت توجهاتي , هي انتمائي إلى كونية الأشياء , ووجودية الرؤى , ونورانية الحضور , والخروج إلى اللامكان , للولوج صوب الأمكنة المزمنة في القدم والمجهول ...
وعن الموقف الذي حملته أعمالك الفنية , من خلال الترميز , البيئة , التراث , الأرض , الفلكلور والوطن ؟
أعمالي الفنية ... حملت الموقف الذي يشبه ذاتها ... لا موقف أتشبث به , حيال الأشياء , سوى موقف الموقف ... موقفي يتمحور , حول رفضي , شيئية الأشياء , وإدراجها في جمالية الموقف ...
إنني أقف أمام الإبداع والخلق خاشعة ... فأنا أرفض سجن الأشياء في الأطر , وتأطيرها ...
أنا أنحاز إلى العطر , والفوح , والبوح , والحرية , والسفر , والطيران في مراح النور , والتنوير , والضوء , وشعلة الحب ...
قلت الترميز ... وأجمل الأشياء , البحث من خلالها , عن الأسئلة داخل الأسئلة , ولا أجوبة سهلة في مطلق التجريد الإيهامي ...
البيئة ... هي النبع , والمطالعات , والثقافة , والاطلاع , والبيت , والرفاق , وكل ما يمت بالصلة , إلى المعرفة ... وللبيئة علاقة , باكتناز أسس الفن , وتجييرها لحساب الإبداع .
أما التراث ... فلا جديد دون القديم , ولا غد خارج الأمس , ولا حداثة دون أصالة ... التراث يكمل الأشياء , والمستقبل أو الحاضر , هما أبناء الأمس .
الفلكلور ... سمة إنسانية جمالية , تعيد المرء إلى أصالته , وترسم له خيمة لها أوتادها , وشعائرها , ورمادها , وجمرها في كف الأيام .
قلت الوطن ...؟! ما أجمل الوطن , إذا كان للجميع , وهو نور الجميع ... وما أروع الوطنية , إذا كانت خارج طوائفية الواقع الذي نعيش ... علمونا حب الطائفة , فنسينا الوطن والوطنية , ولم يعد يعنينا , أن ننتمي إلى التراب والبيئة والوطن ... صار الانتماء عندنا انتماء للطائفة , وهذا هو الخطأ الكبير الذي نعيشه .... ولا يمكن الخروج منه , إلا إذا تغير الطاقم الحاكم , والأشخاص الذين يسيطرون على مقدرات الفكر والأفكار والواقع .
في الوطن يعنينا الشخص ... واللهم نجنا من حكم الشخص , وإذلاله لذاتنا وحضورنا وكينونتنا .
ما خلفيتك الفنية وسجالها مع النفس , من خلال البعدين الروحي والمادي , والأنسنة والفلسفة ؟
خلفيتي الفنية , معجونة بكينونتي ... بذاتي السائرة في حلم الانتظار ... انتظار الأمل , الذي سيأتي منذ عمر ... انتظار عودة الوطن ...
منذ ولادتنا , يراودنا انتظار مجيء القمر , ليبث على مدارج أعمارنا , نور السعادة ...
خلفيتي الفنية , تتساجل مع ذاتها ... في إطار الروحانية , الآيلة إلى التطهر , من الضغائن والأحقاد والكره , ترفض كل ما له علاقة , بأرضية الأشياء وماديتها ...
إنسانيتي ملك الضوء ... وطائر نورس , يعبر الشواطئ , ويرتاح على صخرة أزلية , لا شرقية ولا غربية ...
إنني من دعاة الترويج للحب الروحي , على حساب جسدانية المادة , ولا طهرانية الوجوه المتقلبة ... وفلسفتي الفنية , تندرج بدورها , في هذه الغابات الشاسعة , من الجنيات , والفارسات , وعصفورات البراري , اللواتي يطرن , من غصن إلى غصن , ومن زهرة إلى أخرى , فيها شراب العسل واللبن ... وأسماك البحار البعيدة , البعيدة عن حقد البشر .
ماذا عن إبداعاتك والعصر وإبداعات الآخرين , بالاتكاء على المذاهب , المدارس والمفاهيم الفنية السائدة ؟
إبداعاتي والعصر , في معايير إبداعات الآخرين ... لا تعنيني هذه الأمور , فأنا أكتب أولا لنفسي , ولا يعنيني رأي الآخرين , إلا بقدر ما يخدم جمال الإنسانية .
أرسم أيضا لنفسي ... لأشبع نهمي وعطشي إلى الإبداع . فالإبداع هبة من الله , كما الموهبة , وهذه يجب أن ننميها , ونغذيها , ونرويها , ونحافظ عليها . أما المذاهب والمفاهيم الفنية السائدة , المذاهب هذه , هي مرفوضة مطلقا , بقاموسي الفني أو الأدبي , فأنا رافضة لكل , ما يكبل الإنسان ... فكيف إذا كانت هذه المفاهيم تكبلني ...
لا أسمح لنفسي , أن أكون داخل قمقم ... ولا أن أؤطر , في إطار مدرسي أو أكاديمي ... الأساليب لا تعنيني , والمدارس أنا خارج صفوفها . كذلك مفاهيم الأساتذة , خطوطهم , وألوانهم , وانطباعاتهم , وتجريديتهم , وسورياليتهم ... كلها هذه , أنظر إليها , بإعجاب ... واحترم كبارها , وصغارها , لكنني لا أسير في ركابها .
أنت والالتزام الفني والفن الملتزم , من منظور السياسة , الحياة , الناس والمجتمع ؟
الفن الملتزم , سمة مهمة في الحياة , إذا كان نابعا , من حياة , تحيطها الحروب والمعارك والوقفات القومية ... وهناك العديد من الفنانين , الذين يرسمون نصهم التشكيلي , في سياق الفن الملتزم , الذي يخدم القضية ...
وكوني أنا , من الرسامات اللواتي , ينسجن نصهن التشكيلي , في دائرة اللوحة الحرة , المشرعة للريح والحرية والنور . فإنني أعتبر نفسي , خارج إطار الفن الملتزم , أو الالتزام الفني . وهنا ألفت وأقول أنني ألتزم باللوحة , التي تشبهني , والتي تعنيني أنا ...
وفي السياق أقول أشير هنا , إلى أن الفن والسياسة , والفن والحياة , والفن والناس , والفن والمجتمع ... هي علائق إنسانية , مشرعة على الفرح والجمال , لخدمة النفس , وإعطائها بعض الراحة , المزروعة في جوانب وهوامش الحياة , وداخل أفئدة الناس , الذين يطمحون إلى خلود النفس , في مسارات العمر , الخارج إلى مدارات الكون , ومحيطات الوجود ...