شراعه الفني يهيم في عباب التاريخ
الفنان فيكتور حداد
يرسم بالريشة واللون التراث والحضارة
حاورته
الفنانة التشكيلية
وضحة سعيد شعيب
فيكتور حداد روى التاريخ بالريشة واللون .
فتحت أوراق تاريخ لبنان بكل حضاراته .
انتقالي الى لوحة الأسطورة كان مغامرة .
الانسان القديم كان عنده شموخ وعزة وطموح .
خص كل مدينة من المدن الفينيقية بمجموعة لوحات .
لوحاته الفنية , تبرز التنوع في الموضوعات , والتعددية في الأساليب . والتي تتسق في رؤية جمالية غنية , لها مناخ الأساطير . لذلك تستعيد معالم الأسئلة الأولى , وأبعادها التفاعلية , كاشفة أسرارها الجمالية , على مساحة اللوحة في تشكيل فني سحري , يفرض تماما خصوصيته الفنية , لغة ومضمونا .
فنان يقارب الأسطورة , من خلال رموزها بايحاءات معاصرة . من أدونيس الى عشتروت وقدموس وغيرهم . لا يكتفي باستحضار الرمز الأسطوري , بل يعيد صياغة مشاهد من هذه الأسطورة , في بناء تشكيلي فني جديد .
لوحاته في تشكيلات " لبنان عبر التاريخ " حفلة فرح . خص فيها , كل مدينة من المدن الفينيقية اللبنانية , بمجموعة تحكي جوهرها سيرة التاريخ , وتجسد في جمالها التراث والحضارة .
فيكتور حداد الفنان المنفلت من الكلاسيكية الى السوريالية والرمزية , كان لنا معه هذا اللقاء . سابرين كنه ألوانه بين شعيرات ريشته .
من أنت بالمفهوم الفني ؟
أنا فنان السوريالية والرموز .
متى وكيف تفجر الابداع الفني عندك ؟
منذ الصغر بدأت موهبة الرسم عندي , ولم أكن ألقى التشجيع والدعم من الأهل بل العكس . وبعد أن أكملت دراستي , وهواية الرسم تلازمني , الى أن حصلت على منحة , من الحكومة الاسبانية , وسافرت الى مدريد في اسبانيا , لألتحق يومها في جامعة سان فرناندو للفنون الجميلة , وهناك بدأ الصراع .
دلالات السوريالية الموحية , لمرتبطة بالمشهد , لوحاتك , تختزن في دلالاتها تعبيرا شديد الوضوح , ورموزا غير مقفلة على غموض , هل تكشف لنا القناع وتحدثنا عن أسطورتك ؟
حتى وصلت الى هنا , مررت بمراحل عدة في البداية الأولى , عند الصغر كنت أنقل لوحات الكبار , ثم سلكت في المدرسة الكلاسيكية مئة بالمئة . وهذه المدرسة الكلاسيكية مثل كل شيء كلاسيك . والذي يود أن ينتقل الى المرحلة الثانية , يجب أن يكون مؤسس كلاسيك , هذا بنظر الأساتذة الكبار وبنظري أيضا . وأن يكون لدى الفنان " يد جامدة " يعرف كيف يرسم كل شيء , ثم يفتش عن هوية , والهوية انتقلت معي عدة مرات , بدأت جبرانية , انطباعية , تشكيلية , ثم انتقلت الى التجريدية مرحلة صغيرة ولم أبق بها . حتى طلب مني مرة , أذا كنت أعرف شيئا عن قصة أدونيس وعشتروت , فأخذت أطلع على التاريخ , وبدأت أرسم ورحت أقلب أوراق تاريخ لبنان , بكل حضاراته من أيام العصور الفينيقية حتى اليوم . وصرت أتعمق وأسبر الأعماق , ولم أنتهي . دخلت الى كل مدينة , من صور الى طرابلس في رحلة شيقة , فرأيت تاريخا عريقا , حضارات مرت , أشياء جميلة مهمة . بحثت في هذا البعد الذي لا ينتهي . فعلا ان لبنان غني جدا , بأثاره وتراثه وأفكار بنيه . كان هذا البلد الجميل كقطعة حلوى , وكل يريد أن يحوم حولها , ودائما السمكة الكبيرة تأكل الصغيرة .
مما تستوحي ألوانك ؟
ألواني مستوحاة , من تراب بلدي في المرحلة الأولى . في " لبنان عبر التاريخ " سنة 1994 كانت اللونية كلها , من لون تراب لبنان , أربع ألوان . وبعدها اختلفت اللونية , لأختلاف الواقع والاحساس والقصة . الى أن دخلت في الألوان الأرجوانية . من صيدا وصور , قصة الصباغ الأرجواني , ثم انتقلت الى بعلبك وبناتها , كيف تقدم الى الكاهن الوثني " البنت البكر " . هذه القصص وما وراءها . ثم تتوجه الى بيبلوس وطرابلس , حيث كانت هناك آلهة تدعى " لادا " وهي أم لتوأمين . أخوين يحبان بعضهما كثيرا , هم أولاد جوبيتير . كلها أساطير قديمة . الجميل أن يحكيها الواحد , ويتفرج عليها , دون أن يتأثر بألوهيتها . لأننا نحن في لبنان نؤمن بالله الواحد , أما الباقي كله قصص وأساطير قديمة لن تعود .
ما هو تعريفك للفن ؟
الفن مدرسة كبيرة , نحتاج لساعات . لنحكي عن الفن كمحور أساسي . أستطيع أن أختصره بأن كل انسان عنده مدرسة , الفن جزء ثابت يولد مع الانسان , فهو روح أخرى . ولا يتجزأ . وكل فنان له أسلوبه الخاص .
هل يهمك التعبير في اللوحة أكثر من الفن ؟
طبعا . التعبير في اللوحة جزء أساسي , له أهمية كبيرة . حين أرسم , أريد أن يصل ما أحسه , انما من خلال المشهد البصري , بكل مكوناته , من تأليف ومواد وألوان وملمس .
ماذا يحمل مشوارك الفني من ذكريات ؟
يحمل ذكريات مؤلمة ومفرحة . الذكريات للفنان تماشيه خطوة خطوة , مثلا يقال لي " أنت عندما تعاني ترسم " . أنا بالعكس , اذا لم أكن سعيدا , والفرحة والبهجة في نفسي , مثل هذه الشمس , التي تلون لبنان كله , لا أستطيع الرسم . في الحرب أقمت معارض في الدول العربية , كانوا يسألونني ؟ أليس لديك من لوحات , عن الحرب اللبنانية ؟ وقلت لهم , هذه الحرب , ليست لنا , وليست في مفهومي وعاطفتي . عندي حب للحب والعطاء والبهجة .
الريشة واللون ماذا يعنيان لك ؟
الريشة واللون , هما معالم وعناصر مساحاتي المفضلة للتعبير . بهما كانت رواية التاريخ في لوحاتي .
لماذا اخترت هذا النوع من الفنون ؟
هذا النوع , اخترته لأن فيه شفافية , وبما أنه ليس عندي فنيا ما هو خفي , فالناس تراني من خلال شفافية اللوحة .
ما وجه الشبه بين لوحاتك الفنية ولوحتك الداخلية ؟
متشابهتان تماما , لأنها مثل أولادي , ولأني أنا خلقتها , فأصبحت مني , وبذلك تكون تشبهني , وهذا شيء مهم , فكل كاتب , وكل انسان مثقف , اذا أراد أن يبدع بشيء , يعبر عن نفسيته هو . فكيف يمكن أن أرسم عن الاجرام , ولا أعرف عنه شيئا , وكيف أبد ع فيه ؟ يعني " جمال القبح " .
ماذا أعطاك الفن التشكيلي وماذا أخذ منك ؟
الفن مدرسة ,أعطاني الكثير , ولم يأخذ مني شيء . والفنان هو انسان في البدء , شفاف , وعلمني الفن , أن الفنان ليس ملكا لنفسه فقط .
ما هو تقييمك للساحة الفنية اللبنانية ؟
السؤال مهم جدا . فالساحة الفنية اللبنانية , مفتوحة للكل وأنا بتعبيري , عندي عمر " 66 سنة " . وعلى كل الفنانين أن يهتموا بالفئة الشابة , والتي هي على الساحة اليوم , ولا ينظروا الى أنفسهم فقط , لأن بذلك , لا يكون عندهم أسلاف , فالجيل الجديد يكمل الطريق ليبقى لبنان الفن . وما هو الحاصل اليوم . أن كل فنان مخضرم , لا يرى أعمال فنان صاعد , مع احترامي لكل الفنانين . ينظر الفنان القديم للآخر ويقول : مثى " وين بعدو " . يجب أن نشجعهم , ويمكن أن يكون من هو أبدع وأروع مني , علينا أن نعطيه الدعم , لأن الجيل الجديد , سوف يكمل الطريق وهذه نظرتي الى الفن .
بانتقالك الى لوحة الأسطورة ألم يكن هناك خطورة أو مغامرة ؟
لوحاتي الفنية , دائمة البهجة , عندما بدأت في رسم لوحة الأسطورة , كانت طريقة جديدة للتعبير , كما للفكرة , ومغامرة خطرة , ربما لن تعجب الجمهور , ولكني لم أكن في وارد أن يحبها الناس أم لا . المهم في الموضوع , أن تعبر عن الاحساس أو الفكرة , التي أريد لها أن تصل . في بلاد الغرب مثلا , عندما يجدوا حجرة صغيرة , فيها شيء من المرجعية , لمرحلة من التاريخ . يهتموا به فورا , ويضعوها في صندوق زجاجي في المتحف . أما في لبنان الغني بالآثار , والحضارات , وكم يجب أن يعظم , ولكن لا نرى الاهتمام ولا من يحترم الحضارات , فمثلا الحجر الموجود في بعلبك , جاء من أسوان , كيف وصل الى بعلبك ؟ وكيف استطاعوا أن يبنوا هذه الأعمدة , لا أحد يعرف , حتى اليوم مع كل موجودات التكنولوجيا الكبيرة , وكل التقنيات , يصعب عليهم , رفع مثل هذه الأعمدة . فكيف لانسان بدائي , عند امكانية ليبنى هذه الآثار ؟ لقد كان لديه شموخا وعزة نفس , وطموح لأشياء كثيرة , فليتمجد الخالق , كم أعطى القوة للانسان , ليعبر عنها .
هل هناك اقبال على لوحاتك ؟
الاقبال جيد , واللوحة عندي , تأخذ وقتا طويلا بدراستها , فهي لا تولد قبل شهر , بين تأليفها وتلوينها . والناس ترى عملي جديدا , وليس عمل تزيني , في البداية كانت رسوماتي , بالدرجة الثانية , جداريات تزينية تعطي البهجة في المنازل والآن صار العمل تاريخ , له أصول وبحث ووجدانية .
هل اللوحة فكرة واحساس ؟
طبعا اللوحة في البداية فكرة , وبعدها أضع احساسي .
الى أين تود الوصول من خلال مشوارك الفني ؟
بعد هذا المشوار الفني الطويل , أستطيع القول : أنني حققت بعض الأمنيات الجميلة , وأتمنى أن أكون قد أوصلت الرسالة , التي أود , الى المشاهد اللبناني , لأن المشاهد اللبناني يهمني رأيه جدا .
الفنان فيكتور حداد
يرسم بالريشة واللون التراث والحضارة
حاورته
الفنانة التشكيلية
وضحة سعيد شعيب
فيكتور حداد روى التاريخ بالريشة واللون .
فتحت أوراق تاريخ لبنان بكل حضاراته .
انتقالي الى لوحة الأسطورة كان مغامرة .
الانسان القديم كان عنده شموخ وعزة وطموح .
خص كل مدينة من المدن الفينيقية بمجموعة لوحات .
لوحاته الفنية , تبرز التنوع في الموضوعات , والتعددية في الأساليب . والتي تتسق في رؤية جمالية غنية , لها مناخ الأساطير . لذلك تستعيد معالم الأسئلة الأولى , وأبعادها التفاعلية , كاشفة أسرارها الجمالية , على مساحة اللوحة في تشكيل فني سحري , يفرض تماما خصوصيته الفنية , لغة ومضمونا .
فنان يقارب الأسطورة , من خلال رموزها بايحاءات معاصرة . من أدونيس الى عشتروت وقدموس وغيرهم . لا يكتفي باستحضار الرمز الأسطوري , بل يعيد صياغة مشاهد من هذه الأسطورة , في بناء تشكيلي فني جديد .
لوحاته في تشكيلات " لبنان عبر التاريخ " حفلة فرح . خص فيها , كل مدينة من المدن الفينيقية اللبنانية , بمجموعة تحكي جوهرها سيرة التاريخ , وتجسد في جمالها التراث والحضارة .
فيكتور حداد الفنان المنفلت من الكلاسيكية الى السوريالية والرمزية , كان لنا معه هذا اللقاء . سابرين كنه ألوانه بين شعيرات ريشته .
من أنت بالمفهوم الفني ؟
أنا فنان السوريالية والرموز .
متى وكيف تفجر الابداع الفني عندك ؟
منذ الصغر بدأت موهبة الرسم عندي , ولم أكن ألقى التشجيع والدعم من الأهل بل العكس . وبعد أن أكملت دراستي , وهواية الرسم تلازمني , الى أن حصلت على منحة , من الحكومة الاسبانية , وسافرت الى مدريد في اسبانيا , لألتحق يومها في جامعة سان فرناندو للفنون الجميلة , وهناك بدأ الصراع .
دلالات السوريالية الموحية , لمرتبطة بالمشهد , لوحاتك , تختزن في دلالاتها تعبيرا شديد الوضوح , ورموزا غير مقفلة على غموض , هل تكشف لنا القناع وتحدثنا عن أسطورتك ؟
حتى وصلت الى هنا , مررت بمراحل عدة في البداية الأولى , عند الصغر كنت أنقل لوحات الكبار , ثم سلكت في المدرسة الكلاسيكية مئة بالمئة . وهذه المدرسة الكلاسيكية مثل كل شيء كلاسيك . والذي يود أن ينتقل الى المرحلة الثانية , يجب أن يكون مؤسس كلاسيك , هذا بنظر الأساتذة الكبار وبنظري أيضا . وأن يكون لدى الفنان " يد جامدة " يعرف كيف يرسم كل شيء , ثم يفتش عن هوية , والهوية انتقلت معي عدة مرات , بدأت جبرانية , انطباعية , تشكيلية , ثم انتقلت الى التجريدية مرحلة صغيرة ولم أبق بها . حتى طلب مني مرة , أذا كنت أعرف شيئا عن قصة أدونيس وعشتروت , فأخذت أطلع على التاريخ , وبدأت أرسم ورحت أقلب أوراق تاريخ لبنان , بكل حضاراته من أيام العصور الفينيقية حتى اليوم . وصرت أتعمق وأسبر الأعماق , ولم أنتهي . دخلت الى كل مدينة , من صور الى طرابلس في رحلة شيقة , فرأيت تاريخا عريقا , حضارات مرت , أشياء جميلة مهمة . بحثت في هذا البعد الذي لا ينتهي . فعلا ان لبنان غني جدا , بأثاره وتراثه وأفكار بنيه . كان هذا البلد الجميل كقطعة حلوى , وكل يريد أن يحوم حولها , ودائما السمكة الكبيرة تأكل الصغيرة .
مما تستوحي ألوانك ؟
ألواني مستوحاة , من تراب بلدي في المرحلة الأولى . في " لبنان عبر التاريخ " سنة 1994 كانت اللونية كلها , من لون تراب لبنان , أربع ألوان . وبعدها اختلفت اللونية , لأختلاف الواقع والاحساس والقصة . الى أن دخلت في الألوان الأرجوانية . من صيدا وصور , قصة الصباغ الأرجواني , ثم انتقلت الى بعلبك وبناتها , كيف تقدم الى الكاهن الوثني " البنت البكر " . هذه القصص وما وراءها . ثم تتوجه الى بيبلوس وطرابلس , حيث كانت هناك آلهة تدعى " لادا " وهي أم لتوأمين . أخوين يحبان بعضهما كثيرا , هم أولاد جوبيتير . كلها أساطير قديمة . الجميل أن يحكيها الواحد , ويتفرج عليها , دون أن يتأثر بألوهيتها . لأننا نحن في لبنان نؤمن بالله الواحد , أما الباقي كله قصص وأساطير قديمة لن تعود .
ما هو تعريفك للفن ؟
الفن مدرسة كبيرة , نحتاج لساعات . لنحكي عن الفن كمحور أساسي . أستطيع أن أختصره بأن كل انسان عنده مدرسة , الفن جزء ثابت يولد مع الانسان , فهو روح أخرى . ولا يتجزأ . وكل فنان له أسلوبه الخاص .
هل يهمك التعبير في اللوحة أكثر من الفن ؟
طبعا . التعبير في اللوحة جزء أساسي , له أهمية كبيرة . حين أرسم , أريد أن يصل ما أحسه , انما من خلال المشهد البصري , بكل مكوناته , من تأليف ومواد وألوان وملمس .
ماذا يحمل مشوارك الفني من ذكريات ؟
يحمل ذكريات مؤلمة ومفرحة . الذكريات للفنان تماشيه خطوة خطوة , مثلا يقال لي " أنت عندما تعاني ترسم " . أنا بالعكس , اذا لم أكن سعيدا , والفرحة والبهجة في نفسي , مثل هذه الشمس , التي تلون لبنان كله , لا أستطيع الرسم . في الحرب أقمت معارض في الدول العربية , كانوا يسألونني ؟ أليس لديك من لوحات , عن الحرب اللبنانية ؟ وقلت لهم , هذه الحرب , ليست لنا , وليست في مفهومي وعاطفتي . عندي حب للحب والعطاء والبهجة .
الريشة واللون ماذا يعنيان لك ؟
الريشة واللون , هما معالم وعناصر مساحاتي المفضلة للتعبير . بهما كانت رواية التاريخ في لوحاتي .
لماذا اخترت هذا النوع من الفنون ؟
هذا النوع , اخترته لأن فيه شفافية , وبما أنه ليس عندي فنيا ما هو خفي , فالناس تراني من خلال شفافية اللوحة .
ما وجه الشبه بين لوحاتك الفنية ولوحتك الداخلية ؟
متشابهتان تماما , لأنها مثل أولادي , ولأني أنا خلقتها , فأصبحت مني , وبذلك تكون تشبهني , وهذا شيء مهم , فكل كاتب , وكل انسان مثقف , اذا أراد أن يبدع بشيء , يعبر عن نفسيته هو . فكيف يمكن أن أرسم عن الاجرام , ولا أعرف عنه شيئا , وكيف أبد ع فيه ؟ يعني " جمال القبح " .
ماذا أعطاك الفن التشكيلي وماذا أخذ منك ؟
الفن مدرسة ,أعطاني الكثير , ولم يأخذ مني شيء . والفنان هو انسان في البدء , شفاف , وعلمني الفن , أن الفنان ليس ملكا لنفسه فقط .
ما هو تقييمك للساحة الفنية اللبنانية ؟
السؤال مهم جدا . فالساحة الفنية اللبنانية , مفتوحة للكل وأنا بتعبيري , عندي عمر " 66 سنة " . وعلى كل الفنانين أن يهتموا بالفئة الشابة , والتي هي على الساحة اليوم , ولا ينظروا الى أنفسهم فقط , لأن بذلك , لا يكون عندهم أسلاف , فالجيل الجديد يكمل الطريق ليبقى لبنان الفن . وما هو الحاصل اليوم . أن كل فنان مخضرم , لا يرى أعمال فنان صاعد , مع احترامي لكل الفنانين . ينظر الفنان القديم للآخر ويقول : مثى " وين بعدو " . يجب أن نشجعهم , ويمكن أن يكون من هو أبدع وأروع مني , علينا أن نعطيه الدعم , لأن الجيل الجديد , سوف يكمل الطريق وهذه نظرتي الى الفن .
بانتقالك الى لوحة الأسطورة ألم يكن هناك خطورة أو مغامرة ؟
لوحاتي الفنية , دائمة البهجة , عندما بدأت في رسم لوحة الأسطورة , كانت طريقة جديدة للتعبير , كما للفكرة , ومغامرة خطرة , ربما لن تعجب الجمهور , ولكني لم أكن في وارد أن يحبها الناس أم لا . المهم في الموضوع , أن تعبر عن الاحساس أو الفكرة , التي أريد لها أن تصل . في بلاد الغرب مثلا , عندما يجدوا حجرة صغيرة , فيها شيء من المرجعية , لمرحلة من التاريخ . يهتموا به فورا , ويضعوها في صندوق زجاجي في المتحف . أما في لبنان الغني بالآثار , والحضارات , وكم يجب أن يعظم , ولكن لا نرى الاهتمام ولا من يحترم الحضارات , فمثلا الحجر الموجود في بعلبك , جاء من أسوان , كيف وصل الى بعلبك ؟ وكيف استطاعوا أن يبنوا هذه الأعمدة , لا أحد يعرف , حتى اليوم مع كل موجودات التكنولوجيا الكبيرة , وكل التقنيات , يصعب عليهم , رفع مثل هذه الأعمدة . فكيف لانسان بدائي , عند امكانية ليبنى هذه الآثار ؟ لقد كان لديه شموخا وعزة نفس , وطموح لأشياء كثيرة , فليتمجد الخالق , كم أعطى القوة للانسان , ليعبر عنها .
هل هناك اقبال على لوحاتك ؟
الاقبال جيد , واللوحة عندي , تأخذ وقتا طويلا بدراستها , فهي لا تولد قبل شهر , بين تأليفها وتلوينها . والناس ترى عملي جديدا , وليس عمل تزيني , في البداية كانت رسوماتي , بالدرجة الثانية , جداريات تزينية تعطي البهجة في المنازل والآن صار العمل تاريخ , له أصول وبحث ووجدانية .
هل اللوحة فكرة واحساس ؟
طبعا اللوحة في البداية فكرة , وبعدها أضع احساسي .
الى أين تود الوصول من خلال مشوارك الفني ؟
بعد هذا المشوار الفني الطويل , أستطيع القول : أنني حققت بعض الأمنيات الجميلة , وأتمنى أن أكون قد أوصلت الرسالة , التي أود , الى المشاهد اللبناني , لأن المشاهد اللبناني يهمني رأيه جدا .