الأخبار
تنديد عربي واسع بتصريحات إسرائيلية تدعو لفرض السيادة على الضفة الغربيةبريطانيا تحظر منظمة "بالستاين أكشن" المناصرة لفلسطينوزارة الأوقاف بغزة توضّح بشأن نفاد القبور في معظم مناطق القطاعأميركا تدرس تسليح إسرائيل بقاذفات الشبح "B-2" في خطوة غير مسبوقةمفاوضات غزة.. واشنطن ستدعم التمديد بعد هدنة 60 يومًا في هذه الحالةوزير إسرائيلي: مؤشرات إيجابية على اختراق قريب في مفاوضات غزةسوريا: مقتل وإصابة مدنيين بانفجار صهريج وقود في حماةالحكومة الفلسطينية: جهود مستمرة لوقف العدوان والإفراج عن أموالنا المحتجزةتقنيات أمان البيتكوين: كيف تحافظ على أموالك؟تفاصيل مقتل جندي إسرائيلي وإصابة ثمانية آخرين بكمائن في حي الشجاعيةمن جديد.. نتنياهو يتعهّد بـ"القضاء" على حماس واستعادة الأسرىسويسرا تبدأ إجراءات لإغلاق مكتب "مؤسسة غزة الإنسانية" في جنيف(حماس): نجري مشاورات وطنية لمناقشة مقترحات الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار بغزةارتفاع عدد الصحفيين المعتقلين إدارياً في سجون الاحتلال إلى 22غزة: 142 شهيداً و487 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعة
2025/7/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الفنان فيكتور حداد يرسم بالريشة واللون التراث والحضارة حاورته:وضحة سعيد شعيب

تاريخ النشر : 2006-09-28
شراعه الفني يهيم في عباب التاريخ

الفنان فيكتور حداد

يرسم بالريشة واللون التراث والحضارة

حاورته

الفنانة التشكيلية

وضحة سعيد شعيب

فيكتور حداد روى التاريخ بالريشة واللون .

فتحت أوراق تاريخ لبنان بكل حضاراته .

انتقالي الى لوحة الأسطورة كان مغامرة .

الانسان القديم كان عنده شموخ وعزة وطموح .

خص كل مدينة من المدن الفينيقية بمجموعة لوحات .

لوحاته الفنية , تبرز التنوع في الموضوعات , والتعددية في الأساليب . والتي تتسق في رؤية جمالية غنية , لها مناخ الأساطير . لذلك تستعيد معالم الأسئلة الأولى , وأبعادها التفاعلية , كاشفة أسرارها الجمالية , على مساحة اللوحة في تشكيل فني سحري , يفرض تماما خصوصيته الفنية , لغة ومضمونا .

فنان يقارب الأسطورة , من خلال رموزها بايحاءات معاصرة . من أدونيس الى عشتروت وقدموس وغيرهم . لا يكتفي باستحضار الرمز الأسطوري , بل يعيد صياغة مشاهد من هذه الأسطورة , في بناء تشكيلي فني جديد .

لوحاته في تشكيلات " لبنان عبر التاريخ " حفلة فرح . خص فيها , كل مدينة من المدن الفينيقية اللبنانية , بمجموعة تحكي جوهرها سيرة التاريخ , وتجسد في جمالها التراث والحضارة .

فيكتور حداد الفنان المنفلت من الكلاسيكية الى السوريالية والرمزية , كان لنا معه هذا اللقاء . سابرين كنه ألوانه بين شعيرات ريشته .





من أنت بالمفهوم الفني ؟

أنا فنان السوريالية والرموز .



متى وكيف تفجر الابداع الفني عندك ؟

منذ الصغر بدأت موهبة الرسم عندي , ولم أكن ألقى التشجيع والدعم من الأهل بل العكس . وبعد أن أكملت دراستي , وهواية الرسم تلازمني , الى أن حصلت على منحة , من الحكومة الاسبانية , وسافرت الى مدريد في اسبانيا , لألتحق يومها في جامعة سان فرناندو للفنون الجميلة , وهناك بدأ الصراع .


دلالات السوريالية الموحية , لمرتبطة بالمشهد , لوحاتك , تختزن في دلالاتها تعبيرا شديد الوضوح , ورموزا غير مقفلة على غموض , هل تكشف لنا القناع وتحدثنا عن أسطورتك ؟

حتى وصلت الى هنا , مررت بمراحل عدة في البداية الأولى , عند الصغر كنت أنقل لوحات الكبار , ثم سلكت في المدرسة الكلاسيكية مئة بالمئة . وهذه المدرسة الكلاسيكية مثل كل شيء كلاسيك . والذي يود أن ينتقل الى المرحلة الثانية , يجب أن يكون مؤسس كلاسيك , هذا بنظر الأساتذة الكبار وبنظري أيضا . وأن يكون لدى الفنان " يد جامدة " يعرف كيف يرسم كل شيء , ثم يفتش عن هوية , والهوية انتقلت معي عدة مرات , بدأت جبرانية , انطباعية , تشكيلية , ثم انتقلت الى التجريدية مرحلة صغيرة ولم أبق بها . حتى طلب مني مرة , أذا كنت أعرف شيئا عن قصة أدونيس وعشتروت , فأخذت أطلع على التاريخ , وبدأت أرسم ورحت أقلب أوراق تاريخ لبنان , بكل حضاراته من أيام العصور الفينيقية حتى اليوم . وصرت أتعمق وأسبر الأعماق , ولم أنتهي . دخلت الى كل مدينة , من صور الى طرابلس في رحلة شيقة , فرأيت تاريخا عريقا , حضارات مرت , أشياء جميلة مهمة . بحثت في هذا البعد الذي لا ينتهي . فعلا ان لبنان غني جدا , بأثاره وتراثه وأفكار بنيه . كان هذا البلد الجميل كقطعة حلوى , وكل يريد أن يحوم حولها , ودائما السمكة الكبيرة تأكل الصغيرة .

مما تستوحي ألوانك ؟

ألواني مستوحاة , من تراب بلدي في المرحلة الأولى . في " لبنان عبر التاريخ " سنة 1994 كانت اللونية كلها , من لون تراب لبنان , أربع ألوان . وبعدها اختلفت اللونية , لأختلاف الواقع والاحساس والقصة . الى أن دخلت في الألوان الأرجوانية . من صيدا وصور , قصة الصباغ الأرجواني , ثم انتقلت الى بعلبك وبناتها , كيف تقدم الى الكاهن الوثني " البنت البكر " . هذه القصص وما وراءها . ثم تتوجه الى بيبلوس وطرابلس , حيث كانت هناك آلهة تدعى " لادا " وهي أم لتوأمين . أخوين يحبان بعضهما كثيرا , هم أولاد جوبيتير . كلها أساطير قديمة . الجميل أن يحكيها الواحد , ويتفرج عليها , دون أن يتأثر بألوهيتها . لأننا نحن في لبنان نؤمن بالله الواحد , أما الباقي كله قصص وأساطير قديمة لن تعود .



ما هو تعريفك للفن ؟

الفن مدرسة كبيرة , نحتاج لساعات . لنحكي عن الفن كمحور أساسي . أستطيع أن أختصره بأن كل انسان عنده مدرسة , الفن جزء ثابت يولد مع الانسان , فهو روح أخرى . ولا يتجزأ . وكل فنان له أسلوبه الخاص .


هل يهمك التعبير في اللوحة أكثر من الفن ؟

طبعا . التعبير في اللوحة جزء أساسي , له أهمية كبيرة . حين أرسم , أريد أن يصل ما أحسه , انما من خلال المشهد البصري , بكل مكوناته , من تأليف ومواد وألوان وملمس .


ماذا يحمل مشوارك الفني من ذكريات ؟

يحمل ذكريات مؤلمة ومفرحة . الذكريات للفنان تماشيه خطوة خطوة , مثلا يقال لي " أنت عندما تعاني ترسم " . أنا بالعكس , اذا لم أكن سعيدا , والفرحة والبهجة في نفسي , مثل هذه الشمس , التي تلون لبنان كله , لا أستطيع الرسم . في الحرب أقمت معارض في الدول العربية , كانوا يسألونني ؟ أليس لديك من لوحات , عن الحرب اللبنانية ؟ وقلت لهم , هذه الحرب , ليست لنا , وليست في مفهومي وعاطفتي . عندي حب للحب والعطاء والبهجة .



الريشة واللون ماذا يعنيان لك ؟

الريشة واللون , هما معالم وعناصر مساحاتي المفضلة للتعبير . بهما كانت رواية التاريخ في لوحاتي .



لماذا اخترت هذا النوع من الفنون ؟

هذا النوع , اخترته لأن فيه شفافية , وبما أنه ليس عندي فنيا ما هو خفي , فالناس تراني من خلال شفافية اللوحة .



ما وجه الشبه بين لوحاتك الفنية ولوحتك الداخلية ؟

متشابهتان تماما , لأنها مثل أولادي , ولأني أنا خلقتها , فأصبحت مني , وبذلك تكون تشبهني , وهذا شيء مهم , فكل كاتب , وكل انسان مثقف , اذا أراد أن يبدع بشيء , يعبر عن نفسيته هو . فكيف يمكن أن أرسم عن الاجرام , ولا أعرف عنه شيئا , وكيف أبد ع فيه ؟ يعني " جمال القبح " .



ماذا أعطاك الفن التشكيلي وماذا أخذ منك ؟

الفن مدرسة ,أعطاني الكثير , ولم يأخذ مني شيء . والفنان هو انسان في البدء , شفاف , وعلمني الفن , أن الفنان ليس ملكا لنفسه فقط .


ما هو تقييمك للساحة الفنية اللبنانية ؟

السؤال مهم جدا . فالساحة الفنية اللبنانية , مفتوحة للكل وأنا بتعبيري , عندي عمر " 66 سنة " . وعلى كل الفنانين أن يهتموا بالفئة الشابة , والتي هي على الساحة اليوم , ولا ينظروا الى أنفسهم فقط , لأن بذلك , لا يكون عندهم أسلاف , فالجيل الجديد يكمل الطريق ليبقى لبنان الفن . وما هو الحاصل اليوم . أن كل فنان مخضرم , لا يرى أعمال فنان صاعد , مع احترامي لكل الفنانين . ينظر الفنان القديم للآخر ويقول : مثى " وين بعدو " . يجب أن نشجعهم , ويمكن أن يكون من هو أبدع وأروع مني , علينا أن نعطيه الدعم , لأن الجيل الجديد , سوف يكمل الطريق وهذه نظرتي الى الفن .


بانتقالك الى لوحة الأسطورة ألم يكن هناك خطورة أو مغامرة ؟

لوحاتي الفنية , دائمة البهجة , عندما بدأت في رسم لوحة الأسطورة , كانت طريقة جديدة للتعبير , كما للفكرة , ومغامرة خطرة , ربما لن تعجب الجمهور , ولكني لم أكن في وارد أن يحبها الناس أم لا . المهم في الموضوع , أن تعبر عن الاحساس أو الفكرة , التي أريد لها أن تصل . في بلاد الغرب مثلا , عندما يجدوا حجرة صغيرة , فيها شيء من المرجعية , لمرحلة من التاريخ . يهتموا به فورا , ويضعوها في صندوق زجاجي في المتحف . أما في لبنان الغني بالآثار , والحضارات , وكم يجب أن يعظم , ولكن لا نرى الاهتمام ولا من يحترم الحضارات , فمثلا الحجر الموجود في بعلبك , جاء من أسوان , كيف وصل الى بعلبك ؟ وكيف استطاعوا أن يبنوا هذه الأعمدة , لا أحد يعرف , حتى اليوم مع كل موجودات التكنولوجيا الكبيرة , وكل التقنيات , يصعب عليهم , رفع مثل هذه الأعمدة . فكيف لانسان بدائي , عند امكانية ليبنى هذه الآثار ؟ لقد كان لديه شموخا وعزة نفس , وطموح لأشياء كثيرة , فليتمجد الخالق , كم أعطى القوة للانسان , ليعبر عنها .


هل هناك اقبال على لوحاتك ؟

الاقبال جيد , واللوحة عندي , تأخذ وقتا طويلا بدراستها , فهي لا تولد قبل شهر , بين تأليفها وتلوينها . والناس ترى عملي جديدا , وليس عمل تزيني , في البداية كانت رسوماتي , بالدرجة الثانية , جداريات تزينية تعطي البهجة في المنازل والآن صار العمل تاريخ , له أصول وبحث ووجدانية .


هل اللوحة فكرة واحساس ؟

طبعا اللوحة في البداية فكرة , وبعدها أضع احساسي .


الى أين تود الوصول من خلال مشوارك الفني ؟


بعد هذا المشوار الفني الطويل , أستطيع القول : أنني حققت بعض الأمنيات الجميلة , وأتمنى أن أكون قد أوصلت الرسالة , التي أود , الى المشاهد اللبناني , لأن المشاهد اللبناني يهمني رأيه جدا .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف