الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أين وطني..؟ بقلم : نزار نزال

تاريخ النشر : 2006-04-18
أين وطني..؟ بقلم : نزار نزال
أين وطني ....؟؟

بقلم : نزار نزال

فلسطين – قباطيه

أين أنت يا وطني ..؟ ابحث عنك بين الدفتر و القلم ... ابحث عنك في زوايا الكوابيس وفي تفاصيل الحلم ... أين أنت يا وطني ..؟؟ ابحث عنك في الشارع وفي أزقة المخيم ... أين أنت يا وطني ..؟ هل أصبحت مُجرد كلمة وحروف مُشكله ..؟ أمْ اسمك إطار لكل عربي ..؟إذا كنت تسمع صوتي فتمتم عَلَ الريح تجلب المطرِ وعل أنفاسك تبشر قلبي ولا أبالغ أن قلت أن ندى بلدي اثقل من كل الذهب ...؟؟!!! تركوك تنزف بين الجراح وبين انحطاط القدر وقالوا نحن نبحث عنك بين الكواكب وبين أضواء القمر، تركوك تُذبح كل يوم على مقاصل الحكام وتجار الذمم ، فمن إدراكي ، يفهم الكاتب أن العبث بكل الورق لا يرتبط بزرع أشجار الرطب وأنا اعرف أن هذا الزمن هو زمن الهزيمة المدوية واعرف أن عنوان الهزيمة اصبح الوطن العربي الكبير وصار الوطن العربي بيتا لكل مهزوم مكسور وان العزه و الكرامة هي من أغلى الأشياء في هذا الوطن الجريح وان الذهب و الفضة لا قيمة لها حتى إن وجدت بِكم قليل ... أنا أدرك أن رجالك طلبوا التأنيث وهم بصدد التوريث ،و لا ادري إن كان قلمي يسبح في مستنقعات الأدب العربي أم أن أوراقي تلاطم أرضية لهزيمة رائحتها عربيه وصوتها أصيل وقوي ويطأطأ حتى كل الكتب المنسية قبل العهود السومريه ، لست مُقيم ولا مُقدر ولكني افهم أن فلسطين صوره جميلة بل لوحه مرسومة واعرف أن فلسطين شامخة في الأعالي وهي ليس سلعة تباع في ارذل الأسواق ِ، هنا وطني .. وهنا ارضي ... وهنا فلسطين ، جذورها في قلب الوطن الغالي ورأسها في أعالي السماء ومن أراد أن يراها فدعه ينظر بكل اتجاه ، فلا داعي للنداء .

ينبغي علينا أنْ نسأل إن كانت فلسطين مازالت مكانها ،أم أنها نُقلت إلى زوايا الأدب العربي والى أُطر الانحطاط الجغرافي ..؟ وهل مازالت هي القلب النابض لجسم العالم العربي الباكي ..؟ أم أنها انسلخت في الاف الثاني قبل الميلاد ..؟؟ وهل انضمت إلى قارات في زحل وأخرى في أطياف الآهات ..؟؟؟ إن التردي الفعلي لحركه المناضل الفلسطيني وصلت أدنى مستوى الانحطاط وتجلت واضحة في التوريث غير المحسوب لتفاصيل القضية ، كما إن الانتماء الحركي و الحزبي قد طفى على السطح في الاونه الاخيره وكأن المبدأ اصبح عبارة عن خشبه خاوية فارغه لا تعترف بانتمائها لعالم النبات بل أن السوس نخرها حتى الأوصال ... و أصبحت فلسطين أرضيه خصبه لترعرع هذه القوى التي لا يمدها للوطن و الوطنية بأي صله ، إنما – ونقولها بكل أسف – أصبحت هذه القوى محل شك شعبي ولا تعمل سوى في الهوامش الضيقة التي تترك في مساحة بسيطة للمصالح الضيقة ودعم الأشخاص الذين هدروا المال العام وأقاموا الانظمه المخابراتيه في المؤسسات المدنية ، إن هذه القوى يجب عليها أن تقف الان وتعترف بخطئها التاريخي التي وقعت به ويجب عليها تجنيد كل قواها لوضع النقاط على الحروف بدلا من المهاترات التي أضاعت وطني عبر الفضائيات فهذا لديه سيل من الاتهامات وذاك يحمل لوما متوج بالخلافات ، كفاكم يا أبناء الدم الواحد فقد اصبح للقاصي و الداني إمكانية مشاهده كل الألوان لان غسيل وطني لم يعد على السطوح فحسب بل ارتفع ألف قدم إلى الأعلى كي يرى كل بقاع الأرض جوهر خلافاتنا ، فكلما زاد الضغط علينا كلما تفرقنا اكثر بدلا من المبادرة الحقيقية في تجسيد الوحدة الوطنية والعمل على تفعيلها بما يخدم شعب الشهداء وشعب الجرحى ، ولكن للأسف الشديد ما نراه اليوم مسخره بكل ألوان الطيف ، ومهزلة بكل جوانب الحدث ، ومن هو الضحية الفعلي ....؟؟؟ وطني وشعبي .

نسألكم أيها الأبطال ، أين ذهبتم بوطني ..؟؟ نعم أخاطب العرب من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب انتم من شرذم وطني ومن أضاع أوراقه في ثنايا التفاوض الهزيل ...، أما لعنة الأيام وشتم التاريخ لهاماتكم ستستمر وستبقى فلسطين هي الشبح الذي يطارد اشمغتكم وعباءاتكم ، سيبقى دماء إيمان حجو وفارس عوده يخط حدود وطني وسيبقى الحافظ و الأمين لفلسطين العربية ، لا ادري إن كان عبيد أميركا وإسرائيل سينفضون غبار الذل والهوان في يوما من الأيام و العودة لجسد عربي شامخ شموخ الجبال أم لا ..؟ اعتقد جازما أن الجسم العربي بهذه الملابس المهترئة سيكون غير قادر على صد أي إملاء أو ابتزاز وان هذه الوجوه التي سرعان ما هرولت متبرعة بمئات ملايين الدولارات لأميركا إبانَ تعرضها لإعصار كاترينا ستبقى رهينة التسلط الأمريكي ، اخذين بنظر الاعتبار رفض المسؤولين المصريين استقبال وزير خارجية فلسطين السيد الزهار بحجة ضيق الوقت في اشاره واضحة لأوامر جاءت من البيت الأبيض مباشرة وقد أثنت الاداره الامريكيه شاكرة الموقف المصري ...!!! عزيزي الزهار الظاهر لم يكن لديك القدرة على قياس العمق العربي بشكل جيد عندما كنت تردد عبر الفضائيات عن العمق العربي و الإسلامي وها هو العمق الذي تحدثت عنه لا يساوي 1سم ، كما أن التوجه المصري وللأسف يسير بعكس المصالح العربية وتحديدا الفلسطينية وأن زيارة عمر سليمان إلى العربية السعودية لحثها على عدم التعامل مع الحكومة الفلسطينية ورفض زيارة الزهار أمر يبعث على الإحساس الأليم بحال العالم العربي المنكوب ويذكرني ذلك بقول الشاعر نزار قباني :

فلولا العباءات التي التفوا بهاما كنت احسب انهم أعراب

تكاد تطير من العقال حمامة وتطلع من العباءة الأعشاب

والعالم العربي يرهن سيفه فحكاية الشرف الرفيع سراب

أدبيا يجب على كل شريف وصاحب مرجع وطني أن يقف بوجه التواطؤ العربي مع القوى الاقليميه لدرء الخطر الذي قد يحدق بهذا الجسم نتيجة وقوف محتمل لدعم خيار الشعب الفلسطيني ، لقد سبق وحذرنا من هذا الوضع الذي قد استطعت من خلال العديد من المقالات التي نُشرت في العديد من الصحف وعلى الكثير من المواقع الالكترونيه وقد أشرت من خلال سطورها إلى هذا الوضع الذي يُشن من خلاله اقذر واسفل حملة ابتزاز عرفها تاريخ البشرية وللأسف أن ترى عرب الهزيمة هم من يُنظرون لدعم كيان لقيط صُنع على أرضهم"فلسطين" رغم أنوفهم ويتعاملون بموضوعية وولاء مع هذه الكذبة التاريخية الكُبرى ، وأبوا إلا أن يبقوا عبيد المتسلط الغربي ، و أما إذا ما تطرقنا إلى الوضع الداخلي الفلسطيني وسألنا أين ذهب وطني في الداخل ...؟؟ هل ابتلعته الظواهر الطبيعية أم أن المناكفات التي نراها بين الفينة و الأخرى لن تدفع بوطني سوى إلى الهاوية التي يريدها بعض الأشخاص الذين يراهنون كثيرا على خطط اسرائيليه وأميركية...؟؟ وبالمناسبة الشارع يعرفهم جيدا ، وما يثير الاستغراب أن تسمع أن مدير المؤسسة الفلانية وان مدير عام الاداره الفلانيه يطالب الحكومة بالاستقالة ولم يبق إلا أن نسمع ونرى على الفضائيات بعض عمال مجلس قروي قرية المنصورة يطالبون الحكومة بإعادة النظر بالاعتراف بدوله إسرائيل ....!!!! لا ادري الكل اليوم يفهم ويقرأ سياسة ...!! ، إن الاحتقان الحزبي و الفئوي يتصاعد بشكل مثير وقد وصل إلى مرحله متطورة وأكاد اجزم أن ظلام الليل قادم وسيحل بأرض الشهداء وسيطفأ منارات طالما بقيت شاهقة وعالية ومشعة فهل سنشهد تحطيم هامات وطأطأة رؤوس ...؟؟ إن هذه الأرض التي ستشهد أمام التاريخ أن اغبياء هذا العصر ومنتفعي هذا الزمان لن يرحمهم جلاد الرحمه وان مزابل التاريخ ستكون لهم ملجأ آمن ولن تنقصهم الرائحة الكريهة .

إذن هل ننتظر صيفا متغيرا ، دراماتيكيا تُدك فيه الارادات وتُُصهر فيه العزائم ..؟ وهل ستكون حرارة فلسطين مُختلفة هذا العام عن بقية الأعوام الماضية أم أن حرارتها ستذيب جليد الاحتقان المتعاظم ..؟ وهل سنشهد التهابات غير عاديه على الصعيد السياسي ...؟ وهل التناحر الحزبي سيشهد نقطه تحول في تاريخ العلاقة الفلسطينية_الفلسطينية ..؟؟ وإذا ما تمحصت شارعا خاويا من أي مظهر من مظاهر النشاط الحيوي ، ستقرأ اليأس والإحباط في وجه شوارع فلسطين وستعرف انك تبحث عن وطن فقد بين أزقة المخيم ، وصار هناك قراءه واضحة عن سقوط احتمالاته كبيره لحكومة خنقت قبل أن تولد وأُجهز عليها في بدايات عملها ونشاطها وسنشهد كما أسلفت صيفا اكثر حرارة في جدال الشوارع فهل سنرى حكومة أخرى تحتوي على عدد ليس بسيط من ألوان الطيف الفلسطيني أم أن غياب محتمل للسلطة الفلسطينية هو الاحتمال الأكبر وخاصة بعد انتظار إسرائيلي واضح لعمليه كعمليه تل ابيت لتكون الذريعة لإنهاء هذه السلطة..؟

عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين

عضو مؤازر في تجمع الأدباء و الكتاب الفلسطينيين

[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف