الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أوراق إصلاح منظومة التربية والتكوين في المغرب من الداخل بقلم: د. محمد راشيد

تاريخ النشر : 2006-04-15
أوراق إصلاح منظومة التربية والتكوين- رؤية من الداخل

تحية إلى الصحافة…

لماذا أبدأ هاته الورقات، التي أود أن أقترح على القارئ الكريم محاورتها، بتحية إلى الصحافة؟

إن المنهاج التربوي قضية مجتمع بامتياز، بل هي قضية القضايا ومحورها، كيفما كانت النظرة التي نحلل، انطلاقا منها، تفاعلات مختلف قضايا المجتمع. كذلك جاء في الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وكذلك يصرح به في كل المناسبات الرسمية وغير الرسمية، وعلى رأس تلك التصريحات اعتبار التربية والتكوين القضية الوطنية الثانية بعد وحدتنا الترابية.

ولا تخفى العلاقة الجدلية الوطيدة بين القضيتين، باعتبار قضية الوحدة الترابية هي قضية الوجود الفيزيقي واعتبار قضية التربية والتكوين قضية الوجود الرمزي والحضاري الانساني.

وإذا كان الاستاذ عبد الله العروي يستغرب، فى أكثر من مناسبة كيف لا يناقش المغاربة قضية وحدتهم الترابية وكيف ظل ملفها ملفا للاختصاص الضيق، فإن الاستغراب نفسه يطال عدم الاهتمام الكافي بمناقشة قضية التربية والتكوين!؟

حري بالقضايا الاستراتيجية أن تحظى بالبحث والدرس المناسبين وعلى مستوى وطني، وحري بالصحافة أن تعكس هذا الاهتمام وأن تنخرط فيه.

لاجدوى في هاته السطور من بسط التساؤل حول أسباب استنكاف المغاربة عن الانخراط في حوار متحمس وممنهج حول قضاياهم الاستراتيجية، فالمهم أن النتائج ستكون بالتأكيد غير مرضية إذا ظل الوضع على ما هو عليه.

لا شك أن الصحافة الوطنية، بهذا الصدد، عاشت فترات مختلفة بدءا على الأقل بمرحلة ظهور الملحقات التربوية الاسبوعية في مجموعة من الجرائد المعروفة ثم تم اختفاؤها والاقتصار على نتف محتشمة من هنا وهناك فيما يعرض للمشهد التربوي من أعراض. ثم مرة أخرى ظهور اهتمام بالتربية من خلال عودة تجربة الملحق في بعض الجرائد مع استمرار البعض الآخر في النهج المفكك، أعني نتف من هنا وهناك…

إن المشهد الصحافي، في علاقته بالتربية يطرح أكثر من ملاحظة: 1- إن الوضعية العامة لطبيعة اهتمام الصحافة الوطنية بالتربية والتكوين هي انعكاس لطبيعة اهتمام المغاربة غير المعلن على الأقل، غير أن هذا الانعكاس لا يعفي الصحافة نفسها، ككائن مستقل له وجوده المستقل نسبيا عن الوجود الاجتماعي ككل، من المسؤولية.

ومن هذا المنظور تتحمل الصحافة مسؤولية استحثاث المغاربة على الانخراط والاسهام بالفعالية المطلوبة في تنشيط الحوار، ولا يخفى ما لدور التنشيط من مسؤوليات تواصلية وكفاءة تقنية واتساع خيال لابداع أشكال وصيغ من التقاطعات التي تلتقي حولها الأفكار لبسط وجهات النظر في إطار دينامية بانية للهياكل والاطر الكبرى لفضاءات التناظر.

2- إن اعتبار جسم الصحافة مستقلا بذاته نسبيا عن الوجود الاجتماعي ككل يعني من ضمن ما يعنيه أنه مشكل من متعدد باعتبار التوجهات وتباين الاهداف والمواقع لذلك تطرح أسئلة أساسية حول نوع التناغم في ما يطرح على أعمدة الصحف والجرائد المختلفة مما له صلة بالتربية والتكوين. يقصد بالتناغم هنا الظهور بمظهر الانكباب على ملفات تناقش وطنيا ويجد القارئ في وقت متقارب عدة وجهات من النظر على أعمدة الصحف تحمل بصمات متباينة مما يشجع ويساهم في تاسيس الاهتمام الوطني بالقضايا المختلفة على نطاق واسع من المهتمين. لا شك أن لكل أولوياته ولكن ومع ذلك هناك حد أدنى من المواصفات يجعل بعض المواضيع يستحق أن يكون قضايا راي عام بامتياز، فإذا تم السكوت عنها في أغلب الصحف بالرغم من الاشارة إليها في صحيفة ما تضيع على الرأي العام خدمة الصحافة في إثارة الانتباه وحفز الاهتمام بقضايا رأي عام حقيقية قد تكون لها فائدة كبيرة في حينها.

لهذا ولغيره مما لا يسع التفصيل فيه أحببت أن افتتح هاته الورقات بتحية إلى الصحافة لما تنجزه ولما ينتظر منها ويعول عليها فيه في إطار تحمل مسؤولياتها التاريخية والمهنية والوطنية إزاء القضايا الاستراتيجية للبلاد وترسيخ ثقافة الشأن العام.

إننا ونحن نتحدث عن الصحافة، في علاقتها بالتربية والتكوين، بصدد الحديث عن أهم ورقة من أوراق اصلاح المنظومة التربوية. إنها أهم ورقة لسبب لا أحسبه إلا حاسما بامتياز. إنه انخراط الجميع في مسار الاصلاح عبر بنائه وتعهده. وهل يعكس درجة انخراط ومنهجية انخراط مجتمع ما في ميدان ما أكثر من مجال الصحافة؟

إذا احلنا على تجربة كندا مثلا، ما دمنا نحيل في تجاربنا على تجارب كثيرة ومتنوعة، فسنجد ان أهم ما ميزها وهي بصدد بناء الكتاب الأخضر أنها راكمت نقاشا كبيرا أثناء الاعداد وأثناء التنفيذ وهو نقاش متنوع وكثيف تراوح بين الاسهام العلمي الرصين والرأي المتنوع ومنحى التفكير والتفكير على التفكير…

إن كل المنظومات التربوية وبشكل منظم أو غير منظم واضح أو ملتبس نوعي أو تبسيطي هي مجال خصب بامتياز للرأي والرأي الاخر، وكل قوى المجتمع لها رأي في الموضوع بل إن أغلب المنظومات التربوية تتخذ فيها القرارات الاكثر إجرائية في كثير من الاحيان بناء على ما يسمى ويبحث في مجال المواجهات السياسية في ساحة المناهج التربوية.

إن سطور هاته الورقة التي نزعم أن موضوعها من أهم أوراق المنظومة التربوية توحي بوجود توثب لدى بعض المنابر للاهتمام والانخراط في حوار وطني حول المنظومة التربوية، غير أن أغلب المنابر الاعلامية لاتزال مستنكفة عن الاهتمام المطلوب وتلك ظاهرة غير صحية كما لا يخفى.

نعم نقول مع الاستاذ عابد الجابري ربما لم تكن عبارة الميثاق الوطني للتربية والتكوين مناسبة لأننا لسنا مجتمعا خارجا من نزاع..ولكن نقول معه ومع كل الأصوات الصادقة في هاته البلاد إن حوارا وطنيا غنيا وهادئا هو الكفيل بفهم المنظومة التربوية والفعل فيها. ولا حاجة للتأكيد على أن نقاشا من هذا النوع لا يستطيع أن ينضج شيئا في غياب العناية اللازمة بتنشيط البحث العلمي الرصين والمنظم الكفيل بقيادة أي حوار يرجى منه نفع ما، وهو ما سيكون موضوع الورقة الثانية.

محمد راشيد

الرئيس المسير لمركز الدراسات والأبحاث في المجمتع المدني والمناهج التربوية – وجدة
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف