الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الصواريخ مقابل الغذاء بقلم : سالم أحمد غانم

تاريخ النشر : 2006-04-15
الصواريخ مقابل الغذاء

بعد أن وضعت الحرب أوزارها رسمياً بعد لقاء خيمة صفوان و بدأ ت أمريكا و حلفاءها من العرب و العجم كانت صيغة الحل قبول العراق بالقرارات الدولية التي أخذت على عجل لاحتواء الأبعاد الخطيرة لغزوه الدراماتيكي لدولة مستقلة هي الكويت.

تلك القرارات التي فشلت في أقناع النظام العراقي في حينه بإنهاء احتلاله للكويت و وأد الفتنة في مهدها. إلا أحلام العظمة التي راودت قادة هذا النظام في التحول إلى قوة إقليمية معترف بها من خلال برامج التسلح التي لم تستطع الصمود أمام عاصفة الصحراء الأمريكية ليدفع العراق من دمه و طموحاته و أبنائه و أحلامهم الثمن الأكبر و معه أمته العربية و الإسلامية و محيطه الإنساني الواسع.

أحلام اليقظة التي راودت النظام العراقي في حربه المفتعلة مع إيران و التي خرج منها منهكاً مسربلاً بدمائه ليسلم ما أحتله من أراضي و أسره من جنود و أحتفظ به من جثث على الدولة الإيرانية في حصاره الأول بين غزو الكويت و بدأ العدوان الثلاثيني على العراق الكبير بشعبه و الصغير بقيادته.

و لم تكن الصيغة الأممية المتمثلة في " النفط مقابل الغذاء" سوى المخرج الوحيد الذي يضمن بقاء النظام العراقي و أطماعه الإقليمية في التوسع و التمدد ضمن خطوط العرض التي حددت له في الشمال و في الجنوب و لتضمن تدفق العون الإنساني لشعب العراق عربه و كرده , سنته و شيعته في شماله و جنوبه و وسطه و لو بتمويل عراقي مباشر من خلال فتح حساب خاص يتم تمويله من عائدات النفط العراقي الذي لم يبق سواه للعراقيين.

و المتتبع للوضع الفلسطيني الحالي يدرك أن هناك خيوط تتجمع في الأفق لترسم واقعاً جديداً من الألم و المعاناة للشعب الفلسطيني في مناطقه الفلسطينية.

قيادة جديدة في فلسطين و قيادة جديدة في إسرائيل. اسرائيل التي أكملت حصارها حول القدس فعزلتها عن كل ما هو عربي بجدار عال تركت في منافذ دولية لتكون هي منافذ الحدود بين دولة فلسطينية في الشرق و إسرائيل في الغرب. و تستدرك خروجها من غزة لتوقع برتوكول معبر رفح البري الذي يبقى تحت رحمة العيون الالكترونية الممولة من البنك الدولي و العيون البشرية الأوروبية التي لا تفتأ تهدد بسبب و بغير سبب بالرحيل لتترك الفلسطينيين في سجنهم الكبير و ليصبح انتصار حماس في انتخابات التشريعي الثانية ضمن حدود غزة و أسوارها لا يتجاوزها.

و حكومة فلسطينية على قائمة الإرهاب أوروبياً و أمريكياً و ربما عربياً و دولياً يحظر استقبال أعضاءها و مصافحتهم علاوة على التعامل معهم لتكتمل فصول الحصار بوقف الدعم و المساعدات و حتى التعاملات المالية معهم بشكل أو بأخر يجعل من الوضع العام يقترب أكثر من حدود الكارثة بعد أثقلت الخزينة بالديون الداخلية و الدول الخارجية. و لم يكن فيها عشية استلام الحكومة الجديدة و لا "مليم أبيض" في مواجهة فاتورة رواتب تضخمت و تعاظمت لتلامس سقف " 125" مليون دولار سنوياً. و هو موقف لا يسر عدو و لا حبيب.

و تروح الحكومة في خضم هذه الظروف لتبحث في دفاترها القديمة عن الأصول الجارية و المستديمة في " صندوق الإستثمار الفلسطيني" لتجد أن جلها قد تم تسييله على يد الحكومات السابقة بغرض إدارة الأزمة المالية و الوفاء برواتب موظفيها الأمنيين و المدنيين في مواعيدها المستحقة.

و لتجد انه حتى في الدفاتر القديمة فليس فيها غلا النذر اليسير الذي لا يسمن و لا يغني من جوع و يجلب الصداع و وجع الرأس داخلياً و خارجياً رغم حرص الحكومة الشديد على الاقتراب منها تارة بغرض التغيير و تارة بقصد الإصلاح و النتيجة تغيير دونما إصلاح .

أما المخرج الإجباري فهو خيار مر للحكومة التي ترفض الزواج بين مشروعها و مشروع الرئيس رغم توافر النية و الرغبة. فكلاهما حظي بتأييد الشعب و بطريقة ديمقراطية. و لو أن الفريقين اجتمعا على كلمة سواء لخرجا بمشروع واحد قوامه " إنهاء عسكرة الانتفاضة و التغيير و الإصلاح" فالشعب لم يختار عباس إلا للانتهاء من عسكرة الانتفاضة التي جلبت معها العذاب و الشقاء لكل فئات الشعب. و الشعب لم يختار حماس على قاعدة إطلاق الصواريخ و الاستمرار في العمليات الاستشهادية بقدر ما انتخبها على قاعدة الإصلاح و التغيير.

و يبدو أن قدر عباس أن يعاني و هو رئيس وزراء و يعاني و هو رئيس سلطة و لا تتاح له الفرصة في الحالتين لتطبيق برنامجه الانتخابي و لو في حد الأدنى.

و إذا ما فقدنا كل خيوطنا مع أوروبا و أمريكا و العالم فهذا يعني العزلة و الحصار و هي ظروف سوف تكون ملائمة لإسرائيل لفرض رؤية شارون و أولمرت هذه المرة و لتحدد حدودها و ليصبح الخط الأخضر في الضفة مرادفاً للخط الأزرق في جنوب لبنان. و لا يستطيع أحد عندها أن يمنع اسرائيل من التوجه إلى مجلس الأمن ليقر و من خلال قرار أممي لا يقل صرامة عن القرار 1955 الخاص بلبنان و الذي استطاعت أمريكا أن تجعل منه بديلاً عن الطائف و اتفاقها ليصبح القرار العتيد بديلاً عن أوسلو و أخواتها و ساعتها لن يجد الفلسطينيون سوى الندم على ما فات من فرصة الحل التاريخي لقضيتهم و لن يجدوا سوى صواريخهم ليقدموها غي مقابل الغذاء الذي أصبح عزيزاً ولو كان زعتراً و دقه

سالم أحمد غانم

‏15‏/04‏/2006
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف