
يوم أميركي للصدق !!
بوسع المر أن يتحالف مع الغريزة لا أن يقتلها ..
-فرويد-
غادة الكاتب
ثمة يوم وطني أميركي مستحدث اسمه يوم الصدق، وهو يصادف الـ30 من شهر نيسان (ابريل) من كل عام، حيث يحتفل جميع الأميركيين بإقامة شعائر، تتمثل في محاولتهم أن يكونوا أصدق ما يمكن أن يكونوا عليه في ذلك اليوم.
قد يبدو غريبا أن يغلب الشذوذ على القاعدة نفسها، فمعلوم أنه في دول العالم أجمع ثمة يوم واحد للكذب في السنة، على فرضية أن الإنسان الطبيعي يمارس الصدق في الـ364 يوما الآخرين، لكن لا شيء في تلك البقعة من العالم يساير الطبيعة بحيث لا يمكن حدوثه.
فهاهو صانع الأعياد الوطنية الأميركي يحس بالحاجة الملحة إلى يوم يتميز عن سائر الأيام عندهم، لأنه مدرك تمام الإدراك أن سياسة بلاده تعتمد الكذب والتزوير والتلفيق والتسويف والمماطلة طيلة العام، حتى جاء وقت، وجدت واشنطن فيه نفسها مثقلة بما قطعته من وعود لم توضع قيد التنفيذ، وبازدواجية لم تبق لها من ماء الوجه ما يكفي لأن تغسل به صورتها أمام دول العالم.
وحسب رأي أخصائيي الطب النفسي في المعهد الغربي للأبحاث، فإن الإنسان الذي يكذب، يحتاج إلى أن يحافظ على كذبته بشتى الطرق، مما يضطره إلى بناء حقائق مزيفة، ووقائع حولها لتبدو طبيعية.
لقد تسرب الكذب إلى كل تفصيلة من تفاصيل الغرب، ونحن نرى الكذب السياسي الأميركي يتجلى في سياسات واشنطن الخارجية مع دول العالم، وهي التي نصبت نفسها شرطيا عالميا يسعى لحل أزمات العالم وتطبيق المساواة والديمقراطية.
لذا .. ليس غريبا على الإطلاق، أن ينتهج الساسة الأميركيون خطا سياسيا مبنيا على خلط الأوراق، وقلب الحقائق، وإزدواجية المعايير، لمصلحة إسرائيل دون غيرها، كونها كذبة صنعتها الصهيونية العالمية، وتولت الإدارات الأميركية المتوالية، خلق الظروف والوقائع، لتجعلها حقيقة طبيعية واقعة.
نعود إلى قصة يوم الصدق، ونحن نحاول كأمم شرق أوسطية قراءة ترموميتر القرارات والبنود والوعود المتخذة بشأننا من المشرعين الأميركيين، فنكتشف أنه ربما كان هؤلاء يتخذونها ويقررونها في يوم الصدق، ليستطيعوا المضي في تطبيق عكسها علينا، طيلة أيام السنة!
نأمل من الإدارة الأميركية أن لا تقرر شيئا بشأننا في 30 نيسان.. ونحلم أن لا تقرر شيئا بشأننا في أي يوم آخر.
بوسع المر أن يتحالف مع الغريزة لا أن يقتلها ..
-فرويد-
غادة الكاتب
ثمة يوم وطني أميركي مستحدث اسمه يوم الصدق، وهو يصادف الـ30 من شهر نيسان (ابريل) من كل عام، حيث يحتفل جميع الأميركيين بإقامة شعائر، تتمثل في محاولتهم أن يكونوا أصدق ما يمكن أن يكونوا عليه في ذلك اليوم.
قد يبدو غريبا أن يغلب الشذوذ على القاعدة نفسها، فمعلوم أنه في دول العالم أجمع ثمة يوم واحد للكذب في السنة، على فرضية أن الإنسان الطبيعي يمارس الصدق في الـ364 يوما الآخرين، لكن لا شيء في تلك البقعة من العالم يساير الطبيعة بحيث لا يمكن حدوثه.
فهاهو صانع الأعياد الوطنية الأميركي يحس بالحاجة الملحة إلى يوم يتميز عن سائر الأيام عندهم، لأنه مدرك تمام الإدراك أن سياسة بلاده تعتمد الكذب والتزوير والتلفيق والتسويف والمماطلة طيلة العام، حتى جاء وقت، وجدت واشنطن فيه نفسها مثقلة بما قطعته من وعود لم توضع قيد التنفيذ، وبازدواجية لم تبق لها من ماء الوجه ما يكفي لأن تغسل به صورتها أمام دول العالم.
وحسب رأي أخصائيي الطب النفسي في المعهد الغربي للأبحاث، فإن الإنسان الذي يكذب، يحتاج إلى أن يحافظ على كذبته بشتى الطرق، مما يضطره إلى بناء حقائق مزيفة، ووقائع حولها لتبدو طبيعية.
لقد تسرب الكذب إلى كل تفصيلة من تفاصيل الغرب، ونحن نرى الكذب السياسي الأميركي يتجلى في سياسات واشنطن الخارجية مع دول العالم، وهي التي نصبت نفسها شرطيا عالميا يسعى لحل أزمات العالم وتطبيق المساواة والديمقراطية.
لذا .. ليس غريبا على الإطلاق، أن ينتهج الساسة الأميركيون خطا سياسيا مبنيا على خلط الأوراق، وقلب الحقائق، وإزدواجية المعايير، لمصلحة إسرائيل دون غيرها، كونها كذبة صنعتها الصهيونية العالمية، وتولت الإدارات الأميركية المتوالية، خلق الظروف والوقائع، لتجعلها حقيقة طبيعية واقعة.
نعود إلى قصة يوم الصدق، ونحن نحاول كأمم شرق أوسطية قراءة ترموميتر القرارات والبنود والوعود المتخذة بشأننا من المشرعين الأميركيين، فنكتشف أنه ربما كان هؤلاء يتخذونها ويقررونها في يوم الصدق، ليستطيعوا المضي في تطبيق عكسها علينا، طيلة أيام السنة!
نأمل من الإدارة الأميركية أن لا تقرر شيئا بشأننا في 30 نيسان.. ونحلم أن لا تقرر شيئا بشأننا في أي يوم آخر.