العرب والصدريون وقرار الحسني البغدادي مرجعية عليا في العراق
- قاسم سرحان
نتوجه بكلامنا هذا الى ابناء عشائرنا العربية الشيعية في كلّ حدب وصوب يكونون فيه في عراقنا الذبيح , بدء من شمال عراقنا الحبيب وجباله الاشورية التركمانية الى وديان الوسط وهضاب الفرات الاوسط الى سفوح الجنوب الفيحاء , الى كلّ ابناء العراق الذبيح , الى كلّ عائلة عراقية جريحة يظللها بيت من الصفيح او كوخ من الطين , الى كلّ مهجر يعيش في المخيمات في وطنه , سواء في ظلّ الديكتاتورية او في ظلّ الاحتلال وجواسيسه , الى الذين يفترشون العراء هم وجوامسيهم من معداننا المقدسين بالوطنية من الذين ينامون على اكبر بحر من البترول في العالم , الى كلّ فلاحي الجنوب المهجرين , الى اهل الاهوار الحفاة من السمّاكين وقادة المشاحيف والبندقية ابناء ثورة العشرين من ابناء سومر وأور وابراهيم نبي الله , الى كلّ من خدع بالشيعيّة الفارسية او الشيعيّة الصفوية , الى ابناء الرافدين , الى من اصله وجذره من آدم وابراهيم وعلي ابن ابي طالب عليهم السلام .
لقد عملت المرجعية الصفوية الفارسية على تشويه مذهب التنوير العربي الاسلامي الشيعي لمصالح تتعلق بدولة فارس وكيانها ووجودها والحفاظ على امبراطوريتها الفارسية , سواء في ظلّ المجوسية او المسيحية او الاسلام , انّ الدولة الايرانية وتأريخ ارتباطها بالدولة العراقية ابدا لم يكن - في كلّ التأريخ الرافديني - مصلحة عقيدة ودين وجوار , بقدر ماكان مصلحة نفوذ وسلطة وتآمر على الدولة العراقية وشعبها بأسم الدين والعقيدة .
انّ تحرك اسماعيل الصفوي وعمله على ترصين المذهب الجعفري الاثني عشري في ايران لم يكن حبّا بالتشيع وبمذهب آل البيت العربي, بقدر ماكان تحولا استراتيجيا ضدّ الدولة العثمانية المعتدلة دينيا نوعا ما , واختلاف مصالح الدولة الفارسية معها , فالتحول الشيعي في ايران كان سبب الكارثة الكبرى التي يعاني منها الشيعة العرب في العراق وفي العالم العربي والاسلامي الى يومنا هذا .
انّ السلطة الصفوية الفارسية في ايران قد واضبت وعملت - بطرق ابتزازية وعدوانية فارسية ظالمة - على حفظ منزلتها الروحية والقيادية في مرجعية النجف الاشرف منذ عهد اسماعيل الصفوي والى الان , وهذا الدورالتخريبي الكبير في تزعم مرجعية النجف الاشرف من قبل الفرس المستشيعين في العراق , كان سببا في اضعاف دور الشيعة العرب في لعب ايّ دورقيادي حقيقي في العراق .
لم تكن المرجعية الفارسية في النجف الاشرف او كربلاء او في كلّ المدن العراقية المقدسة بشيعة آل النبي العربي مرجعية اصلاح وتنوير ويقظة للأمة , بقدر ماكانت مرجعية تخلف وظلام ورجعية مفضوحة , حيث انّ هذه المرجعية عملت على طول تأريخها ووجودها في العراق على تخريب الروح الاسلامية والوطنية واشغال الامة بالجهل والخرافات الاسطورية ومن ثمّ العيش فيها كحقيقية ربانية اسلامية ومحمدية علوية حسينية شيعية . فدخل العرب الشيعة في العراق في بحر من الظلام والجهل ومن ثمّ العبودية, في ظاهرة غريبة , لم يشهد تأريخ سومر وبلاد النهرين لها مثيلا , ابتداء من التشريع في التقية , هذه التقية التي تحولت بعد حين من الزمن , الى علامة شهيرة وواضحة على جبن العرب الشيعة وتخاذلهم , الى اتهامهم بالباطنية التكفيرية , ومن ثمّ اخراجهم على مايجتمع عليه المسلمون , الى فنون الانحدار الحضاري والثقافي والقومي , والتي تمثلت بشعائر يحرمها الاسلام والمسلمون وآل البيت النبوي من المعصومين عليهم السلام انفسهم , من العادات الفارسية والهندية الهمجية التي تشرع السيف والزنجيل واعمدة الحديد القاطعة في تشريع صفوي في جلد الذات والانتقام منها بأسم الحسين عليه السلام وثورته الجبارة , هذه الثورة التي علمت الاجيال والمسلمين على عدم الخضوع والاذلال والتمترس بالتقية الصفوية والنوم على الضيم , والاعتداء على الارض والعرض , هذه الثورة الحسينية التي امست واحدة من أعظم - مفجرات - الحرية وبراكينها العملاقة في الاستقلال والتضحية والفداء في العالم , العالم اجمع .
ليس هناك أيّ شيء جديد اذا قلنا هنا ,انّ المرجعية الفارسية في النجف الاشرف ووجودها في باقي المدن العربية العراقية المقدسة للشيعة , لم تقدم ايّ عمل حضاري سواء فقهي او فلسفي او اسلامي في نصر الطائفة الشيعية العربية اوالاسلام الشيعي العربي الاسلامي , فالمرجعية الفارسية في العراق عملت على فنّ الحديث وتخريجه من مصادر سنية وشيعية واثبات الحقّ الشيعي على اهل السنّة , بطرق لاتخلو من النوايا العدوانية في شقّ الصف الاسلامي , وشقّ الشيعة العرب العراقيين على وجه الخصوص .
فمن الصعب على الشيعي العربي التعرف على كتاب واحد في المكتبة الشيعية يحثّ على الالتقاء الاسلامي للطائفتين السنية والشيعية , ومن المعجزات الكبرى ان تتعرف على كتاب لأحدهم في العلوم الحياتية والفلسفية والثقافية التي تشتغل بها الامم الحرة في العالم , كلّ ماخلّفه لنا المراجع الفرس في العراق , هو مئات المؤلفات الضخمة في الطهارة وعلم الوضوء والحج وطرقه والمحلل والمحرم فيه الى تشريع المتعة وجوازها هنا وهناك الى المؤلفات الكثيرة في جمع الخمس والزكاة ودفعها للمرجع او الملا الى كتب الدعاء الى اللطميات الحسينية الى : ياليتنا مولاي كنا معكم فنفوز فوزا عظيما ..؟ّ!
لقد عمل المراجع الفرس في العراق على قتل ايّ حركة تجديد وايّ محاولة تغيير في العراق تنطلق من العلماء الاعلام العرب في العراق , فقد اطلقت المرجعية الفارسية على مرجعية الامام الكبير محمد مهدي الخالصي الكبير - القائد الروحي لثورة العشرين في العراق - وولده الامام محمد الخالصي - رضي الله عنهما - , بالخروج عن المرجعية الفارسية , لأسباب معروفة للمسلم الشيعي والمسلم السني , وهي محاولة المرجعين التقريب بين الطائفتين المسلمتين - السنية والشيعية - , وقد شاع هذا التعريف على ايّ قيادة اسلامية حقيقية في العراق , خاصة اذا كانت مهيئة لتزعم المرجعية الاسلامية الشيعية حقّا وعلما وفقها متقدما يفضح جهل الملالي الفرس واميتهم في التشريع الاسلامي والفقه المحمدي , وهذا ماحصل في حقّ واحد من اساطين الفكر الاسلامي والفلسفي المتقدم , الامام الشهيد المقدس محمد باقر الصدر , الذي اتهمته المرجعية الفارسية بالخروج عن الاجماع - المرجعي الفارسي - لمجرد أنّه تحدث بالوحدة الاسلامية وعمله في تقريب السنّة والشيعة الى الاسلام المحمدي الاصيل , وعليه فقد تآمرت المرجعية الفارسية مع النظام البعثي الارهابي في القضاء عليه - رضوان الله عليه - وهذا ايضا ماحصل لزعيم الثورة المجدد الامام محمد محمد صادق الصدر وعمل المرجعية الفارسية وتآمرها عليه مع نظام البعث الارهابي وتصفيته .
انّ المرجعية الفارسية في النجف الاشرف والعراق لامنهج اسلامي اصلاحي لها , بدليل انّ هذه المرجعية والمرجعيات السابقة لها لم تعمل وتشتغل في عمل فكري او عمل ثقافي او فلسفي أجتماعي او فقهي في اخراج الشيعة العرب من محنتهم ومصابهم الذي يعيشون فيه منذ قرون عديدة .
من المعروف انّ لكلّ مرجعية دينية في العالم العمل على تنوير واصلاح اتباعها في الحقّ المبين , فالمرجعية الكاثوليكية في الفاتيكان تصرف مليارات الدولارات سنويا على اتباعها ومواليها , الى مليارات اخرى على برامجها الحياتية والفكرية والثقافية والاجتماعية , وهذا ايضا ماتفعله جميع المرجعيات المسيحية الاخرى في العالم من البروستانت الى الأورثذوكس الى جماعة اتباع يهوى , وفي نفس الاتجاه تسير المرجعية اليهودية وحاخاماتها في العالم .
وهنا نقول بألم اسلامي علوي حسيني شيعي عميق :
ما الذي حققته المرجعية الشيعية من تغيير وتحديث للشيعة العرب في العراق أزاء هذه المتغيرات العظيمة في العالم ..؟!
حقيقة , لم تفعل المرجعية الفارسية الشيعية في العراق ايّ تغيير للشيعة العرب في العراق والعالم العربي , بل أنّها عملت على اظهار الشيعة العرب من خلال الاعلام الدولي والعربي في ظلّ الاحتلال , على أنّهم مجموعة من الهمج السفاحين , ومن العاشقين لشرب الدماء والقتل والتعذيب والارهاب في ظلّ المناظر الوحشية الدموية لطقوس الشيعية في ايام عاشوراء والايام الاخرى للأفراح والاتراح بمناسبة ولادات ووفاة الائمة الشيعة في عراق المرجعية الفارسية .
هل صمت المرجعية , والعمل على تشجيع صمتها المطبق هو عمل ايجابي في مصلحة العراق والشيعة العرب المذبوحين بجهل مرجعيتهم المتخلفة ؟
لماذا المرجعية الفارسية في العراق لم تعمل على اخراج كتاب واحد - في كلّ تأريخها في العراق - يتناول حرية المجتمع واستقلاله في ظلّ الاحتلال ؟
لماذا هذه المرجعية لم تعمل في النشاط الفلسفي والفكري الذي له مساس حقيقي في تأريخ الامة وتقدمها ؟
لماذا هذه المرجعية الفارسية لم تعمل على تحرير الانسان واستقلاله وهو هدف سامي وشرعي ومن اولويات العالم في الاسلام المحمدي ؟
لماذا اغلقت المرجعية الفارسية في العراق باب الجهاد والتضحية والثقافة الوطنية للشعب العراقي العربي ؟
لماذا المرجعية الفارسية في العراق اسطورية وخيالية ولم يتعرف عليها البقال والسائق والمثقف والفلاح والراعي والمغضوب عليهم من ابناء عراقنا الجريح ؟!
محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله - كان يسير في الاسواق ويتحدث الى رعيته , وعلي - عليه السلام - كان يعيش في الامة وفي خلجاتها , علي ابن طالب كان بنفسه يدعو الناس للصلاة في ازقة الكوفة وحاراتها , وكان علي - عليه السلام - يتقدم القوم في افراحهم واتراحهم , كان علي ينظف بيت المال اسبوعيا , وكان علي يتفقد رعيته يوميا , وكان علي يتقدم القوم عندما تهدد ارض المسلمين , وكان علي ابن طالب عليه السلام يخطب ويتحدث ويقول امام الامة واحرارها , كان علي اول فدائي في الاسلام وكان علي اعظم شهيد في الاسلام , كان عليا مثالا حيا للأمة ,وعلى هذا سار الأمام الحسين عليه السلام وباقي العترة العربية الطاهرة من ابناء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
فأين المرجعية الفارسية في النجف الاشرف وباقي المدن العربية المقدسة من هذا التأريخ المحمدي الاستشهادي العربي الاسلامي العظيم .
انّ المرجعية الفارسية في العراق تتحمل كلّ المساوئ الكبيرة والعظمى التي لحقت بشيعة آل البيت المحمدي العربي في العراق وفي العالم الاسلامي , انّ هذه المرجعية الفارسية في العراق تعتمد على ايديولوجية فارسية بحتة في شقّ صفّ المسلمين والعمل على تشرذمهم لمصلحة الدولة الفارسية وحلمها في اخضاع العراق والخليج العربي الى امبراطوريتها الفارسية التي حطّمها الاسلامي المحمدي العربي .
انّ العرب العراقيين الشيعة , وشيعة العراق جيمعا والتيار الصدري العربي الثائر , عليهم مسؤولية عظمى في تبني مرجعية عربية اسلامية علمية حقيقية تؤكد أنتمائهم العربي الاسلامي الاصيل الذي يحقق الحلم المحمدي والفهم الحقيقي للأسلام ورسالته السمحاء التي شرعها خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله وسلم , خاصة في ظلّ هذه المرحلة الخطيرة والمتأزمة من تأريخ عراقنا الذبيح الذي يخضع للأحتلال والعملاء والمرتزقة الذين ينهشون بدمه ولحمه بوحشية وسادية لم يتعرف عليها العراق وتأريخه المجيد في كلّ تأريخه الطويل .
انّ المرجعية العربية في العراق قد مرّت بأزمات معروفة ومازالت بسبب الهيمنة الفارسية وتحالفاتها الاقليمية والدولية , وحسب علمنا انّ المرجعية الفارسية قد احكمت سيطرتها على العراق والشيعة في ظلّ الاحتلال الامريكي للعراق , وهي تقوم وتعمل بنفس الدور التخريبي الموكل لها في التآمر على العراق واذلال شعبه العربي , والشيعة العرب على منهم على وجه الخصوص .
لقد فشلت المرجعيات الشيعية القادمة من خلف الحدود تمثيل الشعب العراقي , وقد فشل ايضا السيد كاظم الحائري في تمثيل شيعة التيار الصدري عندما فضل ايران مقرا وكيانا له على العراق , فلم يبقى في النجف الاشرف عالما ربانيا وممثلا شرعيا اسلاميا تقدميا ثوريا عربيا ,غير الامام المجاهد آية الله العظمى الحسني البغدادي - دام الله ظله - , فهذا العالم الرباني قد اثبت ارجحيته الفقهية والعلمية والاصولية بما وضعه من مؤلفات قيمة في الفقه الاسلامي وعلومه العصرية , اضافة الى تقدمه في العلوم السياسية الحديثة ونظرته الثاقبة لمصير الشعب العراقي في ظلّ الاحتلال , ومن ثمّ حلوله الناجعة في الخروج من الازمة التي يمر بها شعبنا العراقي الذبيح .
فهذه الارجحية العلمية والسبق الفلسفي السياسي للأمام البغدادي , تضعه الممثل الشرعي والوحيد للشيعة في العراق على جميع مراجع الحيظ والنفاس والحديث والتقية وصدق هذا وكذب ذاك .
العرب الشيعة والشيعة في العراق بحاجة الى مرجعية وطنية , مرجعية تتنفس آلام الفقراء واوجاعهم , مرجعية تعيش افلاسهم وفقرهم , مرجعية تعيش حرمانهم وظلمهم , مرجعية عراقية وطنية تسعى الى تحررهم , والمرجعية هذه تتمثل بواحد من عظماء الاسلام وجهابذتهم في العصر الحديث , فقيه الامة والمظلومين الاحرار الامام المجاهد احمد الحسني البغدادي .
[email protected]
-----------------
- قاسم سرحان
نتوجه بكلامنا هذا الى ابناء عشائرنا العربية الشيعية في كلّ حدب وصوب يكونون فيه في عراقنا الذبيح , بدء من شمال عراقنا الحبيب وجباله الاشورية التركمانية الى وديان الوسط وهضاب الفرات الاوسط الى سفوح الجنوب الفيحاء , الى كلّ ابناء العراق الذبيح , الى كلّ عائلة عراقية جريحة يظللها بيت من الصفيح او كوخ من الطين , الى كلّ مهجر يعيش في المخيمات في وطنه , سواء في ظلّ الديكتاتورية او في ظلّ الاحتلال وجواسيسه , الى الذين يفترشون العراء هم وجوامسيهم من معداننا المقدسين بالوطنية من الذين ينامون على اكبر بحر من البترول في العالم , الى كلّ فلاحي الجنوب المهجرين , الى اهل الاهوار الحفاة من السمّاكين وقادة المشاحيف والبندقية ابناء ثورة العشرين من ابناء سومر وأور وابراهيم نبي الله , الى كلّ من خدع بالشيعيّة الفارسية او الشيعيّة الصفوية , الى ابناء الرافدين , الى من اصله وجذره من آدم وابراهيم وعلي ابن ابي طالب عليهم السلام .
لقد عملت المرجعية الصفوية الفارسية على تشويه مذهب التنوير العربي الاسلامي الشيعي لمصالح تتعلق بدولة فارس وكيانها ووجودها والحفاظ على امبراطوريتها الفارسية , سواء في ظلّ المجوسية او المسيحية او الاسلام , انّ الدولة الايرانية وتأريخ ارتباطها بالدولة العراقية ابدا لم يكن - في كلّ التأريخ الرافديني - مصلحة عقيدة ودين وجوار , بقدر ماكان مصلحة نفوذ وسلطة وتآمر على الدولة العراقية وشعبها بأسم الدين والعقيدة .
انّ تحرك اسماعيل الصفوي وعمله على ترصين المذهب الجعفري الاثني عشري في ايران لم يكن حبّا بالتشيع وبمذهب آل البيت العربي, بقدر ماكان تحولا استراتيجيا ضدّ الدولة العثمانية المعتدلة دينيا نوعا ما , واختلاف مصالح الدولة الفارسية معها , فالتحول الشيعي في ايران كان سبب الكارثة الكبرى التي يعاني منها الشيعة العرب في العراق وفي العالم العربي والاسلامي الى يومنا هذا .
انّ السلطة الصفوية الفارسية في ايران قد واضبت وعملت - بطرق ابتزازية وعدوانية فارسية ظالمة - على حفظ منزلتها الروحية والقيادية في مرجعية النجف الاشرف منذ عهد اسماعيل الصفوي والى الان , وهذا الدورالتخريبي الكبير في تزعم مرجعية النجف الاشرف من قبل الفرس المستشيعين في العراق , كان سببا في اضعاف دور الشيعة العرب في لعب ايّ دورقيادي حقيقي في العراق .
لم تكن المرجعية الفارسية في النجف الاشرف او كربلاء او في كلّ المدن العراقية المقدسة بشيعة آل النبي العربي مرجعية اصلاح وتنوير ويقظة للأمة , بقدر ماكانت مرجعية تخلف وظلام ورجعية مفضوحة , حيث انّ هذه المرجعية عملت على طول تأريخها ووجودها في العراق على تخريب الروح الاسلامية والوطنية واشغال الامة بالجهل والخرافات الاسطورية ومن ثمّ العيش فيها كحقيقية ربانية اسلامية ومحمدية علوية حسينية شيعية . فدخل العرب الشيعة في العراق في بحر من الظلام والجهل ومن ثمّ العبودية, في ظاهرة غريبة , لم يشهد تأريخ سومر وبلاد النهرين لها مثيلا , ابتداء من التشريع في التقية , هذه التقية التي تحولت بعد حين من الزمن , الى علامة شهيرة وواضحة على جبن العرب الشيعة وتخاذلهم , الى اتهامهم بالباطنية التكفيرية , ومن ثمّ اخراجهم على مايجتمع عليه المسلمون , الى فنون الانحدار الحضاري والثقافي والقومي , والتي تمثلت بشعائر يحرمها الاسلام والمسلمون وآل البيت النبوي من المعصومين عليهم السلام انفسهم , من العادات الفارسية والهندية الهمجية التي تشرع السيف والزنجيل واعمدة الحديد القاطعة في تشريع صفوي في جلد الذات والانتقام منها بأسم الحسين عليه السلام وثورته الجبارة , هذه الثورة التي علمت الاجيال والمسلمين على عدم الخضوع والاذلال والتمترس بالتقية الصفوية والنوم على الضيم , والاعتداء على الارض والعرض , هذه الثورة الحسينية التي امست واحدة من أعظم - مفجرات - الحرية وبراكينها العملاقة في الاستقلال والتضحية والفداء في العالم , العالم اجمع .
ليس هناك أيّ شيء جديد اذا قلنا هنا ,انّ المرجعية الفارسية في النجف الاشرف ووجودها في باقي المدن العربية العراقية المقدسة للشيعة , لم تقدم ايّ عمل حضاري سواء فقهي او فلسفي او اسلامي في نصر الطائفة الشيعية العربية اوالاسلام الشيعي العربي الاسلامي , فالمرجعية الفارسية في العراق عملت على فنّ الحديث وتخريجه من مصادر سنية وشيعية واثبات الحقّ الشيعي على اهل السنّة , بطرق لاتخلو من النوايا العدوانية في شقّ الصف الاسلامي , وشقّ الشيعة العرب العراقيين على وجه الخصوص .
فمن الصعب على الشيعي العربي التعرف على كتاب واحد في المكتبة الشيعية يحثّ على الالتقاء الاسلامي للطائفتين السنية والشيعية , ومن المعجزات الكبرى ان تتعرف على كتاب لأحدهم في العلوم الحياتية والفلسفية والثقافية التي تشتغل بها الامم الحرة في العالم , كلّ ماخلّفه لنا المراجع الفرس في العراق , هو مئات المؤلفات الضخمة في الطهارة وعلم الوضوء والحج وطرقه والمحلل والمحرم فيه الى تشريع المتعة وجوازها هنا وهناك الى المؤلفات الكثيرة في جمع الخمس والزكاة ودفعها للمرجع او الملا الى كتب الدعاء الى اللطميات الحسينية الى : ياليتنا مولاي كنا معكم فنفوز فوزا عظيما ..؟ّ!
لقد عمل المراجع الفرس في العراق على قتل ايّ حركة تجديد وايّ محاولة تغيير في العراق تنطلق من العلماء الاعلام العرب في العراق , فقد اطلقت المرجعية الفارسية على مرجعية الامام الكبير محمد مهدي الخالصي الكبير - القائد الروحي لثورة العشرين في العراق - وولده الامام محمد الخالصي - رضي الله عنهما - , بالخروج عن المرجعية الفارسية , لأسباب معروفة للمسلم الشيعي والمسلم السني , وهي محاولة المرجعين التقريب بين الطائفتين المسلمتين - السنية والشيعية - , وقد شاع هذا التعريف على ايّ قيادة اسلامية حقيقية في العراق , خاصة اذا كانت مهيئة لتزعم المرجعية الاسلامية الشيعية حقّا وعلما وفقها متقدما يفضح جهل الملالي الفرس واميتهم في التشريع الاسلامي والفقه المحمدي , وهذا ماحصل في حقّ واحد من اساطين الفكر الاسلامي والفلسفي المتقدم , الامام الشهيد المقدس محمد باقر الصدر , الذي اتهمته المرجعية الفارسية بالخروج عن الاجماع - المرجعي الفارسي - لمجرد أنّه تحدث بالوحدة الاسلامية وعمله في تقريب السنّة والشيعة الى الاسلام المحمدي الاصيل , وعليه فقد تآمرت المرجعية الفارسية مع النظام البعثي الارهابي في القضاء عليه - رضوان الله عليه - وهذا ايضا ماحصل لزعيم الثورة المجدد الامام محمد محمد صادق الصدر وعمل المرجعية الفارسية وتآمرها عليه مع نظام البعث الارهابي وتصفيته .
انّ المرجعية الفارسية في النجف الاشرف والعراق لامنهج اسلامي اصلاحي لها , بدليل انّ هذه المرجعية والمرجعيات السابقة لها لم تعمل وتشتغل في عمل فكري او عمل ثقافي او فلسفي أجتماعي او فقهي في اخراج الشيعة العرب من محنتهم ومصابهم الذي يعيشون فيه منذ قرون عديدة .
من المعروف انّ لكلّ مرجعية دينية في العالم العمل على تنوير واصلاح اتباعها في الحقّ المبين , فالمرجعية الكاثوليكية في الفاتيكان تصرف مليارات الدولارات سنويا على اتباعها ومواليها , الى مليارات اخرى على برامجها الحياتية والفكرية والثقافية والاجتماعية , وهذا ايضا ماتفعله جميع المرجعيات المسيحية الاخرى في العالم من البروستانت الى الأورثذوكس الى جماعة اتباع يهوى , وفي نفس الاتجاه تسير المرجعية اليهودية وحاخاماتها في العالم .
وهنا نقول بألم اسلامي علوي حسيني شيعي عميق :
ما الذي حققته المرجعية الشيعية من تغيير وتحديث للشيعة العرب في العراق أزاء هذه المتغيرات العظيمة في العالم ..؟!
حقيقة , لم تفعل المرجعية الفارسية الشيعية في العراق ايّ تغيير للشيعة العرب في العراق والعالم العربي , بل أنّها عملت على اظهار الشيعة العرب من خلال الاعلام الدولي والعربي في ظلّ الاحتلال , على أنّهم مجموعة من الهمج السفاحين , ومن العاشقين لشرب الدماء والقتل والتعذيب والارهاب في ظلّ المناظر الوحشية الدموية لطقوس الشيعية في ايام عاشوراء والايام الاخرى للأفراح والاتراح بمناسبة ولادات ووفاة الائمة الشيعة في عراق المرجعية الفارسية .
هل صمت المرجعية , والعمل على تشجيع صمتها المطبق هو عمل ايجابي في مصلحة العراق والشيعة العرب المذبوحين بجهل مرجعيتهم المتخلفة ؟
لماذا المرجعية الفارسية في العراق لم تعمل على اخراج كتاب واحد - في كلّ تأريخها في العراق - يتناول حرية المجتمع واستقلاله في ظلّ الاحتلال ؟
لماذا هذه المرجعية لم تعمل في النشاط الفلسفي والفكري الذي له مساس حقيقي في تأريخ الامة وتقدمها ؟
لماذا هذه المرجعية الفارسية لم تعمل على تحرير الانسان واستقلاله وهو هدف سامي وشرعي ومن اولويات العالم في الاسلام المحمدي ؟
لماذا اغلقت المرجعية الفارسية في العراق باب الجهاد والتضحية والثقافة الوطنية للشعب العراقي العربي ؟
لماذا المرجعية الفارسية في العراق اسطورية وخيالية ولم يتعرف عليها البقال والسائق والمثقف والفلاح والراعي والمغضوب عليهم من ابناء عراقنا الجريح ؟!
محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله - كان يسير في الاسواق ويتحدث الى رعيته , وعلي - عليه السلام - كان يعيش في الامة وفي خلجاتها , علي ابن طالب كان بنفسه يدعو الناس للصلاة في ازقة الكوفة وحاراتها , وكان علي - عليه السلام - يتقدم القوم في افراحهم واتراحهم , كان علي ينظف بيت المال اسبوعيا , وكان علي يتفقد رعيته يوميا , وكان علي يتقدم القوم عندما تهدد ارض المسلمين , وكان علي ابن طالب عليه السلام يخطب ويتحدث ويقول امام الامة واحرارها , كان علي اول فدائي في الاسلام وكان علي اعظم شهيد في الاسلام , كان عليا مثالا حيا للأمة ,وعلى هذا سار الأمام الحسين عليه السلام وباقي العترة العربية الطاهرة من ابناء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
فأين المرجعية الفارسية في النجف الاشرف وباقي المدن العربية المقدسة من هذا التأريخ المحمدي الاستشهادي العربي الاسلامي العظيم .
انّ المرجعية الفارسية في العراق تتحمل كلّ المساوئ الكبيرة والعظمى التي لحقت بشيعة آل البيت المحمدي العربي في العراق وفي العالم الاسلامي , انّ هذه المرجعية الفارسية في العراق تعتمد على ايديولوجية فارسية بحتة في شقّ صفّ المسلمين والعمل على تشرذمهم لمصلحة الدولة الفارسية وحلمها في اخضاع العراق والخليج العربي الى امبراطوريتها الفارسية التي حطّمها الاسلامي المحمدي العربي .
انّ العرب العراقيين الشيعة , وشيعة العراق جيمعا والتيار الصدري العربي الثائر , عليهم مسؤولية عظمى في تبني مرجعية عربية اسلامية علمية حقيقية تؤكد أنتمائهم العربي الاسلامي الاصيل الذي يحقق الحلم المحمدي والفهم الحقيقي للأسلام ورسالته السمحاء التي شرعها خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله وسلم , خاصة في ظلّ هذه المرحلة الخطيرة والمتأزمة من تأريخ عراقنا الذبيح الذي يخضع للأحتلال والعملاء والمرتزقة الذين ينهشون بدمه ولحمه بوحشية وسادية لم يتعرف عليها العراق وتأريخه المجيد في كلّ تأريخه الطويل .
انّ المرجعية العربية في العراق قد مرّت بأزمات معروفة ومازالت بسبب الهيمنة الفارسية وتحالفاتها الاقليمية والدولية , وحسب علمنا انّ المرجعية الفارسية قد احكمت سيطرتها على العراق والشيعة في ظلّ الاحتلال الامريكي للعراق , وهي تقوم وتعمل بنفس الدور التخريبي الموكل لها في التآمر على العراق واذلال شعبه العربي , والشيعة العرب على منهم على وجه الخصوص .
لقد فشلت المرجعيات الشيعية القادمة من خلف الحدود تمثيل الشعب العراقي , وقد فشل ايضا السيد كاظم الحائري في تمثيل شيعة التيار الصدري عندما فضل ايران مقرا وكيانا له على العراق , فلم يبقى في النجف الاشرف عالما ربانيا وممثلا شرعيا اسلاميا تقدميا ثوريا عربيا ,غير الامام المجاهد آية الله العظمى الحسني البغدادي - دام الله ظله - , فهذا العالم الرباني قد اثبت ارجحيته الفقهية والعلمية والاصولية بما وضعه من مؤلفات قيمة في الفقه الاسلامي وعلومه العصرية , اضافة الى تقدمه في العلوم السياسية الحديثة ونظرته الثاقبة لمصير الشعب العراقي في ظلّ الاحتلال , ومن ثمّ حلوله الناجعة في الخروج من الازمة التي يمر بها شعبنا العراقي الذبيح .
فهذه الارجحية العلمية والسبق الفلسفي السياسي للأمام البغدادي , تضعه الممثل الشرعي والوحيد للشيعة في العراق على جميع مراجع الحيظ والنفاس والحديث والتقية وصدق هذا وكذب ذاك .
العرب الشيعة والشيعة في العراق بحاجة الى مرجعية وطنية , مرجعية تتنفس آلام الفقراء واوجاعهم , مرجعية تعيش افلاسهم وفقرهم , مرجعية تعيش حرمانهم وظلمهم , مرجعية عراقية وطنية تسعى الى تحررهم , والمرجعية هذه تتمثل بواحد من عظماء الاسلام وجهابذتهم في العصر الحديث , فقيه الامة والمظلومين الاحرار الامام المجاهد احمد الحسني البغدادي .
[email protected]
-----------------