بثت قناة العربية قبل قليل مقابلة مع السيد أحمد جبريل الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة) . واذا ما امعنا الفكر قليلا بما قاله أبو جهاد نخرج بتشاؤم أخذ يهيمن بظلاله السوداء فوق الوضع الفلسطيني العام في الوطن او في المنفى اللبناني...فقد بدا ان الشرخ المزمن بين كل من حركة فتح والقيادة العامة لا زال قائما , رغم كل العواصف العاتية التي تعرض لها الوضع الفلسطيني منذ هزيمة عام 1982 وما تلاها من حصار للمخيمات ودفع الجماهير الفلسطينية للهجرة ...وفيما طالب سلطان أبو العينين ممثل فتح في لبنان بفتح مكتب تمثيلي للفلسطينين في لبنان, رفض أبو جهاد , في مقابلته الاخيرة, الاعتراف بمكتب تمثيلي فلسطيني في لبنان لا ينبثق عن منظمة التحريرالفلسطينية . وهذه مواجهة واضحة ومكشوفة بين الاتجاهيين رغم أن الغالبية العظمى من جماهير الوطن والشتات تؤيد موقف جبريل في هذا الصدد. ناهيك بموضوع السلاح على الساحة اللبنانية حيث يبدو التناقض واضحا بين الاتجاهيين , فيما تؤيد أكثر الفعاليات الشعبية موقف فتح بضرورة تحييد السلاح الفلسطيني عن دوامة الصراع الداخلي في لبنان وخاصيته القبلية والطائفية. ولسوء الحظ كشف أبو جهاد أن عبدالحليم خدام رفض البحث في الموضوع الاجتماعي للفلسطينين في لبنان, بناء على رغبة الراحل رفيق الحريري, كما قال, فهل هذا معقول يا أبا جهاد؟؟ وهل صار مصير البشر وفقا لمبدأ "خاطرشن"....واذا كان عميل صغير كعبدالحليم خدام يقرر مصيرنا بهذا الشكل فلا عجب اذن كيف انحرفت بندقية القيادة العامة وغيرها من المنظمات الدائرة في فلك دمشق لتسفك دماء الاخوة في البارد والبداوي وتزيد من حدة هجرة شبابنا الى الخارج...ربما كان التخندق مع جماهير المخيمات مرحلة تطهرنا بها جميعا فتبرأنا من منطق الاقتتال و تعلمنا درس قدسية وحدة الدم والبندقية.....واذا كان جبريل قد أبدى تأييده المطلق لحماس في هذه المرحلة الحرجة فنأمل أن يكون هذا التأييد دعوة الى جميع المناضلين في الساحة الفلسطينية لتوحيد صفوفهم واضعين المصلحة العليا فوق النزاعات والاهواء الشخصية والا فان الاسوأ لا محالة قادم.