الأخبار
جندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلال
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

النظام الدولي في مواجهة مع الشعب الفلسطيني بقلم:د.عصام محمد

تاريخ النشر : 2006-04-13
منذ دهر من الزمن صمت المجتمع الدولي على الجرائم الوحشية للاحتلال الصهيوني الغاشم ضد الشعب الفلسطيني المقهور، ثم نطق كفرا وجحودا عندما بدأ شعبنا الفلسطيني يشق طريقه بقوة وحكمة ليعزز صموده في وجه الاحتلال الغاشم ويدفع مسار نضاله ويجعله أقرب ما يكون من نيل حقوقه المشروعة، فتآمرت قوى الشر والطغيان على شعبنا ومارست عليه كل الضغوط الإرهابية الترويعية عبّر وضع العراقيل أمام الحكومة الفلسطينية في صورة مقززة ووحشية يندى لها جبين الإنسان، مما جعل الحكومة المنتخبة وكل الشعب الفلسطيني في مواجهة مصيرية غير متكافئة مع ما يسمى المجتمع الدولي . لذلك لم يبق أمام شعبنا الفلسطيني سوى الصمود والإصرار على مواصلة مسيرة جهاده الطويلة المريرة.

لقد ارتبط اسم النظام الدولي الجديد بالشر والعدوان ودعم الاحتلال الغاشم وغض الطرف عن ممارساته الإجرامية في حق الشعب الفلسطيني وممارسة أقسى الضغوط على الشعب الفلسطيني وتهديده بالويل ، في حين نلحظ أن هذا المجتمع الدولي يصيبه الصمم والعمى عندما يتعلق الأمر بالإجرام اليهودي الصهيوني وانتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني ، فلا يرى ولا يسمع جرائم الاحتلال كالاعتداء على حياة الفلسطينيين بالاغتيال والاعتقال وإمطار سماء قطاع غزة بمئات القذائف المدفعية الثقيلة على مدار اليوم والليلة ووقف تزويد الأراضي المحتلة بالمواد الغذائية والتموين والوقود ومنع وصول الدعم المالي والمساعدات العربية إلى الشعب الفلسطيني وممارسة كل أصناف العقاب الجماعي الوحشي؛ في عملية صهيونية تسعى إلى تحويل القطاع إلى معتقل كبير أشبه ما يكون بالـ Concentrated Camps النازية، ولا ينشغل المجتمع الدولي، إزاء كل هذا الإجرام، إلا بممارسة الضغوط الإرهابية على شعبنا الفلسطيني ودعم جرائم الاحتلال الرامية إلى إنهاء القضية الفلسطينية.

والنظام الدولي بقيادة غطرسة الولايات المتحدة الأمريكية والدول السائرة في فلكها وهي الفاعلة والمؤثرة فيما يسمى بالمجتمع الدولي أو الأسرة الدولية ، وهي تلك الدول التي أقامت دولة الاحتلال في فلسطين المحتلة ولا تزال تدعم المشروع الصهيوني، ولقد همش المجتمع الدولي قضية فلسطين ومعاناة الشعب الفلسطيني لعشرات السنين، مانحاً بذلك الفرصة لليهود والصهاينة لاحتلال المزيد من الأراضي الفلسطينية وإقامة المستوطنات عليها وتقسيم وتهويد المناطق والمدن الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين وتكوين رابع ترسانة نووية في العالم وإمداد دولة الاحتلال بالمهاجرين من شتى بقاع الأرض ...

لذلك فالمجتمع الدولي منحاز للاحتلال الغاشم وطرف فاعل في الصراع العربي الصهيوني، ولهذا لا يمكن أن نعول عليه في نيل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ولا يمكن أن نتقبل نصائحه فيما يتعلق بضغطه على الحكومة الفلسطينية لمنح الاحتلال شرعية ونبذ المقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني . والمجتمع الدولي سعى ويسعى عبّر المساعدات المالية وكل التسهيلات الدولية إلى تكريس الاحتلال وتدمير كل مقومات المجتمع الفلسطيني ووأد إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة حتى وصل الأمر بالشعب الفلسطيني إلى الحالة الراهنة والوصول إلى كارثة اقتصادية تهدد أمنه ومستقبله وطموحه وتطلعاته.

ونحن الفلسطينيون يجدر بنا التأكيد على أهمية كسب الرأي العام العالمي لتأييد ودعم الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني ولتأييد حقه في المقاومة والدفاع عن أرضه وحقوقه، وهناك استطلاعات عديدة للرأي العام تؤكد أن معظم الشعوب الحرة في العالم تعتبر الانتفاضة أكبر وأشرف مشروع تحرري عالمي لمقاومة كيان يمثل أكبر خطر على أمن واستقرار العالم .



لقد اقتنع شعبنا الفلسطيني بأن القرارات الدولية لن تقدم له أي شيء في ظل الفيتو الأمريكي ودعم المجتمع الدولي غير المحدود لدولة الاحتلال الغاشم، فالمجتمع الدولي هو الذي أعطى دولة الاحتلال شرعية مجانية ولا يزال يمدها بالدعم المادي والمعنوي ويسمح بالهجرة غير الشرعية لليهود إلى الأرض التي احتلوها في فلسطين ويغض الطرف عن كل جرائمهم التي فاقت كل تصور.

وبينما يضغط المجتمع الدولي على الفلسطينيين ويترك العنان لليهود المحتلين لتدمير المجتمع الفلسطيني اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا تقوم بعض الأنظمة العربية بحماية حدود دولة الاحتلال وإطباق العزلة والحصار على الشعب الفلسطيني ومنع شعوبها من القيام بواجبها تجاه أبناء الدين والوطن والعروبة، بل تقمع تلك الأنظمة كل من يقاوم التطبيع ويعترض على الممارسات الأمريكية الظالمة ويحاول تقديم المعونات والمساعدات المالية لجياع وفقراء الشعب الفلسطيني، لقد أصدرت حكومات عربية قرارات تمنع النقابات من النشاط السياسي الذي يهدف إلى مقاومة التطبيع مع الصهاينة، وهذا غيض من فيض من القرارات التي اتخذتها بعض الأنظمة العربية لحماية هذا الكيان الغاصب.

وما نراه من شحن مواد تموينية للشعب الفلسطيني يأتي في سياق ذر الرماد في العيون وتهدئة الشعوب العربية وتخديرها حتى الموت وإيجاد مبررات لبعض الأنظمة العربية للضغط على حماس وجرها إلى الاعتراف بدولة الاحتلال والانخراط في عملية التنازل عن الحقوق والثوابت والسير في فلك المجتمع الدولي الظالم، فالمطلوب عربيا ودوليا من حماس، في عصر الحرب على الشعوب العربية والإسلامية، أن تحذو حذو الأنظمة العربية وأن تتبع خطواتها وتتأسى بسلوكها علَّ شعبنا الفلسطيني ينجو من كارثة محدقة ومجاعة محققة ...

لا يوجد أمام شعبنا وحكومته المنتخبة غير الصبر والثبات، فنحن في عصر الدجال المسمى بالمجتمع الدولي الذي يقذف بمن يطيعه في النار ولا ينجو من دجله وشره إلا من عصاه، ولعل في هذا فرصة ممتازة لشعوبنا لتنفض عنها غبار الذل والمهانة وتتصدى للفئة المفسدة التي تقود البلاد إلى الخراب والخسران في الدنيا والآخرة وتمكن لإمبراطورية الشر والدجل والإرهاب .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف