
وسائل الحركات الإسلامية للتغيير
بين النجاح المؤقت والفشل الذريع
بقلم/ سامي عطية
تنتهج الحركات الإسلامية السياسية في العالم الإسلامي عدة أساليب لتغير الأوضاع السياسية والاجتماعية في البلدان التي تنتمي لها جغرافيا ، وتختلف هذه الأساليب باختلاف المشارب والمدارس التي تستقي منها هذه الحركات أبجدياتها وثوابتها
** دعونا نتناول هذه الحركات ولنبدأ أولا بحركة الإخوان المسلمين هذه الحركة التي تسعى لتغير الأوضاع السياسية من خلال المشاركة في الانتخابات النيابية والبلدية والنقابية ، وهذه الطريقة للتغير أثبتت فشلها في عدة دول عربية وإسلامية نذكر منها التجربة الأردنية والجزائرية والتركية وهي جميعا أثبتت فشلها وعدم قدرتها على تغير الواقع ، لأسباب نعرفها جميعا وأهمها أن هذه الأنظمة المراد تغير أوضاعها السياسية لا يوجد لديها القابلية للتغير وترفض التغير ونقول أكثر من ذلك أنها تملك من القوة ما يمكنها من نسف أي محاولة للتغير بهذا الشكل .
** المثال الثاني هو عملية التغير من خلال القوة والعنف ونستذكر هنا التجربة المصرية والجزائرية وهذا الأسلوب أثبت فشله في تحقيق التغير المطلوب ، والسبب في ذلك أن الأنظمة الحاكمة تعاملت معه بعنف اكبر وواجهته بقوة على أكثر من صعيد سواء كانت مواجهة عسكرية أو إعلامية أو مادية ، وقد تبنى هذا النهج الجماعة الإسلامية في مصر وجبهة الإنقاذ في الجزائر
** المثال لثالث للتغير هو إقامة دولة إسلامية في بلد ما من خلال انقلاب أو ما شابه ، ومن ثم الانطلاق باتجاه تحكيم شرع الله في الأرض ونشر هذا الفكر في باقي الأرض ، وذلك اقتداء بالسنة النبوية حينما أقام الرسول عليه الصلاة والسلام دولة الإسلام في المدينة وانطلق ليفتح باقي المدن ، وهذا النهج اثبت فشله في السودان من خلال الانقلاب السياسي الذي قام به البشير على الترابي ، وفي أفغانستان عندما تم إنهاء دولة طالبان على يد الاحتلال الأنجلو أمريكي ، مع تحفظنا على أسلوب حركة طالبان في إدارة الدولة .
** المثال الرابع هو مثال ضعيف ليس له أي ثقل في العالم العربي والإسلامي وهو ما ينتهجه حزب التحرير الإسلامي من خلال الكفاح السياسي ، وهذا النهج لم يحقق أي انجاز يذكر في أي بلد كان للحزب تواجد به .
**هنا لابد لنا من وقفة فالتغير مطلوب ولكن ما السبيل الأنجع لإحداث هذا التغير الذي يوصلنا إلى الديمقراطية والعدالة الاجتماعية التي هي مراد كل الشعوب ،
من وجهة نظري أن الحل يمكن في إرادة الشعوب ، فالتاريخ علمنا أن الجماهير هي أداة التغير في كل مجتمع، ولكن الجماهير تحتاج إلى الكثير من الوعي لكي تقوم بهذا التغير ، هذا الوعي يتمثل في أن تعرف وتعي هذه الجماهير أهمية التغير وقيمة الحرية والديمقراطية ، مع العلم أن هذه المبادئ لا يمكن أن تمنح لأي مجتمع بشكل مجاني أو بدون دفع ثمن غال وتضحيات جسيمة.
أنا اعتقد أن الثورة الجماهيرية هي الوحيدة القادرة على التغير في عالمنا العربي والإسلامي ، وهذا ما اثبت نجاحه في فرنسا وإيران وجورجيا وغيرها..
فإرادة الجماهير لا يستطيع بطش الأنظمة أن يقف أمامها ولا تنفع معها ألاعيب السياسة التي تمارسها الأنظمة مع الأحزاب العربية من اجل تفريغها من محتواها وتشويها ومن ثم تركها بدون أي تأثير في المجتمع .
والسؤال الذي يحتاج إلى إجابة منا جميعا هو متى ستصل شعوب امتنا إلى مرحلة من الوعي تمكنها من أن تكون هي سيدة الموقف ...
مع تحياتي أخوكم/ سامي عطية
[email protected]
بين النجاح المؤقت والفشل الذريع
بقلم/ سامي عطية
تنتهج الحركات الإسلامية السياسية في العالم الإسلامي عدة أساليب لتغير الأوضاع السياسية والاجتماعية في البلدان التي تنتمي لها جغرافيا ، وتختلف هذه الأساليب باختلاف المشارب والمدارس التي تستقي منها هذه الحركات أبجدياتها وثوابتها
** دعونا نتناول هذه الحركات ولنبدأ أولا بحركة الإخوان المسلمين هذه الحركة التي تسعى لتغير الأوضاع السياسية من خلال المشاركة في الانتخابات النيابية والبلدية والنقابية ، وهذه الطريقة للتغير أثبتت فشلها في عدة دول عربية وإسلامية نذكر منها التجربة الأردنية والجزائرية والتركية وهي جميعا أثبتت فشلها وعدم قدرتها على تغير الواقع ، لأسباب نعرفها جميعا وأهمها أن هذه الأنظمة المراد تغير أوضاعها السياسية لا يوجد لديها القابلية للتغير وترفض التغير ونقول أكثر من ذلك أنها تملك من القوة ما يمكنها من نسف أي محاولة للتغير بهذا الشكل .
** المثال الثاني هو عملية التغير من خلال القوة والعنف ونستذكر هنا التجربة المصرية والجزائرية وهذا الأسلوب أثبت فشله في تحقيق التغير المطلوب ، والسبب في ذلك أن الأنظمة الحاكمة تعاملت معه بعنف اكبر وواجهته بقوة على أكثر من صعيد سواء كانت مواجهة عسكرية أو إعلامية أو مادية ، وقد تبنى هذا النهج الجماعة الإسلامية في مصر وجبهة الإنقاذ في الجزائر
** المثال لثالث للتغير هو إقامة دولة إسلامية في بلد ما من خلال انقلاب أو ما شابه ، ومن ثم الانطلاق باتجاه تحكيم شرع الله في الأرض ونشر هذا الفكر في باقي الأرض ، وذلك اقتداء بالسنة النبوية حينما أقام الرسول عليه الصلاة والسلام دولة الإسلام في المدينة وانطلق ليفتح باقي المدن ، وهذا النهج اثبت فشله في السودان من خلال الانقلاب السياسي الذي قام به البشير على الترابي ، وفي أفغانستان عندما تم إنهاء دولة طالبان على يد الاحتلال الأنجلو أمريكي ، مع تحفظنا على أسلوب حركة طالبان في إدارة الدولة .
** المثال الرابع هو مثال ضعيف ليس له أي ثقل في العالم العربي والإسلامي وهو ما ينتهجه حزب التحرير الإسلامي من خلال الكفاح السياسي ، وهذا النهج لم يحقق أي انجاز يذكر في أي بلد كان للحزب تواجد به .
**هنا لابد لنا من وقفة فالتغير مطلوب ولكن ما السبيل الأنجع لإحداث هذا التغير الذي يوصلنا إلى الديمقراطية والعدالة الاجتماعية التي هي مراد كل الشعوب ،
من وجهة نظري أن الحل يمكن في إرادة الشعوب ، فالتاريخ علمنا أن الجماهير هي أداة التغير في كل مجتمع، ولكن الجماهير تحتاج إلى الكثير من الوعي لكي تقوم بهذا التغير ، هذا الوعي يتمثل في أن تعرف وتعي هذه الجماهير أهمية التغير وقيمة الحرية والديمقراطية ، مع العلم أن هذه المبادئ لا يمكن أن تمنح لأي مجتمع بشكل مجاني أو بدون دفع ثمن غال وتضحيات جسيمة.
أنا اعتقد أن الثورة الجماهيرية هي الوحيدة القادرة على التغير في عالمنا العربي والإسلامي ، وهذا ما اثبت نجاحه في فرنسا وإيران وجورجيا وغيرها..
فإرادة الجماهير لا يستطيع بطش الأنظمة أن يقف أمامها ولا تنفع معها ألاعيب السياسة التي تمارسها الأنظمة مع الأحزاب العربية من اجل تفريغها من محتواها وتشويها ومن ثم تركها بدون أي تأثير في المجتمع .
والسؤال الذي يحتاج إلى إجابة منا جميعا هو متى ستصل شعوب امتنا إلى مرحلة من الوعي تمكنها من أن تكون هي سيدة الموقف ...
مع تحياتي أخوكم/ سامي عطية
[email protected]