الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أيتها القيادات العربية والفصائل الفلسطينية ... الحر تكفيه الإشارة والملامة بقلم سماك برهان الدين العبوشي

تاريخ النشر : 2006-04-12
أيتها القيادات العربية والفصائل الفلسطينية

الحر تكفيه الإشارة ... والملامة !!.

كم كان الشاعر الراحل برهان الدين العبوشي ( مكشوفاً عنه الحجاب ) حين قرع الناقوس مبكراً في أول أيام مؤامرة تقسيم فلسطين فحذر من أمرين اثنين : مغبة التطاحن بين ساسة فلسطين ورجالاتها قبل النكبة عام 1948 وتأثير ذلك سلباً على مستقبل القضية برمتها وتنويهه باحتمالات فقدان الأرض وتشرد الأبناء وانتهاك العِـرض والكرامة ، وثانيها إهمال وتقاعس العرب عن نجدة إخوانهم من أبناء فلسطين . فكان أن تحقق فيما بعد ما كان قد حذر منه من أحداث جسام وصلت حد ابتلاع فلسطين كلها وبعض أراضٍ لدول عربية وتهديد لدول عربية أخرى وهيمنة سياسية كاملة على مقدرات الشعب العربي برمته .

كان اختلاف ساسة فلسطين في عام 1948 وتنافرهم وتسابقهم على قيادات زائفة زائلة و تمسكهم بزعامتهم مما نشأ عن ذلك من اتساع الخلافات وازدياد الهوة والفجوة بينهم حتى وصل الأمر بهم إلى حالة وضع العصي في دواليب عربات أحدهما للآخر، فكان مسلسلاً متعاقباً ابتدأ في اختلاف رأي ففرقة فشقاق فدسائس فاتهام البعض للبعض بالخيانة فضياع للموقف الواحد فخسران فتشرد إلى آخر المسلسل من تبعات تلك الأطماع وعدم توحد المواقف والتي آلت إليها أوضاع أبناء شعب فلسطين .

لقد أدرك الشاعر حينذاك بإحساسه وضميره ووجدانه وعمق إدراكه أن ما يحيق قضية فلسطين من أخطار إنما يكمن في أمرين اثنين ، أولهما أطماع الصهيونية في أرض فلسطين والتي تمثلت ببرنامج عمل منظم ومدروس أعدت له دوائرهم ومؤسساتهم وخصصت له ما يسلتزم من الموارد المالية والبشرية بكل عناية وأناة ومشت لتطبيقه دون أن تنحرف عنه قيد أنملة ، ترسّم هذا المخطط في تعبئة قوات وتنظيمها وإعدادها إعداداً جيداً بعيداً كل البعد عن روح التنافس والاختلاف وإلغاء مصطلحي ( الخلافات واتهام بعضهم لبعض بالخيانات ) من قاموسهم لحين تحقيق أحلامهم وتكريس أطماعهم ، والأمر الثاني بشقيه المحلي ( الفلسطيني ) والعربي ، فالشق المحلي تمثل بقصر النظر لبعض ساسة فلسطين وقادتها آنذاك ( ويبدو أننا جبلنا على هذا فكانت صفة ملازمة لنا في كل حين وتحت أي ظروف كانت أحوالنا وأمورنا ) وغياب رد الفعل المناسب لحجم المؤامرة التي كانت تواجههم ، وتغليب المكاسب الآنية الشخصية المتمثلة بالزعامات المحلية والوجاهة العشائرية والعائلية على مصير وطن يوشك أن يبتلع وشعب يتشرد في أصقاع الدنيا فتضيع هويته ، والشق العربي المتمثل بتغييب وتحجيم متعمد لطاقات وإرادة الجماهير العربية ومنعها من المشاركة الفاعلة في مجابهة الأطماع الصهيونية . فلو عدتم الى نصوص مسرحية الشاعر العبوشي الشعرية الموسومة " شبح الاندلس " والمقدمة النثرية التي نظمها عام 1949في مسقط رأسه (جنين) في أعقاب معركتها الخالدة وحمايتها من السقوط آنذاك في براثن العصابات الصهيونية وردهم على أعقابهم بمعونة أفراد بواسل من الجيش العراقي الذين رووا بدمائهم أرض فلسطين فاحتضنت رفاتهم الطاهر في مقبرة على أراضيها ، أقول ... لو عدتم إلى هذه المسرحية الشعرية لتلمستم حسه المرهف وصدق تنبؤاته وقوة حدسه حين شبّه ( فلسطين ) آنذاك بالأندلس التي أضاعها العرب يوم وهنوا ودب الخلاف بينهم وتطاحنوا من أجل الزعامة والكرسي والوجاهة ، و مقارنة أحداث عام 1948 بما يجري اليوم على أرض فلسطين ، وما سيجري على أرض فلسطين وغير فلسطين مستقبلاً ... إن لم نتعظ ونعتبر ونتدارك ما نحن سائرون فيه .

لقد تعمدت أن تكون بداية مقالتي هذه المقدمة المؤلمة التي أسلط فيها الأضواء على مسببات النكسات المستمرة لشعب فلسطين وما مر ّ بهم من ويلات طيلة العقود المنصرمة من عمر قضيتهم التي كانت لأياد كثيرة ( محلية وعربية ) دور فعال في الوصول إلى ما آلت إليه الأوضاع، فيتفكر من تبقى من عقلاء أمتنا ويتداركون عواقب الأمور ويتجنبون الهاوية التي يحثون الخطى نحوها ، فيعملون على رصِّ الصفوف وتوحيد الكلمة ونبذ الفُرقة وإرجاء الخلافات والوقوف كرجل واحد وبقلب واحد بوجه ما يحاك بهم ويعد لهم في مطابخ الدسائس والمؤامرات .

إن سياسة إسرائيل ( المعلنة ) والواضحة من الحكومة الفلسطينية الحالية والتي أعلنتها على الملأ وجاهرت بها دونما خجل أو تردد أو استحياء ( عكس ما تقوم بها أنظمتنا العربية حين تضمر شيئاً وتجاهر بشئ آخر ! ) والتي تساندها على الدوام وتباركها مواقف أمريكا وأوربا، تنصب وتتلخص في محاولة إجبار هذه الحكومة الفتية على تقديم التنازلات المطلوبة منها والرضوخ لهيمنتها والانصياع لأوامرها ومشيئتها التي تتلخص في الرجوع الى نقطة (الصفر) المتمثلة بموقف ( مائع و رجراج ) لا يفهم منه شيئ ولا يوصل إلى نتيجة ما ، وصولاً لإركاع الشعب الفلسطيني ومنعه من ممارسة حقه الطبيعي في اختيار من يشاء كي يقوده لهذه المرحلة الحساسة والمصيرية ، وهذا يتطلب وقفة شجاعة وشريفة ومبدئية تستند إلى وعيّ وتبصر على مستوى صعيدين اثنين :

أولاً - الصعيد المحلي : ويشمل الصعيد المحلي إبتداءاً كافة الفصائل والأحزاب والجبهات العاملة على الأرض الفلسطينية مروراً وانتهاءاً بأبناء الشعب الفلسطيني قاطبة ، وما تعنيه من وقفة شجاعة وزيادة الالتفاف حول حكومة فلسطين المنتخبة الآن ( أو أي حكومة منتخبة مستقبلاً ) من قبل كافة الفصائل الفلسطينية والأحزاب والكتل السياسية التي قد تتشارك معها في وجهة النظر وتلتقي معها في رد الفعل المطلوب أو تلك التي قد تتقاطع معها في ذلك على حد سواء، فالقضية الفلسطينية ليست حكراً بحماس وحدها أو بفتح أو بالجبهة الشعبية أو بغيرها من مسميات الفصائل الفلسطينية ( وما أكثرها !! ) ، بل الأمر يشمل الجميع ، فالمصير مشترك والخطر قابع يتربص لايفرّق بين ( فتحاويّ ) ولا (حماسيّ ) ولا ( جبهويّ ) ولا ( مستقل ) ، وليأخذوا ( ولا غضاضة في ذلك ) من تجربة الانتخابات ( الاسرائيلية ) الأخيرة عبرة ودرساً فيتبشهوا بهم ويتلمسوا طريقتهم في تسيير أمور حياتهم السياسية ( البرلمانية والحكومية ) ، وليجبني رجال وجهابذه السياسة المخضرمين في فلسطين وغيرها عن تاريخ حزب ( كاديما ) وما منجزاته التي قدمها لما يسمى ( شعب إسرائيل ) كي يفوز بأول انتخابات تجري بعد تأسيسه بهذا اليُسر والسلاسة على أحزاب ( إسرائيلية ) لها تاريخ طويل وعريض في العمل الحزبي والممارسة السياسية الدولية ، إذا أخذنا بنظر الإعتبار أيضاً أن رئيسه ومؤسسه ( شارون ) في مرحلة من الغيبوبة ولا يعرف إن كان سيعيش أم سيلاقي ربه ليحاسبه على جرائمه وأفعاله الشنعاء التي ارتكبها طيلة حياته ؟!!؟ ، وليجبني أحد من قيادات الفصائل الفلسطينية إن تلمسوا تناحراً وشِقاقاً وتصارعاً بين الأحزاب الإسرائيلية على مقاعد الكنيست ونشر بعضها ( الخاسر منها في الانتخابات الأخيرة على وجه التحديد ) لغسيل بعضها إبّان الانتخابات أو بعدها أم أنهم انصرفوا جميعاً لدعم وإسناد أركان حكمهم والسير قُـدُماً في مخططاتهم وجعلها أمراً واقعاً معترفاً به رغم أنوفنا وأنوف زعاماتنا المحلية والعربية والاسلامية؟!؟.

وتساؤلي موجه لجميع أحزاب فلسطين وفصائلها وجبهاتها ( وما أكثرها وما أكثر مسمياتها !! ) ، أليس من الحكمة والتبصر جعل نجاح حماس في الوصول الى البرلمان بأغلبيته الكبيرة وما كان من نتائج ذلك من تشكيلها الحكومة الحالية في هذه المرحلة العصيبة درساً جديراً يستحق التنبه اليه والوقوف عليه للتأمل والتمحيص لاستخراج الدروس والعبر في إعادة ( تقييم ) النهج الذي كنتم جميعاً سائرين فيه و( تقويم ) ما كان قد انحرفتم عنه فكان سبباً مباشراً في خسارتكم الأصوات الانتخابية التي كنتم تراهنون عليها وتتزاحمون من أجلها ؟، أما آن الأوان بعد كي تتجهوا جميعاً في سبيل السعي الحثيث من أجل إيجاد نقاط الألتقاء فيما بينكم ( وبضمنكم حماس ) وتأسيس مشروع وطني يجمع طاقاتكم وجودكم المبعثرة لبدء مرحلة جديدة وحاسمة من النضال المشترك الذي يستقطب الجماهير ويوحد صفوفها وينقذها من حالة التشرذم والتوزع هنا وهناك بدلاً من مساهمتكم ( بإدراك أو بغيره ) بحالة التشرذم هذه وتقاسم الولاءات والتناحر ، بما يساهم هذا المشروع إلى رفع درجة الاستعداد والوعي لدى جماهير فصائلكم لتكون قادرة على مواجهة المخططات الاسرائيلية والنوايا الدولية المساندة لها وبما يخدم القضية الفلسطينية .

وكما أن الكلام موجه إلى الفصائل الفلسطينية ( بضمنها حماس ) ، فإن الكلام ينسحب أيضاً إلى أبناء الشعب الفلسطيني الذي أبتلي وعانى وجر من ويلات إلى ويلات وقاسى من النكبات ما يشيب لها الرضيع ويهد الجبال الشوامخ ويحيلها إلى ذرات تراب ورمال ، وهو صاحب المصلحة أولاً وأخيراً في كل ما جرى ويجري ، فما عليكم إلا الضغط على فصائلكم وأحزابكم وجبهاتكم ( التي يصعب عدها وفرزها بما يسعد إسرائيل بهذا التشرذم والتشتت ) ومطالبتها بنبذ حالة التشرذم والتناحر ، وإرغامها لاحترام إرادة الناخب الفلسطيني ومساندة الحكومة التي صوت لها واختارها كي تمثل كل أبناء وفصائل وأحزاب فلسطين ، وما يترتب عن ذلك من بذلكم المزيد من الصبر والتجمل والاحتساب والتهيؤ لعاديات الزمان وشد الأحزمة على البطون لتفويت الفرصة على أعداء الوطن في محاولاته الحثيثة من تمزيق صفوفكم وبذر الشقاق بينكم ، كي تنالوا النصر والظفر والفوز العظيم ، وكيف لا وقد ذكرتم في أمهات كتبنا من أنكم المرابطون في أرض المقدسات وبكم ستتحقق العدالة السماوية .

ثانياً – الصعيد العربي : كما حدثنا التاريخ بأسى ولوعة ، من ضياع الاندلس جراء الغفلة والاستهانة وما رافقها من تناحر وفرقة لدويلات وطوائف الاندلس ، فقد حدثنا التاريخ بما تلاها وما زلنا نعيش أحداثاً شبيهة بأحداث ضياع الاندلس ، تسبب جراءها في ابتلاع وطن تعد أرضه من أقدس بلاد المسلمين بعد ( الكعبة المشرفة ) ، وتشرد ومعاناة شعب عانى من الويلات والنكبات والتجويع والحصار والخنق والعصر في محاولة لإركاعه وإخضاعه لشروط المحتل الغاصب وسط ذهول وصمت أنظمة عربية ، مما يلقي المسؤولية التاريخية على ( قادة ) هذه الأنظمة في أن تقف ( ولو ليوم واحد ! ) وقفة رجل واحد من أجل اتخاذ موقف شريف ومبدئي و ( علني ) بمساندة هذه الحكومة التي جاء فوزها رداً طبيعياً لحالة اليأس التي أصابت أبناء هذا الشعب المنكوب، والتي ولدت من رحم هذه الأرض المقدسة الطهور التي اتجهت اليها جباه المسلمين زمناً في صلاتهم قبل أن يأتي أمر الله بالتوجه صوب الكعبة المشرفة.

أيها القادة والحكام العرب والمسلمون ... أما آن لكم أن تتحركوا من مقاعدكم الوثيرة فتلتقوا معاً على كلمة المحبة والخير والوفاء لشعب عانى وقاسى ، لتتدارسوا فيما بينكم وتتفقوا وتبحثوا في إصدار قرارات ( شجاعة وغير خجولة ) تباركها لكم جامعة الدول العربية لمساندة أبناء شعب فلسطين المحاصر والجائع وحماية حكومته المنتخبة من السقوط في براثن الهيمنة والاستحواذ على الارادة الوطنية الفلسطينية ، أما آن الأوان لتتحرروا من إملاءات الدول الكبرى والتحلل من عقدة الخوف من بطشها وزعلها وخصامها فتنالوا من الله محبة ومن شعوبكم إحتراماً وإجلالاً ومن التاريخ تقديراً واستحساناً وذكراً حميداً !؟ .

أيها القادة والحكام العرب ... إن مصير أبناء فلسطين وقضيته التاريخية التي ملأت ملفاتها مكاتب وخزانات الأمم المتحدة لَيَقَعُ اليوم على عاتقكم أولاً وأخيراً ، وأذكركم بأن الشعب الفلسطيني كان قد جَرّب كل الخيارات المتاحة طيلة هذه العقود وسار في كل الطرق ، وانتقل ( إنقياداً لرغباتكم ورغبات الدول الكبرى ) من مرحلة النضال والعمل الفدائي إلى مرحلة العمل السياسي المتمثل بقيام السلطة الفلسطينية وخارطة الطريق التي وعد بثمار فردوسها ، فكان أن نثرت الوعود على رأسه وسمع من معسول الكلام ما أصابه من الدوار فراح يحلم أحلاماً وردية عن ثمار ستطرحها لهم خارطة الطريق بعد حين ليتبعه انسحاب إسرائيلي مبرمج وممنهج برعاية اللجنة الرباعية ، وانتظر، ثم انتظر ، فإذا بها أضغاث أحلام صاحبه صلف إسرائيلي متزايد وارتفاع غير مسبوق بوتائر جبروته ومؤامراته ووحشيته ليدخل مرغماً وأمام أنظاركم وتحت مسامعكم في مرحلة الحصار والتجويع والخنق والتدمير والقتل البطيء ، فماذا ينتظر هذا الشعب المبتلى الصابر المحتسب بعد ما وعد وفت في عضده ، أليس من الطبيعي أن يكون رد فعله أن يراجع حساباته فيحترم نفسه ويحافظ على كرامته فيتجه نحو خيار تغيير حكومته وما يعنيه ذلك التغيير من منطق جديد وسياسة جديدة يفهمها المحتل والغاصب ، ويدرك أسبابها الشقيق والصديق ، فيُعذر ويُساند وينال من دعم الشقيق والصديق بعد أن تقطعت به السبل ومنع عنه بقرار أمريكي – أوربي المساعدات من أجل إسقاط حكومته وإذلال شعبه الذي طال انتظاره لتحقيق حلمه بإقامة دولة أقرتها المقررات والمؤتمرات الدولية لينعم أبناؤه كما ينعم أبناء هذا الكون بحياة حرة كريمة تحت علم كان يرفرف يوماً خفاقاً قبل أن تسطو عليه عصابات غزت أرضه وشردت شعبه وامتهنت كرامته وحاولت طمس هويته .

ختاماً ... أقول كما قالت العرب في معرض حِكَمِها ( إذا لم تخش عاقبة الليالي ... ولم تستح فاصنع ما شئت ) ... وهذا ما أقوله جهاراً نهاراً وملئ فمي لكل من يعمل ضد مسيرة شعب فلسطين الصابر المحتسب المرابط على بعض أرضه ، قيادات وفصائل وأحزاب من داخل فلسطين وقيادات وساسة وأنظمة عربية واسلامية على حد سواء ... إن الله سيحاسبكم جميعاً ساعة اللقاء بجلاله والوقوف أمامه فيسألكم عما اقترفتم بحق هذا الشعب الصابر المحتسب ، وعمن كان سبباً في تمزيقه وتشتته ، وعمن كان سببا ً في عدم تراصه وتوزع ولاءاته بين فصائلكم وأحزابكم تتقاسمه الأهواء والميول فتضيع الكلمة الواحدة والجهد المشترك ، ساعة يسألكم عما اقترفت أياديكم بحق أبناء شعبكم وجلدتكم وأخوتكم في الدين والمصير والوطن والتاريخ المشترك ، وما قدمتموه في سبيل الحفاظ على مستقبل أجياله ، وما أسباب تقصيركم في الوفاء لهم ومساندتهم في أيام عُسرتهم وضيقهم ونكبتهم ، حينها ستنعقد الألسن وتصفرّ الوجوه وتصابون في الوجوم والحيرة وسيأكلكم الندم وتتصببون عرقاً فيما اقترفتم بحق إخوانكم وأهلكم ... حينذاك لاينفعكم الندم ... ولات ساعة مندم .

سماك برهان الدين العبوشي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف