الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الانتخابات الاسرائيلية عمقت الاثنية وعززت البعد الاقتصادي بقلم: حمدي ابو كامل

تاريخ النشر : 2006-04-12
بقلم حمدي أبو كامل

ماجستير في الدراسات الإسرائيلية

الانتخابات الإسرائيلية عمقت الاثنية وعززت البعد الاقتصادي

بدأ النظام السياسي الإسرائيلي ظاهرياً ثابتا رغم حدوث تحولات اجتماعية واقتصادية ورغم التغيرات السكانية بسبب الموت والهجرة ونضج صغار السن الذي يؤدي إلى تغيير جمهور الناخبين بشكل جوهري إلا أن الخط الانتخابي حتى عام 1996 بقي بروز الشروخ إلاثنية امتداداً لانتخابات عام 1977 , ونتج تعزيز ألاثنية عن سياسة الحزبين الكبيرين سابقاً في إسرائيل سياسة التمييز التي اتبعها حزب العمل في توزيع السكان وتوزيع موارد الدولة أبقت الشرقيين على هامش المجتمع وطورت لديهم الشعور بالاغتراب والنفور والعداء للاشكناز وبذلك يكون حزب العمل قد منح الفرصة لليكود واليمين عامة لاحتضانهم وتعزيز وتقوية هذا الشعور لديهم فقد اهتم الليكود باستمرار بإشعار الشرقيين بإلاهانة من تصرفات حزب العمل خاصة بعد أن عرف الليكود قيمتهم الانتخابية الكامنة في الشعور بإلاهانة والدونية ونلاحظ أنه حتى عام 1996 لم يكن للاقتصاد دور حيث كانت انتخابات اثنيه بشكل واضح .

في انتخابات عام 1999 حصل البعد الاقتصادي على أهمية اكبر حيث ركزت على القضايا الداخلية أكثر من الأمن لكن غياب أحزاب تعنى بإلاوضاع الاقتصادية والاجتماعية للشرائح الفقيرة ثبت أنماط التصويت بتأثير إلأنتماء ألاثني والديني .

أما في انتخابات 2003 قام الفقراء بدعم شاس كما فعلوا في السابق أما الذين يتمتعون بحياة أفضل وجهوا أصواتهم لليكود وإلاحزاب اليمينية ,أما المناطق التي تتمتع بمستوى اقتصادي عال فقد هبط دعم شاس فيها بينما ارتفع دعم حزب شينوي .

في عام 2003 نلاحظ أن 49% بين الروس أوضاعهم الاقتصادية صعبة مقابل 45% من الإسرائيليين وبالتالي إن الأوضاع الاقتصادية السيئة عتمت على الأوضاع الأمنية مما جعلهم في الانتخابات الحالية يلتفون حول حزب إسرائيل بيتينو .

انتخابات عام 2006 نلاحظ أنه لا يزال المجتمع الإسرائيلي يرسخ أنماط التصويت ألاثني ويعزز البعد الاقتصادي حيث حصل على أهمية اكبر مما كان عليه في الانتخابات السابقة ومما يعزز التغيرات الجوهرية في أنماط التصويت لدى الشرقيين أو ظهور أحزاب على أساس اقتصادي اجتماعي .

من الملاحظ بأن هذه الدورة الانتخابية قد خلت من الدعاية الانتخابية المنافسة عبر شاشات التلفزيون وهذا ما سعى له اولمرت حيث كان يريد إجراء انتخابات في أجواء هادئة والاحزاب لم تطرح برنامج سياسي مما جعل اولمرت وحزبه الجديد يركز على القضايا السياسية واستمرار للنهج الشاروني الذي كان يسعى في أيامه الاخيرة لترسيم حدود الدولة ووضع الدستور أي أن اولمرت يسعى لتحقيق ما أراده شارون وهو أن بن غوريون أسس الدولة وهو سيثبتها .

الآن لا يوجد أحزاب كبيرة في إسرائيل نتيجة النظام الانتخابي حيث أصبحت الخارطة الحزبية تتشكل من أحزاب الوسط وبداية انهيار أحزاب تقليدية كما هو الحال مع الليكود , وبنية جديدة للأحزاب كما حصل مع حزب العمل حيث أصبح حزباً جديداً وانتقال قيادات حزبية من اللكيود والعمل وشينوي الى كاديما مما اثر في بنية إلاحزاب الداخلية وفقدان البعض منها لجمهور ناخبيها التقليديين , ممن كان لهم تأثير في ذلك انتقال اورئيل رايخمان الذي أسس حركة شينوي وذهب لكاديما .

- حزب كاديما حصل 29 مقعداً و 690095 صوتاً

حيث حصل على أصوات من كافة الشرائح الاجتماعية وبنسب متفاوته حيث حصل على 40% من أصوات الاشكناز و 25% من الشرقيين , 16% من يهود الصبرا ,57%فوق سن الخمسون 34% من سنهم بين 30-49 , 9%شباب من أعمارهم اقل من 30 عام .

وبذلك يكون حزب كاديما أكثر الرابحين في هذه إلانتخابات كو نه حزباً جديداً حصل على هذا الكم من المقاعد وهذه أول مرة في تاريخ إسرائيل أن حزباً وسطياً يؤسس قبل اشهر من الانتخابات يحصل على أكثر المقاعد وترسيخ للشرذمة إلاضافية في الخارطة السياسية حيث أظهرت هذه إلأنتخابات حزب كاديما الخليط من الحزبين وبقوة هزيلة من ناحية وتثبيت محدودية قوة العمل وانهيار منافسه التاريخي حزب الليكود من ناحية أخرى .

- حزب العمل حصل على 19 مقعد , 472146 صوتاً

هذه الانتخابات اختلفت من حيث سابقاتها في مجال الدعاية الانتخابية فقد لاحظنا أن حزب العمل حاول التجاهل قدر إلامكان للتطورات السياسية الحاصلة على الساحة الفلسطينية واخذ يركز على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية و حافظ على الخط الانتخابي السائد لدى جمهور ناخبيه حول إلاهتمام بالقضايا السياسية وبذلك رفع الحزب شعار (( سنحارب إلارهاب وسننتصر على الفقر )) إلا أن هذا الشعار لم يعطي النتائج المرجوه منه حيث شعر الناخب الإسرائيلي بعدم صدق الاحزاب بل أعطوا اهتماماً كبيراً للقضايا الاقتصادية والاجتماعية مما جعل حزب العمل يأخذ اصواتا على حساب حزب الليكود خاصة فيما يتعلق بسياسته الاقتصادية وكعقاب لنتنياهو و خطته الاقتصادية والتي تضررت منها شريحة الفقراء وأصحاب الدخل المتدني وأنها جاءت على حساب مصالحهم .

كما أن وجود شخصية عمير بيرتس الرجل الشرقي رئيساً للهستدروت سابقا حصل العمل على 30% من أصوات الشرقيين الذي كان عدوهم إلاول و يشعرون اتجاهه بالاهانة والدونية إلا أن عمير بيرتس كشرقي ساعدهم في توجههم لدعم حزب العمل و كان انتخابهم له على أساس اثني واضح وكذلك طرح حزب العمل الاقتصادي الذي يحسن أوضاع الطبقات الفقيرة وأصحاب الاحتياجات والدخل المتدني حيث كانت أصواتهم سابقاً تذهب نحو الليكود وشاس إلا أن الشرقيين أوجدوا نمطاً انتخابيا باتجاه كديما ,شاس,العمل .وهذه تعتبر ضربة قاسية إلى حزب الليكود على عكس حزب العمل الذي حافظ على نصف مصوتيه التقليديين .

وقد توجه جمهور ناخبي بلدات التطوير نحو حزب العمل الذي كان سابقاً يعطي أصواته بدون تردد لحزب الليكود واستقرت أصوات ناخبي الكيبوتسات لحزب العمل .

- حزب شاس ........

حصل على 13 مقعد 299130 صوتاً .

بهدوء كبير ومن دون ضجة حقق حزب شاس فوزاً ثبت وضعه على الخارطة السياسية وقد بقيت شاس الحزب الديني الورع وجمهورها ينتخبها على أساس اثني شرقي ويعتبروه حزبهم ومدافع عن حقوقهم وبذلك بقي حزب شاس يحافظ على مكانته من اجل الحصول على موارد من الدولة وحافظ على طابعة الشرقي وأنه ممثل للشرائح الفقيرة ومدافع عنهم فالتصويت له على أساس طبقي واضح ويتركز في تجمعات سكن الشرقيين حيث مستوى الحياة في محيط المتوسط وأن تاثيرإلاثنية والطبقية على التصويت هي الأقوى لدى الشرقيين أما من هم أيسر حالا ووضعهم الاقتصادي جيد فأنهم يتجهون نحو مصالحهم وبذلك يكون حزب شاس حزباً فئوياً فقد حافظ على 97% من أصوات ناخبيه التقليديين .

- حزب الليكود .......

حصل حزب الليكود على 12 مقعداً 282070صوتا

تلقى الحزب ضربة قوية قاسية في هذه الانتخابات وكان متوقعاً لها منذ أسابيع حيث تشكلت النواة المركزية لحزب كاديما من قادة حزب الليكود لربما أراد شارون لنتياهو أن يصبح في أقصى اليمين وسحب عدد كبير من أقطاب الحزب لكاديما الامر الذي جعله لا يملك الوقت الكافي من اجل ترميم الحزب وإقناع الناخبين تجاهل شعبية شارون , ومن خلال التحليل الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع ألإسرائيلي نرى بأن الناخب الإسرائيلي عاقب الليكود لسياسة نتنياهو الاقتصادية وأنه أصدر قرارات وصفها بعض الباحثين أنها تزيد الغني غنا والفقير فقراً علماً أن حزب الليكود على مدار العشرين عام الماضية كان حزباً للفقراء وكان يعتمد عليهم كشريحة انتخابية مهمة .

لقد خسر الليكود 82% من أصوات ناخبيه وتوجه الشرقيين نحو حزب العمل وكديما وشاس وتوجه الروس الاشكناز نحو إسرائيل بيتينوا و9% نحو حزب المتقاعدين .

حزب الليكود وخاصة نتنياهو توجه نحو الأمن في دعايته حيث كانت كل أجواء الانتخابات نحو الاقتصاد والقضايا الاجتماعية إلا أنه اقر بأن هذه إلأنتخابات هي عبارة عن استفتاء شعبي وبذلك لم يكن موفقاً في دعايته على الرغم من قدرته الخطابية وبذلك يكون توجه نتنياهو للأمن قد أخاف ناخبي الليكود ففي أكثر من مرة في اجتماعات كتلة الليكود صرخوا بوجه نتنياهو لكونه أساء للمسنين والمتقاعدين بسياسته الاقتصادية .

على أية حال خسر الليكود جزء كبيرا من أصوات الشرقيين الذين تضررت مصالحهم من سياسته الاقتصادية وكذلك خسر قوة انتخابية تشكلت من أصوات الروس.

- حزب إسرائيل بيتينوا ........

حصل الحزب على 11 مقعداً 281850 صوتا

حزب متطرف بقيادة افيغدور ليبرمان حيث ضاعف قوته البرلمانية إلى ثلاثة أضعاف من أربعة مقاعد إلى 11 مقعد وبذلك يقترب من عدد أصوات الليكود 282070 وقد استفاد من غياب حزب يسرائيل بعلياه بزعامة نيتان شيرانسكي الذي أنصهر في الليكود .

شكل هذا الحزب حزبا فئوياً اثنياً حيث أن أصوات الحزب 80% من الروس , ودوافع الروس اجتماعية أثنية فهم يريدون من يدافع عن مصالحهم الاجتماعية والقانونية .

- المتقاعدون

هذه القائمة تعتبر صرعة الانتخابات حيث حصلت على 7 مقاعد 185790 صوتا وعلى الرغم من أن جميع استطلاعات الرأي أشارت بعدم قدرتهم الحصول على نسبة الحسم إلا أنها حصلت على 6% من الأصوات وهي قائمة تشكلت على أساس اجتماعي حيث قامت برفع قضية المتقاعدين ورفع مخصصات التقاعد وإعادة الكثير من التسهيلات التي حرموا منها جراء السياسة الاقتصادية التي اتبعها نتنياهو مما ساعد على رفع حصتهم في الأصوات , إن من شكلوا هذه القائمة ليس لهم مشاكل في موضوع المعاشات والمستوى المعيشي واستطاعوا أن يحصلوا على أصوات من غالبية الشرائح حيث حصدوا أصواتهم على حساب الأحزاب الاخرى بنسب متفاوتة 9% من مصوتي الليكود ,10% من مصوتي شينيوي سابقاً,7% من مصوتي العمل وحصلوا على 40% من أصوات الشباب ممن يرفضوا الأحزاب الأخرى وأصبحوا غير مقتنعين بهذه الأحزاب وسئموا من الأحزاب وبرامجهم و هذه القائمة لربما تتحول لحزب على أساس اجتماعي .

- الأحزاب العربية ..

أما الأحزاب العربية فقد سئم الناخب العربي النواب واعتاد عليهم وكأنه لا يوجد غيرهم وكان هناك حالة من التردد والحيرة ما بين الناخبين العرب حيث قاموا بالتصويت في اللحظة الأخيرة ولم تطرح الأحزاب العربية برنامجاً واضحاً سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي وإنما كان برنامجها على أساس اثني واضح وأنهم رفعوا شعار التصويت للأحزاب العربية فقط وعلى الرغم من الفروق ما بين الأحزاب العربية الا انهم دعوا للتصويت لأحزاب عربية وكنس الاحزاب الصهيونية وبقيت الأحزاب العربية أحزاب معارضة .

وطرح الكثير من التساؤلات من خلال الأحزاب العربية وكذلك جمهور الناخبين العرب بان لهم مصالح وهم بحاجة لتمثيل وعندما قاموا بانتخاب أحزاب صهيونية ,لم تفعل لهم شيء وان العرب سئموا الوعود وملوا من السياسية .

وكذلك لاحظنا بأنه لم تعطى الأحزاب العربية أي اهتمام في وسائل الأعلام حيث تعاني الأحزاب العربية حالة من الإغلاق عليها وقد زادت الإجراءات الإسرائيلية اتجاههم منذ أحداث أكتوبر 2000 ولاحظنا أيضا بان الأحزاب العربية عملت ضد بعضها هذا بالإضافة إلى عدم وجود حزب جديد يصوتوا له وبذلك لا يوجد خيارات أخرى لدى الناخب العربي علما أن 27% من أصوات العرب ذهبت إلى أحزاب صهيونية وتوزعت هذه الأصوات بين الأحزاب الصهيونية بما فيها حزب شاس .

**الخلاصة **

إن نسبة التصويت في هذه الانتخابات الإسرائيلية كانت منخفضة حيث أن نسبة التصويت لم تتجاوز 60% وان حركة نشطاء الأحزاب الإسرائيلية المختلفة خفيفة مقارنة بالمعارك الانتخابية السابقة ,حيث أدلى الناخبون بأصواتهم في 8280 صندوق منتشرة في أنحاء إسرائيل وبلغ عدد ألوائح الانتخابية 31 لائحة .

الناخب الإسرائيلي لا يثق بصدق المرشحين الحاليين ورؤساء الأحزاب الكبيرة الراغبين في السلطة فقط وهذا كله من صالح الأحزاب اليمينية الصغيرة ذات الأجندة المحدودة والدوافع الأيدلوجية والاثنية .

المجتمع الإسرائيلي لا يزال يثبت أنماط التصويت ألاثني في بعض الأحزاب التي تحصل على أصواتها من خلال جمهور ناخبيها وكذلك أعطت الانتخابات أهمية كبيرة للبعد الاقتصادي الاجتماعي وأظهرت أحزابا قطاعية واجتماعية اقتصادية خاصة بعد أن بدأت إسرائيل في خصخصة اقتصادها وبذلك سياسة نتنياهو الاقتصادية لعبت دوراً هاماً في انهيار حزب الليكود وظهور أحزاب أخرى كانت على هامش الخارطة الحزبية هذا فضلاً عن النظام الانتخابي

المجتمع الإسرائيلي يتجه نحو تغير القيم وتحول مفاهيم الإسرائيليين وتساؤلات كثيرة بشأن المسلمات التي تم ترسيخها في أذهانهم وجعلت الأجيال الشابه ترى أن المؤسسات التي جسدت الفكرة الصهيونية بالية وعفا عليها الزمن ,ويتجه نحو الفردانية وتحول في القيم الاجتماعية السياسية ومعايير السلوك الشخصي الذي يدعم النزعات الفردية على حساب الجمعانية وضعف الفكرة التقليدية المتجسدة في مثل الهجرة والطلائعية والتضحية
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف