الأخبار
الهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوع
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ثلاثة أعوام على كارثة غزو العراق: ماالذي تغير؟ بقلم:د. أيمن الهاشمي

تاريخ النشر : 2006-04-11
ثلاثة أعوام على كارثة غزو العراق: ماالذي تغير؟

د. أيمن الهاشمي

ثلاثة أعوام مرَّت على دخول قوات الإحتلال الأنكلو أمريكي إلى عاصمة الخلافة الرشيدة (بغداد) في 9/4/2003، بعد (عشرين يوما) من القصف الجوي والصاروخي المتواصل والغارات التدميرية، وإستخدام أسلحة محرمة دوليا وقتل المدنيين. ويحلو للبعض المستفيد من الإحتلال أن يسمي يوم 9/4 يوم (تحرير) العراق!! - ومنهم من أصدروا البيان بإعتبار يوم 9/4 عيدا وطنيا عراقيا!! دون مراعاة لمشاعر العراقيين)، ومنهم من إعتبره يوما أسودا في تاريخ العراق، وبين هذا الموقف وذاك هناك مواقف عديدة في تفسير ما حدث يومها، لكن الكل متفق على أن الذي حصل في اليوم المذكور يشكل نقطة تحول مهم في تاريخ العراق الحديث، وفاصلا بين عهدين. ثلاثة أعوام على 9/4 ومسلسل الموت اليومي متواصل في بلاد الرافدين، كما أفرز الغزو واقعا إجتماعيا جديدا يقوم على الصراع الطائفي والمذهبي وسط تغييب مقصود للهوية الوطنية، وهو ما يبدو أنه يقود البلد نحو حرب أهلية لها أول دون نهاية.

ولعل الجميع يتذكر اجواء الحرب التي خيمت على العراق والمنطقة والعالم بعدما استكملت الولايات المتحدة الامريكية وحليفتها بريطانيا استعدادات بدء الغزو العسكري دون شرعية دولية لبلد مستقل وعضو دائم وفاعل في منظمة الأمم المتحدة بذرائع أكدت السنوات اللاحقة للغزو بطلانها باعتراف المحتلين انفسهم. وبعدما أفضت كل حملات التفتيش الأممية التي قادتها بشكل مستترالمخابرات الأمريكية وخبرائها الى عدم وجود أي اثر لاسلحة دمار شامل في العراق كان يتهم النظام العراقي باخفائها حينذاك واكدت الحقائق التي ظهرت للعالم كله مدى الكذب والتضليل الذي استطاعت نسجه اجهزة المخابرات في ادارتي بوش و بلير وتحولت الى أزمة داخلية في واشنطن ولندن لاتزال تداعياتها تحيط بمدى مصداقية بوش وبلير أمام الرأي العام والتي تتراجع يوما بعد يوم كما تشير الاستطلاعات.

اما شعارات الحرية واحترام حقوق الانسان التي اتكأت عليها الحملة الامريكية والبريطانية الاعلامية والدعائية قبل الغزو فقد تأكد نقيضها على الواقع في فضائح المعاملة السيئة للمعتقلين لدى القوات الأمريكيبة وبخاصة في سجن ابو غريب وصور تعامل جنود (حماة الحرية) مع المعتقلين العراقيين والتي شاهدها الجميع عبر مختلف وسائل الاعلام الدولية واخر هذه الفضائح ما اظهرته الصحف الاسترالية والبريطانية من اساءة معاملة جنودبريطانيين لأربعة من الشباب العراقيين في الجنوب.

اما مقولة أن الحرب على العراق ستكون نزهة للجنود الامريكيين ومن شاركهم لأن الشعب العراقي سيتقبلهم بالورود (كما وعدهم عملاؤهم بذلك) لم تكن الا خدعة ضلل بها المواطن الامريكي والبريطاني إذ اكد الشعب العراقي رفضه للغزو ومقاومته للاحتلال اياً كانت دوافعه ومهما يكن وضعه.. وتحولت بلاد الرافدين بفعل المقاومة العراقية المتصاعدة، الى مستنقع ومأزق تورطت الادارة الامريكية في الدخول اليه ولا تجد الطريقة السهلة والمشرفة للخروج منه، وفي كل يوم نسمع عن وقوع صرعى وجرحى في صفوف قوات الاحتلال رغم كل الاحتياطات الأمنية والعسكرية والتفوق التكنلوجي لديها. وتشير الأرقام المعلنة من قبل الامريكيين بأنهم خسروا مايزيد عن2500 قتيلا فيما الجرحى بعشرات الآلاف بالرغم من أن توقعات الخبراء العسكريين والمحللين في العالم وفي الغرب وحتى داخل امريكا وبريطانيا تشير الى ان الرقم المعلن لايشكل الا نسبة ضئيلة جدا امام الخسائر الحقيقية لدى قوات الاحتلال في الميدان!.

بالنسبة للمشهد العراقي وتطورات احداثه اليومية الداخلية ومع محيطه الاقليمي فالأمر يتجه على مايبدو ضد الجميع بما فيهم الادارة الأمريكية ويبدو المستفيد الوحيد هي اسرائيل التي زجت بالامريكيين في العراق من اجل تنفيذ مخططاتها وحماية مصالحها واهدافها المستقبلية اقليميا ودوليا وجعلت الجنود الامريكيين والبريطانيين يموتون من اجل امنها وهذه الحقيقة أصبحت واضحة حتى لدافعي الضرائب الامريكيين ومفكريهم الذين يتحدثون عن ذلك علانية بعدما كان من المحرمات.

العراق اليوم وبعد ثلاث سنوات من معاناة الغزو والحرب يعيش في حمام دم متواصل مابين (مسلحين مجهولين) وبين (ميليشيات) مدعومة من أطراف خارجية، فالسيارات المفخخة تنفجر بين كل ساعة وساعة وفي جميع اجزاء العراق، ومابين المئات من القتلى والجرحى يسقطون كل يوم فيما تتهم امريكا تنظيمات مسلحة يقودها الزرقاوي الذي عجزت أرقى تكنلوجيات التجسس العالمية من العثور عليه أو القضاء على تنظيمه مما جعل الشكوك تتصاعد لدى العراقيين بحقيقة مايحدث بل وكثير من العراقيين يتهمون صراحة الاحتلال ويحملونه مسؤولية مايجري ويقولون لولا الاحتلال لما وجدت الفوضى وانعدام الاستقرار الذي سمح لـ الزرقاوي ومن معه بالقيام بما يحدث اليوم في العراق.

وبالرغم من التطور الذي تدعي الادارة الامريكية بانه ديمقراطي ويقود العراق نحو الأستقرار، تبين بالمؤكد أن ماتسمى بالعملية الديمقراطية إنما تقود البلاد نحو مزيد من الإنقسامات العرقية والطائفية، تعكس مسمياتها حجم التفكك السياسي والاجتماعي والذي يمر به العراق اليوم بسبب إعتماد سياسة المحاصصة الطائفية التي إبتدعها بول بريمر من خلال مجلس الحكم المنحل. الذي فاحت منه ومن وزارته روائح الفساد عبر التقارير الدولية التي كشفت الصحف الغربية البعض من تلك المخالفات التي طالت حتى الحاكم المدني الامريكي بريمر الذي غادر العراق كا تحدثت التقارير عن ضياع مليارات الدولارات من مخصصات اعادة الاعمار اضافة الى غموض طريقة عقد الصفقات مع شركات النفط والشركات المكلفة باعادة الاعمار بعدما اخذت الشركات الأمريكية منها نصيب الأسد. أما النفط العراقي المنتج فالعراقيون غير معنيين به وكانه ثروة غير عراقية بعدما وضعت القوات الامريكية وشركاتها يدها عليه منذ حلت أول دبابه امريكية في بغداد عندما سارعت في حماية وزارة النفط.

ثلاثة أعوام على 9/4 والاحداث في العراق تشير غلى ان البلاد تتجه نحو اشتعال حرب اهلية واسعة تهدد وحدة العراق سياسيا واجتماعيا وجغرافيا اذا ما استمرت الامور على ماهي عليه حاليا. وسط تخبط المحتلين، وعجز الحكومات المنصبة، ورغم الجهود التي بذلت لاحتواء ازمة الفتنة التي يرى كثير من المراقبين انها نار لاتزال تحت الرماد قد تشتعل في أي لحظة دافعة بالعراق نحو فوهة بركان مذهبي وطائفي وعرقي آثارها لن تقف عن العراق فقط بل قد تطال المنطقة.

ثلاثة اعوام ومازال المحللون السياسيون يحذرون من أن المشهد العراقي سيظل على فوهة بركان مشتعل اذا لم ترحل قوات الاحتلال وتتفق قواه السياسية على هدف يوحدها ويصب مجراه في مصلحة العراق وسيادته ووحدته الوطنية. ثلاثة أعوام كشفت إكذوبة تحويل العراق إلة إنموذج ديمقراطي مشع في المنطقة، ربما كان مشع حقيقة لمنه مشع بالدماء والفوضى الخلاقة!!
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف