
سيل الفضائيات العربية التي جعلت من الغناء الماجن وسيلة للظهور والانتشار، والأساليب الغريبة في مخاطبة الشباب واستثارة غرائزهم تجعلنا نقف أمام تساؤلات كثيرة، فما هي الخلفيات السياسية وراء هذه الظواهر الغريبة عن مجتمعاتنا، وعن عالمنا العربي والإسلامي، وتراثه القديم والمعاصر، من حيث مضمون هذا الخطاب الإعلامي المعاصر والذي أصبحت له تسميات مختلفة أبرزها تلفزة الواقع.
فما الجدوى والغايات التي تصبو إليها هذه الفضائيات، خصوصا في هذه الحقبة المتميزة من واقع الأمة المرير، ما أدى من تكالب الغزاة على المنطقة، والإعلان الصريح بضرورة تبدل الخصوصية العربية والإسلامية بالكامل، وانحسار الثقافة الإسلامية لصالح الثقافة الغربية، بما يعنيه ذلك التحلل من كافة القيم والعادات والتقاليد، وأساس ذلك إنما يأتي من خلال كسر قاعدة الحلال والحرام، بانتظار تكوين هجين للأمة يقودها نحو الذوبان.
الصورة والرسالة
الفن المعاصر وخصوصا الأغنية، تجاوز عمليا المساحة الجغرافية التي كان يعرض فيها، فقد تمت اليوم في عالم التقنيات البصرية، عملية الدمج بين الصوت والصورة بشكل مختلف، أصبحت فيه فضائيات الغناء الحاضر طوال اليوم، ولتكون هذه النماذج التي صنعت أولا في الغرب لتكون متاحة في كل منزل، ولا تقتضي الذهاب إليها في أماكن محددة كالمسارح وغيرها.وهذا الذي لم يكن متاحا من قبل، فالتقنية التي نقلت المكان إلى المنازل وجعلت الزمان لمدة العرض طوال الوقت،لم تعد تعطي الناس خيارا في حياتهم.، فقد أصبح عليهم لزاما أن يكونوا أمام واقع لم يختاروه أو يسهموا في صنعه، وعلى خلاف القنوات الإعلامية في العالم فالعرب فقط يشاهدون هذه القنوات بالمجان، فيما لغة الاختيارات موجودة في بقية دول العالم.
التكنولوجيا المعاصرة التي دمجت الصوت بالصورة في مجال الغناء حصرا وأحدثت انقلابا مهما وهي مقبلة على إحداث متغيرا ت مثيرة في عالمنا المعاصر، خصوصا إذا ما كانت تصبو إلى اسر الأجيال الصغيرة، وبالتالي جعلها تنمو أمام واقع مختلف عن الحياة اليومية التي عاشها مجتمعنا المسلم، فالميزة الواضحة لهذه الأفعال وهذه الأغاني هي حضور الموسيقى واختفاء الكلمات والملابس، وبدا السباق جليا بين من يعرض أكثر من غيره، وهكذا انتقلت العدوى من فضائيات الغناء إلى بقية القنوات العربية.فالكل بات يريد تقديم هذه الصورة والتي تأتي على حساب الكلمات، فبعض هذه الكلمات المغناة تدعو من حيث المعاني للإباحية وأخرى تستخدم اللغة الهابطة والألفاظ المزرية التي تخدش الحياء العام بغية اختراق الحاجز النفسي للإنسان العربي المسلم، وجعل قابليته للأشياء السيئة ممكنة.
الصورة الأخرى تتبلور في تغيير مفهوم الغناء، تماما كما هي الرسائل الغربية الظاهرة للعيان، والتي تدعو إلى إزاحة كل الأشياء عن أماكنها بما فيها الغناء، وبالتالي إجراء عملية نقل للأمة وتذويب شخصيتها وإحلال بدائل تعمل على طمس الأصيل بحجة الحداثة لتكون هذه الحداثة في كل شيء، ولتكون الحداثة الانبطاح أمام الثقافة الغازية على حساب مقومات الإنسان العربي ومكوناته الثقافية والدينية والنفسية.
الفن كرسالة
الفن كرسالة عرفتها الأمم منذ قديم الزمن، وعرف العرب الأناشيد الوطنية والحماسية في أوقات الشدائد، وأنشد النبي المصطفى في موقعة حنين «أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب» وأجاز بعضهم موشحات الأندلس الغنائية، وليس هذا موضوعنا،ولكن ما نشهده اليوم هل يقف أولا تحت قاعدة القيم؟ وهل يمر من بوابة الحلال والحرام والتي يتم إزاحتها وكأنها عبئا ثقيلا على كاهل الأمة، حتى غدا الغناء فاقدا لمعانيه الحقيقية يتدلى فيه العري إلى جانب البذاءة في الألفاظ، وصولا إلى تكريس نوع من الإباحية، والتركيز في بعض القنوات على نوع من الأغاني الخاصة بعبدة الشيطان، ناهيك عن أن إحدى القنوات العربية بقيت تبث أغنيات تكون في خلفية الصورة حروفا عبرية مكتوبة باللغة العبرية المكتوبة يدويا، وهي أحرف لا يعرفها إلا المختصون بها.
الفن والسياسة
الفن والسياسة وجهان مختلفان من حيث الأدوات، لكنهما يلتقيان من حيث في مضمون واحد، فإذا كانت السياسة تعني تحريك الأدوات وإعطائها نوعا من الفاعلية، فان الفن يعني بحركته البطيئة إرساء القابلية للمتغيرات. وهو ما نشاهده اليوم، حيث يشكل الغناء وأهله نوعا من تطويع لحياة العامة، لصالح حركة سياسية تجري خارج المياه العربية، وما هي تلفزة الواقع وبرامج إنتاج أجيال جديدة من هذه النماذج من المطربين إلا جزاء من هذه الحركة، ولا نستغرب أن البرامج والمسابقات التي تخص هذا المجال هي مملوكة لصلح شركات أمريكية، وسيكون الأمر مضحكا عندما يقف سلفان شالوم ذات يوم يتحدث عن هذه البرامج ويجد أن العرب بدؤوا يتعلمون الديموقراطية منها.
الفن اختيار إنساني، لكنه في عالمتنا العربي بات محصورا في شريحة محددة ترتدي ملابس محددة، حيث لا مجال للخيارات، ليكون الفن في ظاهره الإنساني يؤدي رسالة تعمل على تغيير الواقع الإنساني والاجتماعي بالقوة، ولا تختلف وظيفة المطرب أو الفنان الذي يقف على بوابة الإعلام العربي عن وظيفة الدكتاتور العسكري المستبد والذي يرسم ملامح السياسة، فهنا أيضا في عالم الفن الماجن محاولة لرسم معالم المستقبل إنما بشكل مشوه.
فما الجدوى والغايات التي تصبو إليها هذه الفضائيات، خصوصا في هذه الحقبة المتميزة من واقع الأمة المرير، ما أدى من تكالب الغزاة على المنطقة، والإعلان الصريح بضرورة تبدل الخصوصية العربية والإسلامية بالكامل، وانحسار الثقافة الإسلامية لصالح الثقافة الغربية، بما يعنيه ذلك التحلل من كافة القيم والعادات والتقاليد، وأساس ذلك إنما يأتي من خلال كسر قاعدة الحلال والحرام، بانتظار تكوين هجين للأمة يقودها نحو الذوبان.
الصورة والرسالة
الفن المعاصر وخصوصا الأغنية، تجاوز عمليا المساحة الجغرافية التي كان يعرض فيها، فقد تمت اليوم في عالم التقنيات البصرية، عملية الدمج بين الصوت والصورة بشكل مختلف، أصبحت فيه فضائيات الغناء الحاضر طوال اليوم، ولتكون هذه النماذج التي صنعت أولا في الغرب لتكون متاحة في كل منزل، ولا تقتضي الذهاب إليها في أماكن محددة كالمسارح وغيرها.وهذا الذي لم يكن متاحا من قبل، فالتقنية التي نقلت المكان إلى المنازل وجعلت الزمان لمدة العرض طوال الوقت،لم تعد تعطي الناس خيارا في حياتهم.، فقد أصبح عليهم لزاما أن يكونوا أمام واقع لم يختاروه أو يسهموا في صنعه، وعلى خلاف القنوات الإعلامية في العالم فالعرب فقط يشاهدون هذه القنوات بالمجان، فيما لغة الاختيارات موجودة في بقية دول العالم.
التكنولوجيا المعاصرة التي دمجت الصوت بالصورة في مجال الغناء حصرا وأحدثت انقلابا مهما وهي مقبلة على إحداث متغيرا ت مثيرة في عالمنا المعاصر، خصوصا إذا ما كانت تصبو إلى اسر الأجيال الصغيرة، وبالتالي جعلها تنمو أمام واقع مختلف عن الحياة اليومية التي عاشها مجتمعنا المسلم، فالميزة الواضحة لهذه الأفعال وهذه الأغاني هي حضور الموسيقى واختفاء الكلمات والملابس، وبدا السباق جليا بين من يعرض أكثر من غيره، وهكذا انتقلت العدوى من فضائيات الغناء إلى بقية القنوات العربية.فالكل بات يريد تقديم هذه الصورة والتي تأتي على حساب الكلمات، فبعض هذه الكلمات المغناة تدعو من حيث المعاني للإباحية وأخرى تستخدم اللغة الهابطة والألفاظ المزرية التي تخدش الحياء العام بغية اختراق الحاجز النفسي للإنسان العربي المسلم، وجعل قابليته للأشياء السيئة ممكنة.
الصورة الأخرى تتبلور في تغيير مفهوم الغناء، تماما كما هي الرسائل الغربية الظاهرة للعيان، والتي تدعو إلى إزاحة كل الأشياء عن أماكنها بما فيها الغناء، وبالتالي إجراء عملية نقل للأمة وتذويب شخصيتها وإحلال بدائل تعمل على طمس الأصيل بحجة الحداثة لتكون هذه الحداثة في كل شيء، ولتكون الحداثة الانبطاح أمام الثقافة الغازية على حساب مقومات الإنسان العربي ومكوناته الثقافية والدينية والنفسية.
الفن كرسالة
الفن كرسالة عرفتها الأمم منذ قديم الزمن، وعرف العرب الأناشيد الوطنية والحماسية في أوقات الشدائد، وأنشد النبي المصطفى في موقعة حنين «أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب» وأجاز بعضهم موشحات الأندلس الغنائية، وليس هذا موضوعنا،ولكن ما نشهده اليوم هل يقف أولا تحت قاعدة القيم؟ وهل يمر من بوابة الحلال والحرام والتي يتم إزاحتها وكأنها عبئا ثقيلا على كاهل الأمة، حتى غدا الغناء فاقدا لمعانيه الحقيقية يتدلى فيه العري إلى جانب البذاءة في الألفاظ، وصولا إلى تكريس نوع من الإباحية، والتركيز في بعض القنوات على نوع من الأغاني الخاصة بعبدة الشيطان، ناهيك عن أن إحدى القنوات العربية بقيت تبث أغنيات تكون في خلفية الصورة حروفا عبرية مكتوبة باللغة العبرية المكتوبة يدويا، وهي أحرف لا يعرفها إلا المختصون بها.
الفن والسياسة
الفن والسياسة وجهان مختلفان من حيث الأدوات، لكنهما يلتقيان من حيث في مضمون واحد، فإذا كانت السياسة تعني تحريك الأدوات وإعطائها نوعا من الفاعلية، فان الفن يعني بحركته البطيئة إرساء القابلية للمتغيرات. وهو ما نشاهده اليوم، حيث يشكل الغناء وأهله نوعا من تطويع لحياة العامة، لصالح حركة سياسية تجري خارج المياه العربية، وما هي تلفزة الواقع وبرامج إنتاج أجيال جديدة من هذه النماذج من المطربين إلا جزاء من هذه الحركة، ولا نستغرب أن البرامج والمسابقات التي تخص هذا المجال هي مملوكة لصلح شركات أمريكية، وسيكون الأمر مضحكا عندما يقف سلفان شالوم ذات يوم يتحدث عن هذه البرامج ويجد أن العرب بدؤوا يتعلمون الديموقراطية منها.
الفن اختيار إنساني، لكنه في عالمتنا العربي بات محصورا في شريحة محددة ترتدي ملابس محددة، حيث لا مجال للخيارات، ليكون الفن في ظاهره الإنساني يؤدي رسالة تعمل على تغيير الواقع الإنساني والاجتماعي بالقوة، ولا تختلف وظيفة المطرب أو الفنان الذي يقف على بوابة الإعلام العربي عن وظيفة الدكتاتور العسكري المستبد والذي يرسم ملامح السياسة، فهنا أيضا في عالم الفن الماجن محاولة لرسم معالم المستقبل إنما بشكل مشوه.