
هل هي بوادر انهيار لحكومة حماس ؟** بقلم /سامي الأخرس
ورثت الحكومة الفلسطينية الجديدة إرثاً وعبئاً ثقيل جداً ، بشني المجالات سواء بالمجال الفلسطيني الداخلي من نواحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ملفات يحتاج كلاً منها لسنوات لكي تتمكن أي حكومة من وضع الحلول له ،والخروج من أزماتة. إضافة للحالة السياسية المعقدة التي تواجه بها المجتمع الدولي بأسره ، هذا المجتمع المنحاز كلياً للطرف الصهيوني ، وهو ليس انحيازاً جديداً أو وليد نجاح حركة حماس ، بل هو صاحب فكرة إنشاء وطن قومي لليهود بفلسطين ، واليد الطولي بدعم هذا الكيان .
كل المؤشرات تدلل على انهيار حكومة حماس التي لم يتعدى عمرها أياما معدودة ، حيث تقف عاجزة أمام جملة التحديات الداخلية والخارجية ، التي تتجلي أهم صورها بكيفية توفير المصادر المالية التي تفاءلت حكومتنا بالوعود العربية – الإيرانية ،ودعوات مؤتمر العلماء المسلمين بتوفيرها لتمويل العمل الحكومي ، وصرف الرواتب للموظفين ،ودعم مشاريع البني التحتية ،ومؤسسات المجتمع المدني .
في حين أن التجربة تؤكد بملامحها السابقة أن هذه الوعود تبقي حبيسة الأوراق التي خطت عليها حتى يأذن لها ساسة البيت الأبيض ، ويعطوها حرية تنفس هواء الحرية .. وذلك تدركة حركة حماس وكل الشعب الفلسطيني الذي يرتوي من الوعودات ، وتمتلئ أمعائة من قمحها وخبزها .
فحركة حماس لديها القدرة على قراءة الواقع ،وترجمة الأحداث والوقائع ،وربما تأكدت هذه الوعود برفض الخارجية المصرية من استقبال وزير الشؤون الخارجية د. محمود الزهار ، وهي رسالة واضحة جداً ،لا تحتاج لتحليل وتفسير وتبرير ، وربما شكلت ملامح وعنوان لخط سياسي على حماس وحكومتها قراءته جيداً قبل فوات الأوان .
ورغم كل المحاولات التي قام بها الرئيس الفلسطيني ، من تحويل سيطرته علي قوي الأمن والمعابر والمنافذ ، وبمباركة من حركة حماس ، أن لم يكن باقتراح منها ، إلا أن هذه المحاولات لم تنجح ،ولا يوجد بوادر لنجاحها ،وهذا يأتي ضمن المبررات الصهيونية التي وجدت بفوز حركة حماس بالانتخابات أرضاً خصبة لتسويق سياستها وعدوانها المتواصل علي شعبنا الفلسطيني ، ففي الماضي كانت تسوق لمذابحها وجرائمها بمبررات الأمن الصهيوني ، أما اليوم فالغطاء والمبرر لا يحتاج مجهوداً منها لإقناع الأسرة الدولية ، التي لا تحتاج لإقناع .
ندرك جميعاً وشعبنا الفلسطيني بل والعربي أن المعضلة ليس بفوز حماس ،وإنما هي فصلاً من فصول الاعتداء المتواصل علي شعبنا وتجويعه ، بغية إركاعه وإذلاله ، وما فوز حماس سوي الغطاء المناسب في الوقت المناسب ، فمنذ أن تم تشكيل أول حكومة فلسطينية بقيادة فتح والسيناريو متواصل بنفس الوتيرة والاتجاة ، حصار ، قتل، تدمير ، مذابح ن تجويع ، وعلينا استذكار مذابح جنين ،ومذابح رفح ، وحصار مدن وقري فلسطين ،وعمليات الاغتيال اليومية ، وحرق الأرض ،المتواصلة منذ خمسة أعوام ، لا بل منذ الاحتلال الغاشم في سنة 1948م .
إن موافقة حركة حماس ،والقوي الفلسطينية الوطنية المعارضة كالجبهة الشعبية في الاشتراك بالانتخابات التشريعية ،مثل الخطيئة الكبرى لهذه القوي ، فهي تدرك من البداية أن غطاء هذه الانتخابات هو اتفاقيات أوسلو (اللا شرعية) التي لا تعترف بأدنى حقوقنا الوطنية ، بل أن حركة حماس قاومتها وسعت لإفشالها منذ البداية وهاجمتها بكل قوة وعنفوان ، فماذا كانت تنتظر ؟
من الازدواج الذي مارسته ببرنامجها الانتخابي ،والواقع الذي تشترك بموجبة بالانتخابات ، فان كانت حماس والقوي المعارضة تريد الاشتراك كان من الأحرى والأجدر بها أن تتحمل مسئولياتها ،وتعلن من البداية عن مواقفها وقبل الدخول بالانتخابات ، مواقفها بتخليها عن المقاومة ،والاعتراف باتفاقيات أوسلو ،والاعتراف بالكيان الصهيوني ،وحل أجنحتها العسكرية ،ومن ثم الإقدام علي الاشتراك بالانتخابات . فلا يعقل أن نبتلع الجمر والثمر معاً.
وها هي سياسة الاختبارات الإعلامية التي اتبعتها حركة حماس سلبتها مصداقيتها ، وشلت حركة كتائبها ،وهذا ما أرادة الكيان الصهيوني ،وما سعى له منذ أمد بعيد ، حيث يشن يوميا مذابحة وقتله واغتياله ،وحصارة لشعبنا ، ولم يقم الكيان بمهاجمة أي من قيادي حماس أو كتائب القسام ، ليس حبا وعشقا بهم ،وإنما لتعريتهم ،وتبهيت صورتهم ، كما فعل سابقا مع كافة قوانا الوطنية ، من سياسات الاستفراد والتحييد .
وما يأسف حقاً التساوق والتجاوب والاستسلام الذي تبديه قوانا مع هذه السياسات الصهيونية ، رغم إدراكها لهذه الحقيقة ،وقراءتها لهذه السياسات ، التي تهدف للزج بمناضلينا لأماكن الشبهات .
أما عن جملة ممارسات العدو الصهيوني بهذه المرحلة ،من حصار ،وعمليات قتل واغتيال ،ومذابح ، مدعوما من قوي الديمقراطية المتحضرة في أوروبا الديمقراطية ، ما هي سوي لهداف تركيع شعبنا ،وإخضاعه ، وإذلاله ، في حين أن هذا العدو يدرك من تجاربه السابقة ، ومن الرسالة التي كتبها له شعبنا بالدم والجوع ، علي مدار ثمانية وخمسون عاماً من الاحتلال ، أن الفلسطيني أبدا لا يركع ،ولا يخضع ، وأن الفلسطيني حذف كلمات الركوع ،والخضوع ،والاستسلام من أبجديات حياته ، كما حذف الفلسطيني مفاهيم الانقلاب علي فصائل العمل الوطني ، نعم يقسو عليها ، ينتقدها ، لكنه يحميها ، يحرسها بحدقات عيونه ، ويمزجها بنبضات قلبه ، ويجعلها رئته التي يتنفس منها بلسم الحياة ،ويستنشق بها الأمان والبقاء ... فمهما مارسوا من سياسات ،ومهما نزفت الدماء ، فهو الفلسطيني الذي يجوع ، يتألم ، يستشهد ... ولكن لا يركع أبدا .
أما الإخوة بحركة حماس فعليهم مواجهة جملة التحديات التي تعصف بنا وبقضيتنا ،مواجهتها بإرادة المقاتل الصلب الشجاع ، بعيداً عن مفاهيم وسياسات الإملاء ، سياسات التنصيب الشرفية علي منصات المجلس التشريعي ، وإرضاء ساسة العواصم الغربية ، والعربية ، فمن الأحرى والأجدى بقيادة حماس ،وحكومتنا الفلسطينية وعلى رأسها رئيس الوزراء أن تختار إما الموافقة على اتفاقيات أوسلو ، والاعتراف بتجلياتها ، وتعترف بالكيان ،وتنبذ الإرهاب (كما يطلقوا علي مقاومتنا) ،وإلغاء مفاهيم حق العودة ،والموافقة علي الحكم الذاتي – الادراي ، وهذا ينسجم مع مفاهيم المشاركة بالانتخابات التشريعية ،والتي تمت الموافقة عليها ضمنياً منذ اتخاذ قرار المشاركة بالانتخابات ، أو اختيار الشق الأخر وهو الصواب (بوجهة نظري) وامتلاك الشجاعة وإعلان العودة لنهج المقاومة ،وإطلاق العنان لكتائب القسام أن تلتحم مرة أخري بهموم شعبها الذي يقتل على مدار الساعة ،وهي تختار الصمت شعار ،خشية من الاتهامات .
فحقيقة جلية وواقعية إن سياسة المراوغة التي تنتهجها حماس في الوقت الراهن ، يدفع ثمنها الحركة ،وأبناء شعبنا الفلسطيني ، وعليها حسم خياراتها ،وتوضيح مواقفها ورؤيتها بدون مراوغات سياسية ، وكلنا ثقة بأن جماهير شعبنا وكل قواه وشرفائة لن يتركوا الإخوة بحماس لمواجهة المصير لوحدهم ، لأنه مصيرنا كلنا ، فجميعنا حماس طفلاً وشيخاً وامرأة ورجلاً وشاباً ، نعم كلنا حماس الواقعية الواضحة ذات المواقف المعلنة ، وليس حماس التي تراوغ ،وتتلاعب بالسياسة ، تريد جني رضا الشعب ،ورضا البيت الأبيض بنفس الوقت ، فنحن نريد حماس الشعب ،حماس الموقف المقاتل . لم نعد ندرك ما يدور بخلد قادة حماس ،أو ملامح تفكيرهم . وليسجل التاريخ ،لو تم عقد مؤتمرا صحفيا عاجلا اليوم من قبل رئيس الوزراء ،ومن خلفة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ،وأعلنوا به الاعتراف بالكيان الصهيوني ، ونبذوا الإرهاب ، فلن تتوقف آله القتل الصهيونية ، ولن يتحقق أي مكتسبات علي الأرض ، ولنا باغتيال الشهيد ياسر عرفات ،والقائد أبو علي مصطفي ، العبر ، والمثال.
فان فشلت وانهارت حكومة حماس ، وأعيدت الانتخابات وفازت حركة فتح ،وشكلت حكومة فلسطينية جديدة ، فلن تتغير سياسة العدوان ، بل ما سيتغير المبررات ، ولن يعجزوا عن وجود غطاء ومبررات بألوان وشعارات أخري ، فمن اسقط التمثال بساحة الفردوس ببغداد تحت مبررات الأسلحة المحظورة ، وأسقطت كابول بدواعي الإرهاب ، لن يعجز مطبخهم السياسي عن خلق آلاف المبررات ، ولن تعجز وزارات خارجيتهم من استصدار قرارات من مجلس الأمن .
ومرة أخري هل ستنهار حكومة حماس؟
فالإجابة أضحت واضحة ،وانقشع عنها سحابات الغبار ، فهذا الملا محمد عمر ضحي بعرش وسلطان لأجل أن يحافظ علي ثوابته بعدم تسليم مسلم لأي قوي وعدوان ، تحول من زعيم دولة وقائد لمطلوب يفترش قسوة الجبال ، ويتزود ببرودة المغارات .
سامي الأخرس
11/4/2006
ورثت الحكومة الفلسطينية الجديدة إرثاً وعبئاً ثقيل جداً ، بشني المجالات سواء بالمجال الفلسطيني الداخلي من نواحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ملفات يحتاج كلاً منها لسنوات لكي تتمكن أي حكومة من وضع الحلول له ،والخروج من أزماتة. إضافة للحالة السياسية المعقدة التي تواجه بها المجتمع الدولي بأسره ، هذا المجتمع المنحاز كلياً للطرف الصهيوني ، وهو ليس انحيازاً جديداً أو وليد نجاح حركة حماس ، بل هو صاحب فكرة إنشاء وطن قومي لليهود بفلسطين ، واليد الطولي بدعم هذا الكيان .
كل المؤشرات تدلل على انهيار حكومة حماس التي لم يتعدى عمرها أياما معدودة ، حيث تقف عاجزة أمام جملة التحديات الداخلية والخارجية ، التي تتجلي أهم صورها بكيفية توفير المصادر المالية التي تفاءلت حكومتنا بالوعود العربية – الإيرانية ،ودعوات مؤتمر العلماء المسلمين بتوفيرها لتمويل العمل الحكومي ، وصرف الرواتب للموظفين ،ودعم مشاريع البني التحتية ،ومؤسسات المجتمع المدني .
في حين أن التجربة تؤكد بملامحها السابقة أن هذه الوعود تبقي حبيسة الأوراق التي خطت عليها حتى يأذن لها ساسة البيت الأبيض ، ويعطوها حرية تنفس هواء الحرية .. وذلك تدركة حركة حماس وكل الشعب الفلسطيني الذي يرتوي من الوعودات ، وتمتلئ أمعائة من قمحها وخبزها .
فحركة حماس لديها القدرة على قراءة الواقع ،وترجمة الأحداث والوقائع ،وربما تأكدت هذه الوعود برفض الخارجية المصرية من استقبال وزير الشؤون الخارجية د. محمود الزهار ، وهي رسالة واضحة جداً ،لا تحتاج لتحليل وتفسير وتبرير ، وربما شكلت ملامح وعنوان لخط سياسي على حماس وحكومتها قراءته جيداً قبل فوات الأوان .
ورغم كل المحاولات التي قام بها الرئيس الفلسطيني ، من تحويل سيطرته علي قوي الأمن والمعابر والمنافذ ، وبمباركة من حركة حماس ، أن لم يكن باقتراح منها ، إلا أن هذه المحاولات لم تنجح ،ولا يوجد بوادر لنجاحها ،وهذا يأتي ضمن المبررات الصهيونية التي وجدت بفوز حركة حماس بالانتخابات أرضاً خصبة لتسويق سياستها وعدوانها المتواصل علي شعبنا الفلسطيني ، ففي الماضي كانت تسوق لمذابحها وجرائمها بمبررات الأمن الصهيوني ، أما اليوم فالغطاء والمبرر لا يحتاج مجهوداً منها لإقناع الأسرة الدولية ، التي لا تحتاج لإقناع .
ندرك جميعاً وشعبنا الفلسطيني بل والعربي أن المعضلة ليس بفوز حماس ،وإنما هي فصلاً من فصول الاعتداء المتواصل علي شعبنا وتجويعه ، بغية إركاعه وإذلاله ، وما فوز حماس سوي الغطاء المناسب في الوقت المناسب ، فمنذ أن تم تشكيل أول حكومة فلسطينية بقيادة فتح والسيناريو متواصل بنفس الوتيرة والاتجاة ، حصار ، قتل، تدمير ، مذابح ن تجويع ، وعلينا استذكار مذابح جنين ،ومذابح رفح ، وحصار مدن وقري فلسطين ،وعمليات الاغتيال اليومية ، وحرق الأرض ،المتواصلة منذ خمسة أعوام ، لا بل منذ الاحتلال الغاشم في سنة 1948م .
إن موافقة حركة حماس ،والقوي الفلسطينية الوطنية المعارضة كالجبهة الشعبية في الاشتراك بالانتخابات التشريعية ،مثل الخطيئة الكبرى لهذه القوي ، فهي تدرك من البداية أن غطاء هذه الانتخابات هو اتفاقيات أوسلو (اللا شرعية) التي لا تعترف بأدنى حقوقنا الوطنية ، بل أن حركة حماس قاومتها وسعت لإفشالها منذ البداية وهاجمتها بكل قوة وعنفوان ، فماذا كانت تنتظر ؟
من الازدواج الذي مارسته ببرنامجها الانتخابي ،والواقع الذي تشترك بموجبة بالانتخابات ، فان كانت حماس والقوي المعارضة تريد الاشتراك كان من الأحرى والأجدر بها أن تتحمل مسئولياتها ،وتعلن من البداية عن مواقفها وقبل الدخول بالانتخابات ، مواقفها بتخليها عن المقاومة ،والاعتراف باتفاقيات أوسلو ،والاعتراف بالكيان الصهيوني ،وحل أجنحتها العسكرية ،ومن ثم الإقدام علي الاشتراك بالانتخابات . فلا يعقل أن نبتلع الجمر والثمر معاً.
وها هي سياسة الاختبارات الإعلامية التي اتبعتها حركة حماس سلبتها مصداقيتها ، وشلت حركة كتائبها ،وهذا ما أرادة الكيان الصهيوني ،وما سعى له منذ أمد بعيد ، حيث يشن يوميا مذابحة وقتله واغتياله ،وحصارة لشعبنا ، ولم يقم الكيان بمهاجمة أي من قيادي حماس أو كتائب القسام ، ليس حبا وعشقا بهم ،وإنما لتعريتهم ،وتبهيت صورتهم ، كما فعل سابقا مع كافة قوانا الوطنية ، من سياسات الاستفراد والتحييد .
وما يأسف حقاً التساوق والتجاوب والاستسلام الذي تبديه قوانا مع هذه السياسات الصهيونية ، رغم إدراكها لهذه الحقيقة ،وقراءتها لهذه السياسات ، التي تهدف للزج بمناضلينا لأماكن الشبهات .
أما عن جملة ممارسات العدو الصهيوني بهذه المرحلة ،من حصار ،وعمليات قتل واغتيال ،ومذابح ، مدعوما من قوي الديمقراطية المتحضرة في أوروبا الديمقراطية ، ما هي سوي لهداف تركيع شعبنا ،وإخضاعه ، وإذلاله ، في حين أن هذا العدو يدرك من تجاربه السابقة ، ومن الرسالة التي كتبها له شعبنا بالدم والجوع ، علي مدار ثمانية وخمسون عاماً من الاحتلال ، أن الفلسطيني أبدا لا يركع ،ولا يخضع ، وأن الفلسطيني حذف كلمات الركوع ،والخضوع ،والاستسلام من أبجديات حياته ، كما حذف الفلسطيني مفاهيم الانقلاب علي فصائل العمل الوطني ، نعم يقسو عليها ، ينتقدها ، لكنه يحميها ، يحرسها بحدقات عيونه ، ويمزجها بنبضات قلبه ، ويجعلها رئته التي يتنفس منها بلسم الحياة ،ويستنشق بها الأمان والبقاء ... فمهما مارسوا من سياسات ،ومهما نزفت الدماء ، فهو الفلسطيني الذي يجوع ، يتألم ، يستشهد ... ولكن لا يركع أبدا .
أما الإخوة بحركة حماس فعليهم مواجهة جملة التحديات التي تعصف بنا وبقضيتنا ،مواجهتها بإرادة المقاتل الصلب الشجاع ، بعيداً عن مفاهيم وسياسات الإملاء ، سياسات التنصيب الشرفية علي منصات المجلس التشريعي ، وإرضاء ساسة العواصم الغربية ، والعربية ، فمن الأحرى والأجدى بقيادة حماس ،وحكومتنا الفلسطينية وعلى رأسها رئيس الوزراء أن تختار إما الموافقة على اتفاقيات أوسلو ، والاعتراف بتجلياتها ، وتعترف بالكيان ،وتنبذ الإرهاب (كما يطلقوا علي مقاومتنا) ،وإلغاء مفاهيم حق العودة ،والموافقة علي الحكم الذاتي – الادراي ، وهذا ينسجم مع مفاهيم المشاركة بالانتخابات التشريعية ،والتي تمت الموافقة عليها ضمنياً منذ اتخاذ قرار المشاركة بالانتخابات ، أو اختيار الشق الأخر وهو الصواب (بوجهة نظري) وامتلاك الشجاعة وإعلان العودة لنهج المقاومة ،وإطلاق العنان لكتائب القسام أن تلتحم مرة أخري بهموم شعبها الذي يقتل على مدار الساعة ،وهي تختار الصمت شعار ،خشية من الاتهامات .
فحقيقة جلية وواقعية إن سياسة المراوغة التي تنتهجها حماس في الوقت الراهن ، يدفع ثمنها الحركة ،وأبناء شعبنا الفلسطيني ، وعليها حسم خياراتها ،وتوضيح مواقفها ورؤيتها بدون مراوغات سياسية ، وكلنا ثقة بأن جماهير شعبنا وكل قواه وشرفائة لن يتركوا الإخوة بحماس لمواجهة المصير لوحدهم ، لأنه مصيرنا كلنا ، فجميعنا حماس طفلاً وشيخاً وامرأة ورجلاً وشاباً ، نعم كلنا حماس الواقعية الواضحة ذات المواقف المعلنة ، وليس حماس التي تراوغ ،وتتلاعب بالسياسة ، تريد جني رضا الشعب ،ورضا البيت الأبيض بنفس الوقت ، فنحن نريد حماس الشعب ،حماس الموقف المقاتل . لم نعد ندرك ما يدور بخلد قادة حماس ،أو ملامح تفكيرهم . وليسجل التاريخ ،لو تم عقد مؤتمرا صحفيا عاجلا اليوم من قبل رئيس الوزراء ،ومن خلفة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ،وأعلنوا به الاعتراف بالكيان الصهيوني ، ونبذوا الإرهاب ، فلن تتوقف آله القتل الصهيونية ، ولن يتحقق أي مكتسبات علي الأرض ، ولنا باغتيال الشهيد ياسر عرفات ،والقائد أبو علي مصطفي ، العبر ، والمثال.
فان فشلت وانهارت حكومة حماس ، وأعيدت الانتخابات وفازت حركة فتح ،وشكلت حكومة فلسطينية جديدة ، فلن تتغير سياسة العدوان ، بل ما سيتغير المبررات ، ولن يعجزوا عن وجود غطاء ومبررات بألوان وشعارات أخري ، فمن اسقط التمثال بساحة الفردوس ببغداد تحت مبررات الأسلحة المحظورة ، وأسقطت كابول بدواعي الإرهاب ، لن يعجز مطبخهم السياسي عن خلق آلاف المبررات ، ولن تعجز وزارات خارجيتهم من استصدار قرارات من مجلس الأمن .
ومرة أخري هل ستنهار حكومة حماس؟
فالإجابة أضحت واضحة ،وانقشع عنها سحابات الغبار ، فهذا الملا محمد عمر ضحي بعرش وسلطان لأجل أن يحافظ علي ثوابته بعدم تسليم مسلم لأي قوي وعدوان ، تحول من زعيم دولة وقائد لمطلوب يفترش قسوة الجبال ، ويتزود ببرودة المغارات .
سامي الأخرس
11/4/2006