
حركة حماس ومأزق برنامجها السياسي
المتتبع للأحداث السياسية الراهنة على الصعيد الفلسطيني وخصوصا بعد فوز حركة حماس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي لا بد أن يلاحظ الكم الهائل من التصريحات لغالبية قادة الحركة المعروفين منهم وغير المعروفين للجمهور، وما يميز هذه التصريحات أنها في الغالب لا تزال خطابيه وحماسية ومتناقضة أحيانا أخرى وكأن الحملة الانتخابية لا تزال مستمرة ،والجانب الآخر لهذه التصريحات أنها دفاعية وتبريريه لمواقف حماس السياسية المختلفة مع البرنامج الفلسطيني والعربي والدولي لحل القضية الفلسطينية وجميعها لا يرقى لحد الآن إلي مستوى حزب السلطة الحاكم والذي يعتبر مسؤولا عن كافة شؤون الجماهير الفلسطينية في الضفة وغزه.
ما أود الاشاره إليه هنا هو الضجة الكبيرة المبررة أحيانا والغير مبرره أحيانا أخرى تجاه مواقف حركة حماس الرافضة لمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني . ما دفع هذا الموقف إلى دائرة الضوء هو أن حركة حماس نفسها أصبحت في دائرة الضوء بعد أن دفعت إلي مركز القرار التشريعي الفلسطيني اثر فوزها الغير متوقع فلسطينيا بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني. لو عدنا قليلا إلي الماضي أي إلى مواقف حركة الإخوان المسلمين التي انبثقت منها حركة حماس والتي ستعود إليها آجلا أم عاجلا نجد أن مواقفها كانت دوما ضد منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني وضد برنامجها السياسي ومنذ اللحظات ألا ولى لتأسيس حركة حماس أظهرت هذه الحركة مواقف معارضه ورافضه للمنظمه كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني وترفض برنامجها السياسي وهذا الموقف كان له صدى داخل حركة الإخوان المسلمين في الأردن وعلى لسان قادتها أمثال النائب السابق أبو زنط على سبيل المثال لا الحصر حيث كانوا يجاهرون بهذه المواقف دون حسيب أو رقيب وخصوصا أن هذا الموقف يتناغم بطريقه أو بأخرى مع الموقف الرسمي الأردني ،فمنذ الأيام الأولى للانتفاضه الفلسطينية الأولي رفضت حركة حماس الدخول في اللجنة العليا للانتفاضه واختارت لنفسها إطارا خاصا بها ومن التصريحات التي حضرتها شخصيا في إحدى الجلسات قال السيد أبو زنط وعندها كان نائبا أن المنظمة وبرنامجها قد فشلا ولم يعد هناك مبررا لوجودها فالآن يجب العودة إلى الأصل وكان يعني العودة إلى برنامج الإخوان المسلمين لحل القضية الفلسطينية حيث كانت نشوة انتصار الإخوان المسلمين في البرلمان الأردني لا تزال في ذروتها.
رفض المنظمة من قبل حركة حماس قديم لاتغيير فيهلكن الذي تغير هو موقع حماس النضالي بعد أن كانت في صفوف المعارضة أصبحت صاحبة القرار في الحكومة وما لهذا الموقع من التزامات لم تكن تتوقعها فمثلا:-
على الصعيد الفلسطيني ترفض حماس برنامج منظمة التحرير الفلسطينية القائم على وثيقة الاستقلال الفلسطيني وترفض وحدانية تمثيل المنظمة للشعب الفلسطيني.
على الصعيد العربي ترفض حماس المبادرة العربية لحل القضية الفلسطينية.
على الصعيد الدولي ترفض حماس المشاريع المطروحة لحل القضية الفلسطينية ومنها خارطة الطريق.
إذا نحن أمام حكومة فلسطينية لا تتفق إلا مع نفسها ومن هنا تأتي الورطة أو المأزق السياسي الذي وجدت حركة حماس نفسها فيها، من السهل أن ترفض وأنت في المعارضة فاستحقاقات الرفض قليلة جدا مقارنة مع استحقاقات الحكم ومن هنا بدأت تظهر التناقضات في التصريحات عند قادة حماس.
من الملاحظ أن الاخوة في حركة حماس يجاهرون في موقفهم من منظمة التحرير بأنها لا تمثل كل الشعب الفلسطيني لأن بعض القوى مثل حماس ليست ممثله فيها ومع أن هذا الموقف يعتبر انتهازيا لربط الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد بتمثيل حركة حماس فيها ،ومع أن الموقف الحقيقي لحماس من المنظمة هو رفض المنظمة كإطار وكبرنامج سياسي مع التركيز على رفض الإطار والحديث بصوت خافت عن رفض البرنامج, وما حديث حماس عن رغبه في إصلاح منظمة التحرير هو عمليا رغبه في هدم منظمة التحرير واعادة بنائها تنظيميا وسياسيا على أساس برنامج الحركة وهذا ما أبقى حماس لوحدها في الحكومة بعيده عن كافة فصائل العمل الوطني الفلسطيني والتي رفضت وبشكل واضح مواقف حماس من المنظمة، وهنا يتكشف زيف ادعاء قادة حماس بدعوة الفصائل إلى المشاركة في السلطة تحت سقف برنامج حماس وليس تحت سقف برنامج مشترك يتم الاتفاق عليه.فدعوتنا لحركة حماس للانخراط في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية ليست جديده لكن بحكم نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة أعضاء المجلس التشريعي هم أعضاء في المجلس الوطني بحكم مناصبهم وهنا يبرز تناقض آخر أوقعت حركة حماس نفسها فيه ويمكن القول أوقعت مجمل الشعب الفلسطيني فيه.وهنا لا بد من التأكيد بأن على القوى الوطنية الفلسطينية أن لا تبقي حركة حماس لوحدها في المواجهة وهذا ما أكدته كافة الفصائل الفلسطينية ولكن تبقى المسؤولية أكبر على حركة حماس بالتقدم ولو بخطوه واحدة تجاه الفصائل الفلسطينية للأنفاق على برنامج حد أدنى مشترك للتقدم بالنضال الفلسطيني إلي الأمام وليس المراوحة في نفس المكان وتحت نفس الشعارات والمواقف. وهنا تجد حركة حماس نفسها أمام أحد خيارين:-
الأول أن تتقدم حركة حماس بمشروع برنامج للحوار الوطني يتم الاتفاق عليه بين كافة الفصائل الوطنية ومنها حركة حماس وهنا ستجد الحركة كل الدعم من الفصائل والقوى للتقدم إلي الأمام للوصول إلى أهداف الشعب الفلسطيني والمتمثلة في بناء الدولة في حدود1967 بما فيها القدس الشرقية وحل عادل لقضية اللاجئين وهذا الخيار هو الأفضل لحرة حماس وللشعب الفلسطيني .
الثاني وهو الأصعب للحركة وللشعب الفلسطيني وهو التمترس خلف مواقف الحركة الرافضة لكل شيء وبالتالي ستخوض مواجهة سياسية مع كافة البرامج الفلسطينية والعربية والدولية ونتيجة هذه المواجهة معروفة وهي الفشل والذي سيكون مدمرا على صعيد حركة حماي نفسها وعلى صعيد النضال الفلسطيني نفسه.
لقد حاول الجميع تقديم النصح إلى قادة حركة حماس بتوخي الاعتدال في طروحاتهم وتوخي الواقعية في طرح القضايا وعدم إثارة الخلافات مع القرارات الفلسطينية والعربيه والدولية، لكن الملاحظ لحد الآن والذي نتمنى أن لا يطول أن حركة حماس لا تستمع إلا إلى نفسها، فاعتبار حركة حماس أن من صوتوا لها في الانتخابات الأخيرة يرفضون منظمة التحرير شكلا ومضمونا كما هو برنامج حماس إنما هو اعتبار خاطئ فلو كان يعرف من صوتوا لحماس أن أول عمل ستقوم به الحركة هو إزالة العلم الفلسطيني عن المجلس التشريعي لما صوتوا لها.
وكما يقال ..هذا الميدان وهذا حميدان.. وسنرى ما سيحصده الشعب الفلسطيني من اتخاذ حركة حماس لأحد الخيار ين السابقين.
موسى عيسى
المتتبع للأحداث السياسية الراهنة على الصعيد الفلسطيني وخصوصا بعد فوز حركة حماس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي لا بد أن يلاحظ الكم الهائل من التصريحات لغالبية قادة الحركة المعروفين منهم وغير المعروفين للجمهور، وما يميز هذه التصريحات أنها في الغالب لا تزال خطابيه وحماسية ومتناقضة أحيانا أخرى وكأن الحملة الانتخابية لا تزال مستمرة ،والجانب الآخر لهذه التصريحات أنها دفاعية وتبريريه لمواقف حماس السياسية المختلفة مع البرنامج الفلسطيني والعربي والدولي لحل القضية الفلسطينية وجميعها لا يرقى لحد الآن إلي مستوى حزب السلطة الحاكم والذي يعتبر مسؤولا عن كافة شؤون الجماهير الفلسطينية في الضفة وغزه.
ما أود الاشاره إليه هنا هو الضجة الكبيرة المبررة أحيانا والغير مبرره أحيانا أخرى تجاه مواقف حركة حماس الرافضة لمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني . ما دفع هذا الموقف إلى دائرة الضوء هو أن حركة حماس نفسها أصبحت في دائرة الضوء بعد أن دفعت إلي مركز القرار التشريعي الفلسطيني اثر فوزها الغير متوقع فلسطينيا بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني. لو عدنا قليلا إلي الماضي أي إلى مواقف حركة الإخوان المسلمين التي انبثقت منها حركة حماس والتي ستعود إليها آجلا أم عاجلا نجد أن مواقفها كانت دوما ضد منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني وضد برنامجها السياسي ومنذ اللحظات ألا ولى لتأسيس حركة حماس أظهرت هذه الحركة مواقف معارضه ورافضه للمنظمه كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني وترفض برنامجها السياسي وهذا الموقف كان له صدى داخل حركة الإخوان المسلمين في الأردن وعلى لسان قادتها أمثال النائب السابق أبو زنط على سبيل المثال لا الحصر حيث كانوا يجاهرون بهذه المواقف دون حسيب أو رقيب وخصوصا أن هذا الموقف يتناغم بطريقه أو بأخرى مع الموقف الرسمي الأردني ،فمنذ الأيام الأولى للانتفاضه الفلسطينية الأولي رفضت حركة حماس الدخول في اللجنة العليا للانتفاضه واختارت لنفسها إطارا خاصا بها ومن التصريحات التي حضرتها شخصيا في إحدى الجلسات قال السيد أبو زنط وعندها كان نائبا أن المنظمة وبرنامجها قد فشلا ولم يعد هناك مبررا لوجودها فالآن يجب العودة إلى الأصل وكان يعني العودة إلى برنامج الإخوان المسلمين لحل القضية الفلسطينية حيث كانت نشوة انتصار الإخوان المسلمين في البرلمان الأردني لا تزال في ذروتها.
رفض المنظمة من قبل حركة حماس قديم لاتغيير فيهلكن الذي تغير هو موقع حماس النضالي بعد أن كانت في صفوف المعارضة أصبحت صاحبة القرار في الحكومة وما لهذا الموقع من التزامات لم تكن تتوقعها فمثلا:-
على الصعيد الفلسطيني ترفض حماس برنامج منظمة التحرير الفلسطينية القائم على وثيقة الاستقلال الفلسطيني وترفض وحدانية تمثيل المنظمة للشعب الفلسطيني.
على الصعيد العربي ترفض حماس المبادرة العربية لحل القضية الفلسطينية.
على الصعيد الدولي ترفض حماس المشاريع المطروحة لحل القضية الفلسطينية ومنها خارطة الطريق.
إذا نحن أمام حكومة فلسطينية لا تتفق إلا مع نفسها ومن هنا تأتي الورطة أو المأزق السياسي الذي وجدت حركة حماس نفسها فيها، من السهل أن ترفض وأنت في المعارضة فاستحقاقات الرفض قليلة جدا مقارنة مع استحقاقات الحكم ومن هنا بدأت تظهر التناقضات في التصريحات عند قادة حماس.
من الملاحظ أن الاخوة في حركة حماس يجاهرون في موقفهم من منظمة التحرير بأنها لا تمثل كل الشعب الفلسطيني لأن بعض القوى مثل حماس ليست ممثله فيها ومع أن هذا الموقف يعتبر انتهازيا لربط الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد بتمثيل حركة حماس فيها ،ومع أن الموقف الحقيقي لحماس من المنظمة هو رفض المنظمة كإطار وكبرنامج سياسي مع التركيز على رفض الإطار والحديث بصوت خافت عن رفض البرنامج, وما حديث حماس عن رغبه في إصلاح منظمة التحرير هو عمليا رغبه في هدم منظمة التحرير واعادة بنائها تنظيميا وسياسيا على أساس برنامج الحركة وهذا ما أبقى حماس لوحدها في الحكومة بعيده عن كافة فصائل العمل الوطني الفلسطيني والتي رفضت وبشكل واضح مواقف حماس من المنظمة، وهنا يتكشف زيف ادعاء قادة حماس بدعوة الفصائل إلى المشاركة في السلطة تحت سقف برنامج حماس وليس تحت سقف برنامج مشترك يتم الاتفاق عليه.فدعوتنا لحركة حماس للانخراط في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية ليست جديده لكن بحكم نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة أعضاء المجلس التشريعي هم أعضاء في المجلس الوطني بحكم مناصبهم وهنا يبرز تناقض آخر أوقعت حركة حماس نفسها فيه ويمكن القول أوقعت مجمل الشعب الفلسطيني فيه.وهنا لا بد من التأكيد بأن على القوى الوطنية الفلسطينية أن لا تبقي حركة حماس لوحدها في المواجهة وهذا ما أكدته كافة الفصائل الفلسطينية ولكن تبقى المسؤولية أكبر على حركة حماس بالتقدم ولو بخطوه واحدة تجاه الفصائل الفلسطينية للأنفاق على برنامج حد أدنى مشترك للتقدم بالنضال الفلسطيني إلي الأمام وليس المراوحة في نفس المكان وتحت نفس الشعارات والمواقف. وهنا تجد حركة حماس نفسها أمام أحد خيارين:-
الأول أن تتقدم حركة حماس بمشروع برنامج للحوار الوطني يتم الاتفاق عليه بين كافة الفصائل الوطنية ومنها حركة حماس وهنا ستجد الحركة كل الدعم من الفصائل والقوى للتقدم إلي الأمام للوصول إلى أهداف الشعب الفلسطيني والمتمثلة في بناء الدولة في حدود1967 بما فيها القدس الشرقية وحل عادل لقضية اللاجئين وهذا الخيار هو الأفضل لحرة حماس وللشعب الفلسطيني .
الثاني وهو الأصعب للحركة وللشعب الفلسطيني وهو التمترس خلف مواقف الحركة الرافضة لكل شيء وبالتالي ستخوض مواجهة سياسية مع كافة البرامج الفلسطينية والعربية والدولية ونتيجة هذه المواجهة معروفة وهي الفشل والذي سيكون مدمرا على صعيد حركة حماي نفسها وعلى صعيد النضال الفلسطيني نفسه.
لقد حاول الجميع تقديم النصح إلى قادة حركة حماس بتوخي الاعتدال في طروحاتهم وتوخي الواقعية في طرح القضايا وعدم إثارة الخلافات مع القرارات الفلسطينية والعربيه والدولية، لكن الملاحظ لحد الآن والذي نتمنى أن لا يطول أن حركة حماس لا تستمع إلا إلى نفسها، فاعتبار حركة حماس أن من صوتوا لها في الانتخابات الأخيرة يرفضون منظمة التحرير شكلا ومضمونا كما هو برنامج حماس إنما هو اعتبار خاطئ فلو كان يعرف من صوتوا لحماس أن أول عمل ستقوم به الحركة هو إزالة العلم الفلسطيني عن المجلس التشريعي لما صوتوا لها.
وكما يقال ..هذا الميدان وهذا حميدان.. وسنرى ما سيحصده الشعب الفلسطيني من اتخاذ حركة حماس لأحد الخيار ين السابقين.
موسى عيسى