
اسكات هديل الحمام
في يوم الطفل الفلسطيني
بقلم : جميل السلحوت
تخصيص يوم في السنة للطفل الفلسطيني أمر في غاية الأهمية لو أن الاعلام العربي والصديق ، ولو أن الدبلوماسية الفلسطينية والعربية نشطت في هذا اليوم من السنة لتعريف العالم بالطفولة الذبيحة في فلسطين .
فالطفل الفلسطيني عندما يولد يعمل له والداه شهادة ميلاد يحفظانها في خزائن بيوتهم ، لكنه يحمل رسما لشهادة مصرعه على جبينه البريء ، هذا المصرع الذي يمكن أن يفاجئه في كل لحظة من حياته .
وأثناء احتفالات الشعب الفلسطيني في أراضيه المحتلة بهذا اليوم وفي 10 نيسان الحالي وبينما كان الرئيس محمود عباس يستقبل مئات الأطفال في مقره في رام الله ، ويلقي بهم كلمة يدعو فيها العالم الى فك العزلة المفروضة على الشعب الفلسطيني كعقاب له على خياره الديمقراطي الذي ما انفك العالم يطالبه به ، لكن النتيجة جاءت على غير ما أرادت اسرائيل وأمريكا ومن لف لفهما .
في هذه الأثناء سقطت قذيفة اسرائيلية على بيت لاهيا شمال قطاع غزة لتحصد روح الطفلة هديل محمد غبن ابنة الأثني عشر ربيعا ، ولتصيب والدتها الحامل بجراح منها كسر في الجمجمة ، .ولتصيب والدها وأخوتها وأخواتها الثمانية بجروح مختلفة
وإذا كانت هديل قد انضمت إلى الاف الأطفال الفلسطينيين الذين قضوا نحبهم بطريقة مماثلة أو أكثر بشاعة ،فإن المرء يتوقف عند اسم هديل ، فالهديل هو صوت الحمام ، والحمام هو رمز السلام ، فطائر الحمام هو الذي أتى بغصن الزيتون الى النبي نوح في قصة " الطوفان " الشهيرة ، لينبئه بانحسار مياه الطوفان ، وها هو الهديل يقضى عليه باغتيال هديل غبن في بيت لاهيا ، لتتعانق روحها مع عشرات الاف اشجار الزيتون التي تم ولا يزال يتم اغتيالها في الضفة الغربية ، فلم يعد صوت الحمام يسمع ، وها هي أغصان الزيتون تدوسها الجرافات وتقصفها مدفعية الدبابات ، وفي نفس الوقت الذي تعلن فيه الحكومة الاسرائيلية وقبلها الحكومة الأمريكية عن محاصرة الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حماس واضعة شروطها لفك هذا الحصار ، فإن الحكومة الأمريكية تعلن عن وقف المساعدات للشعب الفلسطيني ليأتي الاتحاد الأوروبي معلنا عن وقف المساعدات أيضا في تزامن مع اغتيال " هديل " ، لتترسخ من جديد " الديمقراطية " الغربية في معاقبة الضحية ، واطلاق يد الجلاد ليقتل طيور الحمام وليقتلع أشجار الزيتون ، فهل هي الصدفة التي أودت بحياة الطفلة " هديل " في يوم الطفل الفلسطيني ؟ أم هو جرس انذار جاء ليذكر العالم بضرورة أن يقوم بتنفيذ التزاماته بحماية أرواح الأطفال الفلسطينيين ؟؟
فإذا كان مطلوب من حركة حماس بأن تعترف باسرائيل ، فهل يتم الطلب من الحكومة الاسرائيلية بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني المتمثلة بقرارات الشرعية الدولية ؟
وهل سيتم الزام حكومة اسرائيل بتطبيق القانون الدولي على الأراضي الفلسطينية ؟ وضرورة اعلانها بقبولها الانسحاب من أراضي الدولة الفلسطينية المحتلة ؟؟
فإسرائيل المحتلة تنتهك يوميا حقوق الإنسان الفلسطيني ، ويبدو أن مجمل السياسة الدولية تشجعها على ذلك .
ومع أن منظمة التحرير الفلسطينية وهي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ومرجعية السلطة الفلسطينية قد اعترفت باسرائيل ، فإن اسرائيل تقوم من الجانب الآخر بتغيير ملامح أراضي الدولة الفلسطينية ، وتزرع فيها المستوطنات لفرض سياسة الأمر الواقع مما يجعل امكانية اقامة الدولة الفلسطينية ضرب من الخيال ، وبدلاً من الضغط على اسرائيل لوقف سياستها العدوانية ، فأن الضغوطات تتركز على السلطة الفلسطينية. .
وفي الوقت الذي تضغط فيه اسرائيل وحلفاؤها على الحكومة الفلسطينية الحالية للإعتراف باسرائيل ، فإن ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي المكلف وزعيم حزب كاديما الأكثر تمثيلا في الكنيست، وعمير بيرتس زعيم حزب العمل الحزب الثاني في الكنيست من حيث القوة ، أعلنا أنهما سيفاوضان حزب " اسرائيل بيتنا " الممثل في أخد عشر عضو كنيست لينضم الى الحكومة الائتلافية المزمع تشكيلها ، وهذا الحزب إضافة إلى أحزاب أخرى ، يرفعون شعار " الترانسفير " أي الطرد الجماعي للفلسطينيين من بيوتهم ومن وطنهم ، واحدى " نائيات " هذا الحزب في الكنيست والتي تشغل المقعد الرابع تدعو النساء الفلسطينيات بأن مكانهن الطبيعي ولكي يحافظن على جمالهن وعلى حياة كريمة لأنفسهن ولأسرهن هو خارج – أرض اسرائيل – أي خارج فلسطين التاريخية ، وتعطي أمثلة على ذلك الملكة رانيا قرينة العاهل الأردني وهي تنحدر من أصول فلسطينية ، وسهى عرفات أرملة الرئيس الراحل ياسر عرفات والتي تعيش حياة ملوكية في باريس ، ورنا رسلان المتزوجة من رجل أعمال مليونير في الامارات العربية .... الخ و " النائبة " المحترمة يبدو أنها لم تسمع عن ملايين الفلسطينيات اللواتي لا يجدن قوت في المخيمات .
فهل سيتم الضغط على أولمرت لاستثناء الأحزاب الاسرائيلية التي تلغي وجود الشعب الفلسطيني من المشاركة في الحكومة الاسرائيلية ؟؟
أم أن المسموح لاسرائيل ممنوع ومحرم على الفلسطينيين ؟؟ والصحيح أن المسموح لاسرائيل حسب ديمقراطية العالم " الحر " محرم على جميع دول العالم ، فاسرائيل مسموح لها أن تمتلك أسلحة نووية وكيماوية وأسلحة غير تقليدية ، واسرائيل تحتل أراضي الدولة الفلسطينية وأراضي دول عربية أخرى ، ومع ذلك فهي لا تشكل خطراً على السلم العالمي ... ولله في خلقه شؤون ، ما دام العرب لم يستيقظوا من سباتهم العميق.
في يوم الطفل الفلسطيني
بقلم : جميل السلحوت
تخصيص يوم في السنة للطفل الفلسطيني أمر في غاية الأهمية لو أن الاعلام العربي والصديق ، ولو أن الدبلوماسية الفلسطينية والعربية نشطت في هذا اليوم من السنة لتعريف العالم بالطفولة الذبيحة في فلسطين .
فالطفل الفلسطيني عندما يولد يعمل له والداه شهادة ميلاد يحفظانها في خزائن بيوتهم ، لكنه يحمل رسما لشهادة مصرعه على جبينه البريء ، هذا المصرع الذي يمكن أن يفاجئه في كل لحظة من حياته .
وأثناء احتفالات الشعب الفلسطيني في أراضيه المحتلة بهذا اليوم وفي 10 نيسان الحالي وبينما كان الرئيس محمود عباس يستقبل مئات الأطفال في مقره في رام الله ، ويلقي بهم كلمة يدعو فيها العالم الى فك العزلة المفروضة على الشعب الفلسطيني كعقاب له على خياره الديمقراطي الذي ما انفك العالم يطالبه به ، لكن النتيجة جاءت على غير ما أرادت اسرائيل وأمريكا ومن لف لفهما .
في هذه الأثناء سقطت قذيفة اسرائيلية على بيت لاهيا شمال قطاع غزة لتحصد روح الطفلة هديل محمد غبن ابنة الأثني عشر ربيعا ، ولتصيب والدتها الحامل بجراح منها كسر في الجمجمة ، .ولتصيب والدها وأخوتها وأخواتها الثمانية بجروح مختلفة
وإذا كانت هديل قد انضمت إلى الاف الأطفال الفلسطينيين الذين قضوا نحبهم بطريقة مماثلة أو أكثر بشاعة ،فإن المرء يتوقف عند اسم هديل ، فالهديل هو صوت الحمام ، والحمام هو رمز السلام ، فطائر الحمام هو الذي أتى بغصن الزيتون الى النبي نوح في قصة " الطوفان " الشهيرة ، لينبئه بانحسار مياه الطوفان ، وها هو الهديل يقضى عليه باغتيال هديل غبن في بيت لاهيا ، لتتعانق روحها مع عشرات الاف اشجار الزيتون التي تم ولا يزال يتم اغتيالها في الضفة الغربية ، فلم يعد صوت الحمام يسمع ، وها هي أغصان الزيتون تدوسها الجرافات وتقصفها مدفعية الدبابات ، وفي نفس الوقت الذي تعلن فيه الحكومة الاسرائيلية وقبلها الحكومة الأمريكية عن محاصرة الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حماس واضعة شروطها لفك هذا الحصار ، فإن الحكومة الأمريكية تعلن عن وقف المساعدات للشعب الفلسطيني ليأتي الاتحاد الأوروبي معلنا عن وقف المساعدات أيضا في تزامن مع اغتيال " هديل " ، لتترسخ من جديد " الديمقراطية " الغربية في معاقبة الضحية ، واطلاق يد الجلاد ليقتل طيور الحمام وليقتلع أشجار الزيتون ، فهل هي الصدفة التي أودت بحياة الطفلة " هديل " في يوم الطفل الفلسطيني ؟ أم هو جرس انذار جاء ليذكر العالم بضرورة أن يقوم بتنفيذ التزاماته بحماية أرواح الأطفال الفلسطينيين ؟؟
فإذا كان مطلوب من حركة حماس بأن تعترف باسرائيل ، فهل يتم الطلب من الحكومة الاسرائيلية بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني المتمثلة بقرارات الشرعية الدولية ؟
وهل سيتم الزام حكومة اسرائيل بتطبيق القانون الدولي على الأراضي الفلسطينية ؟ وضرورة اعلانها بقبولها الانسحاب من أراضي الدولة الفلسطينية المحتلة ؟؟
فإسرائيل المحتلة تنتهك يوميا حقوق الإنسان الفلسطيني ، ويبدو أن مجمل السياسة الدولية تشجعها على ذلك .
ومع أن منظمة التحرير الفلسطينية وهي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ومرجعية السلطة الفلسطينية قد اعترفت باسرائيل ، فإن اسرائيل تقوم من الجانب الآخر بتغيير ملامح أراضي الدولة الفلسطينية ، وتزرع فيها المستوطنات لفرض سياسة الأمر الواقع مما يجعل امكانية اقامة الدولة الفلسطينية ضرب من الخيال ، وبدلاً من الضغط على اسرائيل لوقف سياستها العدوانية ، فأن الضغوطات تتركز على السلطة الفلسطينية. .
وفي الوقت الذي تضغط فيه اسرائيل وحلفاؤها على الحكومة الفلسطينية الحالية للإعتراف باسرائيل ، فإن ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي المكلف وزعيم حزب كاديما الأكثر تمثيلا في الكنيست، وعمير بيرتس زعيم حزب العمل الحزب الثاني في الكنيست من حيث القوة ، أعلنا أنهما سيفاوضان حزب " اسرائيل بيتنا " الممثل في أخد عشر عضو كنيست لينضم الى الحكومة الائتلافية المزمع تشكيلها ، وهذا الحزب إضافة إلى أحزاب أخرى ، يرفعون شعار " الترانسفير " أي الطرد الجماعي للفلسطينيين من بيوتهم ومن وطنهم ، واحدى " نائيات " هذا الحزب في الكنيست والتي تشغل المقعد الرابع تدعو النساء الفلسطينيات بأن مكانهن الطبيعي ولكي يحافظن على جمالهن وعلى حياة كريمة لأنفسهن ولأسرهن هو خارج – أرض اسرائيل – أي خارج فلسطين التاريخية ، وتعطي أمثلة على ذلك الملكة رانيا قرينة العاهل الأردني وهي تنحدر من أصول فلسطينية ، وسهى عرفات أرملة الرئيس الراحل ياسر عرفات والتي تعيش حياة ملوكية في باريس ، ورنا رسلان المتزوجة من رجل أعمال مليونير في الامارات العربية .... الخ و " النائبة " المحترمة يبدو أنها لم تسمع عن ملايين الفلسطينيات اللواتي لا يجدن قوت في المخيمات .
فهل سيتم الضغط على أولمرت لاستثناء الأحزاب الاسرائيلية التي تلغي وجود الشعب الفلسطيني من المشاركة في الحكومة الاسرائيلية ؟؟
أم أن المسموح لاسرائيل ممنوع ومحرم على الفلسطينيين ؟؟ والصحيح أن المسموح لاسرائيل حسب ديمقراطية العالم " الحر " محرم على جميع دول العالم ، فاسرائيل مسموح لها أن تمتلك أسلحة نووية وكيماوية وأسلحة غير تقليدية ، واسرائيل تحتل أراضي الدولة الفلسطينية وأراضي دول عربية أخرى ، ومع ذلك فهي لا تشكل خطراً على السلم العالمي ... ولله في خلقه شؤون ، ما دام العرب لم يستيقظوا من سباتهم العميق.