الأخبار
الهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوع
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

انتفاضة ثالثة أم خيار شمشون بقلم : علاء المشهراوي

تاريخ النشر : 2006-04-11
انتفاضة ثالثة أم خيار شمشون بقلم : علاء المشهراوي
انتفاضة ثالثة أم خيار شمشون

بقلم : علاء المشهراوي

كاتب صحفي فلسطيني

نجحت اسرائيل في غسل دماغ الاميركيين والأوروبيين ودفعهم الى فخ معاقبة الشعب الفلسطيني سياسياً واقتصادياً باعتبارهم شعباً ارهابياً انتخب حكومة ارهابية جريمتها أنها تقاوم احتلالاً ثقيلا وبغيضا تمدد تحت سمائها وتمطى على أرضها وتنفس هواءنا قرابة ستة عقود من الزمان .

إن الخطوة الحمقى التي اتخذتها أميركا وأوروبا نحو معاقبة 4 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة تنبع حماقتها من أن الذين اتخذوها انساقوا اليها كما تساق الماشية دون أن تدري الى أين هي ذاهبة .

عشرات الأسئلة التي تطرح نفسها ، ماذا سيكون موقف العالم الغربي المتحضر امام مشاهد الجوع والحصار تعصف بالأطفال والنساء والشيوخ في شوارع غزة وغيرها ؟ هل يريدون تكرار ما ندموا عليه من ظلم لشعب العراق ؟ أليس حصارهم بمثابة صفعة لديمقراطيتهم التي ستبدوا كاذبة ومصطنعة ؟ هل باسقاط حكومة حماس سيعودون الى نهج حكم سلطوي لا يعتراف بالاصلاحات التي طالما طالبوا بها الحكومة السابقة ؟ وهل محاربة الغرب لحكومة تنتهج الاسلام السياسي المعتدل هو حل أمثل لمواجهة الاسلام المتطرف المتمثل بالقاعدة وغيرها ؟ هل يعتقدون أن التاريخ يعود بعجلاته الى الوراء وسيكون سهلاً أمام حكومة فتحاوية تسلم مقاليد الأمور بعد أن اوحت بان الحكومة السابقة كانت وفق هواهم وهزت صورتها في عقول الناس بلا سيما بعد ان رفعت حركة حماس سقف الحقوق الفلسطينية بشكل لا يقبل التراجع عنه ؟

هذه الأسئلة ربما لم يلتفت اليها العالم الغربي المتحضر ولكنه سيضطر الى الاجابة عنها حينما تتحرك الشعوب العربية والاسلامية وشعوبهم وشعوب العالم بأسره ازاء المشاهد التلفزيونية الانسانية الصعبة التي ستنقل مشاهد البؤس والجوع والمظاهرات والاحتجاجات التي ستندي جبين ديمقراطية الغرب .

لو قرأ الأميركيون والأوروبيون التاريخ لفهموا أن الشعوب تزداد عناداً حينما تتعرض للابتزاز ، ولو درسوا جيدا سيكولوجية الشعب الفلسطيني لعرفوا أنه أعند من العناد نفسه حينما يتعلق الامر بكرامته ولو دققوا لفهموا أنه ما التفت يوماً ولا اكترث للقمة عيش انما وضع نصب عينيه أمراً أكثر قداسة وأرفع من وسخ المادة ، الحرية والكرامة والاستقلال .

هذا الكلام ليس وليد العاطفة وان كانت العاطفة ستكتب أكثر وأكثر لو أرخيت لها العقال وانما هو الواقع والتاريخ والحوادث ، ففي عام 1987م وصلت الرفاهية بالشعب الفلسطيني أقصى الحدود وكان يعمل داخل اسرائيل عشرات الآلاف من العمال وكان دخلهم مرتفعا ومستوى معيشتهم أكثر من رائع الا أنهم فجأة انتفضوا وسطروا لأول مرة في قاموس التاريخ كلمة انتفاضة كانت الحجارة سلاحها ودماؤهم وقودها .

لم تلفح آنذاك ترسانة اسرائيل النووية ولا أسلحتها السوداء ولا البيضاء في كسر عزيمة الشعب الفلسطيني رغم سياسة كسر العظام الرابينية ، لقد ضحى الفلسطينيون بأكثر من مجرد رفاهيتهم ، فهدمت منازلهم وقتل و وجرح واعتقل آخرون ولكنهم صمدوا ببساطة حتى رفع المحتل الغاصب يديه نحو اتفاق أوسلو كملاذ يهرب اليه .

أما في عام 2000 فكانت الرفاهية أكبر وكانت راحة العيش أوفر بل كان الفلسطينيون هذه المرة يعيشون في كنف أول سلطة لهم في التاريخ الا أنهم انتفضوا مجدداً لأن شارون دنس المسجد الأقصى ولأن المستوطنات كانت مزروعة كالخنجر في قلب الأراضي الفلسطينية في الضفة والقطاع .

ربما نجد في هذه القراءة السريعة أن التضييق بالعيش لن يرغم الفلسطينيين على التراجع عن كرامتهم أو حلمهم بالحرية والاستقلال ، ولن يجد هذا الغرب المتحضر منهم سوى عناداً يتواضع أمامه الصخر ، فليختصر الغب الطريق وليحفظ ماء وجهه وليتسمع الى توصيات معهد كارنجي الاميركي الذي حث الولايات المتحدة على بدء حوار مع حركات الاسلام السياسي المعتدل لأنها ماضيه نحو مزيد من النجاحات والثقة في نفوس الشعوب و الناخبين بعد أن قرفوا من الديكتاتوريات الهزيلة الفاسده والكلام لمعهد اميركي .

ربما من سخرية القدر أن تكون أميركا التي حاربت دكتاتورية صدام هي التي تحاور الان حكومة الاسلام السياسي المعتدل والمتمثله في جبهة الائتلاف العراقي الشيعية المقربه من ايران الى جانب السنة من العرب والاكراد والغريب ان جميعهم يحاربون هناك الاسلام المتطرف المتمثل بالزرقاوي ، والغريب أن أميركا التي تتوسل للاخوان المسلمين في سوريا من أجل اسقاط نظام الأسد هي التي تحاور الاخوان المسلمين في مصر لتضغط على الحكومة المصرية وكذلك في اليمن والسعودية تنتهج خطاً معتدلاً مع هذا الاسلام المعتدل .

من الواضح أن موقفها ضد حكومة حماس يأتي تلبية لرغبة ابنتها المدللة اسرائيل التي تخشى عليها من أن تقتلعها حماس من الأرض وكان تحذيرات احمد سعيد تكاد تقذفهم في البحر دون ان يفهموا ان هذه الحكومة تريد ان تغير سياسة التنازلات المجانية والمفاوضات العبثية لان هذا باختصار رغبة الشعب الذي اختارها وهو الذي سيقرر خلفها خيارات لا يتوقعها احد .

أما حماس التي تنظر باستهجان ازاء الصمت العالمي الذي يلف أصدقاء وأشقاء الفلسطينيين فربما فكرت بحق وهي تتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقها من هذا الشعب العظيم الهمة والذي لن يستريح له بال الا بالحرية والاستقلال أن تمضي نحو انتفاضة ثالثة أو لعل البعض سيسميها خيار شمشون الذي لن يعيد عجلة التاريخ الى الوراء وعندها ربما تفهم اسرائيل وأميركا وأوروبا وكذلك بعض العرب والفلسطينيين أن ارادة الشعوب أكبر من لقمة الخبز ورفاهية العيش فكرامتها وحريتها واستقلالها أثقل وزناً وأقدس مطلباً وأغلى هدفاً .

انتهى
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف