حماس تقذف بنفسها الي المجهول... فهل تسحب الشعب الفلسطيني معها؟؟
بقلم: منيب سعد أبو سعادة
ربما تكمن التحديات للحكومة الحمساوية البحثة بين داخلية وخارجية في أمرين:
قلة الخبرة وضغوط الأطراف الأخرى ، فحماس لا تملك الخبرة التي تمكنها من إدارة الدولة والتعامل مع المعطيات الجديدة ، فإدارة منظمة تختلف عن إدارة دولة ، وهي حديثة التأسيس نسبياً ، ولا تمتلك القدرات التي من الممكن أن تحل محل القائمين على العمل ضمن أجهزة الدولة وموظفيها وإدارييها الكبار علماً أن السلطة ما قبل حماس كانت تعاني الكثير رغم التدريبات التي قدمت من كل دول العالم المتقدمة وفي كل المجالات ، لكن الإدارة نظرية وتطبيق وهنا يكمن الخلل في التعامل مع الوضع وإدارة البلاد داخلياً.
أما خارجياً فإن حماس ستضطر للتخلي عن الكثير من شعاراتها المرفوعة وإلا فستواجه الرفض من كل الأطراف حتى تلك الحليفة ، وكذلك التخلي عنه يعني أن تعترف بحق إسرائيل في الوجود ، ثم على حماس أن تقاوم فكرة الإفساد التي ستستخدم ضد رموزها وقيادييها لتسقطهم في الشارع الفلسطيني وبين صفوف الأتباع ، وهذه معضلة إذ لا ضمانات وتكفي فضيحة واحدة لأحد قياديي الحركة لتهبط أسهم الحركة، بل ليفقد الشارع الفلسطيني الذي يعاني فساد السلطات أي أمل بالتغيير والخروج من الأوضاع السيئة التي يعيشها الشعب.
ثم إن السلطة الجديدة ستواجه مشكلة التعامل مع الأجهزة الأمنية والتي في غالبيتها تدين لفتح أو للمنظمة، وهذا سيجعل مصداقية تنفيذ القرارات خاضعة للتساؤل دائماً، مما سيجعل المؤسسات الأمنية مرتبكة ، فالشرطي الذي كان يعتقل حماس بالأمس هو نفسه الذي سينفذ قراراتها ، فهل سيكون التنفيذ مخلصاً وهل سيكون التطبيع بين الأجهزة الداخلية والسلطة أمراً يسيراً ، وكذلك الأمر بالنسبة لمختلف المؤسسات المدنية التابعة للدولة؟
لا أشك أن دولاً كثيرة ستتجه للتعامل مع السلطة الفلسطينية الجديدة ، بغض النظر عن التصريحات الآنية، لكن هذا التعامل لن يكون إلا وفق نظريتين ، الأولى محاولة تسيير حماس وفق المعايير الجديدة للشرق الأوسط الكبير والتي ستكون فلسطين جزءاً منه ، والثانية إذابتها في الأجندة الجديدة لقطب العولمة المسيطر، ولكل نظرية خصائصها ولا تعارض بينهما لأن الأولى وليدة الثانية .
إن قبول الطرف الآخر للتفاوض ليس بالضرورة القناعة بمثيله ، لكن وهذا هو الأرجح أن تكون وسيلة لتصفيته وابتلاعه ، ومن هنا قد تكون حماس قد ألقت بنفسها في بحر مليء بالحيتان ، إن سلمت من أحدها لم تسلم من الآخر ، لكن يبقى التساؤل قائماً ، لو لم تخط حماس هذه الخطوة ، وبقيت السلطة السابقة بكل ما تحويه من فساد ، أتراها ستسلم من هذه الحيتان ..؟ لا أظن ذلك ، لذا أعتقد أن حماس قد فعلت الصواب بدخولها العمل السياسي كسلطة ، وأعتقد أنه ينبغي أن تغير في برامجها وفق مرحلتها الجديدة ، بعيداً عن الشعارات التي ربما لن تنفع كثيراً في خضم واقع جعل الفلسطيني سواء زمن أوسلو أو الآن يعيش فترة عزلته عن عالمه العربي المتشرذم المقطع الأوصال .
العمل السياسي خطوة جريئة ومطلوبة، والأخطاء مهما كثرت في هذه المرحلة ستكون أقل ضرراً من خطأ التقوقع، لان الحوت فاغر فمه بكل الأحوال والدخول لحلبة السياسة بعد عقود من التأزم قد يخفف المصاب. ولو لم تخرج حماس من هذه التجربة إلا بتخفيف حدة الفساد وكسب بعض المواقف الدولية "كروسيا" مثلاً لكفاها، وكما رفضت منظمة التحرير سابقاً من قبل الكثير من دول العالم ثم عادت لحيز الاعتراف فستجد السلطة الجديدة "حماس" ذلك الاعتراف لكن عليها أن تحسن قيادة نفسها داخل بطن الحوت لكي لا تنتهي خارج الحلبة ... غير أنها حينئذ ستخسر مصداقيتها التي أهلتها لنيل ثقة الشارع الفلسطيني.
حيث ان الشارع الفلسطيني يعاني من حالة تخبط لان الجانب الإسرائيلي عندما فازت حماس في الانتخابات التشريعية وشكلت الحكومة الفلسطينية بدأ بمقاطعة هذه الحكومة ومقاطعة للشعب الفلسطيني وبدأ بتسكير المعابر الحدودية وقام بقصف واغتيال لبعض كوادر المقاومة في الأحزاب الفلسطينية وكل هذا من اجل كسر ارادة الشعب الفلسطيني فهل يا تري ما المخرج لهذه الحكومة الجديدة في ظل هذا الوضع المرير، لان المواطن الفلسطيني ملى من هذه الظروف المأساوية الصعبة التي يتعرض اليها.
فهل يا ترى المخرج هو تخلى حركة حماس التي كانت تعارض حركة فتح على التفاوض والاتفاقيات على مبادئها وبرنامجها والوقوع في اخطائها مرة اخرى ؟
بقلم: منيب سعد أبو سعادة
ربما تكمن التحديات للحكومة الحمساوية البحثة بين داخلية وخارجية في أمرين:
قلة الخبرة وضغوط الأطراف الأخرى ، فحماس لا تملك الخبرة التي تمكنها من إدارة الدولة والتعامل مع المعطيات الجديدة ، فإدارة منظمة تختلف عن إدارة دولة ، وهي حديثة التأسيس نسبياً ، ولا تمتلك القدرات التي من الممكن أن تحل محل القائمين على العمل ضمن أجهزة الدولة وموظفيها وإدارييها الكبار علماً أن السلطة ما قبل حماس كانت تعاني الكثير رغم التدريبات التي قدمت من كل دول العالم المتقدمة وفي كل المجالات ، لكن الإدارة نظرية وتطبيق وهنا يكمن الخلل في التعامل مع الوضع وإدارة البلاد داخلياً.
أما خارجياً فإن حماس ستضطر للتخلي عن الكثير من شعاراتها المرفوعة وإلا فستواجه الرفض من كل الأطراف حتى تلك الحليفة ، وكذلك التخلي عنه يعني أن تعترف بحق إسرائيل في الوجود ، ثم على حماس أن تقاوم فكرة الإفساد التي ستستخدم ضد رموزها وقيادييها لتسقطهم في الشارع الفلسطيني وبين صفوف الأتباع ، وهذه معضلة إذ لا ضمانات وتكفي فضيحة واحدة لأحد قياديي الحركة لتهبط أسهم الحركة، بل ليفقد الشارع الفلسطيني الذي يعاني فساد السلطات أي أمل بالتغيير والخروج من الأوضاع السيئة التي يعيشها الشعب.
ثم إن السلطة الجديدة ستواجه مشكلة التعامل مع الأجهزة الأمنية والتي في غالبيتها تدين لفتح أو للمنظمة، وهذا سيجعل مصداقية تنفيذ القرارات خاضعة للتساؤل دائماً، مما سيجعل المؤسسات الأمنية مرتبكة ، فالشرطي الذي كان يعتقل حماس بالأمس هو نفسه الذي سينفذ قراراتها ، فهل سيكون التنفيذ مخلصاً وهل سيكون التطبيع بين الأجهزة الداخلية والسلطة أمراً يسيراً ، وكذلك الأمر بالنسبة لمختلف المؤسسات المدنية التابعة للدولة؟
لا أشك أن دولاً كثيرة ستتجه للتعامل مع السلطة الفلسطينية الجديدة ، بغض النظر عن التصريحات الآنية، لكن هذا التعامل لن يكون إلا وفق نظريتين ، الأولى محاولة تسيير حماس وفق المعايير الجديدة للشرق الأوسط الكبير والتي ستكون فلسطين جزءاً منه ، والثانية إذابتها في الأجندة الجديدة لقطب العولمة المسيطر، ولكل نظرية خصائصها ولا تعارض بينهما لأن الأولى وليدة الثانية .
إن قبول الطرف الآخر للتفاوض ليس بالضرورة القناعة بمثيله ، لكن وهذا هو الأرجح أن تكون وسيلة لتصفيته وابتلاعه ، ومن هنا قد تكون حماس قد ألقت بنفسها في بحر مليء بالحيتان ، إن سلمت من أحدها لم تسلم من الآخر ، لكن يبقى التساؤل قائماً ، لو لم تخط حماس هذه الخطوة ، وبقيت السلطة السابقة بكل ما تحويه من فساد ، أتراها ستسلم من هذه الحيتان ..؟ لا أظن ذلك ، لذا أعتقد أن حماس قد فعلت الصواب بدخولها العمل السياسي كسلطة ، وأعتقد أنه ينبغي أن تغير في برامجها وفق مرحلتها الجديدة ، بعيداً عن الشعارات التي ربما لن تنفع كثيراً في خضم واقع جعل الفلسطيني سواء زمن أوسلو أو الآن يعيش فترة عزلته عن عالمه العربي المتشرذم المقطع الأوصال .
العمل السياسي خطوة جريئة ومطلوبة، والأخطاء مهما كثرت في هذه المرحلة ستكون أقل ضرراً من خطأ التقوقع، لان الحوت فاغر فمه بكل الأحوال والدخول لحلبة السياسة بعد عقود من التأزم قد يخفف المصاب. ولو لم تخرج حماس من هذه التجربة إلا بتخفيف حدة الفساد وكسب بعض المواقف الدولية "كروسيا" مثلاً لكفاها، وكما رفضت منظمة التحرير سابقاً من قبل الكثير من دول العالم ثم عادت لحيز الاعتراف فستجد السلطة الجديدة "حماس" ذلك الاعتراف لكن عليها أن تحسن قيادة نفسها داخل بطن الحوت لكي لا تنتهي خارج الحلبة ... غير أنها حينئذ ستخسر مصداقيتها التي أهلتها لنيل ثقة الشارع الفلسطيني.
حيث ان الشارع الفلسطيني يعاني من حالة تخبط لان الجانب الإسرائيلي عندما فازت حماس في الانتخابات التشريعية وشكلت الحكومة الفلسطينية بدأ بمقاطعة هذه الحكومة ومقاطعة للشعب الفلسطيني وبدأ بتسكير المعابر الحدودية وقام بقصف واغتيال لبعض كوادر المقاومة في الأحزاب الفلسطينية وكل هذا من اجل كسر ارادة الشعب الفلسطيني فهل يا تري ما المخرج لهذه الحكومة الجديدة في ظل هذا الوضع المرير، لان المواطن الفلسطيني ملى من هذه الظروف المأساوية الصعبة التي يتعرض اليها.
فهل يا ترى المخرج هو تخلى حركة حماس التي كانت تعارض حركة فتح على التفاوض والاتفاقيات على مبادئها وبرنامجها والوقوع في اخطائها مرة اخرى ؟