أزمة تشكيل الحكومة العراقية ... الازمة الطائفية ... و نظرية المؤامرة
* راضية الشرعبي-تونس
بات في الآونة الأخيرة من الضروري دراسة " ظاهرة افتعال الأزمات " كظاهرة سياسية تضاف إلى بروتوكولات و متطلبات العمل السياسي وخاصة في المشهد العراقي. قد يعني القول بافتعال أزمة القول بوجود متآمرين، و هنا يضاف مصطلح " نظرية المؤامرة"، مصطلح جديد، أي افتراض أن وراء كل أزمة أو قضية أو حادث مؤامرة. ولسنا من مؤيدي نظرية المؤامرة في كل شيء، إلا أننا لا نستطيع إنكارها وعدم الاعتراف بها أو الحديث عنها و حتى توظيفها في اللعبة السياسية الدولية التي تنتهجها بعض الأطراف المجهولة، التي تقضي الليالي تنسج خيوط المؤامرة و تحبك رسم الخطط و استتباعاتها المباشرة والغير مباشرة، القريبة منها والبعيدة المدى. وقد نصاب بحالة من الذهول إزاء حدث معين وتغيب عنا التفسيرات المنطقية و تدفعنا إلى التفسير الوحيد: المؤامرة وافتعال أزمة. وحين نبحث عن التوقيت الغريب لحدوث قضية ما وأسبابها أو أسباب تفاقمها نصل إلى تفسير واحد وسؤال وحيد من هي الأيادي الخفية ؟.
إن تواصل أزمة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة بسبب تمسك الجعفري بالرئاسة و من قبلها تفجير المراقد الدينية العراقية في مدينة سامراء الشهر الماضي و استتباعات هذا الحدث الى حد هذه الساعة من استهداف للمساجد السنية و الشيعية قد يؤيد ما ذهبنا إليه على أساس أنها لعبة سياسية قذرة تنتهجها بعض الأطراف الخارجية بتواطؤ مع أطراف داخلية. لعبة سياسية حيكت خيوطها ومازالت لم تستوفى بعد، وعدم وجود تفسير منطقي واحد هو ما يدفعنا إلى ترجيح كفة المؤامرة. أسئلة كثيرة ما زالت مبهمة إلى الآن، إلى أين ستصل الأمور؟ ومن المسؤول عما يحدث اليوم؟ من المستفيد من تأجيج وافتعال الأزمات؟ ومتى سينئ بالشعب العراقي عن دوامة السياسة ومصالحها وأطرافها المتناحرة؟
لم يكن الاعتداء الذي استهدف المراقد الشيعية في سامراء بالأمر الهين على العراقيين قاطبة لما تمثله هذه المراقد من قدسية سواء للشيعة أو للسنّة في العراق أو للمسلمين في أنحاء العالم، تفجير المراقد كانت له استتباعاته التي أدت إلى التطاول أكثر على المقدسات و الشخصيات الدينية السنية ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فبعد أن أحست الأطراف المشرفة على هذه العمليات القذرة أن الشعب العراقي استطاع تجاوز المحنة و بعد فشلهم في إيقاد وتأجيج نيران الفتن الطائفية و المذهبية: وقع تفجير و استهداف مدينة الصدر، ومنها المساجد الشيعية و حتى يعطى للازمة الأبعاد الطائفية التي يراد من ورائها إشغال العراقيين و العالم بأسره جاء تفجير المراقد والمساجد واغتيال الأئمة والمصلين في وقت يشهد فيه العراق مشاورات تشكيل الحكومة العراقية المقبلة . أزمة أخرى نقف أمامها مذهولين ، طال أمدها ولا حلول . مبادرات من هنا وهناك ولا جديد تدخلات داخلية ولا خارجية ولا من مجيب. الجعفري متمسك والائتلاف العراقي ما زال حائر والعراق يتخبط كل يوم في دماء مواطنيه أكثر فأكثر. فراغ سياسي و جهود مركزة على حل أزمة تشكيل الحكومة و الوضع على ما هو عليه، والإدارة الأمريكية مرة متفرجة ومرة ممارسة لضغط لطرف ما و لأهداف ما و الكل يلهث وراء ممارسة ديمقراطية منشودة . من المسؤول الحقيقي؟ هل هم حقا من وصفوا بالتكفيريين والصدامين؟ هل لمخاوف بوش و أعوانها مبرر؟ هل توجد حقا حربا مذهبية طائفية كما يروّج لذلك؟ أم أن الأمر لا يتعدى أن يكون لعبة أخرى و مخطط آخر من مخططات الاحتلال لإطالة عمر الفوضى في العراق و بالتالي إيجاد المبررات و الذرائع للبقاء؟ و إن كان الأمر غير ذلك فلماذا يرفض الجعفري التنحي عن رئاسة الحكومة المقبلة رغم الأصوات الرافضة له طالت حتى الائتلاف العراقي؟ ولماذا ترفض الإدارة الأمريكية حتى مجرد الحديث عن جدولة للانسحاب من العراق؟
يتفق الجميع على أن التأخير في إعلان تشكيل الحكومة المقبلة سيؤجج الكثير من الإشكالات والإرباكات في العملية السياسية، وهو ما سيوفر مناخاً لمزيد من تعقيدات الوضع الأمني رغم الدعوات التي تطالب السياسيين العراقيين بالارتقاء على المنافسات والمصالح السياسية والتفكير فقط في إنجاح العملية السياسية الديمقراطية داخل العراق، على الأقل الاستفادة ولو قليلا من أسباب وجود المحتل، و التفكير في مصلحة الشعب العراقي برمته باختلافاته المذهبية والطائفية وإيجاد صيغة من التعايش السلمي الأهلي بعيدا عن المناحرات و المصالح الشخصية وتجنب الوقوع في المنهج السياسي الذي كان متبعا من قبل القيادة الصدّامية.
إن تواصل الاختلافات من اجل تشكيل الحكومة العراقية يجعل العراق في دوامة الفراغ السياسي فلصالح من ؟ كما أن تواصل التفجيرات التي باتت تستهدف العراقيين في كل مكان ودون هدف فقط من اجل إيجاد أزمة حكم و افتعال أزمة طائفية اذكاءا للصراع داخل العراق و توجيه أصابع الاتهام نحو جهة معينة مستهدفة من الكل دون غيرها يخدم مصلحة من؟ هل صحيح أن كل ما نراه من تفجيرات تعدى حدود المقاومة المشروعة للمحتل إلى عمليات إرهابية تخريبية؟ و ان كانت الإجابة "لا" فلماذا غابت هذه التفجيرات أيام الانتخابات العراقية و الكل يتذكر أن العراقيين توجهوا إلى مراكز الاقتراع دون أن يحصل شيء. هل أن مقتضيات اللعبة السياسية تصل إلى حد توظيف العناصر المخربة و افتعال الأزمات و الإرهاب للوصول الى أغراض شخصية ؟
إن المبادرات التي جاءت لحل أزمة الحكومة العراقية باءت كلها بالفشل، و في كل يوم ننام على وعود لحل الأزمة ونستيقظ على سراب. صحيح أن المشهد العراقي السياسي مشهد معقد بعض الشيء لاختلاف المرجعيات و الأهداف فهناك أغلبية شيعية، تعتقد أنها كانت مهمشة وأنها تتطلع لدور حقيقي و فاعل و هي أغلبية متفاوتة في مستوى أهدافها، ووسائلها المختلفة و لكن وحـّدهم الهم الطائفي و شعورهم بالحرمان من الكثير من حقوقهم السياسية والدينية والمذهبية، وهناك الأكراد، الذين خاضوا الحروب من اجل حقوقهم القومية و نراهم اليوم من المساندين للاحتلال على أساس انه مخلصهم من الدكتاتورية.
وهناك العرب السنة، الذين وجدوا أنفسهم فجأة أو اختاروا أن يكونوا خارج اللعبة السياسية، مهمشين، تلاحقهم جرائم النظام السابق وأخطاؤه.
وهناك الأقليات القومية والدينية، تركمان، ومسيحيون، وغيرهم. وهي أقليات ولا يمكنها فرض إرادتها منفردة. فهل للمشهد العراقي واختلاف أطيافه حقا دور في إطالة عمر أزمة تشكيل الحكومة و غيرها من الأزمات؟.
و هل أن الأزمة السياسية الحالية دليل واضح على توفر الأجواء الديمقراطية الحرة كما يرى البعض ؟ أم أنها أزمة موظفة تقف ورائها بعض الأطراف لأغراض شخصية؟ ومهما تكن طبيعة الأزمة ، ومهما تكن الأطراف المشاركة في العملية السياسية على اختلاف أطيافها فمن الضروري الإسراع في تخليص البلاد من دوامة العنف و الاحتلال و عدم الانجرار وراء التصريحات الذاتية الطائفية التي من شانها التواطؤ أكثر مع المستفيدين من خلق الأزمات داخل المجتمع العراقي و إطالة عمر الفوضى و الدمار والقتل وهو ما سينعكس أكثر على الواقع الاجتماعي و الأمني و الاقتصادي للبلاد.
* راضية الشرعبي-تونس
بات في الآونة الأخيرة من الضروري دراسة " ظاهرة افتعال الأزمات " كظاهرة سياسية تضاف إلى بروتوكولات و متطلبات العمل السياسي وخاصة في المشهد العراقي. قد يعني القول بافتعال أزمة القول بوجود متآمرين، و هنا يضاف مصطلح " نظرية المؤامرة"، مصطلح جديد، أي افتراض أن وراء كل أزمة أو قضية أو حادث مؤامرة. ولسنا من مؤيدي نظرية المؤامرة في كل شيء، إلا أننا لا نستطيع إنكارها وعدم الاعتراف بها أو الحديث عنها و حتى توظيفها في اللعبة السياسية الدولية التي تنتهجها بعض الأطراف المجهولة، التي تقضي الليالي تنسج خيوط المؤامرة و تحبك رسم الخطط و استتباعاتها المباشرة والغير مباشرة، القريبة منها والبعيدة المدى. وقد نصاب بحالة من الذهول إزاء حدث معين وتغيب عنا التفسيرات المنطقية و تدفعنا إلى التفسير الوحيد: المؤامرة وافتعال أزمة. وحين نبحث عن التوقيت الغريب لحدوث قضية ما وأسبابها أو أسباب تفاقمها نصل إلى تفسير واحد وسؤال وحيد من هي الأيادي الخفية ؟.
إن تواصل أزمة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة بسبب تمسك الجعفري بالرئاسة و من قبلها تفجير المراقد الدينية العراقية في مدينة سامراء الشهر الماضي و استتباعات هذا الحدث الى حد هذه الساعة من استهداف للمساجد السنية و الشيعية قد يؤيد ما ذهبنا إليه على أساس أنها لعبة سياسية قذرة تنتهجها بعض الأطراف الخارجية بتواطؤ مع أطراف داخلية. لعبة سياسية حيكت خيوطها ومازالت لم تستوفى بعد، وعدم وجود تفسير منطقي واحد هو ما يدفعنا إلى ترجيح كفة المؤامرة. أسئلة كثيرة ما زالت مبهمة إلى الآن، إلى أين ستصل الأمور؟ ومن المسؤول عما يحدث اليوم؟ من المستفيد من تأجيج وافتعال الأزمات؟ ومتى سينئ بالشعب العراقي عن دوامة السياسة ومصالحها وأطرافها المتناحرة؟
لم يكن الاعتداء الذي استهدف المراقد الشيعية في سامراء بالأمر الهين على العراقيين قاطبة لما تمثله هذه المراقد من قدسية سواء للشيعة أو للسنّة في العراق أو للمسلمين في أنحاء العالم، تفجير المراقد كانت له استتباعاته التي أدت إلى التطاول أكثر على المقدسات و الشخصيات الدينية السنية ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فبعد أن أحست الأطراف المشرفة على هذه العمليات القذرة أن الشعب العراقي استطاع تجاوز المحنة و بعد فشلهم في إيقاد وتأجيج نيران الفتن الطائفية و المذهبية: وقع تفجير و استهداف مدينة الصدر، ومنها المساجد الشيعية و حتى يعطى للازمة الأبعاد الطائفية التي يراد من ورائها إشغال العراقيين و العالم بأسره جاء تفجير المراقد والمساجد واغتيال الأئمة والمصلين في وقت يشهد فيه العراق مشاورات تشكيل الحكومة العراقية المقبلة . أزمة أخرى نقف أمامها مذهولين ، طال أمدها ولا حلول . مبادرات من هنا وهناك ولا جديد تدخلات داخلية ولا خارجية ولا من مجيب. الجعفري متمسك والائتلاف العراقي ما زال حائر والعراق يتخبط كل يوم في دماء مواطنيه أكثر فأكثر. فراغ سياسي و جهود مركزة على حل أزمة تشكيل الحكومة و الوضع على ما هو عليه، والإدارة الأمريكية مرة متفرجة ومرة ممارسة لضغط لطرف ما و لأهداف ما و الكل يلهث وراء ممارسة ديمقراطية منشودة . من المسؤول الحقيقي؟ هل هم حقا من وصفوا بالتكفيريين والصدامين؟ هل لمخاوف بوش و أعوانها مبرر؟ هل توجد حقا حربا مذهبية طائفية كما يروّج لذلك؟ أم أن الأمر لا يتعدى أن يكون لعبة أخرى و مخطط آخر من مخططات الاحتلال لإطالة عمر الفوضى في العراق و بالتالي إيجاد المبررات و الذرائع للبقاء؟ و إن كان الأمر غير ذلك فلماذا يرفض الجعفري التنحي عن رئاسة الحكومة المقبلة رغم الأصوات الرافضة له طالت حتى الائتلاف العراقي؟ ولماذا ترفض الإدارة الأمريكية حتى مجرد الحديث عن جدولة للانسحاب من العراق؟
يتفق الجميع على أن التأخير في إعلان تشكيل الحكومة المقبلة سيؤجج الكثير من الإشكالات والإرباكات في العملية السياسية، وهو ما سيوفر مناخاً لمزيد من تعقيدات الوضع الأمني رغم الدعوات التي تطالب السياسيين العراقيين بالارتقاء على المنافسات والمصالح السياسية والتفكير فقط في إنجاح العملية السياسية الديمقراطية داخل العراق، على الأقل الاستفادة ولو قليلا من أسباب وجود المحتل، و التفكير في مصلحة الشعب العراقي برمته باختلافاته المذهبية والطائفية وإيجاد صيغة من التعايش السلمي الأهلي بعيدا عن المناحرات و المصالح الشخصية وتجنب الوقوع في المنهج السياسي الذي كان متبعا من قبل القيادة الصدّامية.
إن تواصل الاختلافات من اجل تشكيل الحكومة العراقية يجعل العراق في دوامة الفراغ السياسي فلصالح من ؟ كما أن تواصل التفجيرات التي باتت تستهدف العراقيين في كل مكان ودون هدف فقط من اجل إيجاد أزمة حكم و افتعال أزمة طائفية اذكاءا للصراع داخل العراق و توجيه أصابع الاتهام نحو جهة معينة مستهدفة من الكل دون غيرها يخدم مصلحة من؟ هل صحيح أن كل ما نراه من تفجيرات تعدى حدود المقاومة المشروعة للمحتل إلى عمليات إرهابية تخريبية؟ و ان كانت الإجابة "لا" فلماذا غابت هذه التفجيرات أيام الانتخابات العراقية و الكل يتذكر أن العراقيين توجهوا إلى مراكز الاقتراع دون أن يحصل شيء. هل أن مقتضيات اللعبة السياسية تصل إلى حد توظيف العناصر المخربة و افتعال الأزمات و الإرهاب للوصول الى أغراض شخصية ؟
إن المبادرات التي جاءت لحل أزمة الحكومة العراقية باءت كلها بالفشل، و في كل يوم ننام على وعود لحل الأزمة ونستيقظ على سراب. صحيح أن المشهد العراقي السياسي مشهد معقد بعض الشيء لاختلاف المرجعيات و الأهداف فهناك أغلبية شيعية، تعتقد أنها كانت مهمشة وأنها تتطلع لدور حقيقي و فاعل و هي أغلبية متفاوتة في مستوى أهدافها، ووسائلها المختلفة و لكن وحـّدهم الهم الطائفي و شعورهم بالحرمان من الكثير من حقوقهم السياسية والدينية والمذهبية، وهناك الأكراد، الذين خاضوا الحروب من اجل حقوقهم القومية و نراهم اليوم من المساندين للاحتلال على أساس انه مخلصهم من الدكتاتورية.
وهناك العرب السنة، الذين وجدوا أنفسهم فجأة أو اختاروا أن يكونوا خارج اللعبة السياسية، مهمشين، تلاحقهم جرائم النظام السابق وأخطاؤه.
وهناك الأقليات القومية والدينية، تركمان، ومسيحيون، وغيرهم. وهي أقليات ولا يمكنها فرض إرادتها منفردة. فهل للمشهد العراقي واختلاف أطيافه حقا دور في إطالة عمر أزمة تشكيل الحكومة و غيرها من الأزمات؟.
و هل أن الأزمة السياسية الحالية دليل واضح على توفر الأجواء الديمقراطية الحرة كما يرى البعض ؟ أم أنها أزمة موظفة تقف ورائها بعض الأطراف لأغراض شخصية؟ ومهما تكن طبيعة الأزمة ، ومهما تكن الأطراف المشاركة في العملية السياسية على اختلاف أطيافها فمن الضروري الإسراع في تخليص البلاد من دوامة العنف و الاحتلال و عدم الانجرار وراء التصريحات الذاتية الطائفية التي من شانها التواطؤ أكثر مع المستفيدين من خلق الأزمات داخل المجتمع العراقي و إطالة عمر الفوضى و الدمار والقتل وهو ما سينعكس أكثر على الواقع الاجتماعي و الأمني و الاقتصادي للبلاد.