الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نيسان شهر الأحزان و الشهداء بقلم: عبد الجواد عدوان

تاريخ النشر : 2006-04-11
نيسان شهر الأحزان و الشهداء بقلم: عبد الجواد عدوان
نيسان شهر الأحزان و الشهداء عبد الجواد عدوان

في ذكرى شهداء الفردان.

كمال عدوان، محمد يوسف النجار، كمال ناصر

"و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون"

يأبى شهر نيسان أن يمر علينا دون أن يحفر في ذاكرتنا موعدا مع الحزن ، فقد سطر التاريخ أسماء الكثير من المجازر و الشهداء القادة الذين سقطوا في هذا الشهر ، واذكر من هؤلاء الشهيد عبد القادر الحسيني ، والشهداء كمال عدوان ، أبو يوسف النجار ، كمال ناصر والشهيد البطل خليل الوزير أبو جهاد والشهيد الرنتيسي ، واعتذر عن سقوط بعض الأسماء وأرجو من إخواني القراء أن يُذكروني بما سهت عنه ذاكرتي، وهاهي القائمة تطول لتزيد قوافل الشهداء ، بما تقوم به إسرائيل من عمل غادر في دير ياسين وقصف وحشي لرفح وغزة وخان يونس وجنين، وعلى حواجز الفصل العنصري لم يتوقف مسلسل القتل اليومي والعالم يتفرج ، ويشدد من حصار الضحية حتى الإدانة أو الاستنكار لم يعد ضمن كلمات القاموس الدولي.

كذلك كان لنا موعد حزين آخر مع عودة نيسان انه سقوط عاصمة عربية في غزو جائر يحمل شعارات عولمة ويخفي نوايا خبيثة.

ها هو نيسان يأتينا بحصار وضغوط وابتزاز .......... ولكن الشعب الفلسطيني مُصر على الصمود في وجه العدوان مهما كانت التضحيات في سبيل تحقيق أهدافه والتي سقت من اجلها تلك القوافل من الشهداء،وقد لا تكفي كلماتي والتي أطرز حروفها أوسمة على صدور جرحانا وأسرانا.

لقد ترك لنا شهداءنا القادة إرثا وطنيا نحمله أمانة ونتخذه وصايا ونبراس ليضيء لنا طريق النصر والعودة، شهدائنا هم أكرم منا جميعا ولا نفرق بين أي منهم إيمان حجو محمد الدرة الشيخ ياسين أبو عمار ولكنى سألقي الضوء هنا على شهيدنا القائد كمال عدوان

"نحن نعيش أملنا لنصنعه حقائق وهم يعيشون ليستسلمون"

وُلد كمال عدوان في قرية بربرة القريبة من مدينة عسقلان عام 1935، لجأت عائلته إلى قطاع غزة أثناء نكبة عام 1948.أنهى دراسته الثانوية في قطاع غزة ،و التحق بتنظيم الإخوان المسلمين عام 1952 وقد نشأت لديه فكرة العمل المسلح الفدائي، في وقت مبكر حيث أسس الشهيد خلية مستقلة ضمت اثني عشرة شابا، منهم الشهيد خليل الوزير" أبو جهاد" وحمد العايدي والشهيد عبدا لله صيام و وكان معظمهم من تنظيم الإخوان وشَكلت هذه المجموعة فيما بعد النواة الأولى لحركة فتح. وقد قام مع الخلية بعمليات موجعة داخل فلسطين المحتلة، ليصبح على رأس قائمة المطلوبين للعدو الصهيوني

وكان أول من دعا لاجتماع شعبي لإقامة تشكيل فلسطيني عريض للعمل على تحرير فلسطين في عام 1954، بعد أن وضح عجز الأنظمة العربية في إيجاد آلية لتحرير فلسطين. كما شارك زملائه في المؤتمر التحضيري الأول لتأسيس حركة فتح في مارس عام 1956

ومع سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إبان العدوان الثلاثي على مصر 1956 فقد طاردت قوات الاحتلال الشهيد فانتقل إلى رفح والذي بات ليلته فيها ليتم ترتيب انتقاله للعريش ، ليبقى فيها حتى اندحار الاحتلال في 7 مارس 1956 ولم يتعقل كما جاء في روايات وجدتها في مواقع الانترنت .

كما كان لشهيدنا البطل الدور الطليعي في إرساء مبادئ حركة فتح ووضع ميثاقها مع زملائه ياسر عرفات وخليل الوزير عبد الفتاح حمود وسعيد المسحال وعادل ياسين وكان ذلك في سبتمبر من عام .1958

تخرج من الجامعة في مصر وغادر للعمل في السعودية عام 1961 مهندسا للبترول وانتقل إلى قطر عام 1963 وهو يحمل الهم الفلسطيني، وليستكمل مع رفاقه الإعداد لانطلاقة الثورة الفلسطينية.

ولقد كان الشهيد احد ثلاثة من أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني في مؤتمره الأول المنعقد في القدس من 2-5 يونيو 1964 ، وفق رؤيا لحركة فتح في المشاركة في منظمة التحرير الفلسطينية ، ولكن مشاركتهم كانت بصفة مستقلين.

وبعد معركة الكرامة 1968 وازدهار العمل الثوري تفرغ للعمل النضالي وتسلم ملف الإعلام لحركه فتح واخرج جريدة فتح واشرف على إدارتها وهيأ لها الكوادر والكفاءات ، لقد الشهيد البطل ذو نظرة ثاقبة وصاحب أفكار واضحة وجريئة يطرحا بلا رتوش أو مجاملات على حساب الثورة والمبادئ ، وكانت الحقيقة بارزة في كلمته والأفكار واضحة في حديثه ، وكان قمة في التحدي والتجاوز البناء، يتقن فن الثورة ويحفظ دروسها عن ظهر قلب ويلقنها للناس. عظم الكلمة في فكره وعقيدته وأجل العمل في نضاله وكفاحه اليومي الدءوب.

وكانت كلماته لاذعة قارصة تجلد الخطيئة في مهدها بأسواط الحق وتكشف الانحرافات بوضع الحقائق عارية تحت نور الشمس. وتصدى للصحف الصفراء التي كانت تكيل الاتهامات لقادة الثورة بقلم جارح وحقيقة ناصعة، فتغلب عليها دون أن تنل منه هذه التهم أو تثنه عن عزمه، بل زادته إيمانا بنفسه وثورته وقدرته على التغيير والتبديل. كان يكره الهزيمة ولا يعرف الاستسلام ويتمنى لو يصبح قنبلة زمنية تنفجر كل يوم وتصيب أعداءه.

لقد وصفه زملاءه ورسموا له صورة أثناء أحداث أيلول عام 1970 كان مظهره يبعث على الاطمئنان وهو يتنقل بين القذائف، حليق الذقن مرتب الهندام ، يفكر بهدوء الواثق يضع خطط العمل ويقسم العاملين ويتابع التنفيذ ، موضحا لكوادره تفاصيل الصعوبات المحيطة، والظروف المعيقة ، ويؤكد على ضرورة مواجهة التحدي والانتصار فيه.

لقد كان للشهيد البطل منظاره الخاص والذي ينظر منه للعالم لقد كانت فلسطين هي ذلك المنظار والذي منه يمكن الحكم على كل شيء فقد كانت له مقولة " لكي تكون قوميا أو حتى أُمميا لابد أن تكون فلسطينيا "

وعندما رفعت الثورة شعارها "أيها الرفاق اصعدوا إلى الجبل" كان أول من لبى النداء، فقام بتنفيذ الأمر وتحقيق الشعار، وأصبح إعلام الثورة يصدر من جبال السلط ومن كهوفها.

انتخب الشهيد في المؤتمر الثالث لحركة فتح عام 1971 عضوا في اللجنة المركزية ومسئولا عن ملف العمل المسلح في فلسطين المحتلة وعرف هذا الملف باسم تنظيم القطاع الغربي ، وقد تسلم الشهيد هذا الملف في ظل ظروف معقدة لما أصاب الثورة الفلسطينية من انتكاسة على اثر أحداث أيلول 1970 وخروج الثورة الفلسطينية بالكامل من الأراضي الأردنية ، وقد اخذ الشهيد على عاتقة إعادة ترتيب الأوضاع الثورية واستحدث هيكلية جديدة في العمل الثوري فابتدع ما يمكن تسميته التنظيم الموازي أو التسلسل الحلقي في العمل التنظيمي لتقليل الخسائر في حالة وقوع احد أعضاء التنظيم في أيدي العدو وقسم العمل إلى لجان لكل منطقة ، ومن خلال إستراتيجية واعية نجح في استنهاض العمل الثوري في فلسطين وأكد على قدرة الفلسطيني في النهوض تحت كل الظروف والمعوقات

كمال عدوان لعب دورا أساسيا في تأسيس الجامعات في الأرض المحتلة حتى في ذلك الوقت كان التفكير في أن تؤسس جامعات في الأرض المحتلة، كان تفكيرا يحتاج إلى إبداع وإلى خطوة جريئة، ورغم معارضة البعض كان الشهيد بعيد النظر جدا وكان يرى أن تشكيل الجامعات سيشكل مراكز ومجمعات للنضال السياسي وللنضال الوطني وسينشط العمل السياسي في الأرض المحتلة ضد الاحتلال وهذا ما تحقق بالفعل .

كنت أنوى أن استمر في الكتابة لأضع القارئ في صورة الشهيد وأفكاره ولكني مهما أطلت لا استطيع أن أوفي أي شهيد حقه مما يستحقه من التقدير والإجلال ولكنى انصح بالدخول لهذا الرابط ليرى معي القارئ كيف كان الشهيد

يفكر وكيف يعمل وما نحن بحاجة إليه في أيامنا الصعبة هذه .

http://www.arabicebook.com/FreeBooks/arabicebook_499.pdf

وكان العاشر من نيسان 1973 موعدا حزينا حيث قامت يد الغدر الصهيونية بعملية عسكرية كبيرة باغتيال الشهيد كمال عدوان ورفاقه أبو يوسف النجار عضو اللجنة المركزية لفتح وكمال ناصر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في محل إقامتهم في منطقة الفردان في بيروت، لقد قاوم الشهيد كمال عدوان مهاجميه وأوقع فيه إصابات قبل أن يسقط شهيدا وقد كانت دمائهم في أرجاء شقته خير شاهد على ذلك،وليس كما أورد احد الباحثين وفي مقال منسوخ عن الانترنت وللأسف تم نشره في دنيا الوطن أن كمال عدوان استشهد مطعونا بنصل سكين، لقد كانت خسارة كبرى عوضها من حملوا الراية من بعدهم لتستمر الثورة.

رحم الله الشهداء جميعا وأدخلهم فسيح جناته

[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف